3 ـ نظام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.4 ـ نظام العمل باتجاة الجماعة والسنة .5 ـ نظام تحمل الانسان مسووليتة في المجتمع .6 ـ نظام تنفيذ القوانين الرادعة بحق المنحرفين .ويري سماحتة ان الرسالة التي يحملها المجتمع الاسلامي يجب ان تدفعة للتنافس مع المجتمعات الاخري ، وتشعرة بالحاجة للتقدم عليها.فالمجتمع الاسلامي يحمل رسالة ، وقضية هذا المجتمع ليست عنصرية او حزبية او قومية .انة لا يفكر في نفسة وحسب ، ولا يفكر في ان ينتصر علي المجتمعات لكي يعيش افضل حياة ، وتكون لة عليهم السلطة .كلا، بل انة يحمل قضية مستضعفي العالم ، ويندفع نحو تحرير الانسان من دواعي الكسل والفشل واغلال المادة ، ثم يسعي من اجل عمارة الارض وتحقيق سيطرة البشر علي موارد الطبيعة ليستخدمها لمصلحتة ..وما اوامر الجهاد وفلسفة الشهادة ومفهوم الزهد في الاسلام ، الا جزء هام من التركيبة الداخلية لهذا المجتمع .هذا من جهة ، ومن جهة اخري هناك ناحية هامة تشير اليها سورة النساء، وهي ناحية حسم الصراع الداخلي ضد المنافقين .ويربط سماحتة بين القيام بذلك الدور علي افضل وجة ، وبين تحقق الفاعليه في المجتمع الاسلامي .بيد انة يشدد علي اهمية توفر عناصر المجتمع المتفاعل والمتحضر، ويوكد علي المواصفات الاخلاقية والعملية التي يحتاجها مثل حسن الظن ، وضبط الوعد والمواعيد، الوفاء بالعهد، وتوفر القيادة المطاعة ..ويعدد الاثار العملية والحضارية لهذا الجانب .ويري سماحتة بان ثمة رابط قوي بين العلم وبين طريقة النضال والجهاد، وان التنظيم هو طريقة علمية للتحرك .ويقول :ان الاسلام يوفر جوهر التنظيم ، وهو علمية العمل وتعاونيتة وتكامليتة ، وهما الركنان الاساسيان لتنظيم المجتمع .ثم يعدد اهم فوائد التنظيم ، والتي منها انة يولد التشجيع علي العمل ، ويرفع العقبات من امام الافراد ليواصلوا مسيرتهم ، ويعطي القدرة علي الاستمرار في العمل والوصول بة الي غاياتة .ويعود للحديث عن التخلف الحضاري ، ويري ان الاسلام هو السبيل لاستعادة موقفنا الحضاري ، ويري ان اسلوب الاسلام يتمثل في :ـ 1 ـ فك الاغلال النفسية والتحرر من الاغلال الاجتماعية ، التي احدها التخلف .2 ـ التمحور حول العمل الصالح .3 ـ الاهتمام بالعلم .4 ـ ممارسة العلم والعمل .5 ـ التاكيد علي التعاون .6 ـ حذف الزوائد ووضع كل شي ء في نصابة .ويعنون آية اللة المدرسي الفصل الاخير من كتابة بـالاسلام :ـ انة الثورة ويتعرض فية السيد المدرسي الي العوامل الموثرة في الثورات ، ويقرر في البداية ان معرفة الفرد طريق الي معرفة المجتمع .ويري ان هناك عوامل كثيرة توثر في الفرد، ويلاحظ ان هناك فرق بين الواقع وما ينبغي ان يكون عليه الحال ، وهناك آيات تشير الي تاثير كثير من الامور علي شخصية الفرد، الا انها عادة ما تدعوة لان لا يصبح اسير لها.وضمن العوامل الموثرة في تكوين شخصية الفرد، يستعرض المراحل التي تمر بها الحضارات عادة .لكن يشير الي ان هذه المراحل ليست ضرورية ، لان الحضارة يمكن ان تستوعب تجارب الحضارات الاخري .ثم يوكد ان عامل الارادة لة قوانينة وانظمتة الذاتية والبعيدة عن تاثير العوامل الاخري ، وان التفكير فيها ومحاولة تنظيمها ووضع قنوات لها يعطينا القدرة علي الاستفادة من هذا العامل العظيم .وهذا هو الحديث عن الثورة ، فالثورة ما هي الا الاستفادة من عامل الارادة البشرية وقدرة الانسان علي تحدي واقعة ، ليست بالاشياء المادية ، وانما بالافكار الروحية والقيم .ويجيب علي سبب تسميتة الاسلام بالثورة ، ويقول :ان الانسان يتمحور عادة حول امرين ; اما حول الواقع او حول الحق .لكن الاسلام يوكد علي محورية الحق ، سواء وافق الواقع ام خالفة . ولن تجد لسنة اللة تحويلا .والاسلام يطلب من الفرد ان يسلم نفسة للة ، لا للواقع ، وان يحارب الواقع ويكيفة من اجل ان يصبح مرضي عند اللة .ولذلك فان الرسالات السماوية عادة تصطدم بالواقع ، وفي القرآن امثلة لتجارب انبياء اللة مثل :ـ لوط، صالح ، شعيب ، نوح ، هود، موسي .وقد تحتاج عملية تغيير الواقع الي ثورة بعد ثورة ، اي ثورة مستمرة .ويحذر سماحتة ان تقع ثورة في فخ الجمود، او تكون ثورة تقليدية تحذو حذو التجارب الثورية التي سبقتها بلا تدبر وتحاول اقامة واقع موجود.ان هذه الثورات تفشل حتم ، او تنجح ظاهري ، ولكنها لا تستطيع ان تحقق اهدافها لاختلاف الظروف والمواقع ، ولان الاعداء يدرسون التجارب الناجحة ويحولون دون تكرارها.وبعد ان يتحدث عن موقف الاسلام من الدنيا ومن الشهوات ، ويري ان الاسلام في مقابل ذلك يحاول تطهير النفس وتزكيتها بالارادة ، وان ينفي الجانب السلبي منها، واعتبار التنافس في الدنيا طريق لتعمير الارض .وبعد ان يجيب علي كيفية تخلص الانسان من جاذبية الشهوات ، بحيث لا يقع في مشكلة اخري ، يطرح سماحة السيد العلامة علاجين ; احدهما علي مستوي فردي ، ومهمتة تغيير نظرة الفرد والعمل علي ان تحكم سلطة القيم موارد الطبيعة .واما الحلول علي مستوي المجتمع ، فهي تتمثل في فصل السلطة عن الثروة عبر خطوات سبعة ، هي :ـ التوزيع العادل للثروة ، القضاء علي احتكار الارض ، محاربة احتكار المواد الاولية الضرورية ، تاميم التجارة الخارجية خصوص تلك المواد الاساسية ، فصل العلم عن الثروة ، رفع مستوي الناس علمي واقتصادي ، اعتبار الخضوع لغير اللة شرك .بعد كل ذلك يتحدث السيد المدرسي عن موضوع هام جد في مجال الثورات ، وهو كيف يمكن مقاومة السلطة الفاسدة ، وما هي الشروط الذاتية والخارجية للثورة ؟ اما الشروط الذاتية كما يراها سماحتة فهي :ـ اولا:ـ العقل المدبر الذي يستوعب متغيرات الحياة ويعرف روح القيم ، ويهتدي الي الاهداف بدقة ، ويصنع الاستراتيجيات بوضوح ، ويتميز بقدرة الابداع .ثاني :ـ ارادة التحدي وتجسيد الفكرة ، وهي تاتي من فاعليه الفكرة التي تحملها الثورة ، بان تتحول الفكرة الي واقع عبر تجسدها في اشخاص .فالفكرة التي لا تتحول الي جماعة تنتهي ولا تجد لها مجالا.ثالث :ـ وحدة البناء عند حملة الثورة بالعمل والواقع لا بالشعار.رابع :ـ القدرة علي الجذب ، بحيث تكون فكرتها فوق القومية والعنصرية والصنمية وغيرها.اما الشروط الخارجية فهي :ـ 1 ـ الاعتناء بالوسائل المادية ، كالاهتمام بالعلم ومتابعة تقدم الاعداء، وجمع المعلومات عن العدو، والاهتمام بالسرية الكافية في التخطيط والتحرك ، ومعرفة نقاط ضعف العدو، وتوفير المال اللازم للثورة ، ودراسة المتغيرات السياسية بعمق .2 ـ معرفة الواقع بدقة .فليست كل الظروف ظروف ثورة ، فالامم تشبة في عطائها المواسم ، والثوريون هم الزراع .فاذا جاء الثوري واراد ان يزرع ارض الامة بالثورة في ايام الصيف ، فان ثورتة ستموت من الجفاف والحر الشديد.ولهذا فان عليه ان يختار ايام الربيع لتنمو ثورتة وتزدهر.والواجب يقتضي ان يربي الثوار عناصرهم ، ويعبئوا قواهم ويهيئوا وسائلهم المادية وينتظروا الفرصة المناسبة .وحينما يفتح الشعب عيونة علي مساوي هذا النظام ، وتظهر الازمات في البلد وتسوء العلاقات الدولية ، آنئذ يفجرون ثورتهم .وسيجد الشعب في هذه الثورة خلاص لة من مشاكلة ، يلتف حولها صانع فرص النجاح الكبير.
