تفسیر کتاب اللّه المنزل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
«زيد» فقد نفيت وجود زيد بوجه برهانيّ،فيكون آكد و أقوى من انكار وجوده بلابيّنة، و ذلك لأن وجود الشيء بلا صفة منالصفات و حال من الحالات ممتنع.فثبت ممّا ذكر إن «كيف تكفرون» أبلغ فيانكار الكفر من «أ تكفرون» و أوفق بمابعده، و تقديره «أ متعلّقين بحجّة وملابسين ببرهان تكفرون باللّه؟» فيكون وَكُنْتُمْ أَمْواتاً و ما بعده منصوبالموضع على الحال و العامل فيه «تكفرون»أي: تكفرون عالمين بهذا البرهان، فيكون منقبيل وضع الحدّ موضع المحدود، و وضعالشيء مكان عنوانه و اسمه.و بهذا يندفع ما أورد عليه من أن الحال يجبأن يكون وجوده مع وجود ما يقيّد به، وهاهنا ليس كذلك، فإنّ الكفر حاضر لهم، وكونهم أمواتا ماض و لا يجدى نفعا.الجواب عنه: بأنّ الواو الحاليّة لم تدخلعلى «كنتم أمواتا» فقط بل على جملة الكلامإلى قوله: «ترجعون» أي: كيف تكفرون وقصّتكم و حالكم هذه إنّكم [كنتم] كذا وستصيرون كذا. لأن بعض القصّة و الحال ماض وبعضها مستقبل، و كلاهما لا يصحّ وقوعهماحالا، إذ المركّب من الفائت المنقضي والغائب المنتظر لا يكون موجودا حاضرا، نعمالعلم بهذه القصّة موجود حاضر، فكأنّهقيل: كيف تكفرون و أنتم عالمون بتمام هذهالقصّة من بدوها إلى غايتها؟ فقد رجع إلى التوجيه الذي سبق ذكره منأنّكم كيف تكفرون ملابسين بما يبرهن بهعلى إثبات المبدإ و المعاد. أي: ما أعجبكفركم في جميع أحوالكم مع علمكم بحالكم ومآلكم.لا يقال: علمهم بما سبق من كونهم أمواتافأحياهم ثمّ أماتهم لم يتّصل بما لحقهم منالإحياء الثاني و الرجوع؟ لأنّا نقول: ضرب من العلم بهما حاصل (64) (65)لكلّ أحد و إن عاندوا و جحدوا،