حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ان امريكا ، والدول الاوروبية والعربية لم تكن صادقة في دعوتها للسلام . وسنورد ادناه اسطع دليل على ذلك ودون الحاجة لعرض اية وثيقة ان صدام وبعد اول سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة التي قامت بها ايران في العام الثاني من الحرب ، لم يتمكن من الصمود حتى لفترة شهر واحد دون الاعتماد على المساعدات المالية الهائلة التي قدمها له شيوخ العرب ، ودون الاستفادة من التجهيزات العسكرية المتطورة التي قدمتها له الدول الغربية . فلو انهم كانوا صادقين في ادعائاتهم لكفاهم قطع الامدادات عن صدام بدلا عن المشاركة في الحصار التسليحي والاقتصادي والنفطي على الجمهورية الاسلامية الا يرانية .ان جرم ايران يتمثل في مواجهتها لعدوها الذي غزا ارضها واستقر فيها وعرض الاف الابرياء للمذابح البشعة خلال الايام الاولى من عدوانه ، وشرد مئات الالاف عن ديارههم . ورغم ان الدول العربية التي وقفت مع صدام ، قدمت اعتذاراتها الرسمية الى ايران - بعد احتلال الكويت من قبل صدام - واقرت باخطائها ، الا ان ذلك لا يقلل من جسامة مسؤوليتهم وجريمتهم - هم والدول الغربية وصدام في استمرار الحرب واطالة امدها.وبالاستدلال السابق ، كان الامام الخميني يواجه الهيئات والوفود التي كانت تفد الى ايران من اجل وقف اطلاق النار ، ويعلن بانه وشعبه سيواصلان الدفاع حتى يتحقق دفع المعتدي الى خارج الحدود ، وحتى يتم اجباره على دفع خسائر هذه الحرب . غير ان الصخب الاعلامي الغربي كان شديدا الى درجة حالت دون وصول صوت مظلومية الشعب الايراني الى الاسماع .بالتدريج قلبت الحقائق ، واظهرت ايران على انها عدوانية الطبع ، وان صدام راغب في السلام . لكن هذه الضغوط وهذا التزوير لم يؤثرا ايضا في موقف الامام والشعب الايراني الصلب والثابت ، وبعد عزل بني صدر ورسوخ خط الامام في اركان الجهاز التنفيذي ، نفذت سلسلة من عمليات التحرير للمناطق المحتلة من قبل الحرس الثوري .قبل ذلك كان امر الامام الخميني بتأسيس التعبئة العامة وتشكيل جيش العشرين مليون قد لقي استقبالا من الشبان الثوريين الايرانيين ، واتخذت ايران طابعا من الحركة تميزت بالدورات التدريبية والتوجيه لجبهات القتال ، وادت النجاحات المتوالية لمقاتلي الحرس الثوري الى ظهور ا ثار الانكسار والهزيمة على جبهة العدو البعثي بشكل جلي . وبالتدريج ظهر الوجه الحقيقي لامريكا وحلفائها ، فانهالت الاسلحة المتطورة - والتي كان بيعها يتم حتى في حالات السلام ضمن شروط صعبة ومفاوضات قد تستغرق عدة سنوات ، ويمثل اعطاؤها نوعا من الامتياز - بسرعة على صدام وكان من جملة ذلك صواريخ كروز وطائرات السوبراتندار الفرنسية ، كذلك توافدت شحنات صواريخ سكود المتوسطة المدى وطائرات الميغ 29 وسائر التجهيزات العسكرية الروسية على صدام بلا انقطاع لتقوية ماكنته العسكرية الحربية . حتى ان تقنية زيادة مدى الصواريخ وموادها الاولية وتقنية صناعة المواد الكيميائية اهديت هي الاخرى من قبل الشركات الامريكية والاوروبية الى صدام لكي يتمكن من التفوق على الجمهورية الاسلامية الايرانية .في ذلك الوقت اجبرت العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة ودول الخليج الفارسي الاخرى من قبل امريكا على تامين ميزانية الحرب الصدامية - وقد اعلن النظام العراقي ذاته بشكل رسمي اسرار تلك المساعدات العربية - والعراق اليوم مدين باكثر من 80 مليار دولار لتلك الدول عن المساعدات التي قدمت له طوال الاعوام الثمانية من الحرب . اما مصر ففضلا عن تقديها الطيارين والطائرات ، فقد ارسلت عدة الاف من الجنود المصريين للمشاركة في الحرب ، وكان للاردن دور داعم مشابه .القصف المكثف للمدن والقرى والمراكز الاقتصادية واطلاق الصواريخ المخربة على المناطق المسكونة كانت حلقة اخرى في سلسلة جرائم صدام التي اغمض المجتمع الدولي والدول المتشدقة بالدفاع عن حقوق الانسان عيونها عنها وهيأت بدلا عن الشجب والاستنكار وسائل تنفيذ تلك الجرائم لصدام . وقداختطفت تلك الاعتداءات مئات الضحايا من الاطفال والنساء والعزل .