التاريخ الاسلامي ; دروس وعبر
الطبعة الاولي :ـ 4041 هـ عدد الصفحات 424 من القطع الكبير ان فهم التاريخ ضرورة لفهم الشريعة .بهذه الكلمة التي تطبع ببصماتها علي طريقة دراستنا للتاريخ كاسلاميين ، يفتتح آية اللة المدرسي كتاب التاريخ الاسلامي ، الذي يحتوي رويتة للتاريخ فلسفة وتحليلا.وباعتبار اننا مسلمون يتحتم علينا معرفة الظروف التاريخية التي جاءت فيها احكام الاسلام ، لما للظرف من تاثير علي طبيعة الحكم .ولعل اختلاف حياة الائمة المعصومين وادوارهم ايض تدعونا الي دراسة هذه التغيرات من اجل فهم افضل للشريعة .ويذكر المولف سبب آخر من اسباب دراسة التاريخ ، وهو التخلف الشامل الذي يحيط بالامة الاسلامية .هذا التخلف الذي دفع الكثير من الواعين الي دراسة التاريخ دراسة متطورة لبدء الخطوة الاولي في مسيرة الحضارة الراشدة .ومن اهم مقومات هذه الدراسة المتطورة ملاحظة ومتابعة التيار النظيف الذي حمل لواء اصلاح الاوضاع الفاسدة تحت رايات متعددة .غير ان التاريخ المعاصر الموجة والمورخين المتعمدين او الغافلين ساهموا بصورة او باخري في صناعة تاريخ السلطة وتناسي تاريخ المصلحين الرواد.اذن مادام هدفنا من دراسة التاريخ هو هذا الهدف الاسمي ، فكيف يجب ان تكون الدراسة ؟ ان اهم هدف يحددة المولف في بداية هذا الكتاب ، هو ان دراسة التاريخ هي في الواقع محاولة لاعادة بناء حياة الانسان والامة ، لان طبيعة الروية التاريخية تنعكس سلب او ايجاب علي المواقف تجاة الاحداث المعاصرة .اذ كما قلنا بان دراسة التاريخ تعني دراسة حية لتاريخ مضي يقف حي امامنا، ويوثر بصورة كبيرة علي قراراتنا واتجاهاتنا.ولعل الهدف الاخر لدراسة التاريخ الذي لا يقل اهمية عن الهدف المذكور، هو انها سوف تمكننا من معرفة القوانين التي تسير الحياة البشرية .وكمثال علي ذلك يذكر المولف احداث الانتفاضات العلوية في العهد الاموي ، حيث قدموا التضحيات وتعرضوا للالام ، لكن المكاسب والمغانم صبت في النتيجة لصالح العباسيين .ثم يبدا المولف بالحديث عن منطلقات الحركة الرسالية بعيد مقتل الامام الحسين ع في عام 16 هـ، اذ بعد هذا الحدث الكبير تحولت الي حركة سياسية جماهيرية معارضة شملت جميع المسلمين بلا استثناء.بعد ان انكشفت حقيقة النظام الاموي الذي كان في الحقيقة امتداد للعائلة السفيانية التي عارضت الاسلام منذ بداية نشوئة ، ولكنها بعد ان رات قوة الاسلام حنت راسها محاولة القيام بدور التخريب من تحت الارض .وهكذا سارت علي هذا النهج ، حتي ان بعض المورخين المعاصرين يومن بان هذا الخط هو الذي شارك في مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، وتغلغلت في عهد عثمان بن عفان ، ثم انتقلت الي الشام لسبب هام يعود الي ضحالة الوعي السياسي فيها.حتي ان الجاحظ ينقل شاهد بليغ علي هذه الحالة ، يقول :ـ سال اعرابي احد اهل الراي والعقل اي تراب الذي يلعنونة علي منابرهم ، فقال :ـ اراة لص من لصوص الفتن .ثم يتعرض الكتاب الي سمات الحكم الاموي ، ويشير الي اهم سياسة وصفة تمتع بها، وهي ممارستة للعنصرية المقيتة .وهذا ما دفع اغلب الكتاب المعاصرين الي اطلاق لفظ الحكم العربي عليه ، اذ انة ابعد اصحاب الجنسيات الاخري المسلمة وابقي علي العنصر العربي فقط لا غير.ان طبيعة هذا الحكم خلقت ردود فعل شعبية كبيرة ، بدء من مجموعة الفقهاء الزاهدين واصحاب المساجد الذين دفعتهم غيرتهم علي الاسلام ، ومرور بحركة السياسيين العسكريين سواء من الذين شاركوا في الحروب الاسلامية في عهد رسول اللة ص او من الموالي الذين راوا في اهل البيت عليهم السلام الاطار المناسب لتحقيق العدالة الاجتماعية .ثم يدخل المولف في صلب الموضوع في الفصل الثاني ، حيث يتحدث بالتحديد عن الفترة التاريخية الممتدة من 16 هـ ـ 152 هـ، ويزيل فيها سماحتة الحجب والغشاوة التي غطت اعين الكثيرين في دراستة لادوار الائمة عموم ، ولدور الامام علي بن الحسين ع بالتحديد.ولازالة هذا الحجاب يوكد علي فكرة مركزية ، هي ان الحركة الرسالية حركة شاملة الابعاد، غير ان الطابع الابرز الذي اصطبغت بة كان هو الصراع السياسي .الا ان الهدف الاسمي من الحركة الرسالية ومن الرسالات الالهية عموم ، هو بناء الانسان بناء رباني ، هذا البناء الذي يوثر علي جميع الاصعدة بلا استثناء.ومن هنا يكمن الفرق بين الحركة الرسالية وبين الحركات السياسية الاخري ، التي قد لا يهمها سوي تحقيق انتصار حزبي يتمثل في تغيير نظام سياسي فقط.وكمثال علي ذلك يسوق المولف مثالا للفرق بين الاتجاهين ; بين الحركة العلوية والحركة العباسية .فالاولي كانت تسعي الي تطبيق الاسلام الذي هو رسالة متكاملة ، يتساوي فيها الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي علي حد سواء.بينما العباسيون كانوا يريدون اسقاط النظام الاموي لتغيير النظام السياسي لشي ء آخر.