حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
كذلك فان الحرس الثوري - الحديث العهد والذي تم تشكيله بناء على بيان صادرمن الامام - لم يكن يمتلك التجهيزات والخبرة الكافية في الايام الاولى من الحرب ، مضافا الى ان صدام حسين ايضا كان يعلم بكل هذه التفاصيل مستندا الى المعلومات التي زودته بها امريكا وفرنسا وعملاء الطابور الخامس ، لذا فانه كان قد اعد حتى خرائط ( العراق الكبير ) مضيفا فيها الى اراضي العراق الحالية مناطق شاسعة من محافظة خوزستان ومن المحافظات الغربية الايرانية ، لقد كان واثقا من ان النظام الاسلامي عاجز عن مواجهة هذا الجيش الجرار ، وانه سيتعرض للسقوط بسرعة ، كما ان الاستكبار العالمي كان يدعمه ويقف وراءه.لقد قوبل خبر اشتعال الحرب العراقية الايرانية - رغم اهميته - بالسكوت التام من قبل كافة المنظمات الدولية والقوى الكبرى ، هذا السكوت ذا المعنى ، والعداء المتأصل في نفوس الدول الكبرى للجمهورية الاسلامية الايرانية ، والواقع الذي كان تعيشه البلاد ، والقدرة العسكرية البعثية ، كانت كلها ظروفا عقدت عملية اتخاذ القرار . ووقفت ايران امام مفترق يؤدي الى طريقين لاغير : التصميم على المقاومة في حرب غير متعادلة يلفها - حسب الظاهر - الغموض والابهام ، او القبول بشروط امريكا واللجوء اليها للضغط على صدام للانسحاب ، والخيار الثاني يعني التخلي عن الثورة ، وعن الاسلام الى الابد .غير ان هذه الظروف رغم كل تعقيدها ، كانت اقل من ان تعرض الامام الخميني الى التردد في تشخيص مسؤوليته وما عليه ان يتخذه من مواقف . لقد كان الامام يؤمن بقوله تعالى : “ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله ، والله مع الصابرين “( 14) ايمانا شهوديا ، كما انه كان قد طوى - وقبل ان يتنسم مقام القيادة للامة بسنوات - مقامات “ الفناء في الله“( 15) ، ود رس “ الاسفار الاربعة ،)(16) - ا لتي تمثل هجرة الانسان الكامل - نظريا لعدة دورات ، ناهيك عن انه قد قطع تلك الاسفار بمنتهى الكمال على المستوى العملي . مضافا الى انه اورد احكام الجهاد والدفاع في رسالته العملية على انها احكام الهية لايمكن تخطيها .