حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وبذا - وبمشيئة الله وكما وعد الامام الخميني - فان الشعب الذي فرضت عليه الحرب ، استطاع فرض السلام على عدوه - المغرور سابقا والخائب حاليا - وذلك بتقديمه الكثير من اعزائه ، وبتسطيره البطولات والملاحم التي لم نر مثيلا لها الا في الحروب التي خاضها المسلمون الاوائل في عصر صدر الاسلام .لقد جاء صدام - بايعاز من امريكا - لتقسيم ايران والقضاء على الثورة الاسلامية ، الا انه اليوم مضطر - ومن اجل حفظ حياته ونظامه المفروض على الشعب العراقي المظلوم - الى القبول بشروط الشعب الايراني الثائر . وعليه انتهت الحرب التي دامت ثمانية اعوام . ولم يوفق مشعلو فتيلها من تحقيق اي هدف من اهدافهم . ولم يبق النظام الجمهوري الاسلامي قائما وحسب ، وانما تمكن ومن خلال الوحدة الوطنية لجماهيره المسلمة في ايران ، من القضاء على الطابور الخامس في داخل البلاد ، وحكم من قدرته وحاكميته على جميع البلاد . اما على الصعيد الخارجي فقد ظهرت الجمهورية الاسلامية على انها قوة ثابتة لا تهزم تمكنت من اثبات حضورها الفاعل على المستوى الدولي واثبات حقانيتها رغم ثمانية اعوام من الاعلام المكثف المعادي ، واستطاعت ابلاغ رسالتها للعالم . وطبيعي انها دفعت من اجل سلوك هذا الطريق الثمن الباهظ المطلوب “ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم “ ( 23) .ان هناكبر ذنوب وجرائم صدام وجميع الحكومات العربية - الاسلامية الظاهر - التي شجعته على الاعتداء ودعمته طوال فترة الحرب ، علاوة على جريمتهم في هدر الطاقات الانسانية والاقتصادية العظيمة لكلا البلدين ( ايران والعراق ) في تلك الحرب المشؤومة - يتمثل في تأخير الوحدة الاسلامية والثورة الاسلامية الكبرى - التي كانت قاب قوسين او ادنى بعد سقوط النظام الملكي الايراني - ولسنوات طويلة قادمة ، وعرضت صفوف المسلمين الى التفرق والاختلاف ، وعوضا عن التربيت على يد الاخوة التي مدها الامام الخميني بعد 11 شباط ( يوم انتصار الثورة ) - عبر جميع البيانات والخطابات - الى الحكومات الاسلامية ، وقبول دعوته للاتحاد وحل مشكلات العالم الاسلامي وتحرير القدس ، تراها وقفت الى جانب اساطين الكفر . وطبيعي فان هذا الطريق لا يوصل سوى الى التسليم المذل امام اسرائيل ، والاعتراف رسميا بوجود هذه الغدة السرطانية واستقبال عساكر الكفر في بلدانهم ، وتسليم ثرواتهم القومية واراضيهم لامريكا لكي تستقر في قلب البلدان الاسلامية وفي مهبط الوحي .