وعلي ضوء هذا الفرق يمكن ان نفهم دور الامام زين العابدين ع الذي تبني فكرة البناء الرسالي للانسان المومن عبر الصحيفة السجادية ، زبور آل محمد، وعبر كثير من الانشطة الاخري .هذا من جانب ، ومن جانب آخر فان الامام كان راس الهرم في هذه الحركة ، وهو بدورة يهيي المجاميع المناسبة للنشاطات الاخري .لنتساءل اذن :ـ ما هي الظروف الموضوعية التي حددت دور الامام بهذه الصورة من اللوحة الايمانية الرائعة كتعبير صادق عن الانسان الذي تسعي رسالات السماء من اجل بنائة ؟ والظرف الموضوعي الذي يذكرة المولف هو ان الامة كانت تعيش ازمة حضارية شاملة في السياسة والاخلاق والفكر والاجتماع .فالازمة السياسية كانت هي الابرز، حيث التقلبات المفاجئة في ولاة الامر وحركات المعارضة المتعددة سواء في العراق او مصر او الحجاز.اما الازمة الخلقية فكانت تتمثل في الابتعاد عن روح الاسلام وقيمة ، وكمثل علي ذلك قيمة المساواة التي جاء بها الدين ، هذه القيمة التي لم تجد لها صدي في العهد الاموي بالذات ، حيث زادت الفوارق بين العرب والعجم وبين الحاكم والمحكوم .اما الازمة الفكرية ، فقد اشتدت حين دخلت الاقوام الاخري في الاسلام بعد الفتوحات الاسلامية ، حيث جاء هولاء بثقافات اخري لها ارتباط وثيق بثقافة اليونان والرومان المنبثقة من عقائد وثنية .اما الازمة الاجتماعية فهي حصيل كل الازمات ، فتفككت الاسر وازدادت الكيانات وانتشر الفساد.تجاة هذه الاوضاع كان لابد ان يتوجة الامام الي مجال البناء، كونة الاصل لتحقيق سائر الانجازات الاخري .والمولف يستعرض مسيرة الحركات التي عارضت الحكم الاموي محدد اسباب فشلها، ويبتدي بثورة التوابين التي قادها سليمان بن صرد الخزاعي ، حيث جمع ما يقارب 0004 مقاتل في مكان يدعي النخيلة تحت شعار يالثارات الحسين ، وكانت تستهدف القضاء علي الذين قتلوا الامام الحسين ع .وقبل ذكر اسباب الفشل ، لابد من الاشارة الي ان فائدة قيام مثل هذه الحركات كبيرة جد ، لانها تبعث في الامة روح الجهاد وتهز الضمائر التي خيم عليها الجمود بعد واقعة كربلاء.ثم يذكر المولف اسباب فشل ثورة التوابين وهي كالتالي :ـ 1 ـ اعتمادها علي منطقة الكوفة ، التي كانت معروفة آنذاك بالخيانة والغدر.وهذه الصفة راجعة كما يقول المولف الي كونها حامية الجند اي مجمع المحاربين الذين عادة ما يكونون ضعيفي الوعي السياسي ، لانهم حملة سلاح ليس الا.2 ـ عدم اهتمامهم بالقاعدة الجماهيرية التي تسند حركتهم ، خصوص وان الامتداد الجماهيري يعني سحب البساط الذي يقف عليه قتلة الامام الحسين ع امثال عبيداللة بن زياد الذي كان يتمتع بنوع من الشعبية .3 ـ عدم الاهتمام بالمضامين الاجتماعية للثورة ، وانما التركيز فقط علي الثار من قتلة الامام الحسين ع .وبالتعبير الحديث كان يمكن لهذه الثورة ان تحول شعاراتها الي مضامين اجتماعية تتجسد في المنطلقات والاهداف التي قام من اجلها الامام الحسين .وهذا الامر بطبيعتة سوف يشرك الكثير من القطاعات الاخري في عملية الثورة ، مثل الموالي الذين كانوا يشكلون النسبة الكبري في الكوفة .ثم يتطرق المولف الي ثورة المختار التي انتصرت في اول الامر وحكمت شهور معدودة ، امتد نفوذها الي حدود ارمينيا الواقعة في الاتحاد السوفياتي سابق .ويوكد سماحتة علي ان اهم اسباب فشل هذه الحركة ، هو الاختلاف والتعارض في الفكرة ، وهذا بدورة يعود الي عدم الهضم السليم لتعاليم الاسلام .وبالاضافة الي ذلك يبدو ان هذه الحركة استعجلت في قطف الثمار قبل اوانها، لان بلاد الاسلام في تلك الفترة لم تكن معباة الي استياء شامل ضد الحكم الاموي .اضافة الي ضعف الامكانات في ادارة الدولة .وهنا يتوقف المولف قليلا للاجابة علي تساول هام ، هو:ـ ما هي علاقة الامام زين العابدين ومن جاء بعدة من الائمة بالحركات التي قامت في عصورهم ؟ ويجيب المولف قائلا:ـ اننا لا نشك في ان استراتيجية واحدة اتبعت في حياة الائمة المعصومين ، غاية الامر انها ظهرت بالوان متعددة .ويضيف الي ذلك :ان السياسة لا تمثل الا جانب واحد من جوانب متعددة ، ومع ذلك ايض ساهم الائمة فية بدور كبير.فمثلا المختار كان يدعو الي الرضا من آل محمد، وهذه الدعوة تعني في جوهرها الائمة الاطهار.وربما يتساءل البعض اذن لماذا لا يتحدث الامام زين العابدين علن عن هذه الحركة ، ويدعو الناس الي نصرتها؟ يجيب المولف قائلا:ـ ان الامام هو القائد العام ، وهو الذي يقنن الانشطة ويوزعها.ولعل اجابة الامام الباقر حينما سئل عن هذه الحركة بالذات واضحة وتشير الي هذا المعني حيث قال :لا تسبوا المختار فانة قد قتل قتلتنا وطلب بثارنا وزوج اراملنا وقسم فينا المال علي العسرة .ثم يذكر المولف امثلة علي الحركة السياسية التي قامت في عهد الامويين ، بدء من حركة الخوارج وحركة عبداللة بن الزبير وحركة اهل المدينة ..وهذه الحركات فشلت بسبب الفتك الاموي .لكن لا يمكن انكار حقيقة هامة ، هي ان هذه الثورات بجميع اتجاهاتها حافظت علي مقدار من الحرية ، وبالتالي مقدار من روح معارضة للواقع القائم .