فقبل كل حركةعلي المومن ان يرسم خطةمتكاملةويدرس القضيةمن جميع جوانبها هذا من ناحيةومن ناحيةاخري عليك ان تتبين المعلومات التي تسمعها جيدا كما لا تستقبل معلومات مغلوطةاو غير صحيحةوبالتالي كل ما تسمع وتطالع وتفكر يجب ان يكون علميا.
الفصل الثاني : ـ
ويوضح سماحةالسيد في هذا الفصل الاستراتيجيةالمقترحةللثورةالاسلاميةفي ظروفها الراهنةوتحت هذا العنوان يبين عوامل الثورةالتي يحددها في التالي :ـ 1 ـ الجماهير نحو الافضل .ان للانسان رغبةفي ان يكتسب تقدما مضطردا في حياتةفمهما تنوعت المشاعر والاحاسيس البشريةالا ان الناس جميعا يشتركون في الاحساس بضرورةالتقدم سواء كان هذا التقدم اقتصاديا او اجتماعيا او ماديا او معنويا وهذا الشعور هو الوقود الذي حرك البشريةعبر مراحل التاريخ .وحينما يشعر مجتمع ما ان هناك حاجزا يحول دون تقدمةاو يشعر الجزء الاعظم منهم ذلك فان المجتمع يبدا بالتململ ثم لا يلبث ان يثور محطما ذلك الحاجز بهدف الوصول الي وضع افضل من السابق .2 ـ مواجهةالتقدم الاجتماعي .3 ـ حدةالتناقص الثقافي .4 ـ الصاعق الثوري >فالثقافةتقوم بدور الوسيط من اجل الثورة.المجتمع بين العلم والعمل وتحت هذا العنوان يقول المولف ان المجتمع البشري قائم علي اساسين متفاعلين هما :ـ 1 ـ الوعي .2 ـ الادارة.فمن دون التوعيةوتحريك الناس واثارةتطلعاتهم وتوجيةشعورهم بالحرمان والشعور بالقدرةعلي تغيير الوضع الفاسد لايمكن حشد الطاقات جميعا لتصب في قنوات محدودةتسير بصورةتدريجيةوتصاعديةحتي تبلغ ذروةالوعي المتجسدةفي التحرك الجماهيري الصانع للثورة.والادارةهي التي تقوم بحشد الطاقات وضبط الامور ونظمها وتوحيد الصفوف للاستفادةمن كل الجهود في سبيل الحصول علي المكتسبات الثوريةعبر رحلةالتغيير التحرريةوبعد ان وضع المولف عوامل الثورةواسس المجتمع البشري يلخص المولف الاستراتيجيةالثوريةفي النقاط التالية:ـ 1 ـ لابد من اشعار الجماهير بالوضع السيي الذي يعيشونةوتعميق هذا الاحساس بضرورةالتغيير.مع بث الثقةفي قدراتهم وامكانهم بتحمل مسووليةالتغيير وبجدوائيةالعمل في هذا العمل .2 ـ لابد من تامين ذلك الملاك الثوري الذي يقود عمليةالتغيير ويعمل علي تكريس الاحساس الاجتماعي بضرورةالاصلاح وبالقدرةعليهكما يقوم بتوجيهةحتي الانتصار.وفي اطار بناء الكوادر في العالم الاسلامي يوضح المولف النقاط التالية:ـ 1 ـ العلم يصنع القيادات الصالحة.2 ـ دور الجماهير في تربيةالقيادات .3 ـ بلورةالتجارب .اما عن العوامل المساعدةللثورةفهي :ـ العامل الاول :ـ العمل الجذري ولكن لماذا انتشر العمل السطحي في الامةللاسباب التالية:ـ ا ـ انعدام التوكل علي اللةسبحانةوتعالي .ب ـ وقوع تلك الحركات فريسةالتضليل الاعلامي المعادي .ونتائج العمل السطحي هي :ـ 1 ـ نفور الجماهير.2 ـ سيطرةالعدو.3 ـ سهولةالاختراق .ومن العوامل الاساسيةلنجاح العمل الجذري ما يلي :ـ 1 ـ القدرةعلي اتخاذ القرار.2 ـ وحدةالصف والكلمة.3 ـ حماسةالانصار واندفاعهم .4 ـ الاستعداد للتضحيةوالعطاء.5 ـ صعوبةالاختراق .العامل الثاني :ـ التنظيم ان المنظمات ليست بديلةعن الجماهير ولكنها ذراع الجماهير وقلبها النابض وعقلها المفكر ومن اكثر خطط الاستعمار مكر وكيد وخطورةخطةفصل المنظمات الاسلاميةعن الجماهير بشتي الوسائل .استراتيجيةالثورةالاسلاميةهي :ـ اولا:ـ الثورةعلي التخلف وفي اطار الثورةعلي التخلف يوضح المولف النقاط التالية:ـ 1 ـ الثورةوالتكنولوجيا.2 ـ الثورةوتطوير المناهج .3 ـ الثورةواستخدام الوسائل الحديثة.4 ـ الثورةوتدوين والتجارب .ثاني :ـ استقلال الثوار.ثالث :ـ لا للتجزئة.
