بیشترلیست موضوعات حديث الانطلاق نظرة في الحياة العلمية والسياسية للامام الخميني (قدس) اشا رة يوم ا لكوثر الخلفية التاريخية من الولادة وحتى الاستقرار في قم السفر الى قم الامام الخميني في خندق الجهاد والثورة كيف نصرخ ولم يبق من الانفاس ما يمكننا من الصراخ ! انتفاضة الخامس من حزيران : مواجهة “ لائحة الحصانة القضائية “ نفي الامام الى تركيا : النفي المجدد من تركيا الى العراق الاحزاب والتيارات السياسية ( منذ قيام 15 خرداد حتى انتصار الثورة الاسلامية ) الامام الخميني ومواصلة الثورة ( 1971 - 1977 م ) اشتداد الثورة الاسلامية في عام 1977 ونهضة الجماهير: سفر الامام الخميني من العراق الى باريس عودة الامام من منفاد بعد 14 عاما : سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة الاسلامية ( يوم الله 11 شبا ط ) تشكيل الحكومة الاسلامية واصطفاف الدول الاستعمارية ضدها : الثورة الثانية : احتلال وكر التجسس الامريكي في ايران : الحرب المفروضة والدفاع المقدس : لماذا استمرت الحرب ؟ توقع الامام الخميني انهيار الماركسية : الدفاع عن النبي الاكرم ( ص ) والقيم الدينية : السنوات الاخيرة من عمر الامام والاحداث المرة : نظرة على اعتقادات الامام الخميني واهدافه وتطلعاته : رحيل الامام الخميني : وصال المحبوب ، وفرا ق الاحبة : اثار ومؤلفات الامام الخميني : توضیحاتافزودن یادداشت جدید
في يوم الجمعة السادس من ذي الحجة عام 1407 هـ ق وبينما كان اكثر من مائة وخمسين الف حاج مندفعين في شوارع مكة للمشاركة في مراسم البراءة من المشركين ، اقدم رجال امن الحكومة السعودية - السريين والعلنيين - على مهاجمة الجموع الغفيرة من الحجاج هجوما يدلل على سبق اصرارهم وترصدهم ، فوقع في هذه الحادثة المؤلمة اكثر من اربعمائة شهيد من الحجاج الايرانيين واللبنانيين والفلسطينيين والباكستانيين والعراقيين وغيرهم ، وجرح اكثر من خمسة الاف اخرين كما تم اعتقال العديد من الاجانب . وكان اكثرالشهداء والجرحى من النساء والشيوخ ممن عجزوا عن الفرار السريع من مكان المذبحة.لقد سقط هولاء بمنتهى المظلومية والبراءة بتهمة اعلانهم للبراءة من المشركين ، واهم من ذلك فان حرمة الحرم الالهي الامن قد انتهكت في يوم الجمعة وفي ايام الحج المباركة وفي الشهر الحرام .وقد كانت اثار الغضب والالم تعتصر الامام الخميني من هذا ا لتجرؤ الوقح ، الا ان مصالح الامة الاسلامية وظروف العالم الاسلامي منعته من القيام باية خطوة عملية ، مما حبس الغم في داخله وترك اثره على كلامه وبياناته حتى اخر عمره .بعد عام من هذه الواقعة ، ونتيجة لاسباب استعرضناها في الفصل السابق قبلت الجمهورية الاسلامية الايرانية وحكومة العراق القرار 598عمليا وانهيا الحرب المفروضة . وقد كانت الملاحم البطولية التي سطرها جند الاسلام والمقاومة الشعبية الايرانية الرائعة خلال ثمانية اعوام من الدفاع المقدس للحيلولة دون تحقيق الاعداء لاي من اهدافهم - التي فرضوا الحرب من اجلها - على الشعب الايراني وطرد المعتدين من المدن والمناطق المحتلة من خلال صراع غير متكافىء تماما ، وانتهاء الحرب بانتصار جند الاسلام ، امور تدعو الى الفرح والسرور ، غير ان الظروف والفجائع التي ظهرت قبل انتهاء الحرب - ومنها المجزرة الرهيبة التي وقعت في ( حلبجة ) نتيجة القصف الكيميائي لهذه المدينة من قبل الطائرات العراقية والقصف الواسع للمناطق السكنية في ايران ودعوة الدول المدعية للاسلام امريكا واوروبا للمجيء الى الخليج الفارسي بناقلاتها الحربية لحماية صدام واسقاط الطائرة الايرانية المدنية في الخليج الفارسي من قبل القوات العسكرية الامريكية كلها كانت مسائل مؤلمة تعتصر قلب اى مسلم غيور فضلا عن رجل طاهر كالامام الخميني الذي اوقف عمره لخير الامة الاسلامية وصلاحها ، ونهض من اجل استعادة مجد المسلمين الضائع .كان الامام الخميني يعاني الامرين مما كان يراه من وقوف الكثير من الدول الاسلامية - وخلافا لارادة شعوبهم - مع اعداء الاسلام الحاقدين ، ودعمهم للمعتدي ، خصوصا وانه كان يرى بوضوح العواقب الوخيمة لهذا الدعم ، وانه حذر من مغبة مواجهة النظام الاسلامي الايراني وتقوية الحكام البعثيين ، مشيرا الى ان هذا الامر - وعلاوة على انه لن يحل مشكلة من مشاكل العالم الاسلامي - فانه سيؤدي في المستقبل القريب الى تعريض هؤلاء الحكام الداعمين للاكتواء بالنار المستعرة تحت الرماد . ونورد من نماذج عن تلك القدرة المحيرة على توقع الاحداث ، فنطلعك عزيزي القاريء على حديث الامام الذي القاه قبل ثمانية اعوام من الهجوم الصدامي على الكويت والذي طبع في السنة نفسها في كتاب صحيفة النور (ج 6 1 ص 0 5 1 ) . قال الامام في يوم 6 1 ايار 982 1 م مخطابا الدول العربية الداعمة لصدام : “ على حكومات المنطقة ان ينتبهوا الى انهم انما يلقون بانفسهم الى !لتهلكة من اجل امريكا او غيرها من القوى الكبرى ، لقد حذرناهم مرارا من ان يصبحوا الة بايدي القوى الكبرى وقد قلنا اكثر من مرة بان صدام اذا تمكن من النجاة من ورطته هذه واستعاد قدرته فانه ليس بذلك الرجل الذي سيضع اعمالكم وما قدمتموه له موضع التقدير ، انه مصاب بجنون العظمة ، ومن المحتم انه سيبادر للهجوم عليكم “كذلك فقد حذر الامام في خطابه الذي القاه بتاريخ 2 / 11 / 1981 قائلا : “ انني انصح جميع حكومات المنطقة بان يكفوا عن دعم صدام ، وان يخشوا ذلك اليوم الذي يحل فيه غضب الله عليهم “ والملفت ان مدة لم تمض على وفاة هذا الرجل الرباني حتى تحقق ما قال ، فقد اصبح اولئك - الذين اتهموا ايران بانها عدوانية الطبع ، واعتبروا المعتدي المتجاوز هو الطرف الراغب بالسلام - انفسهم فريسة لذات الطرف المتجاوز والمعتدي مع اختلاف بين ما فعلت وما فعلوه ايران في السابق ، فقد بادروا هم الى الاستنجاد بالدول التي تعد السبب الرئيس لاشعال فتيل كل هذه الفتن والحروب .