ويبدا المولف بعدئذ بالحديث عن ثورة زيد بن علي التي يعتبرها المولف من انجح الحركات وعي وتنظيم وتجذر .ولعل هذا هو السبب في تحولها الي تيار اجتماعي لايزال باقي حتي الان .فلما راي زيد سوء الاوضاع بدا مسيرة الثورة ، حيث ذهب الي الشام في القصة المشهورة نصح فيها الخليفة هشام بن عبدالملك ، وبعدها بدا زيد ثورتة ، واتخذ من الكوفة بلد الانطلاقة ، وارسل رسائل الي جميع الاتجاهات يدعوهم فيها الي الثورة تجاة الاوضاع الفاسدة .ونظر لان الامر افتضح واعلن في الكوفة الاستنفار، اضطر زيد الي التعجيل في ثورتة التي سرعان ما انهزمت لعدم التكافو بينة وبين قوات الوالي .وهنا يثبت المولف ايض علاقة هذه الثورة بالائمة الطاهرين ، حيث ان زيد تربي علي يد ابية واخية ، علي الفهم الصحيح والمتكامل للاسلام ، الذي يمكن تحقيقة بوسائل عديدة ..ولعل التاييدات التي جاءت علي لسان الامام الصادق والامام الرضا ع فيها اشارة الي هذه العلاقة الوثيقة .فعن الامام الرضا عن ابية قال :رحم اللة عمي زيد انة دعي الي الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفي بما دعي الية .وقد استشارني في خروجة ، فقلت لة ياعم :ان رضيت ان تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشانك .ولما خرج زيد قال الامام :ويل لمن سمع واعيتة ولم يجبة ..ثم يكمل المولف مسيرة الانتفاضات والثورات لابناء زيد، متحدث عن ادوارهم الكبيرة التي ابقت شعلة المعارضة للنظام الاموي .ثم يختتم المولف الفصل الثاني بالحديث عن الاسباب التي ادت الي سقوط الدولة الاموية .ويري سماحتة ان سقوطهم كان نتيجة العديد من العوامل التي تفاعلت مع بعضها، ابتداء من الجيش والحلفاء المرتزقة الذين يتعاملون مع النظام علي حسب مصالحهم وماربهم .ويضاف الي ذلك ان هدف هذا النظام تحول الي السعي نحو الحصول علي المكاسب لة ولاتباعة ومويدية ..وفي هذا الاطار تاتي واقعة كربلاء وما تبعها من تاريخ متواصل يدق في نعش الدولة الاموية ، حتي تم سقوطها بالكامل عام 29 هـ وقامت بعدها الدولة العباسية .وهنا ياتي السوال :ـ لماذا لم تنتصر الحركة العلوية ؟ يجيب المولف ان هم العباسيين كان الوصول الي السلطة ، وعلي حساب هذا الهدف لا مانع من استخدام كل الطرق ، حتي لو كانت متناقضة ومخالفة للشريعة .وهذا عين المنطق الذرائعي الذي اشتهر عنة >ان الغاية تبرر الوسيلة ولعل الشاهد الاكبر علي ذلك استفادتهم من شعار الرضا من آل محمد باعتبارة الشعار الاكثر جاذبية ، لانة الاكثر مبدئية وسلامة .ويقرر المولف اسباب انتصار العباسيين الي ما يلي :ـ 1 ـ ان حركتهم لم تكن وليدة ، وانما كانت تمتلك تاريخ طويلا.2 ـ اختيارهم لخراسان كان موفق ، لبعدها عن دار الخلافة ، ووجود شخصيات معارضة بسبب سياسة الامويين العنصرية ، وللطبيعة الديموغرافية في بلاد فارس ، واخير للولاء المضمون لال محمد وعدم تاييدهم للامويين .ويتحدث المولف في الفصل الثالث من الكتاب عن مسيرة الحركة الرسالية في العهد العباسي ، حيث واصل ابناء زيد واحفادة ذات المسيرة التي اختطها ابوهم ، وكان اول من بداها محمد بن عبداللة بن الحسن بن الحسن في عهد المنصور الدوانيقي .وهكذا تواصلت في ابناء عيسي بن زيد، وكان هدفهم الاساسي فضح العباسيين من ذات المنطلقات التي كانوا يرفضون بها الامويين .ثم يتحدث المولف مفصلا عن دور الامام الكاظم ع في الحركة الرسالية .هذه الحركة التي كانت متطورة وواسعة ، بحيث انها كان من المقدر لها ان تقوم بالتغيير السياسي في الامة ، خصوص وان المجتمع بدا ينتظم ويتصل بقيادتة السليمة .ولعلة لاجل ذلك لما عرف العباسيون مدي الخطر الذي تهددة هذه الحركة بالذات ، سعي الي اعتقال الامام ونفية ومحاولة قتلة .ولقد كان النظام آنذاك يتوجس خيفة من الرد الشعبي ، بسبب اقبال الناس علي الامام .ولهذا احضر هارون الرشيد زعامات الرجال من اجل ان يبري نفسة من هذا الحادث .ويناقش المولف بكثير من التفصيل الوضع السياسي والاجتماعي في عصر الرشيد، والادوار التي قام بها الامام الكاظم في هذا المجال .ويبدا المولف بعدئذ الحديث عن الحركة الاسماعيلية التي نشات في العصر العباسي ، التي تنسب الي محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق .وكان ميمون القداح مولي الامامين الباقر والصادق قد لعب دور كبير في نشاة الحركة الاسماعيلية ، حيث كان يدعو الي مبايعتة .ولما احس هارون الرشيد بذلك طارد محمد، فاخذ ينتقل في البلدان ، وهو في ذات الوقت ينشر دعوتة الي الثورة ويرسل دعاتة الي الامصار.وبعد وفاة الرشيد ومجي ء المامون الذي ازدهرت في عصرة حركة الترجمة ، بدات الحركة الاسماعيلية بكتابة رسائل اخوان الصفا وخلان الوفاء، وهي عبارة عن منهج فكري .ثم يتحدث المولف عن ارتباط الحركة الاسماعيلية بالائمة ، ويرفض فكرة ميمون القداح الموسس الحقيقي لهذه الحركة قد ابتعد عن سيرة الائمة ، بل ان المولف يري بانها طريقة معينة من قبل الائمة لتحريك الامة الاسلامية في ذلك الوقت .