الفصل الثالث : ـ
دور الانسان الرسالي في الثورةالاسلامية تعتمد الثورةالاسلاميةعلي نظريةتعتبرها حجر الزاويةتلك النظريةهي اصالةالانسان حيث جاء الاسلام ليقرر علي لسان الوحي ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا الاسراء07 فالانسان اصل لان اللةسبحانةوتعالي اراد لةذلك وارادةان يكون مركز الخليقةاما تلك النعم التي ميزتةفهي :ـ 1 ـ نعمةالعقل ليميز بين الخير والشر ويعرف الحق من الباطل .2 ـ نعمةالارادةليتخذ موقفةحسب ما يمليةعليهعلمة.3 ـ نعمةالوحي لتعيد اليةتوازنةوتثير دفائن عقلة.كيف نبني الانسان الرسالي :ـ فالثورةبحاجةالي توعيةالجماهير ورفع مستواهم العقلي واعطائهم الثقةبالذات وتوفر التنظيم الكافي ، وتعبئةطاقاتهم الي غير ذلك من العوامل الموضوعيةوالذاتيةالتي يجب ان تتوفر جميع حتي تتحقق الثورة.وقد كان للرسالات السماويةهدفان بالنسبةللحياةالبشريةوالمجتمع الانساني :ـ 1 ـ خلق الثورةالشاملة، ثورةعلي الاوضاع الفاسدة، ثورةعلي التخلف والفقر والحرص والجهل وعلي سائر المفاسد الاجتماعيةالظاهرةمنها والباطنة.2 ـ ان الرسالات السماويةتهدف تربيةذريةتتوارث الرسالةمتتابعةمن الثوريين ضد الباطل .فان لم تكن الظروف مناسبةلخلق الثورةفلا اقل تكون هناك مجموعةرساليةيتوارثون هذا المشعل كي لا يخبو نورةوينتظرون الظروف المناسبةلتفجير الثورةكلما حانت الظروف .وهذا ايض يوكد ضرورةوجود فئةمستقيمةصابرةمصليةتابي الركون الي الغرب او الشرق باقيةعلي استقامتها وثوريتها في طريق الحق مهما تطاولت القرون وتكالبت المحن .والسوال هو ما هو البرنامج الثوري التربوي المتكامل لبناء الرجال .اولا:ـ الحب هناك فرق بين الحب والشهوةان الشهوةهي جلب الاشياء الي الذات وقطف اللذات مما حلا وطاب والاستفادةمنها شخصي بينما الحب هو العكس من ذلك فهو عطاء من الذات الي الخارج لمنفعةوخدمةالاخرين .الشهوةاستيثار فيما الحب ايثار.الشهوةاخذ والحب عطاء.الشهوةهي محاولةلافناء الوجود في الذات بينما الحب هو محاولةافناء الذات في الوجود.ثاني :ـ الخوف ، الخوف من النهايةالحتميةمادامت النهايةغير معروفةالميعاد فان الخوف منها سيستمر مع الانسان في كل لحظةمن هنا فان المومن يتوخي المحاذير ويعيش بانضباط تام في حالةعاليةمن التقوي والخشوع للةسبحانةوتعالي .
الفصل الرابع : ـ
التربيةالاجتماعيةارضيةالثورة ان لكل مجتمع من المجتمعات روح تسودةهذهالروح هي خلاصةتفاعلات التربيةالفرديةلكل فرد من المجتمع مضافةالي مجموع افكارهم وانماط سلوكهم وشخصياتهم وانواع ردود افعالهم اتجاةالاحداث .ان التربيةالاجتماعيةعامل اساسي من عوامل الثورةوهي من صنع الانسان ذاتةفاذا اردنا ان تتفجر ثورةفي مجتمع ما بعد ثلاثين عام مثلا فلا مندوحةمن ان نهتم بتربيةالجيل الصاعد منذ اليوم كي نحصد ثمار التربيةبعد الثلاثين عام وان هنا جانبين رئيسيين للتربيةالثوريةهما:ـ ـ تربيةالفرد الثوري .ـ تربيةالمجتمع الثوري .ولنجاح ايةحركةاجتماعيةلابد ان تجتمع فيها وتلتف حولها عناصر ناجحةفي الحياةلان الحركةاو التنظيم لا يمكن ان يحقق النجاح من مجموعةاناس فاشلين لانها ليست سوي اطار تنعكس عليها صبغةالافراد المنتمين اليها.وللاسلام وسيلتان لتربيةشخصيةالانسان الثابتةبهدف الوصول الي تزكيةنفسةوتنميةروح التقوي فيها وكلتا الوسليتان لا تهتمان الا عبر اثارةعقلةوهما:ـ 1 ـ توجيةالانسان نحو مصالحةالحقيقيةوتحسيسةبها.2 ـ هدايتةالي الطرق التي تحقق تطبيقاتها الواقعيةكل تطلعاتهز ـ مكونات الشخصيةالرسالية هنالك جانبان لشخصيةالانسان ظاهر وخفي والجانب الخفي هو الذي يحدد الملامح الظاهريةفي الشخصية.والرسالي هو محور الحركةالرساليةوقطب الرحي لكل ثورةاسلاميةوحجر الزاويةفي بناء الامةلان شخصيتةالداخليةتتميز بمجموعةمن الصفات التي قد لا يتوصل الي عرضها المحلل النفسي .الا ان نصوص القرآن الكريم والاحاديث الشريفةبالاضافةالي التجارب الشخصيةتحدد جانب من ملامح الشخصيةالرساليةلترسم لنا هدفين :ـ 1 ـ معرفةملامح الثورةالاسلاميةواهدافها.2 ـ اكتساب تلك الملامح عبر التربيةالفرديةاو الحركية.وبعد توضيح هدفي التوجيةالاسلامي في بناء الشخصيةالرساليةسنبدا في استعراض المكونات الذاتيةللشخصيةالرساليةوهي كالاتي :ـ 1 ـ التطلع وقوةالمسيرة.وركائز التطلع هي :ـ ا ـ نعيم الخلد.ب ـ التوكل .ج ـ وان سعيةسوف يري .د ـ الترفع علي الموثرات المادية.2 ـ اليقين وهو نتاج البرنامج التربوي الاسلامي .الحكمةومنهجيةالتفكير وبالتالي التخطيط السليم والمومن كيس فطن وحكيم لان الحكمةجزء من مكونات شخصيتةالرساليةولكن السوال كيف :ـ 1 ـ المومن ينظر بنور اللة.2 ـ التفكر آيةالمومن .3 ـ اسمي درجات التفكر.4 ـ التفكر فريضةقرآنية.5 ـ التفكر يهدم الحواجز.ثالث :ـ الاجتهاد ودوافع المومن الرسالي نحو الحركةوالعمل تتلخص في الاتي :ـ ا ـ تحطيم الاغلال .ب ـ كيف نتقي سوء المصير.ج ـ النزاهةومحاسبةالنفس .الثورةالاسلاميةوازمةالحضارةالبشريةتحت هذا العنوان حاول المولف ان يوضح ازمات العالم المعاصر وقدرةالاسلام علي حلها وعلاجها قائلا هناك حقيقةلابد من الاشارةاليها قبل التوغل في موضوعنا وهي ان عالم اليوم يعيش ازمات حادةتحولت الي امراض مزمنةفي جسد البشريةواستعصي حلها علي النظم القائمةوفشلت كل الجهود في استئصالها والسوال الذي يبرز في هذا المضمار هل تستطيع الثورةالاسلاميةان تعالج امراض البشريةاليوم وازماتها وقبل الاجابةعلي هذا السوال يوضح الكاتب مجموعةمن الحقائق .1 ـ ان الاسلام في معالجتةلاي قضيةمن القضايا لا يعتمد علي جانب واحد من جوانبةاو بعد واحد ابعادةفهو لا يملك تشريعي محدد لقضيةبعينها وبكلمةاخري ان الدين والتشريع الاسلامي كل لا يتجزا ولا ينفصل بعض عن بعض .2 ـ اننا لا نحتاج الي كثير من العناء لتبيان ان الاسلام شي ء والمسلمين والمنتمين اليةفي الواقع شي ء اخر اذ لا يمكن لاحد ان يقيس الاسلام بممارسات المسلمين او تلك فان كلامنا هذا يشبةالي حد بعيد قولنا بان الطبيب الفلاني يستطيع ان يعالج المريض الفلاني وهكذا الامر حينما نقول ان الاسلام يعالج مشكلةالانسان فان هذا القول لا يعني ان الاسلام ليس سوي قرآن كريم يوضع في الجيب او ان نتلو جريدةالصباح دون اتباع تعاليمةوانما يعني ان نطبق الاسلام علي انفسنا، فنلتزم بمبادئةوقيمة، ثم يتحول بالنسبةلنا الي برامج نصب فيها اهتماماتنا وحيويتنا ونشاطاتنا ونطبقها عبر تحركاتنا وجهادنا.3 ـ هي اننا حين نقول بان الاسلام يعالج هذهالمشكلة.