ان عدم اكتراث الدول الاسلامية امام الاعتداء ات الاسرائيلية على جنوب لبنان والجرائم التي ارتكبها الصهاينة في ذلك البلد ، والمواجهة القاسية للمسلمين المنتفضين في الاراضي الفلسطينية المحتلة واسوأ من ذلك كله ، توجه الدول العربية نحو اقامة - ما يسمى - بالسلام مع اسرائيل والكف عن السعي لتحرير القدس ، كانت تمثل كلها معاناة تدمي قلب عجوز جماران . لقد اطلق سماحته صيحته - منذ شروعه بالنهضة من اجل تحرير الاراضي الاسلامية من قبضة الصهاينة - بوجه اسرائيل وحاميها الاول (امريكا) ومن اجل ذلك بالذات تم نفيه الى خارج بلاده مدة اربعة عشر عاما . كذلك فانه وخلال فترة مابعد انتصار الثورة الاسلامية لم يأل جهدا ولم يدخر وسعا في تقديم الدعم المادي والمعنوي لتحقيق ذلك الهدف .واليوم يرى بان قادة الدول الاسلامية وقادة المنظمات الفلسطينية يهيؤون انفسهم للامضاء على سند الاستسلام في وقت تغيرت فيه الظروف لغير صالح امريكا واسرائيل نتيجة تنامي تيار الصحوة الاسلامية بين الشبان الفلسطينيين وفي مختلف انحاء العالم الاسلامي . وهذه اموركانت تترك اسوأ الاثار على روحية الامام . ولاشك انه في السنوات الاخيرة من عمره كان يخصص السهم الاوفر من مناجاته الليلية للشكوى لله من تلك الامور والدعاء من اجل اصلاحها . اما على الصعيد الداخلي ، فقد كانت الظروف التي ادت الى اقالة اية الله المنتظري عن سمته في تولي امر القيادة بعد الامام ( 8 2 / 3 / 1989 ) من جملة الحوادث المرة الاخرى .ان احد اهم الاصول التي يقوم عليها دستور الجمهورية الاسلامية - والذي تم طرحه وتصويبه على اساس مباني الامام الخميني - هو تشكيل مجلس الخبراء لتعيين القائد وصلاحيات القيادة في النظام الاسلامي . والخبراء مجموعة من الفقهاء والمجتهدين الذين تتوفر فيهم الشروط ، يتم انتخابهم من قبل الجماهير بشكل مباشر ، وبذا تكون الجماهير مشاركة وناضرة على اهم امر يرتبط بمصير المجتمع الاسلامي - اي القيادة - وذلك عن طريق راي الخبراء .صوت اول مجلس للخبراء في جلسته المنعقدة في شهر تموز 1983 م على انتخاب اية الله المنتظري لمقام نائب القائد ، فهو من تلامذة الامام الخميني البارزين ومن المجتهدين الذين كان لهم حضور فاعل في الدفاع عن انتفاضة الخامس من حزيران وما تلاها من الحوادث ، لذا فقد تعرض - كما هو حال اية الله الطالقاني وسائر علماء الدين الثوريين - للسجن لفترات طويلة في العهد الملكي البائد.في اخر رسالة بعث بها الامام الخميني الى اية الله المنتظري - والتي ادت الى تقديم الاخير استقالته من منصبه - صرح سماحته بانه كان معارضا لانتخاب المنتظري كقائد للنظام الاسلامي بعده ، فقد كان يرى فقدانه الطاقة اللازمة لتحمل هذه المسؤولية الثقيلة والخطيرة والمعقدة( 31) . وقد صرح الامام في هذه الرسالة بان عدم اتخاذه لموقف معارض لمجلس الخبراء انما كان لرغبته في عدم اختراق الحدود التي اقرها القانون لمسؤوليات ووظائف مجلس الخبراء ! - وهذا الامر بذاته بالغ الاهمية في دلالته على اسلوب الامام الخميني في الادارة - فهو يحترم قانون النظام الاسلامي وراي الجماهير ، ويلتزم به الى الحد الذي يمنعه من ابداء رايه ونظرته الشخصية حتى فى ادق الظروف واكثرها حساسية ، رغم ان ابداءه لرايه لن يؤدي الى وقوع اية مشكلة نتيجة المحبوبية والمقبولية التي يتمتع بها لدى الجماهير ومسؤولي النظام .31 - كتبت هذه الرسالة بتاريخ 28 / 3 / 1989 م ، ونصها الكامل في صحيفة النورج 1 ص 112