حدیث الانطلاق نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
في نفس الرسالة ، اكد الامام الخميني - وضمن تعبيره عن محبته للمنتظري - على انه يرى ان من الصالح له ( المنتظري )ان يكف عن تكراراشتباهاته السابقة ، وان يطهر بيته من الافراد غير الصالحين ، ويحول دون تردد المعارضين للنظام الاسلامي عليه ، وان يتفرغ لاغناء المجهود الفقهي واتاحة الفرصة للحوزات للاستفادة من ارائه الفقهية.ومن الجدير بالذكر ، ان الامام الخميني لم يخف رايه الشخصي بعد اصدار مجلس الخبراء رايه في المنتظري ، وانما بادر لتقوية واصلاح نقاط ضعف المنتظري بكل جهده ، واناط به من المسؤوليات والامور المهمة الكثير لاكسابه التجربة الكافية واعداده لتحمل مسؤولية القيادة الخطيرة . غير ان اثار حقيقة ( فقدانه الطاقة اللازمة لتحمل مسؤولية هذا المقام الخطير ) كانت تظهر - وللاسف - تدريجيا ، الامر الذي دفع العناصر غير الصالحة والتي تسللت الى منزل اية الله المنتظري الى استغلال هذه المسألة - وقد اظهرت اعترافاتهم التي ادلوا بها عبر التلفزيون عن سوء مواضيهم واهدافهم المشؤومة التي كانوا يخططون لتنفيذها - حتى بلغ الامر حد ا تجاوز عدم الالتزام بالنصائح المشفقة والحكيمة التي قدمها الامام الخميني والاصرار على الاسلوب ا لخاطيء .لقد نصحه الامام الخميني عدة مرات - عبر الرسائل تارة ، واللقاءات المباشرة تارة اخرى - بضرورة تطهير منزله من تلك العناصر ، والتعاون مع مسؤولي النظام المخلصين . ولاجل ادراك المفاصل الحساسة في هذه الواقعة التاريخية ومرارة الاثر الذي تركته هذه الحادثة على قلب الامام ، ولفهم مدى التزام الامام بمصالح الامة وعدها الاخذ بنظر الاعتبار العلاقات العاطفية والشخصية في مقابل الاهداف المهمة، يكفينا نقل هذا المقطع من رسالة الامام التي بعث بها الى ممثلي مجلس الشورى والحكومة بتاريخ 10 نيسان 1989 م ، وسوف يغنينا ذلك عن اي تفسير او تحليل ، يقول سماحته : “ بلغني انكم لاتعلمون شيئا حول قضية السيد منتظري ، وانكم تجهلون تفصيلاتها . فلتعلموا بان والدكم الشيخ بذل وسعه منذ اكثر من عامين من خلال البيانات والرسائل لتفادي وصول الامر الى هذا الحد ، غير انه - وللاسف - لم يوفق في ذلك (32) ، من جانب اخر فان المسؤولية الشرعية اقتضت اتخاذ القرار المناسب لحفد النظام والاسلام ، لذا فقد اقلت - بقلب يعتصره الالم - وضحيت بحاصل عمري ( التنتظري ) من اجل مصلحة النظام والاسلام “(33). وبهذا الشكل تم القضاء على احدى المخاوف التي احاطت بمستقبل النظام الاسلامي وذلك على يد الامام الخميني الكفوءة المقتدرة . وهذا الامرالمعقد لم يكن ليحل الا بواسطة شخصية كشخصية الامام الخميني .