سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي و حاشية الامام السندي الجزء الثامن صححت هذه الطبعة بمعرفة بعض أفاضل العلماء و قوبلت على عدة نسخ و قرئت في المرة الاخيرة على حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الكبير الشيخ حسن محمد المسعودي المدرس بالقسم العالي بالازهر حقوق الطبع محفوظة دار احياء التراث العربى بيروت لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب القسامة ذكر القسامة التي كانت في الجاهلية أخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قطن أبو الهيثم قال حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال أول قسامة كانت في الجاهلية كان رجل من بني هاشم استأجر رجلا من قريش من فخذ أحدهم قال فانطلق
معه في إبله فمر به رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه فقال أغثنى بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الابل فأعطاه عقالا يشد به عروة جوالقه فلما نزلوا و عقلت الابل إلا بعيرا واحدا فقال الذي استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الابل قال ليس له عقال قال فأين عقاله قال مر بي رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه فاستغاثنى فقال أغثنى بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الابل فأعطيته عقالا فحذفه بعصا كان فيها أجله فمر به رجل من أهل اليمن فقال أتشهد الموسم قال ما أشهد و ربما شهدت قال هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر قال نعم قال إذا شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك فناديا آل هاشم فإذا أجابوك فسل عن أبى طالب فأخبره أن فلانا قتلنى في عقال و مات المستأجر فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال ما فعل صاحبنا قال مرض فأحسنت القيام عليه ثم مات فنزلت فدفنته فقال كان ذا أهل ذاك
منك فمكث حينا ثم إن الرجل اليماني الذي كان أوصى اليه أن يبلغ عنه وافي الموسم قال يا آل قريش قالوا هذه قريش قال يا آل بني هاشم قالوا هذه بنو هاشم قال أين أبو طالب قال هذا أبو طالب قال أمرني فلان أن أبلغك رسالة أن فلانا قتله في عقال فأتاه أبو طالب فقال اختر منا إحدى ثلاث إن شئت أن تؤدى مائة من الابل فانك قتلت صاحبنا خطأ و إن شئت يحلف خمسون من قومك أنك لم تقتله فان أبيت قتلناك به فأتى قومه فذكر ذلك لهم فقالوا نحلف فأتته إمرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت يا أبا طالب أحب أن تجيز ابنى هذا برجل من الخمسين و لا تصبر يمينه ففعل فأتاه رجل منهم فقال يا أبا طالب أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الابل يصيب كل رجل بعيران فهذان بعيران فاقبلهما عني و لا تصبر يمينى حيث تصبر الايمان فقبلهما و جاء ثمانية و أربعون رجلا حلفوا قال ابن عباس فو الذي نفسى بيده ما حال الحول و من الثمانية و الاربعين عين تطرف القسامة أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح و يونس بن عبد الاعلى قال أنبأنا ابن وهب قال
أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أحمد بن عمرو قال أخبرني أبو سلمة و سليمان بن يسار عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الانصار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية . أخبرنا محمد بن هاشم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الاوزاعى عن ابن شهاب عن أبى سلمة و سليمان بن يسار عن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن القسامة كانت في الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه و سلم على ما كانت عليه في الجاهلية و قضى بها بين أناس من الانصار فى قتيل ادعوه على يهود خيبر خالفهما معمر . أخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهرى عن ابن المسيب قال كانت القسامة في الجاهلية ثم أقرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الانصاري الذي وجد مقتولا في جب اليهود فقالت الانصار اليهود قتلوا صاحبنا تبدئة أهل الدم في القسامة أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح قال أنبأنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن أبى ليلي بن عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري أن سهل بن أبى حثمة أخبره أن عبد الله بن سهل و محيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهما فأتى محيصة فأخبر أن
عبد الله بن سهل قد قتل و طرح في فقير أو عين فأتى يهود فقال أنتم و الله قتلتموه فقالوا و الله ماقلتناه ثم أقبل حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له ثم أقبل هو و حويصة و هو أخوه أكبر منه و عبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم و هو الذي كان بخيبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كبر كبر و تكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إما أن يدوا صاحبكم و إما أن يؤذنوا بحرب فكتب النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك فكتبوا إنا و الله ما قتلناه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لحويصة و محيصة و عبد الرحمن تحلفون و تستحقون دم صاحبكم قالوا لا قال فتحلف لكم يهود قالوا ليسوا مسلمين فوداه رسول الله صلى الله عليه و سلم من عنده فبعث إليهم بمائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار قال سهل لقد ركضتني منها ناقة حمراء . أخبرنا محمد بن سلمة قال أنبأنا ابن القاسم قال حدثني مالك عن أبى ليلي بن