ويورد علي ذلك ادلة واثباتات تعود الي الفكرة المركزية التي ذكرناها من ان دور الامام دور شامل لقيادة الامة .وادارة العمل السياسي ليست الا مسالة واحدة من هذه الجوانب ، ويشير المولف الي ان الاسماعيلية بما هي عليه الان ، بعيدة كل البعد عن المنهج الصحيح ، لكن ذلك بالطبع لا يدل علي انحراف النشاة والتاسيس .وقد قدمت الحركة الاسماعيلية انجازات كبيرة للحركة الرسالية ، حيث ابقت جذوة الحركة الرسالية متقدة ، خصوص بما لها من قوة جعلت الاخرين يهابونها، كما ان انتشارها الجغرافي ادي الي تحقيق بعض الانجازات التي ذكرها المولف .ثم يصل السياق التاريخي الي الحديث عن الامام الرضا ع الذي يعتبرة المولف فاتحة عهد جديد من التصاعد والانتشار، هذا التصاعد الذي اضطر المامون بعدئذ الي ان يدعو الامام الرضا الي تقبل ولاية العهد.ويذكر المولف عدة عوامل في عصر المامون ساعدت علي اقدامة علي هذه الخطوة :ـ 1 ـ قوة المعارضة ، خصوص في المجال العسكري .2 ـ ضعف السلطة العباسية من الداخل ، بعد ان كان يسيطر عليها الرشيد بقوة .3 ـ كثرة المظالم .4 ـ ضعف السلطة المركزية ، وهذا هو الذي ادي الي وجود دويلات مستقلة .5 ـ تفشي الصفات السيئة في داخل النظام ، كالفساد الاداري وازدياد الرشوات .ولقد قبل الامام الرضا ع بولاية العهد من اجل ثلاثة اسباب :ـ 1 ـ تكريس فكرة ان الدين لا يمكن ان يكون مع الدولة في نظر البعض .2 ـ من اجل الاستفادة من هذا الامر في رفع مستوي وعي الامة ، عبر نشر الفكر الرسالي في اجواء الحرية النسبية .3 ـ ان الامام الرضا ع بقبولة للولاية ، الغي ولو لفترة محدودة محاولات المامون لضرب الحركة الرسالية .ثم يتحدث المولف عن سر حركة الترجمة التي ازدهرت في عهد المامون ، ويوكد انها خطوة من اجل مواجهة الفكر الثوري المتصاعد في ذلك العهد.لان الفكر ينبغي ان يحارب بمشروع فكري آخر، وهذا المشروع في نظر المامون يستورد من بلاد فارس والتي تعود جذورة الي ما قبل الاسلام .الامام الرضا في مواجهة هذا الاختلاط الفكري ، قام بمواجهة سائر التيارات عبر احتجاجات ومناظرات عديدة يميز فيها فكر الاسلام الاصيل .ويتحدث المولف بعدئذ عن مرحلة هامة من المراحل التي مرت بها الامة الاسلامية ، وهي التي يسيطير فيها العسكر علي مقاليد الامور، ويقدم لذلك بمقدمة يقول فيها:ان ابناء الامة وعلي رغم اشكالاتها علي النظام العباسي ، الا انهم كانوا يندفعون للدفاع عن بيضة الاسلام بغض النظر عن السلطة الفاسدة .ولكن وبسبب حالة الديكتاتورية عند العباسيين ، ابتعد الناس شيئ فشيئ عن النظام .ومن هنا اضطر العباسيون الي تشكيل قوة رادعة تسمي بمصطلح اليوم مرتزقة ، وهم عبارة عن الاتراك الذين جاء بهم المعتصم ، وشيئ فشيئ اصبح بيدهم الامر والنهي حتي سيطروا علي مقاليد الامور.وينهي المولف هذا الفصل بتوضيح الكيفية التي يجب ان يقرا بها تاريخ الائمة .واهم ما يذكرة في هذا المجال قراءة مسيرة الحركة الرسالية بصورة انسيابية ، حتي يمكن اكتشاف نقاط الاتصال بينهم .وبهذه الصورة نستطيع ان نستنبط من التاريخ افكار تلاحظ بعين الاعتبار الظروف التي تتزامن معها.ويختتم المولف كتاب التاريخ الاسلامي بالحديث عن المضامين الانسانية للحركة الرسالية التي تتلون في مضامينها الاجتماعية والحضارية والثقافية .وهذا يعني ان هذه الحركة تستهدف انقاذ الانسان المحروم اجتماعي ، سواء بسبب لونة او لغتة او حرفتة او حتي مذهبة ، وانقاذة من الارهاب الفكري الذي يفرض عليه انطلاق من مبدا الحرية العقائدية لا اكراة في الدين .وهنا يشير المولف الي ان التقدم الملحوظ في العالم الغربي الان يعود الي الحرية الفكرية التي سادت في عصر النهضة ، بعد ان كانت مكبلة في العصور الوسطي .اما حضاري فلا يشك المولف بان الحضارة الانسانية المعاصرة وليدة الحضارة الاسلامية ، هذه الحضارة التي ما كان لها ان تبقي لولا جهود الحركة الرسالية التي تواصلت في عهد الائمة الاطهار ع ، والتي كانت من اجل القيم التالية :ـ 1 ـ قيمة الوحدة والعدالة التي تعارضها العنصرية .2 ـ الحرية الفكرية التي يعارضها مصادرة الاراء الاخري .3 ـ الاهتمام بالكفاءات والقيادات الحقيقية والابتعاد عن المحسوبيات والقيادات الغير كفوءة .
القيادة الاسلامية
الطبعة الاولي :ـ 1791 م عدد الصفحات 691 من القطع الكبير ما هي صيغة الحكومة الاسلامية ؟ من اجل الاجابة علي هذا السوال الحساس ، جاء كتاب القيادة الاسلامية الذي هو عبارة عن قراءة في فكر آية اللة السيد محمدتقي المدرسي حول هذا الموضوع كتبت عام 1791 م .ويبين الكاتب اولا اهمية هذا البحث بالقول :ـ ان صيغة القيادة او السياسة من اهم وظائف اي مبدا يتكفل بسعادة الانسان وترتيب امورة .واذا كان الاسلام قد تعهد بتنظيم الحياة الاجتماعية والفردية للانسان ، فهل يمكن لة ان يتناسي عن هذا الجانب المهم في حياتة ؟!