الفصل الخامس
وبعد ان وضح المولف الازمةالحضاريةالتي تعيشها البشريةخصص الفصل الخامس من كتابةلرويةالاسلام وطريقةعلاجةللمشكلات التي تعاني منها البشرية.كيف يعالج الاسلام مشكلةالتخلف اننا لم نتخلف لشحةارضنا كما يزعمون فارضنا قد تفجرت ذهب اسود والحمد للةوكل العالم في صراع وسباق عليها.ولم نتخلف لقلةفهمنا للامور فقد اتصلنا بالعالم الخارجي ووصلت الينا انجازاتةواكتشافاتةواطلعنا علي آفاقةوابعادة.هنالك اغلال تكبلنا وتمنعنا من التحرك لتغيير واقعنا المتخلف وهذهالاغلال هي التي علينا ان نناقشها لنلتمس الطريقةالي التلخص منها.وان اكبر الاغلال واثقل القيود التي تمنع انطلاقتنا وتحركنا هي التبعيةللاستعمار الشرقي او الغربي بكل الوانةسياسي او عسكري او ثقافي او اقتصادي .وان الاستقلال هو الدعامةالاولي التي يقوم عليها صرح المجتمع المتقدم .ويبني عليها كيانةالحضاري .ويستعرض المولف مجموعةمن الاساليب والامثلةفي طريقةالاستعمار في تحطيم البني الحضاريةللدول المستعمرةبالفتح وهي كالتالي :ـ 1 ـ حينما تحتل دولةاوربيةدولةاخري من دول العالم الثالث فانها تبدا بتحطيم البني الاجتماعيةالقائمة.2 ـ لا يكتفي الاستعمار بتحطيم البني الاجتماعيةوانما يلجا الي نزع قوةاخري من ايدي اهل البلاد الا وهي البني الاقتصادية.3 ـ يقوم الاستعمار بربط اقتصاد البلاد المستعمرةباقتصادةهو وبلا شك فان هذا الربط يقوم علي اساس علاقةاليد العليا القويةباليد السفلي الضعيفة.4 ـ حينما يدخل الاستعمار اي بلاد فانةيعيش عن طريق الفئةالاكثر رجعيةوجمود وضعف ويسلمها زمام البلاد لانها ستكون الاكثر خضوع وولاء للاستعمار.
برنامج الاسلام للتقدم الحضاري : ـ
الاسلام هو الذي يستطيع ان يقفز ببلادنا الاسلاميةبالذات وبصفةعامةببلاد المستضعفين في العالم الثالث فوق حواجز الاستعمار في طريق التقدم وذلك عبر خمس طرق :ـ 1 ـ الاستقلال ضمان التقدم .الاسلام يضمن لنا الاستقلال ويقول >من مات دون دينةفهو شهيد ومن مات دون مالةفهو شهيد ومن مات دون عرضةفهو شهيد 2 ـ الاكتفاء الذاتي بدايةالاستقلال .3 ـ بناء التنظيم الاجتماعي ، علينا ان نعيد بناء البني الاجتماعيةوالاقتصاديةوالسياسيةالسابقة.4 ـ بعث الهمم وحب العمل .5 ـ ايجاد روح التقدم في الامة.ولكي نوضح هذهالرحلةلابد ان نشير الي نقطتين تمهيديتين :ـ 1 ـ روح الامةتعني مجمل الحالةالنفسيةالتي يعيشها الشعب والتي تملي ردود فعلةتجاةالاحداث وهي ايض مجمل القواعد الفكريةوالثقافيةوالسلوكيةوالاخلاقيةعند الشعب .2 ـ حينما نقول ان الامةينبغي ان تتحرك روحها باتجاةالصناعةوالتقدم فلانةمن دون تحرك تلك الروح فان تقدم الامةحتي لو تقدم للةلا يكون لحسابها وانما لحساب قوم آخرين .والسوال كيف نفجر الروح في امتنا لكي تصبح صناعتها من اجل الانسان .من اجل اهدافها لا من اجل الاخرين ولكي تستطيع ان تجتاز عقبةالتخلف ؟ 1 ـ اننا في سبيل تخطي الحواجز والسير علي طريق التقدم وبالذات صناعي يجب ان نبدا من الزراعةاي يجب ان نبدا من حيث بداوا ولكن بسرعةاكبر...لا نستطيع ان نقفز فوق حاجز الزمان ولكن بامكاننا ان نسرع .2 ـ علينا ان نبعث روح الثقةبالذات والاعتماد علي النفس والتوكل علي اللةفي نفوس جماهيرنا.3 ـ الاعتزاز بالطرق التقليديةالتي كانت سبب في تحقيق الاكتفاء الذاتي في ذلك الوقت دون الحاجةالي اللجوء لما عند الغرب او الشرق .
كيف يعالج الاسلام مشكلةالحرب ؟
هناك تساول يقول هل يستطيع الاسلام اذا حكم البلاد انهاء مشكلةالانسان الرئيسيةوهي الحرب ام لا.وهناك ثلاثةملاحظات في الحروب الجديدةاعطت الحرب طابع حديث تمام :ـ 1 ـ الشمول البشري .2 ـ الشمول الجغرافي .3 ـ تطور وسائل الحرب .وبعد ذكر هذهالملاحظات يعود المولف الي السوال السابق ويقول اني استطيع ان اقول نعم واستدل علي ذلك بثلاثةادلةرئيسية:ـ 1 ـ ان للكون رب يحمية.2 ـ سيادةالمثل الاسلامية.ان الاسلام بتعاليمةالخلقيةينتزع فتيل الحرب من قلب الانسان .3 ـ ممارسةدور الشهادةعلي العالم وسوف تكون وصيةالامام علي ع لولديةكونا للظالم خصم وللمظلوم عون شعار المسلمين في الدولةالاسلامية.
