حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
من جانب اخر ، انهكت اتفاقية الجزائر عام 1975 م والتي وقعت بين الملك وصدام حسين ( نائب رئيس الجمهورية العراقية انذاك ) الخلافات بين البلدين بشكل مؤقت ، فقد رات امريكا ان المنازعات والمناوشات بين بغداد وطهران في ذلك الوقت امر يعرض الثبات في المنطقة وفي الخليح الى الخطر .لذا فقد تم عقد تلك الاتفاقية بشكل رسمي بتدخل الرئيس الجزائري والرئيس المصري انور السادات الصديق الحميم للملك الايراني .وقد ادت اجواء التالف بين حكام بغداد وطهران لتعقيد الظروف امام مسير جهاد الامام الخميني ، غير ان هذه الموانع لم تتمكن من ثنيه عن مواصلة جهاده الذي ابتدأه .في تلك الايام كتب السفير الايراني في العراق تقريرا وجهه الى قادة النظام الملكي يقول : “ ان اية الله الخميني ، لم يكف عن ممارسة نشاطاته في العراق ، فهو ناشط جدا في العمل على مواجهة النظام ، يرجى اصدار اوامركم في هذا الخصوص لكي يتضح تكليفنا “ .وفي معرض جوابه على هذا التقريركتب الملك - بغضب - : “ لقد كررت القول بوجوب خنق هذا الصوت “(84) غافلا عن ان المقادير الالهية اقتضت مصيرا اخرا لرسالة الامام الخميني “ يريدون ليطفوا نور الله بافواههم والله متم نوره “(85) في عام 1976 وصل الديمقراطيون الى البيت الابيض الامريكي ، وضاعت سدى المعونات النقدية التي قدمها الملك الايراني الى الجمهوريين الامريكان . وانتصر كارتر يحمل شعار حقوق الانسان ، والحد من تصدير الاسلحة الى الخارج . وواضح ان هذه الشعارات انما رفعت لاجل الحد من احاسيس النفرة من امريكا والتي كانت تجتاح البلدان الاخرى كإيران مثلا ، والتعتيم على الازمة الاقتصادية التي كانت تعصف بامريكا وزيادة الضغط على الاتحاد السوفيتي ( السابق) للحصول على امتيازات اكثر في مفاوضات الحد من الاسلحة النووية ( سالت ) والتي كانت جارية انذاك بين الطرفين .