حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لقد طالب الامام الخميني غورباتشوف بالايمان بالله بدل تعليق الامال على الماديين الغربيين معتمدا في مطالبته على عرض المسائل الفلسفية والعرفانية العميقة مشيرا الى فشل الشيوعيين في سياستهم في محاربة الاديان . قال الامام في رسالته : “ ان مشكلة بلدكم الاصلية لا تكمن في مسألة الملكية والاقتصاد والحريه ، ان مشكلتكم انما تكمن في عدم الاعتقاد الواقعي بالله ، وهي نفس المشكلة التي يعاني منها الغرب والتي جرته نحو الابتذال ووصلت - او انها ستصل به - الى طريق مسدود “( 28) .الا ان القادة السوفيت لم يحملوا نصائح الامام وتحذيراته - للاسف - على محمل الجد ، مما اتاح للشركات الامريكية والاوروبية ، ان تجعل من روسيا الحالية العوبة لمطامعها الاقتصادية ، وتعرضها لنوع جديد من الاستثمار الذي لايحمل معه فى المستقبل سوى الظلام والانتهاء الى الطريق المسدود ، الا اذا افاقت الجماهير الروسية وعادت الى رشدها .من الجدير بالذكر ان ( شيفاردنادزه ) وزير خارجية الاتحاد السوفيتي انذاك ، حينما وفد يحمل رد الرئيس السوفيتي الى الامام الخميني ، اذهله ان راى ان هذا العملاق الصلب الذي يوجه التحذيرات بصراحة عجيبة الى قادة ثاني قوة في العالم ، يعيش في بيت صغيربسيط في جماران في غرفة لا تتجاوز مساحتها 12 مترا مربعا ، مكتفيا بوسائل واثاث في منتهى البساطة ودون وجود اي اثر من المراسم والتشريفات المعمول بها . اذهله ان يرى الامام جالسا باطمئنان واستقامة كالطود يضع الى جانبه نسخة من القرآن الكريم وسجادة صلاة ومسبحة وعدد ا من الصحف ومذياعا صغيرا وقد ازدادت حيرة ( شيفردنادزه ) وتعجبه ا كثر حينما التفت الى انه لايوجد كرسي اخر ليجلس عليه مرافقه الروسي ذا المنصب الهام ، وان على الاخير ان يجلس على الارض - ولو لمرة واحدة - او لعل وزير الخارجية السوفيتي ظن بان قدح الشاي مع حبتي القند - الذي قدمه له الشيخ العجوز الذي كان في خدمة الامام - كان امرا متعمدا واستثنائيا ، غير ان الحقيقة غير ذلك ، فالامام لم يغير اسلوبه في العيش ببساطة خلال جميع ادوارحياته سواء حينما كان وحيدا ومغتربا ومنفيا او خلال عهد زعامته الدينية وقيادته السياسية وحتى اخر لحظة من عمره . ولم يقبل لنفسه ان يغير من اسلوبه امام المقامات الدنيوية الاعتبارية مهما عظمت وتسامت .