المجتمع الاسلامي
الطبعة الاولي عام 2041 هـ عدد الصفحات 162 يقول آية اللة المدرسي ان البنية الاجتماعية هي خلفية الظواهر السياسية والاقتصادية .وهو يدعو اصحاب الفكر والقلم ان يجتهدوا اليوم في بلورة وصياغة الافكار الاسلامية حسب حاجات الشعوب الاسلامية الناهضة ، ولا يتجاهلوا القضايا الاجتماعية في زحمة الاحداث السياسية الصاخبة .وبصفة سماحتة واحدا من اعلام الفكر الاسلامي ، وصاحب تفسير كامل للقرآن الكريم ، فقد اصطبغت المحاضرات التي تكون منها كتاب >المجتمع الاسلامي هذه النصوص التي تمثل الرسالة السماوية التي شرف اللة بها الامة الاسلامية .وهذه الرسالة قادرة علي ان تخلق الواقع السليم في بعدين :ـ البعد الاول :ـ في ذات الانسان كفرد.البعد الثاني :ـ في كيان الانسان كمجتمع .وان الذين فسروا الرسالات السماوية بانها تهتم بواقع الفرد اكثر من اهتمامها بواقع المجتمع ، وحسب تعبير >وليم جيمس >تجربة فردية للانسان بينة وبين خالقة وانطلاقا من هذا التفسير الخاطي للدين جاء التفسير الخاطي لاهتمامات الدين واولوياتة .ويعتقد المولف ان هذا البعد خلق المجتمع الانساني الصالح يحتل الاولوية الاستراتيجية في اهتمامات الاسلام .والقرآن الكريم لا يخاطب الفرد الا في آيات معدودة واسباب ادبية معينة ، ولكن غالب ما يخاطب المجموع .وبين النظريات الاجتماعية فيمايخص العلاقة بين الفرد والمجتمع يشير السيد المدرسي الي النظرية التي تقول ان الفرد هو كل شي ء، والي النظرية الثانية التي تدعي ان الفرد لا قيمة لة اطلاق فهو اشبة ببرغي صغير في ماكنة المجتمع .ثم يشير الي النظرية الاسلامية التي يقول انها تقف في الوسط بين النظرتين ، وهي تعطي للفرد اهميتة اللائقة كما تعطي للمجتمع دورة ، وتنظم العلاقات بينهما بشكل دقيق ومتوازن .فالمجتمع يوثر في الفرد، والفرد بدورة يوثر في المجتمع .انها:ـ ـ لا تسلب من الفرد ارادتة .ـ ولا تحرم المجتمع من تلك القوانين والانظمة الديناميكية التي تعطية الوقود المناسب في مسيرتة الحضارية التكاملية .وعلي هذا فهي لا تنفي تلك النظرتين ، وانما تربط بينهما بحيث تزيل تلك الهوة الفاصلة بين الفرد والمجتمع .ويستنبط المولف من عهد الامام علي ع لمالك الاشتر حين ولاة مصر تلك القوانين التي يسميها بديناميكية المجتمع ، فيذكر قوانين ستة وهي :ـ 1 ـ قانون التفاضل بالسعي ، علي اساس التساوي في الانسانية وامام القضاء، مهما اختلفت مشاربهم .ولكن الفارق يتم حسابة علي اساس الخبرة والعلم والكفاءة .2 ـ قانون التعاون ، حيث تكمل طبقات المجتمع بعضها البعض .3 ـ قانون العدالة ، وهي اهم ركيزة يقوم عليها المجتمع الحيوي السليم ، وينبغي ان تشمل المجتمع حاكم ومحكوم ، غني وفقير ، قوي وضعيف .4 ـ قانون المحافظة علي المجتمع .ولتحقيق هذا الامر ركائز هامة ، هي :ـ القوة العسكرية ، القوة الاقتصادية ، القوة القضائية ، القوة الادارية والجهاز الحكومي ، والقائد الاعلي الذي يحافظ علي كل هذه الخيوط.5 ـ قانون التكافل والضمان الاجتماعي ، حيث يضمن الفرد مستقبلة وتشيع روح التراحم بين افراد المجتمع .6 ـ قانون اعطاء المجتمع حق العيش بكرامة ، حيث يتمكن اهل الذمة من اليهود والمسيحيين وغيرهم من التعايش بين المسلمين ، ولهم حق الاقامة والعمل والتوظف والتنقل ..الخ في مقابل ان يدفعوا الجزية .وهذا ليس ظلم بحقهم ، فالجزية بالنسبة لهم تقوم مقام الخمس والزكاة بالنسبة للمسلمين .وصبغة المجتمع العامة هي التقوي .وهذا المجتمع يبني حضارة متكاملة بكل ابعادها، ولكن بمبادي الاسلام التي تحدد تعاملة مع شئون الحياة الدنيا ومع المجتمعات الاخري ; المبادي التي تقوم علي اساس الحلال والحرام الذي تقررة الشريعة الاسلامية ، وعلي اساس القيم والاخلاق الفاضلة .وبالاعتماد ايض علي العمل الصالح ، حيث يفجر الاسلام في الانسان روحية السعي والعمل ، ويرفعة من مجرد الاقتصار علي البعد الدنيوي ، فيوجهة الي الغيب كذلك . يا ايها الانسان انك كادح الي ربك كدح فملاقية .ثم ان الاسلام يرفع الاغلال الكثيرة امام العمل والحركة الهادفة ، وهذه الاغلال مثل :ـ 1 ـ الخشية من السلطة .2 ـ الخوف من الاخطار المستقبلية ، والخوف من الخسارة .3 ـ تاثير الانباء الكاذبة والافكار المنحرفة .4 ـ الاستحياء من اداء بعض الاعمال ، والترفع عنها.الانتماء الاجتماعي يحدد آية اللة المدرسي بالفاظ واضحة وافية ، عاملين لتركيز الاسلام علي الانتماء الاجتماعي .فالسبب الاول :ـ امكانية تطبيق الرسالة ، حيث يمكن اجراء القيم وتطبيق الشرائع منها، ويكون من السهل توفيق الافراد مع الخط العام .والسبب الثاني :ـ امكانية نشر الرسالة ، التي يحملها المجتمع الاسلامي ، بحيث تتوزع الهموم والتضحيات علي افرادة ، ويشعر الفرد فية ان الكل ايض يومن بهذه القيم ويسعي لاجل تحقيقها، وان الواحد منة اذا سقط في هذا السبيل فان هناك من سيكمل المسيرة .