التوحيد; قاعدة السيادة والتشريع
ان صرح الدين الاسلامي يرتكز علي قاعدة التوحيد، تكوين وتشريع وعقيدة ونظام .فمن الناحية التكوينية اوجد اللة عز وجل الكون بداية ونهاية ، وامور الكون واقعة تحت هيمنتة جل جلالة ، بدلالة الاية الكريمة : ثم استوي علي العرش يدبر الامر .وانطلاق من ذلك تجري قاعدة التوحيد في النواحي الثلاث الاخري .فاللة عز وجل هو مصدر التشريع والنظام ، اما الانسان فلا يمكن لة ان يتقمص دور التشريع والسيادة ، لانة موسوم بطابع العبودية الذاتية .ومن هذا المنطلق لا يمكن للانسان ان يستعبد انسان آخر، ولا ان يعبدة او يدين لة ، لان الانسان الذي لا يملك علي نفسة سلطة السيادة الكلية او الجزئية ، كيف يمارس هذه الصلاحية تجاة الانسان الاخر؟! وياتي السوال الهام اذن وهو:ما هي الموهلات التي تثبت علي ضوئها القدرة التشريعية ؟ يجيب آية اللة المدرسي بالقول :اولا; ان الهدف من التشريع اساس هو تقييم الحقوق وتحديد الواجبات ، ليتسني بذلك تحقيق حياة حرة سعيدة .ولكن هذا الهدف لا يمكن تحقيقة بحال الا باجراء عملية موازنة بين معرفة الحق ـ حتي لا يحدث ظلم ـ ومعرفة الحياة المنسجمة مع الفطرة ، وبين ان يكون التشريع والمشرع مستند علي هاتين المعرفتين بعيد عن موثرات البيئة وضغوط السابقيات ونوازع الشهوة .وهذه الموهلات للتشريع لا تتوفر الا في اللة عز وجل ، ولذلك تكون السيادة لة وحدة دون سواة .ومن هذا كلة نخرج بنتيجة واحدة هي ان الحكم للة وحدة في مجالي التكوين والتشريع ، وهذا يعني حاكمية شريعتة علي البشر، ويعني بصورة اخري ايض سيادة الدين .ومن هذا المنطلق ايض تاتي سيادة الرسول وولايتة من ناحية الحكم ، اذ لما كانت الولاية والسيادة القانونية للة ، فانها تاخذ صيغتها الاعتبارية للرسول من هذه الجهة .و من هذه الجهة ايض تنسحب المعادلة الي الامام ، اذ بعد الرسول تبقي الرسالة علي صورة سنن تسمي بالشريعة .وبما ان الامام هو الذي يمثل الشريعة ، لانة اعطي علمها بالكامل ، وتحمل اعباءها.اذن حاكمية الرسول والامام حاكمية اعتبارية مجعولة ، بينما حاكمية اللة جل جلالة ذاتية اصلية .ثم يتطرق المولف الي ذكر موهلات القائد الاسلامي ، وهي بالايجاز التالي :ـ 1 ـ الايمان .2 ـ الحرية .3 ـ الذكورة .4 ـ البلوغ والرشد.5 ـ طيب الولادة .6 ـ الفقة .7 ـ العدالة .ومن الاهمية بمكان ان نشير الي ان هذه الشروط في القائد الاسلامي ، هي عبارة عن الضمان وصمام الامان للحفاظ علي مصير الامة .وفي هذا المجال يوكد سماحتة علي فكرة الاجتهاد عند الرئيس ..وقبل اثبات هذه الفكرة يقول المولف :ان الديمقراطية الحديثة عجزت عن تكوين قيادة حكيمة ورشيدة للعالم ..وهذا يعني حكومة الشعب علي نفسة .وتقرير هذا الاصل يتنافي مع عدم صلاحية الامة من التحصن ضد الدعاية والاعلام ، خصوص وان اطلاق عنان الشعب ينتخب لنفسة حاكم اني شاء وكيف شاء، ودون ان يحدد انتخابة بشروط خاصة يحددها الدين .هذا الامر عبارة عن تحكيم الاهواء وسيادة الشهوات في الامة .وبازاء هذه الفكرة ايض تاتي فكرة تشكيل هيئة تشريعية تتكون من طائفة من الفقهاء العدول ، ترشحهم الامة اعتماد علي كفاءاتهم .واصحاب هذا الراي يقولون ان سائر السلطات علي هذا الفرض تستمد اعتبارها وقيمتها من الفقهاء العدول .ولكن المشكلة التي تقع فيها هذه النظرية ، هو انة كيف يمكن تخويل رجل غير فقية وغير عادل بكافة الصلاحيات القيادية ؟ اذ علي هذا الفرض لا يومن ان يخل الرئيس السياسي باللوائح القانونية الصادرة الية من قبل الفقهاء، لاجئ الي اساليب تتناسب واختيارة .ثم يذكر آية اللة المدرسي الصيغة التي يتبناها، وهي رجوع الامة الي قيادة متمثلة في فقية عادل بصفتة الاعتبارية التي اضيفت لة من قبل الدين ، وضمن الحدود التي رسمتها الشريعة ، شريطة ان يكون الرئيس تحت رهن الدين وامرتة ، لا ان يكون الدين مطية لة ولمصالحة .ويبدا المولف هذا الفصل بالحديث عن مسووليات القائد الاسلامي ، ويضع المسوولية بصورة مزدوجة بين القائد وبين الامة لتطبيق الدين الاسلامي .ويوكد في بداية الحديث ان الامام مسوول ، لانة اعطيت لة صلاحية معينة .فالصلاحية تعني اعطاء الحاكم الحرية في ممارسة امر معين ، بينما المسوولية تعني تادية واجب يدعو الية العقل الواعي والضمير النقي ، اذ الحكم في الاسلام واجب شريف لة غايات سليمة .ثم يعدد المولف مسووليات الامة اولا لينطلق منها الي الحديث عن مسووليات القائد الاسلامي ، فيقول :ان وظيفة الحاكم مراقبة تطبيق الامة لمناهج السماء، بينما وظيفة الامة مراقبة الحاكم سواء داخل حدودها او في آفاق الارض ، انطلاق من الاية الكريمة : وكذلك جعلناكم امة وسط لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيد .وهذه المسوولية الكبيرة تعود الي الهدف الاعلي من الحكم الاسلامي ، وهو اقامة الدين بابعادة الاربعة :ـ 1 ـ عقيدة في النفس تهدف تزكيتها.2 ـ خلق في السلوك عبر تطبيق شعائر الدين التي تهدف تمتين علاقة البشر بعقائدة وقيمة .3 ـ شريعة في الفرد والمجتمع سياسي واقتصادي واجتماعي .ـ سياسي ; تكون الامة هي المسوولة عن الدفاع والامن والنظام .فهي تحمي الامة من اي عدوان خارجي ، وتصون نفسها عن المظالم الاجتماعية ، وتوفر الحريات الاربع للناس ; الاقتصادية والفكرية والسياسية والشخصية .ـ اقتصادي ; ويتم من اجل توفير العيش وتكافل الناس فية ، بحيث يقف حاجز امام تضخم ثروة الاشخاص علي حساب الاخرين .ومقابل ذلك يتم وضع الضرائب المناسبة كالخمس والزكاة ، ومن ثم القيام بتوفير الحاجات الضرورية لكل فرد من ابناء الامة ، ولكل انسان ان يبقي حي مادامت الحياة لكل المجتمع ، دون فروق معاشية تفصل بين ابناء الامة الواحدة .ـ اجتماعي ; اذ النظم الاسلامية في حقل الاجتماع تهدف الي بناء مجتمع اسري متعارف تسودة الفضيلة .ومن ضمن هذه النظم تشريع العلاقة السليمة بين الرجل والمراة وقانون صلة الارحام ، بالاضافة الي المشاريع التي تستهدف محو الامية ورفع المستوي الثقافي في المجتمع .4 ـ رسالة انسانية خالدة ; اذ ان الامة الاسلامية مكلفة بتبليغ هذه الرسالة الي الاقوام الاخري .