حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وبسرعة انتشر خبر اعتقال الامام في مدينة قم وضواحيها ، فانطلق الرجال والنساء من القرى من مدينة قم نحو منزل قائدهم وهم يرددون شعار “ الموت او الخميني “ الذي ملا ارجاء المدينة وقد بلغ الغضب الشعبي حدا دفع رجال الشرطة في البداية نحو الفرار الا انهم عادوا لمواجهة الجماهير بعد ان تسلحوا بمختلف التجهيزات العسكرية وبعد ان استقدمت قوات دعم عسكرية من المعسكرات الواقعة على اطراف المدينة .وبينما كانت جموع الجماهير تغادر حرم حضرة المعصومة ( عليها ) فتحت قوات النظام التي استقرت خارج الحرم المطهر نيران اسلحتها الاوتوماتيكية ، ولم تمض عدة ساعات على المواجهة بين الجماهير وقوات النظام ، حتى دار حمام من الدم في المدينة ، ولم يكتف النظام بذلك ، فقد ارسلت عدة طائرات مقاتلة للتحليق في سماء المدينة واختراق حاجز الصوت لادخال الرعب والهلع على قلوب الجماهير وتم مواجهة الانتفاضة بالسلاح للسيطرة على الاوضاع .بعدها بادرت العجلات العسكرية لجمع اجساد الشهداء والجرحى من الشوارع والازقة لنقلهم بسرعة الى اماكن غير معلومة . وفي غروب ذلك اليوم كانت مدينة قم تعيش حالة النكبة والحزن .في صباح يوم الخامس من حزيران كان خبر اعتقال الامام قد وصل الى طهران ، مشهد ، شيراز وسائر المدن مما فجر اوضاعا مشابهة في تلك المدن . فقد انطلقت مجاميع الناس من اهالي ( ورامين ) والمناطق السكنية في ضواحي طهران نحو العاصمة ، ولما كانت دبابات النظام والياته وقواته المسلحة قد احاطت بالعاصمة للحيلولة دون وصول المعارضين اليها ، فقد اشتبكت تلك القوات مع تلك المجاميع في تقاطع ( وارمين ) مما ادى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى من الاهالي .كذلك فان تجمعا كبيرا كان قد حصل في السوق المركزي في طهران وفي وسط المدينة مرددا شعار “الموت او الخميني “ ثم توجه الجمع نحو قصر الملك . كما انطلقت سيول الجماهير من جنوب مدينة طهران متوجهة نحو مركز العاصمة وكان بينهم طيب الحاج الرضاني والحاج اسماعيل الرضائي (44) - وهما اثنان فتوات منطقة جنوب طهران - مع مجموعتهم ، وقد اعتقل هذين الاخوين فيما بعد وفي 2 تشرين الثاني 1963 م تم اعدامهما ونفي انصارهما الى مدينة بندر عباس .