ويعطي الاسلام اهمية قصوي لبناء المجتمع من خلال التاكيد علي الخلايا الاجتماعية ، التي يقول السيد المدرسي انها نوعان :ـ خلايا فطرية ، وهي التي توجدها غريزة الانسان وربما مصالحة ، كخلية الاسرة التي يوكد الاسلام عليها ويويدها ويومن بها ايمان قد لا يصل الية ايمان اي مذهب او دين .خلايا حضارية ، وهي التي تكونها قيم الاسلام ومبادوة .ومن جملة الخلايا الحضارية تلك التي تتكون من مجموعة رجال يمتلكون روي واحدة ويسيرون في خط واحد.ويضيف سماحتة ; حينما تومن بفكرة وتحمل رسالة وتتحسس بمسوولية اجتماعية ، فلا تبق وحدك ، وانما ابحث عن اولئك الذين يومنون بفكرتك ويتحسسون بمسووليتك ويحملون رسالتك .وكما ان الاسلام يعطي الشرعية للكيان الاجتماعي ويوكد عليه تاكيد كبير ، فهو يرفض الرهبانية والاعتزال ، ويوكد علي حضور الطليعة بين الناس .ومن مظاهر الشرعية التي يعطيها الاسلام للكيان الاجتماعي رفضة للفوضوية في حقل الثورة .واعلم يا بني انة لابد للناس من من امام بر كان او فاجر .ولكن لا يمكن استبدال النظام الجائر بالفوضي ، حينئذ يكون النظام الجائر افضل من الفوضي .ان كلمة الدعوة الاسلامية الاولي لا الة الا اللة تعني تحرير الانسان من الجبت والطاغوت والسلطات الجائرة .والكلمة الثانية محمد رسول اللة اي اقامة تلك الحكومة الالهية البديلة عن ذلك النظام الفاسد.من هنا فان الاسلوب المناسب لتبديل الانظمة ليس هو هدم النظام القائم ، وانتظار قيام نظام بديل ، وانما اقامة نظام بديل ثم هدم النظام .وليس هدم المجتمع وتفتيتة من اجل اقامة مجتمع بديل ، وانما اقامة مجتمع جديد في داخل المجتمع الفاسد، ومن ثم محاولة احتواء عناصر المجتمع الفاسد وتوجيهة في الاتجاة السليم .الامر الذي يشير الي اهمية ان تبقي الطليعة وسط الجماهير، ولكن دون ان تذوب في سلبياتها.كما ان علي الطليعي ان يكون مع الجماهير في المواسم ، في الصلوات حيث يصلي معهم جماعة ، وفي اوقات الاجتماع مثل حضور الجنائز، واداء فريضة الحج وما اشبة ، حتي لا بصحة الطاغوت والاعداء يعمهم باعلامهم الكاذب بوصفة مارق ومصادر للقيم وغير ذلك .فالناس يرونة معهم دائم ويعرفون عملي ان تلك الاتهامات باطلة .ومن المهم بالنسبة للطليعة ان تحافظ في تحركها علي الاخلاق الاسلامية .يقول العلامة المدرسي :ـ ان اللة لم يوظفك بان تكون علي باب الجنة والنار، لتدخل فيها من تشاء حسبما يحلو لك .فالقرآن يقول : ليس لك من الامر شي ء او يتوب عليهم او يعذبهم .
التقوي محور المجتمع الاسلامي
يعتقد آية اللة المدرسي ان التقوي هي قاعدة المجتمع الاسلامي ، وعمودة .ويستوحي من آيات القرآن الكريم طرحة للتقوي كتيار اجتماعي ، وليس كعمل فردي .وبتعبير آخر التقوي لا تعيش وحدها، وانما تعيش ضمن مجموعة بشرية متفاعلة مع بعضها البعض .ويستشهد سماحتة بالايات التي وردت فيها كلمة >التقوي هدي للمتقين وموعظة للمتقين والعاقبة للمتقين الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ، يا عباد لا خوف عليكم اليوم ، ولا انتم تحزنون .ويعلق سماحتة علي الاية الاخيرة مشير الي ان فيها تاكيد علي ان رابطة الانسان باخية الانسان لو لم تباركها التقوي ، فانها ستكون رابطة هشة يمكن ان تنفصم في اية لحظة .وفي آية اخري يربط القرآن بين التقوي وبين السلام الذي ينشدة الانسان ، فيقول : ان المتقين في مقام امين .
ما هي التقوي ؟
ويري آية اللة المدرسي ان التقوي هي الالتزام الداخلي بالعقيدة الاسلامية النابع عن القناعة التامة ، وتذليل الشهوات عن طريق الارادة الصلبة ومع الوعي الكافي .ويضيف :ليست التقوي مجرد عمل ، بل عمل وراءة التزام وتعهد وتحمل مسوولية .والمتقي هو الذي يخوض الحياة ويقع تحت الضغوط، ولكن ارادتة وعقلة وجوهر انسانيتة هو الذي يجعلة يتحدي الضغوط.ويحافظ علي استقامتة .ويوكد السيد المدرسي علي ان المجتمع الاسلامي لا يقوم علي اساس كثرة الصيام او كثرة القيام ، ولكن يقوم علي قلب العمل وهو التقوي .يقول الامام علي ع :>لا يغرنك بكاوهم فان التقوي في القلب واذا ما تجذرت قيمة التقوي في مجتمع ما، فان ذلك يعني :اولا:ـ انها اصبحت قصب السبق الذي يتنافس حولة المجتمع .ثاني :ـ تصبح التقوي هي القيادة الحقيقية للمجتمع الاسلامي .ومعني ذلك ان التنافس في ذلك المجتمع يتركز دائم حول القيم المعنوية كالعلم وتهذيب النفس والعمل الصالح ، وهي قيم تمتاز بانها غير محدودة وتودي الي سمو في قيمة المجتمع وتماسك في طبقاتة ، حيث يتنافس الناس في الاعمال الخيرة كتاليف الكتب ، وتزكية النشا، وتاسيس الاجهزة الاعلامية الصادقة كالصحافة والاذاعة والتلفزيون ، او كانشاء المرافق الضرورية مثل المدارس والمساجد والمستشفيات والمصانع .اما القيم المادية كالجاة والسلطة فان عيوبها كبيرة ، منها ان تلك الامور عرضة للزوال ، ومقدار استيعاب الانسان لها محدود، وان التنافس حولها يعود بالضرر علي المجتمع حيث يبقي السواد محروم كلما اتخمت القلة ، وان التنافس عليها يخلف الحروب والعداوات .
