حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ان الامام الخميني يرى بان معنى “ الهزيمة والنصر يختلف عما شاع لهما في عرف السياسيين المحترفين “ فهو - وخلافا للكثير من المناضلين المشهورين والقادة والاعلام من سياسي العالم ، والذين يدخلون الميدان السياسي باي وسيلة ثم يحرصون على مظهرهم السياسي وشخصيتهم في وسط ذلك الميدان المضطرب - قد دخل الميدان السياسي وقام باداء دوره القيادي للثورة الاسلامية في عام 1963 م بعد ان طوى العديد من مراحل التهذيب وكسب الفضائل المعنوية والمعارف الحقيقية بسطوحها العالية ومارس الجهاد الاكبر لسنوات طويلة . فالامام يعتقد بان بناء النفس والجهاد الباطني مقدم على الجهاد الخارجي ، حتى انه كان يقول دوما بان العلوم المختلفة - بما في ذلك علم التوحيد - اذا لم تكن توأماً مع تهذيب النفس فانها لن تكون سوى حجاب ولن تؤدي الى الوصول الى الحقيقة.ان العبارات الحادة التي اطلقها الامام في بيانه الصادر في 2 نيسان 1963 م واشباهها التي وسمت الكثير من تراثه السياسي ، لم تكن مناورة سياسية لاخراج مناوئيه من الميدان ، بل انها كانت عرضا لحقائق تنبع من عمق وجود شخصية ترى ان العالم محضر الله . فالامام لم يكن يكن لاحد من خصومه من امثال محمدرضا او صدام اوكارتر او ريغان وغيرهم ممن وقفوا بوجهه خلال جهاده ، حقدا او عداء شخصيا ، فهو كان حريصا على انقاذ المجتمع البشري من سلطة اتباع الشيطان واعادة البشرية الى هويتها الفطرية الالهية - الرحمانية . وقد حرص على الاعتقاد والعمل بهده المبادي قبل ان يدعو غيره اليها .وللوقوف على سر موفقية الامام الخميني ينبغي البحث في جهاده الطويل لنفسه وسعيه لبلوغ المعرفة الشهودية الحقيقية . فلا يمكن فهم دوافع الامام الخميني واهدافه من نضاله السياسي دون التامل في مراحل تكامل شخصيته الروحية والمعنوية والعلمية .لقد رأى العالم الكثير من العناصر التي ميزت جهاده وثورته ، الا ان ما يميز ما قام به الامام الخميني وما يميز ثورته عن سائر الثورات ، ويجعلها متصلة بثورات الانبياء ، هو ان من تصدى للثورة الاسلامية في القرن العشرين لم يترك - على قول من رافقوه طوال فترة ما قبل النهضة حتى انطلاقها ومن ذلك الوقت حتى رحيله عن الدنيا - نافلة صلاة الليل والدعاء ليلة واحدة ، ناهيك عن الفرائض والواجبات . انه ذلك الرجل الذي جلس يرد على اسئلة العشرات من الصحفيين والمصورين الذين اجتمعوا من انحاء العالم في اخرلقاء صحفي له في محل اقامته في ( نوفل لوشاتو)(39) وما ان مرت بضع دقائق وحان موعد الصلاة ، حتى قام ليؤدي صلاته غير مكترث لذلك الجمع . وللوقوف على سر التاثير المميز لبيانات الامام وكلامه في الاستحواذ على مخاطبيه والى الحد الذي يدفعهم الى التضحية بارواحهم ينبغي البحث في اصالة الفكر هذا ، والحزم في الرأي والصدق الخالص معهم .ان من اهم المزايا التي وسمت نهضة الامام الخميني : الاعلان عن مسار في نضاله ، اتخاذ مواقف واضحة والثبات عليها ، والحزم في التحرك نحو الاهداف ، وهي الامور التي اقر بها العدو والصديق .