حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ان هذه الخصال والسجايا الرفيعة التي تمكن الامام هناكتسابها عبر سنوات طويلة من المجاهدة والتريض الشرعي وامتحان المفاهيم والاسس العرفانية في حياته العملية الشخصية والاجتماعية ، والمنحى السياسي الذي انتحاه والذي اظهر من خلاله اعتقاده الراسخ بحفظ كيان الحوزات العلمية وترسيخ قيادة الروحانية والزعامة الدينية باعتبارها الملاذ الوحيد للناس في تلك الايام المضطربة الخطيرة ، جعلته يوظف امكاناته العلمية ويبذل مساعيه وما تميزبه من الفضل والشاخصية في تحكيم اسس الحوزة العلمية الفتية في قم ، فوقف رغم ما لديه من لياقات - ورغم اختلاف نظرته العلمية عن سائر المجتيهدين - مع سائر المجتهدين ، يدعم مرجعية اية الله العظمى الحائري ثم اية الله البروجردي - اعلى الله مقامهما - وحتى بعد وفاة اية الله البروجردي - ورغم التوجه الواسع من قبل الطلاب والفضلاء والمجتمع الاسلامي نحوه لجعله احد مراجع التقليد - لم يخط الامام الخميني اية خطوة يشم منها رائحة السعي لكسب المقام والسلطة فكان يحث محبيه ومريديه دوما على عدم الاهتمام بمثل هذه الامور . بل انه اصر على منحاه هذا حتى في الوقت الذي اجتمع حوله اهل الخبرة في المعارف الاسلامية باعتباره المنادي بالاسلام الحق وانه يمثل ضالتهم المنشودة لتحقيق امالهم لما كان عليه من التقوى والعلم والوعي ، فلم يغير من سيرته ومنهجه قيد انملة متمثلا قوله الذي كان يكرره دائما” انني اعتبر نفسي خادما وحارسا للاسلام والشعب “(8).انه ذات الرجل العظيم الذي عاد في 12 بهمن 1357 ش ( 1 شباط 1979 م ) الى ايران ليجد عشرات الملايين من الايرانيين وقد اجتمعوا في اكبر مراسم استقبال شعبي لزعيم سياسي في التاريخ ، ثم اجاب ذلك الصحفي الذي سأله عن شعوره وهو يرى هذه الابهة التي تنتظره ، بالقول : لا شيء!لقد توهم ذلك الصحفي بان الامام الخميني كسائر القادة السياسيين الساعين نحو السلطة يصابون في مثل هذه المواطن المثيرة بسكر خاص ، bتكاد ارواحهم تقفز له فرحا غير ان الجواب الذي سمعه اوضح له بان الامام الخميني من سنخ اخر .