التقوي ; ضمانة ضد الانحراف
مع التقوي يشعر افراد المجتمع ان جهودهم لن تضيع هدر ، وان لا احد سيسرق ما بذلوا، وذلك حين يوكد الاسلام علي ضرب الايادي السارقة لجهد المستضعفين والكادحين .فلا يعود الطريق الايسر هو السرقة والرشوة والنهب ، والحصول علي اي شي ء عن طريق الخداع والتضليل .ومعني اعتماد الاسلام علي التقوي في كونها هدف للعبادات ، ومراد للتسابق والتنافس ، ومقياس للترجيح والافضلية ، معني ذلك انة لا دخل للقرابة والنسب ولا العصبيات في تقييم الناس واتخاذ المواقف منهم .يقول السيد المدرسي :ـ >هناك من ينتفع بالعصبية ، كالقومية الضيقة والوطنية المزيفة والاقليمية البغيضة .فلولا الاقليمية لسقطت عروش ، ولولا القومية لتحطمت احزاب ومنظمات مشبوهة ، ولولا الوطنية لما استطاع الطغاة ان يتحكموا برقاب الشعوب ، ولكن هذه القيم الفاسدة هي التي مكنت الطغاة من رقاب الجماهير المومنة وهناك عنصرية يطلق عليها سماحتة >العنصرية الجنسية يقول سماحتة :ان العمل مع التقوي هو خير من العمل بدونها، لسببين :ـ الاول :ـ ان التقوي ليس فقط تدفعك الي العمل ، وانما توجد فيك ايض تلك الدوافع المباركة الكريمة التي تدعوك الي الاستمرار في العمل .الثاني :ـ ان العمل حينما يكون مع التقوي تكون وجهتة سليمة ، فلا يكون الهدف شخصي او اناني او قصير النظرة .
الاستباق في الخيرات
للاسلام خطان يحاول الحفاظ عليهما، احدهما يلبي الشعور الذاتي والفطري لكل فرد، والاخر يضمن بقاء الانظمة الاجتماعية .وهناك حبل يربط بين كل انسان وبين بقية افراد المجتمع ، وهذا الحبل هو شي ء فوق المادة ، هو شي ء مثل الجمال وحب الخير.وكلما ازداد هذا الشعور في ضميرك وضميري وقلبك وقلبي ، كلما ارتبطنا اكثر وتبلورت وحدتنا اكثر، واعتصمنا بذلك الحبل الذي يامر بالاعتصام بة القرآن الكريم ، حين يقول : واعتصموا بحبل اللة جميع ولا تفرقوا .والاسلام يربي في الفرد هذا الاحساس ، وهو ليس احساس اجتماعي .ومن هنا فقط اخطا العالم المعروف >دوركايم واذا ما اختلفت طموحات كل فرد فان ذلك امر لا غبار عليه ، غير ان جميع التوجيهات يجب ان تكون لتحقيق هدف سليم .ان للانسان طاقات لا تحد، وفي الطبيعة قوي لا تنفذ، والخلاف يفجر طاقات البشر باتجاة تسخير الطبيعة واكتشاف كنوزها.وان اضخم انتاجات البشرية كانت في ظروف الصراع الحاد، او حتم في ايام الحرب الساخنة .وربما توحي الاية الكريمة ونبلو اخباركم الي هذه الحقيقة .بيد ان اتجاة الخلافات البشرية كانت في سير الهدم ، فروسيا وامريكا ومن يدور في فلكهما يتسابقون اليوم في صنع المزيد من اسلحة الدمار التقليدية والنووية التي يكفي المخزون الجاهز منها لتدمير العالم 11 مرة .ويتساءل سماحتة :لماذا لا يتسابقون في القضاء علي السرطان او تنمية العالم الثالث او استغلال المحيطات لخير البشرية ؟
التوافق الاجتماعي
نظريتان في التوافق الاجتماعي ; احداهما تدعي ان الفرد مفروض عليه التوافق كما هو الطقس والليل والنهار بالنسبة لة ، والاخري تقول ان كل فرد من ابناء المجتمع ينجذب بدافع ذاتي نحو تطبيق الانظمة والقوانين الاجتماعية علي نفسة وبدون ضغط خارجي .وللاسلام طريقتان تحفز الفرد نحو العمل باثارة احساس التوافق الاجتماعي مع الاخرين .الطريقة الاولي :ـ تعريف الفرد علي القدوات الصالحة بذكر قصصهم واخبارهم ، وبدعوتة الي الاقتداء بالانبياء والائمة والتشديد علي ولايتهم والتمسك بخطهم .الطريقة الثانية :ـ خلق حالة التنافس الاجتماعي بين افراد المجتمع ، حيث يحث الاسلام علي اداء بعض العبادات بصورة جماعية مثل الصلاة جماعة واداء الزكاة والصدقات علن والحج وغير ذلك ، لكي يكون تنافس الي الخير.ثم يورد سماحتة مجموعة من الاحاديث الاخلاقية التي تساهم في تركيز الروابط الاجتماعية ، وتثبيت التماسك بين افراد المجتمع ، وخلق الحيوية الذاتية بين افرادة وليس فقط جمعهم الي بعض .ويبين آية اللة المدرسي في حديثة عن كيفية الوصول بالمجتمع الي الحيوية والفاعليه في المجتمع ، نقطة هامة هي ان المجتمع الاسلامي يبني اساسة علي قوة العقل لا قوة الشهوات ، وهذه القيمة قوة العقل حينما تدخل علاقات المجتمع تسمي بالحب ، وهناك فرق كبير بين الحب والشهوة .ولخلق الحيوية هناك مرحلتان :ـ اولا:ـ ايجاد التماسك داخل كيان المجتمع عبر التاكيد علي علاقة الحب ، وان تبحث عن طريقة تخدمهم بها.فانت تحب المستضعفين لكي تخدمهم ، لا لكي تستعبدهم .ثاني :ـ بابعادالعقبات التي تعترض طريق المجتمع ، كاجتناب الظن ، وحمل الاخ المومن علي سبعين محملا، وان تحب لة ما تحب لنفسك ، وبنسف الحواجز الاجتماعية كالغيبة والتهمة والنميمة التي حينما يحذر منها الاسلام فانة يكاد يتفجر غضب من التشنيع بها.ويوكد السيد المدرسي علي ان المجتمع الحيوي هو الذي يملك المركزية وقدرة الجذب وسرعة التعاون وشمول التكامل بين اعضائة ، وهكذا يصبح هذا المجتمع مجتمع فاعلا.ثم ينتقل سماحتة لمعالجة اشكال تقع فية بعض الحركات الاسلامية ، وهو انها تحاول اقامة المجتمع الاسلامي داخل الف مليون مسلم بطريقة فجائية ابتداء من نيجيريا وانتهاء بماليزيا.