حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
في ذلك الوقت وبينما كانت مناطق واسعة من البلاد تعاني من ظروف كالتي ذكرنا . كان عشرات الرؤوساء والقادة والوزراء من البلدان الاخرى يجتمعون في العاصمة طهران لمشاهدة الاحتفالات بمرور الفين وخمسمائة عام على بداية الامبراطورية الفارسية ليسعدوا برؤية تلك الاحتفالات الاسطورية ، ولما كان المئات من العمال والعشرات العاطلين المشردين يعيشون في الاقبية والاكواخ المعدة من الصفيح في جنوب وشرق وغرب طهران وفي وسطها في حالة يرثى لها من الفقر والتردي الصحي ولما كان هذا الامر من السعة والانتشار في طهران الى درجة كبيرة ، فقد اجبر النظام اثناء تلك الاحتفالات على القيام باحاطة هذه الاحياء - خصوصا الواقعة منها على جانبي الطرق الي تمر منها الوفود الاجنبية - باسوار جميلة ومطلية حتى لا تظهر اثار التمدن العظيم للعيان !!وفي تلك الايام كانت العديد من المحلات السكنية في جنوب وغرب طهران تفتقد الى الماء الصالح للشرب ، وكان قد وضع لكل مائة عائلة ماسورة ماء واحدة ليشمربوا منها . وكان معدل الامية في عام 1976 ما يعادل 52.9 % بين من تتراوح اعمارهم بين السابعة وما فوق (62) . وحينما فرالملك من ايران في عام 1978 م كان قد مضى على ثورته البيضاء والاصلاحات المدعومة من قبل امريكا خمسة عشر عاما ، وخلال تلك المدة - ورغم انتاج وبيع النفط وسائر الثروات الوطنية بشكل مسرف - ورغم دعم الدول الاجنبية للنظام ، فان ايران لم تفشل في تحقيق استقلالها وحسب ، وانما كان الارتباط الاقتصادي والزراعي والصناعي بالخارج يزداد يوما بعد اخر وبازائه كان التدهور الاقتصادي والفقر وضياع العدالة يزداد باضطراد . اما من الناحية السياسية فقد حول الملك ايران الى اكثر بلدان العالم عمالة للغرب وخصوصا امريكا . وعلى رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي كان الامام الخميني يمربها منذ نفيه ، فانه لم يكف عن الجهاد والوقوف بوجه النظام الملكي . فكان يبعث - ومن خلال خطاباته وبياناته - الامل بالنصر المؤزر في النفوس .