هذه المسووليات التي تقع علي كاهل الامة والحاكم نابعة من هدفين اساسيين للاسلام :الاول :هو ان الاسلام دين شامل لكافة جوانب الحياة ، وهذه الشمولية تهدف تبع لذلك بناء دولة مستقلة يسودها الامن والنظام وتتمتع بمستوي رفيع من الثقافة والاقتصاد.والشمولية هذه يترتب عليها الهدف الاخر وهو تفجر الطاقات داخل كيان الامة الاسلامية لتعمل خارج حدودها، وهذا ما يضع الامة في مصاف الدول الكبري التي تري نفسها مسوولة عن سائر الدول في الحفاظ علي امنها واستقرارها والتاثير علي مجالات حياتها.وقبل ان يختتم المولف هذا الفصل يوكد علي اعتدال الحكم الاسلامي فيما يخص الحرية ، حيث انها تتخذ طريق وسط بين فوضي الغرب التي تفتح الابواب واسعة امام الشهوات ، وبين ديكتاتورية الشرق التي تخنق الامة ولا تسمح لمواهبها بالتفتق والنمو.والموازنة في الحاكم الاسلامي بين هذين التناقضين يضمنة شرط العدالة المستمر في القائد الاعلي ، كما ان الواجب الشرعي الذي يدعو القائد الي رعاية مصلحة الامة يقيدة من التطرف الي احد هذين الاتجاهين .ثم يدخل المولف في صلب الموضوع ، وهو من هو القائد الاعلي اليوم ؟ في البدء لابد من القول ان الحكم الاسلامي هو الوسيلة المثلي لتنظيم شوون المسلمين كامة ترغب في الحياة السعيدة .وهذا القول يفند الراي الذي يخصص مسالة القيادة في فجر الاسلام الاول ، حيث الوحي والالهام .وقيادة الحكم الاسلامي لكي تكون امتداد لذلك تناقض قيادة كل من لم يامر اللة بطاعتة ، لانها تخالف مبدا التوحيد، بعكس قيادة العادل الذي يعرف الدين ويعمل وفقة .ثم يذكر المولف بعض النصوص التشريعية الدالة علي قيادة الفقية العادل سواء العامة او الخاصة ، نذكر بعض منها مثل :>العلماء ورثة الانبياء >العلماء الفقهاء امناء الرسل >فانهم حجتي عليكم ، وانا حجة اللة عليكم ويخلص المولف الي القول :ـ 1 ـ ان هولاء الفقهاء هم الحجة التي يحتج بها اللة عز وجل لو خالفها البشر، وهذا ما يسوغ وجوب اتباع الفقهاء.2 ـ ان سياق الادلة المذكورة يدل علي ان حدود سلطة الفقهاء هي بالذات حدود سلطة الامام ، اي بنفس الشمولية والقوة التي كان عليها الامام .ثم يحدد السيد المدرسي وظائف الفقية العادل عبر بيان الادلة الخاصة التي تثبت للفقية قيامة بذات الوظائف التي يقوم بها الامام ، بعد ان ثبتت بالادلة العامة قيادة الفقية بعد الامام اجمالا.وهذه الوظائف كالتالي :ـ 1 ـ القيادة الاسلامية والتوجية الثقافي قبل البدء بالحديث يوكد المولف ان الثقافة هي التي توثر سلب او ايجاب علي عقيدة البشر وسلوكة ، بعكس العلم والمعرفة التي لا تتصل بهذا التاثير اللهم الا من وجة بعيد.وما من شك في ان هناك فرق كبير بين الثقافة الاسلامية وثقافة المسلمين .فالثقافة الاسلامية هي التي تحتوي علي المعارف الصادقة والمفيدة التي نزلت من السماء هدي ونور لاهل الارض ، بينما ثقافة المسلمين وحياتهم بما في ذلك الضغوطات الثقافية التي مورست بحقهم .وهنا يذكر عوامل ثلاثة تداخلت مع ثقافة المسلمين وابعدتهم عن الثقافة الاسلامية ، وهي الثقافة الجاهلية والثقافة اليونانية والثقافة الاوربية .وهذه العوامل جعلت الثقافة الاسلامية في نظر المسلمين مشوهة ومموهة لا تملك روح ولا صفاء .وهذا الوضع يضعنا امام حقيقة واضحة ، هي اننا بحاجة الي ثورة ثقافية عارمة تصحح اخطاء السابقين وتحصننا من انجرافات اللاحقين .والثورة في هذا المجال نابعة من انها هي العامل الوحيد الذي يستطيع ان يوثر علي النفس البشرية .وهذا ما حدث فعلا.فثقافة الاغريق التي تقول :ـ كل شي ء قدر محتوم ، حتي ارادة البشر مفروضة عليه من القدرة .وهذا يخالف صراحة الاية الكريمة : ان اللة لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم .وهذه الثورة الثقافية التي يدعو اليها آية اللة المدرسي لابد ان تاتي بعد اجراء تقييم مرحلي للوضع الثقافي ، وهذا التقييم بحد ذاتة يدرس مجالات خمسة :ـ الاول :ـ دراسة الزيادات التي دخلت في الفكر الاسلامي سابق وحاضر وما يمكن ان يكون مستقبلا.الثاني :ـ حذف هذه الزوائد سوف يوجد نوع من الفراغ ، وهذا الفراغ يمكن سدة بالقيام بعملية استنباط للثقافة الاسلامية من مصادرها الموثوقة .الثالث :ـ التمييز بين الثابت والمتطور في الثقافة الاسلامية .الرابع :ـ الدقة في تحديد العلاجات المرحلية لامراض الامة الثقافية .الخامس :ـ الامة الاسلامية اليوم بحاجة الي ثقافة ناهضة ، وهي ثقافة جماهيرية وموحدة وقوية وسريعة تختلف عن ثقافة الامم الراقية التي تهتم بمل ء الفراغات واستحداث التخصصات .ثم ياتي المولف للحديث عن الوظيفة الهامة للفقية العادل في مسار هذه الثورة الثقافية .اذ من هو القادر علي ضمان الاستقامة في الثورة الثقافية ؟ وللاجابة علي ذلك نذكر الملاحظات التالية :ـ 1 ـ ان الثقافة الاسلامية وحدة متناسقة بين الاصول والفروع ، وافضل من يحيط علم بهذا انما هو الفقية .2 ـ الثقافة الاسلامية بوضعها الحالي خليط من الصالح والفاسد.ويمكن اكتشاف هذا الفاسد لمن عرف الاسلام علي حقيقتة ، ولمن خاض معركة طويلة من الاستنباط مع الاحاديث الشريفة والقادر علي تمييزها.وهل يمكن ذلك الا علي يد فقية مجتهد؟ 3 ـ لابد ان تكون الثقافة صافية ، وهذا الصفاء ينسجم مع شرط العدالة المتوفرة لدي الفقية العادل ، لا عند غيرة .2 ـ القيادة الاسلامية والسلطات الثلاث الدين الاسلامي يولي الفقية السلطات الثلاث ; التشريعية والقضائية والتنفيذية .فالتشريعية هي المسوولة عن وضع النظام للناس ، ونحن نعتقد كمسلمين بان اللة عز وجل هو افضل من وضع نظام للبشر.ولكن اللة عز وجل وضع قواعد عامة تطبق علي ظروف خاصة ، والفقية العادل كما هو معروف مختص بهذا العمل .وللسلطة التشريعية ثلاثة ابعاد يختص بها الفقية :ـ ا ـ وضع الدستور; وهو المبادي العامة والخطوط العريضة التي تبني عليها سائر الاشياء.وعلي الرغم من ان القرآن هو الدستور، الا ان الذي يستطيع ان يتعامل مع تفسير القرآن وتاويلة بما يلائم العصر هو الفقية وحدة .ب ـ القانون ; وهو المنهاج المفصل الذي يحتوي علي سائر ما يحتاجة البشر من الاحكام .وهذا الامر بالاجماع لا يجوز الا للفقية العادل .