میراث حدیث شیعه جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میراث حدیث شیعه - جلد 8

مهدی مهریزی، علی صدرائی خوئی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكان حاله من بدءه إلى منتهاه حال الصولة والانبساط كما حكى أبو سليمان ، ومن كان /117/ بهذه الصفة لا يَرى لغيراللّه‏ وزناً ، وفي كمال رتبته في ذلك الوقت أنّه كان في منزل الاستقامة متّصفاً بصفات الحقّ وبلغ عين الجمع ، فكان يده يد قدرة اللّه‏ ، لذلك لأثرت في الروحاني ؛ لأنّه قادر على كلّ شيء ، ولمّا ارتفعت الوسيلة صار العين واحدا بلا حجاب . ألا ترى أنّه كان قد انقطع عنه الوحي سنة ؛ وذلك من أمارة بلوغه مشاهدة الأصل وإسقاط الوسائط من بينه وبين حبيبه ، وهذا إشارة لا يعرفها إلاّ أهل التوحيد من الموحّدين الموصوفين بعين الجمع وعين الالتباس والاتّصاف بحقيقة الهيبة . . . 1 مقام الوصلة .

وقد ذكرتُ في أثناء كتابي هذا شرح مشايخنا بعض أحاديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏سلم ، ورصعتُ آخره بتفسير الشيخ الإمام أبو سليمان الخطابي ، ما ذكره في لطائف الحديث ، وما ذكرت من تفاسيره الحديث إلاّ نبذةً من طرفها و . . . 1 حقائقها ، وما وشّحت به كتابي من تفسيره أكثره من أعلام الحديث الّذي رسمه رحمه‏الله ؛ ليكون دليلاً لكتابنا ومقوّياً لتفسيرنا ، واللّه‏ أعلم بالصواب . 3 ‏


1- في النسخة الأصل بقدر كلمة بياض .

2- في النسخة الأصل بقدر كلمة بياض .

3- وكتب في آخر نسخة الأصل : « تمّ نسخ هذا الكتاب بتوفيق اللّه‏ وعونه ، في تاسع عشر ربيع الثاني سنة خمس وتسعين وثمانمئة هجرية بمحروسة شيراز حرست عن الاعواز ، وغفر لكاتبه ولمن نظر فيه » .
وكتب في حاشية النسخة : «بلغت المقابلة بقدر الطاقة والإمكان مع نسخةٍ صحيحةٍ ، وللّه‏ الحمد والمنّة، وعليه التكلان » .
وكتب في الورق الآخر من النسخة بخطّ النسخة ـ وأظنّ أنّه من كلام المصنّف أيضاً ـ هذه العبارة :
«قيل : أوّل التصوّف علم ، وأوسطه عمل ، وآخره موهبة ؛ فالعلم يكشف ... ، والعمل يعين على القلب ، والموهبة تبلغ غاية أهله .
وأهله ثلاث طبقات : مريد طالب ، ومتوسّط سائر ، ومنتهٍ واصل ؛ فالمريد صاحب وقتٍ ، والمتوسّط صاحب‏حال، والمنتهي صاحب نفس ، وأفضل الأشياء عندهم عدّ الأنفاس . فالمريد متعوب في طلب المراد ، والمتوسّط مطالب بآداب المنازل ، وهو صاحب تلوين ؛ لأنّه يرتقي من حال إلى حال وهو في الزيادة ، والمنتهي ـ وهو الواصل ـ محمول قد جاوز المقامات وهو في محلّ التمكين ، لا يغيّره الأحوال ، ولا يؤثّر فيه الأهوال ، كما قيل عن زليخا ، لمّا كانت صاحبة تمكين في شأن يوسف عليه‏السلام لم يؤثّر فيها رؤية يوسف كما أثّرت في اللواتي قطّعن أيديهنّ وإن كانت أتمّ منهنّ ، فمقام المريد المجاهدات والمكابدات وتجرّع المرارات ومجانبة الحظوظ ، وما للنفس فيه متعة .
ومقام المتوسّط ركوب الأهوال في طلب المراد ، ومراعاة الصدق في الأحوال ، واستعمال الأدب في المقامات .
ومقام المنتهي الصحو والتمكين وإجابة الحقّ ، من حيث قد استوى حال الشدّة والرخاء ، والمنع والعطاء ، والجفاء و الوفاء ؛ أكله كجوعه ، ونومه كسهره ، قد فنيت حظوظه ، وبقيت حقوقه ، ظاهره مع الخلق ، وباطنه مع الحقّ ، وكلّ ذلك منقول من أحوال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏سلم وأصحابه رضي اللّه‏ عنهم أجمعين .
أوّله صلى‏الله‏عليه‏و‏سلم كان يتخلّى في غار حرا ، ثمّ صار مع الخلق بلا فرق عنده بين الخلوة والجلوة ، وكذلك أصحاب الصفّة صاروا في حالة التمكين اُمراء ووزراء ؛ فإنّ المخالطة لا يؤثّر فيهم . اللّهمّ ارزقنا الاقتفاء بهداهم ، بمنّك ورحمتك يا غياث المستغيثين» .

/ 509