وهذه طريقة بعيدة جد ، وتشبة من يريد ان يحلي ماء البحر بكيلو واحد من السكر.وانما لاجل بلوغ ذلك الهدف ينبغي علي الداعية الاسلامي ان يبني اولا اولئك الصفوة الذين يكونون نواة المجتمع الاسلامي الحقيقي .فيعود الي مرحلة الرسالة الاسلامية في مكة ، حيث قام الرسول بصنع ذلك المجتمع الصغير عددي والكبير نوعي .وهكذا الامر بالنسبة للحركات الاسلامية التي يجب عليها ان تعرف الطريق الصحيح لاقامة المجتمع الاسلامي ، الا وهو اقامة المجتمع الاسلامي اولا في نفسها وواقعها، وقد يقتضي ذلك منها الاعتزال والابتعاد عن الناس .وعن دور التنظيم في بناء المجتمع الاسلامي يقول سماحتة :نحن بحاجة الي الحالة التنظيمية التي لا يتحكم بها الروتين المعقد ولا المزيد من الشعارات والقرارات والدساتير التي لا تتعدي كونها حبر علي ورق ، وانما هذه الحالة تخلقها التعاليم الاسلامية العظيمة عبر توجيهاتها الصائبة التي تعود علي الامة الاسلامية بالمكاسب الهائلة ، ومن هذه التعاليم الشوري والقيادة وازالة الحجب القائمة بين الافراد.ثم يعالج سماحتة مسالة هامة اخري ، وهي قضية المجتمع الاسلامي وكيف يمكن ان يتفوق في صراعة الحضاري مع الامم الاخري .ويوكد في هذا السياق علي اهمية الاعتماد علي تراثنا الروحي العظيم ، ويشير الي فشل كل الجهود التي بذلت في هذا المجال ، سواء عبر القنوات القومية او الوطنية او القنوات الحزبية او الاشتراكية وما اشبة .فتلك الجهود وان كانت جهود جبارة ، الا انها ليس فقط لم تنجح في ردم الفجوة ، بل وساهمت في زيادة اتساعها، لانها كانت بضاعة الغرب فردت الية .ويضيف :ـ ان طريقنا الصحيح هو ان نعود الي كل كلمة وردت في النصوص الاسلامية .فلقد بقينا دهر نستجدي الافكار من هذا وذاك ، وبعد ان اخذناها وعملنا بها راينا انها افكار تدعو الي عبوديتنا مرة اخري لهم .ثم يعود سماحتة مرة اخري ليستعرض احاديث ماثورة توكد علي اهمية صيانة المجتمع الاسلامي والحفاظ علي بيضتة واحترام افرادة .وفي فصل آخر من الكتاب يعالج آية اللة المدرسي موضوع القيادة في المجتمع الاسلامي ، ويري ان القيادة هي حالة تتجسد في التسلسل التنظيمي .ويوكد ان ارضية القيادة في المجتمع هي الرضا والتسليم والطاعة والايمان ; فالقيادة الاسلامية الرسالية هي قيادة القلوب وليست قيادة الابدان ، وهي قيادة الرضا وليست قيادة الضغط، وهي قيادة التسليم وليست قيادة الارهاب .ويقول سماحتة :ان التسلسل الاداري تاتي اهميتة بعد توفر الارضية التي اشرنا اليها، ثم تاتي اهمية مشكلة يسميها آية اللة المدرسي بـالطاعة الاعتبارية التي يقول انها لا توجد في المجتمعات المتخلفة ، ولكنها كانت موجودة زمن الرسول حين امر الرسول اسامة بن زيد وهو ابن 61 عام علي ثلاثة آلاف من المسلمين فيهم كبار الصحابة .فلا يكفي ان تطيع المجتمعات من تري فية اهلية مباشرة للقيادة ، بل يجب ان تتعلم الطاعة الاعتبارية .كما يشير ايض الي مشكلة عدم التشجيع الكافي للقيادات الوسطية بين ابنائنا، حيث يريد كل واحد ان يتصل مباشرة بالقائد الاعلي .ولكن يشدد علي اهمية اختيار الاكفا، والاعلم ، والافضل ادارة ووعي للقيادة .ويمكن المجتمعات الاسلامية ان تحذر من التورط في الانحراف الرئيسي ، وهو الانحراف في اختيار القادة وفق المقاييس الجاهلية .ومنذ البدء يجب ان تختار قياداتها وفق المقاييس والمفاهيم الاسلامية الحقة .فالمجتمع البشري يشبة الي حد بعيد جسد الانسان الذي يتكون من اعضاء كثيرة تخضع كلها جميع لقيادة من العقل عبر شبكة من الاجهزة التنظيمية ، كالمخ والجهاز العصبي والغدد.واغلبية الناس يتبعون موجة وقد يكون 09 في المائة او اكثر، لان التقليد فطرة طبيعية عند البشر.ولكل مجتمع قيادة من جنسة ، والمجتمع المتقدم يقودة اصحاب العقول النيرة ذات الابتكار والابداع ، وذات الروية البعيدة والتطلعات السامية .وحين يتحدث سماحتة عن العلاقة بين العلم والمال في المجتمعات الرسالية ، يوكد علي ان العلم طاقة والمال طاقة ، ولكن المال اقل قيمة من العلم ، والعمل لا قيمة لة الا اذا اهتدي بضوء العلم .ولكن العلم اذا لم يحدد بالتقوي يصبح اداة بيد شخص مثل بلعم بن باعوراء الذي استعمل علمة لتدمير حياة المجتمع عن طريق دعمة لسلطة الطاغوت فرعون .ولذلك يفصل الاسلام ـ وبكل قوة ـ السلطة عن اصحاب المال ، او يوسس نظام اقتصادي واجتماعي رصين لا ينفد فية صاحب المال الي مركز السلطة في البلد، دون ان تكون لدية موهلات حقيقية لها.ويستعرض سماحة السيد المدرسي صفات القيادة الاسلامية كما وردت في الاحاديث الشريفة .وبعد ذلك يعالج آية اللة المدرسي موضوع دقيق آخر يعتبر حصن اجتماعي هام ، الا وهو العالم وكيفية المحافظة علي استغلالة بعيد عن تاثير الحكام ، فيقول ان هناك ضمانتين :ـ الاولي :ـ اعطاء العلم قيمة ذاتية كبيرة ، ليكون العلم وليس المال او السلطة محور يستقطب حولة قدرات الجماهير وطاقاتة .الثانية :ـ تزكية دوافع العلماء منذ بداية انطلاقهم لطلب العلم .