ج ـ اللائحة ; وهي القرارات المنتزعة عن احكام القانون ، وهي في التعبير الاسلامي بمعني الحوادث الواقعة وهي الحوادث المتجددة مع تطورات الزمن ، حيث توجد قوانين كلية لا نصوص خاصة ، وقد امر الامام بالرجوع الي الفقهاء في الحديث الشريف :>واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الي رواة احاديثنا اما السلطة القضائية فواضح انها تختص بالقيادة الفقهية ، انطلاق من المبدا القائل بان الدين والحكم للة عز وجل .3 ـ القيادة والسلطة التنفيذية وهي اقوي سلطة في البلاد، وبيدها الحكم الحقيقي ، لانة حتي لو كانت السلطات التشريعية والقضائية صائبة ، والتنفيذية منحرفة ، فان ذلك يعني فشل النظام كلة .فكيف يمكن تحصين هذه السلطة من الانحراف ؟ ان القوة التنفيذية لا يمكن ان تحصن بقوة تنفيذية عليا، وانما الذي يستطيع ذلك هي قوة فوق المادة ، وهذه القوة مفقودة عند النظم الاخري .فيكف تكون هذه القوة ؟ انما تكون بالفقة والعدالة .فالفقة يبصر الواقع ، والعدالة تعني السير وفق هذا الفقة .ولو لم تكن في الاحاديث الشريفة نصوص خاصة تعتبر هذين الشرطين في القوة المنفذة ، لوجب علينا ان نعتبرهما كما يقول المولف اعتماد علي امرين :العقل ومقياس الدين .اذ ان النصوص الشرعية التي تنهي عن طاعة الجاهل في ابسط الاشياء واتباع الفاسق ، هل يترك هذا الامر ويثبت الطاعة للقوة التنفيذية دون فقة وعدالة ؟ ثم يختتم المولف الكتاب بالحديث عن القيادة الاسلامية ودورها الفعلي في مسيرة الامة .فالمسلم اني عاش لا يحق لة ان يعيش تحت ظل قيادة مدسوسة او طاغية الي غير ذلك ، بل لابد عليه ان يحقق في نفسة وفي واقعة القيادة الاسلامية ، فيرفض قيادة الطاغوت ويعبد اللة .والفقية العادل الذي تتوافر فية الشروط المرجعية الدينية الكاملة هو الذي يمثل القيادة الاسلامية ، وهذه القيادة لا تختص بموضوع دون آخر، بل ترجع اليها كل سلطات الفرد وشوونة ، بالاضافة الي التوجية الثقافي والتنظيم الاداري .ويورد المولف ادلة تثبت ذلك .ثم ان هناك بعض من الناس يري عدم امكانية وجود هذه القيادة الاسلامية علي ارض الواقع ، لكننا نقول ان ذلك ممكن ، ويتحدد عبر الغاية التي نطمح اليها.فاذا كنا نريد رضا اللة وفلاح الاخرة ، فلابد ان نسعي الي تحقيقها في الواقع الخارجي .وهنا تبرز ثلاث طرق لتعيين هذه القيادة :ـ 1 ـ الحلول ; حيث يعتقد اصحاب هذا المبدا حلول اللة سبحانة وتعالي وحاشاة في طائفة من البشر.وواضح ان الاسلام بري ء من مثل هذه النظريات الوثنية .2 ـ التراضي ; وهي القاعدة الفكرية الجارية في العالم اليوم ، حيث تعتمد علي حرية البشر في اختيار الهدف والوسيلة في الحياة .ونحن كملسمين لا يمكن ان نتبني هذه النظرية ، لانها:ـ اولا:ـ تتنافي مع المعتقدات الدينية .فاختيار البشر لنفسة قيادة يتعارض مع نظرة الاسلام بان الانسان عبد للة وخاضع لة ، ويتعارض مع ان اللة عز وجل بعث دين كاملا جعل فية كل ضرورات الحياة بما فيها اسلوب القيادة وتحديدها.ثاني :ـ انها تسبب انفصال المسلم عن واقعة .فقاعدة التوحيد تدعوة الي اتباع قيادة الفقية العادل ، وقاعدة التراضي تدعوة الي اتباع القيادة التي يرضاها اني كانت .وهنا يقع التعارض .ويختتم آية اللة المدرسي الكتاب بالتاكيد علي ان طاعة الامة الاسلامية لقيادة الفقية العادل ليست طاعة ذاتية نابعة من كيانة البشري ، وانما هي طاعة اعتبارية منبثقة من نيابة الفقية العادل عن الامام المعصوم .فهي طاعة باسم اللة وباسم الشريعة ، وليست باسم القائد او باسم الشعب ، لان الولاية الحقيقية انما هي للة عز وجل ولمن امر بطاعتهم .
الثقافة الرسالية
الطبعة الاولي 1791 م عدد الصفحات 671 صفحة من القطع الصغير كتاب الثقافة الرسالية نقد اجتماعي صريح لحالة الامة الاسلامية ، وصدر استلهام من فكر آية اللة المدرسي في بداية السبعينات .ولاشك ان هذا الكتاب يحتوي علي معالجات حيوية لواقع الانسان في سلوكة وطموحة ، وكذلك لواقع المجتمع وما ينبغي ان يكون عليه ثقافة وسلوك .ولقد نجح هذا الكتاب في تادية الهدف منة ، حيث كان مادة للدراسة والبحث في اوائل السبعينات في كثر من البلاد الاسلامية ، خصوص وانة تمتع بقوة التاثير وسلاسة الادب وملامسة الواقع بدقة .وينقسم الكتاب الي اثني عشر فصلا، يتحدث في الاول منة عن مقارنة بين واقع الامة السابق وواقعها الان ، ويثير عدة تساولات عن هذا التخلف الشامل علي الرغم من استراتيجية الموقع وضخامة الموارد ووحدة التعاليم والمبادي .ومع توافر هذه العوامل المساعدة ، تري التخلف جاثم ، فلماذا؟ يقول المولف :الاجابة عادة ما تكون تبرير تتشكل عبر حالات متعددة ، اهمها ضعيف القيادة الدينية او السياسية التي تقود سفينة الامة الي ساحل التقدم .وهكذا تتعدد الاسباب ، لكن المولف يجيب علي هذا التساول فيقول :ان السبب الاصلي في هذا التخلف يعود الي الثقافة اللامسوولة التي انتشرت في ذهنية الامة ، فكرست عناصر الضعف وابتعدت عن مصادر القوة .وهذا السبب انعكس علي الانسان ، فتوقف عن العطاء.واذا توقف عن العطاء، فان كل شي ء في الحياة يتوقف تبع لذلك .لهذا يضيف المولف ان الانسان هو المسوول الرئيسي عن تخلفة .ثم يدخل المولف في صلب الموضوع للحديث عن الاخطاء التي ساهمت في وصول الامة الي ما هي عليه الان ، ويتحدث اولا عن الثقافة التي ابتعدت عن جذورها وعن روحها.وهنا يميز بين الانسان الذي اعتقد بالاسلام عن قناعة وفهم وبين الانسان الذي ورث الرسالة ارث من موروثات عائلتة .فالاول بالطبع ينتبة لمحتويات الدين ، فيدركها باعمال عقلة ويستفيد منها علي سلوكة وحياتة .بينما الاخر لا يفهم الا حركات خارجية ليست لها اهداف وحكم ، لانة لم يجعل لعقلة دور في الاقتناع بالدين .ثم يذكر المولف ثلاث خصائص حولت الدين عند هولاء الي قشور لا تدل علي معني يذكر:ـ 1 ـ اجترار الماسي والدموع اللامسوولة التي تفهم التاريخ علي انة تبرير لانتماء تاريخي مزيف من اجل التخلص من وخز الضمير تجاة الواقع الفاسد.2 ـ تكرار الجدليات لاثبات قضايا تاريخية .وعلي رغم ان ذلك مفيد في صنع الحب العميق والولاء الثابت لاتجاة معين ، الا انها ايض تبرير لواقع فاسد نعيشة الان ، لانة يحمل في طياتة ترك العمل الحقيقي لصنع الواقع .3 ـ الانطواء علي الذات ، بحيث يكون دلالة علي الشعور بالعزلة .