الثالثة :ـ تحطيم سمعة علماء السوء وابعادهم عن تجمع العلماء، وعن الجماهير، وفضح دورهم في تغطية جرائم الاعداء.ويقول السيد:ان اهمة هذا الموضوع تاتي من نقطة هامة ، هي انة علي طوال التاريخ كان العلم اداة فعالة بايدي الاخرين ، حتي اولئك العلماء الذين يتسترون بشعار الدين او يتفوهون باسم الحرية او ما اشبة ، هولاء كانوا اليد الضاربة التي استخدمها هولاء.ويوكد سماحتة ان قادة المجتمع هم العلماء، الا ان القائد للمجتمع الاسلامي يجب ان يتفاعل لدية نوعان من العلوم :ـ 1 ـ نوع يرتبط بواقع الحياة .2 ـ ونوع يرتبط بالقيم .ويمثل لذلك بمثالين يقول :ـ فالعالم الذي يقود السياسة ، يجب ان يكون عالم بامرين :ـ 1 ـ يعرف السياسة ويدرك ابعادها.2ـ يعرف الدين ويفقة احكامة بالنسبة الي السياسة .والعالم الذي يقود الاقتصاد ويفتي فية ، يجب ان يكون عالم بامرين :ـ 1 ـ يعرف الاقتصاد وابعادة .2 ـ يعرف الدين واحكامة في الاقتصاد.وكذلك العالم الذي يعرف الدين ; اي يعرف القرآن الحكيم والاحاديث الشريفة ، ويعرف التاريخ ، دون ان يعرف زمانة وما يجري حولة ، فهذا هو الاخر لا يحق لة ان يقود الناس ؟ ويتساءل لماذا لا نكتفي بالقرآن والسنة ، بل ونقول يجب ان يكون لدينا فقة ؟ويجيب :لان القضايا تختلف بحسب الزمان والمكان ، والفقهاء فقط هم الذين باستطاعتهم ان يستنبطوا احكامها المناسبة من الشريعة .ولاجل صلاح المجتمع يطالب آية اللة المدرسي بالقضاء علي الانفصام الذي اوجدة التخلف والاستعمار بين الدين والحياة ، بين الدين والسياسة ، ويقول :ان طلبة العلوم الدينية ، وطلبة العلوم الحديثة يجب ان يلتقوا في خط واحد.يجب ان يصبح كل عالم بالسياسة ـ مثلا ـ عالم بالدين ، وهكذا.نحن نريد ان نربي دكتور في الطب ، هو في نفس الوقت ناصح ديني ، وناصح اخلاقي ، ومرب لمرضاة .وهكذا في الهندسة وعلم التاريخ والجغرافيا الخ .اننا نريد القضاء علي تلك اللعنة التاريخية التي جرت في فرنسا ابان الثورة العلمية ، حيث ابعدوا الدين عن السياسة وسببوا هذه الماسي للبشرية .نريد اعادة تعاون الدين والعلم لبناء الحياة الفاضلة .ويشرح سماحتة مطولا كيفية العلاقة بين الطليعة الرسالية والجماهير.وبتعبير واضح ، يقول :ـ استطرد بكلمة صغيرة هنا اوجهها الي الثوريين في العالم ، واقول لهم :ـ ليست الثورية بكثرة الشعارات ، او بزيادة الكتابات والدراسات .الثورية هي ان تعطي بديلا افضل وان تكون انت افضل من غيرك في عملك وعلاقاتك وخططك .اما ان تكتب مجموعة خطط، وتستدل عليها بمجموعة ادلة وشواهد لا يعرف الناس مدي صحتها او بطلانها، فهذا لا يكفي .والناس سوف لا يسمعون كلامك ، لانهم راوا ان كل فئة وكل حزب جاء اليهم ابسط اسفار من الدراسات والنظريات والشواهد والادلة ، والامثلة التاريخية التي تثبت صحة نظريتة .وكل يدعي وصلا بليلي ، وكل حزب بما لديهم فرحون .اما عن علاقة الفئة الصالحة الطليعة بالفئة الفاسفة ، فهي علاقة الحرب والتصفية المتبادلة .فلا الفئة المنافقة ترضي بحكومة الصالحين ، ولا الفئة الصالحة يجب ان تسمح للفئة المنافقة بان تعود الي الحكم وتسحق الجماهير.هذا الخلاف قائم بين الطرفين ، والحرية منعدمة والديكتاتورية موجودة في مثل هذه المواجهة .واذا قامت الدولة الاسلامية باعمال عنيفة ، فانها تكون موجهة الي هذه الفئة المفسدة فقط.فالمسلمون كانوا يستخدمون القوة لاسقاط الاصنام والطواغيت وتحرير الانسان ، ليختار الناس الحكومة الصالحة بحريتهم وارادتهم .هذه هي خلاصة النظرية التي يري آية اللة المدرسي انها النظرية الاسلامية المتكاملة في شان الحكومة .الا انة يوكد في بحث آخر من المجتمع الاسلامي علي الحرية التي عادة ما يستخدم الاسلام الجانب الاخر منها، حيث يعبر عنها بالحريم الحرم الحرمة فيقول :ـ حريم الانسان ، حريم البيت ، حرم اللة ، حرمة الاعتداء.فالحرية في مفهوم الاسلام تتبدل الي الحرمة ، لان الحرمة هي التي تحافظ علي الحرية .وحينما يحافظ الناس علي حرمة البيت والشارع والمدرسة والسوق ، فمعني ذلك محافظتهم علي حرية الافراد.والحرية يصفها الاسلام لعلاج مشكلة تخلف الانسان ، الا انة يوكد علي طريقتين :ـ الاولي :ـ انة لا يدع الاختيار مفتوح ، بل يضع لة حدود وضوابط معينة .ويفرق سماحتة بين كلمتي الاختيار والانتخاب ، فالاختيار هو ان تقرر ما تشاء، حسب ما تشاء، وكيفما تشاء.ولكن الانتخاب يكون حسب قيم ومواصفات محدودة ، يبينها اللة في الشريعة الاسلامية .الثانية :ـ هي تكليف الطليعة ببث الوعي وتسليح الجماهير بالبصيرة ، حتي لا يضل الناس فينتخبون غير الكفو.ويستشهد سماحتة علي ذلك ـ كالعادة ـ بباقة من الاحاديث والروايات .وتحت عنوان التطهير الذاتي يستعرض سماحتة ما يري انة القنوات التي تتم عبرها عملية التطهير الذاتي في المجتمع ، حتي لا تتراكم سموم الصراعات والتناقضات وظروف الجهل والغفلة في عروقة ، وهي مشاكل يمر بها كل مجتمع .هذه الانظمة والقنوات هي :ـ 1 ـ نظام تعليم الجاهل ، وتحمل العلماء مسوولية علمهم .2 ـ نظام التذكير فذكر انما انت مذكر .