العلاقة مع الجيران في ظل الحكم البديل ، يوكد السيد المدرسي ان العراق سوف يتمتع بعلاقات متميزة مع الدول الجارة .وهنا لابد ان نوكد علي ملاحظة هامة هي ان العراق اوجد حالة من اللاثقة في العلاقات السائدة بين دول المنطقة .فمن الطبيعي مثلا ان الجمهورية الاسلامية لا تثق مستقبلا بنظام بغداد، وستاخذ الاحتياطات اللازمة تحسب لاي طاري محتمل ، خصوص وانها تعرضت لحرب طويلة مع العراق كلفت البلدين اكثر من 001 مليار دولار تقريب دون الخسائر البشرية .لهذا يدعو السيد المدرسي النظام القادم الي تامين حالة الثقة للدول المجاورة ، حتي يستطيع الشعب العراقي تحقيق طموحاتة المشروعة دون الاضرار بجيرانة .وبمعني آخر ان النظام القادم ينبغي ان يكون قادر علي احتواء التناقضات بين الدول المجاورة لما لها من ادوار كبيرة في المنطقة .تركيا مثلا تمتلك تاثير قوي في المنطقة رغم خفائة ، وايران تتمتع بثقل اقليمي ، وسوريا والاردن لهما دور كبير في القضية الفلسطينية وباقي قضايا المنطقة ، والخليج لة دور واضح .لذلك فان تجاوز مصالح هذه القوي غير ممكن ، وسوف يوثر علي العراق وعلي المنطقة .وفي هذا الاطار يدعو آية اللة المدرسي الي ترتيبات اقتصادية مشتركة بين الدول المطلة علي حوض الخليج العربي ، تبدا بسوق مشتركة او منظمة نفطية ..لتنتهي الي ترتيبات امنية .وهذه الترتيبات الامنية لا يمكن ترتيبها وتعديلها الا اذا توحدت المصالح والاهداف والطموحات .وهناك شرطان اساسيان يحددهما آية اللة المدرسي لهذه الصيغة الامنية :ـ اولا:ـ بشرط ان لا تبدا سياسة المحاور في المنطقة ، وما يتبع ذلك من نزاعات دائمة بين هذه المحاور.ثاني :ـ بشرط ان لا تشترك دول اجنبية في هذه الترتيبات .بهذه المعالم يمكن للشعب العراقي ان يتطلع الي حياة فاضلة مطمئنة ، بعد ان عاني الكثير من الويلات والمصائب جراء الديكتاتورية البغيضة .الفصل الخامس
بيبلوغرافيا مكتبية
تفسير من هدي القرآن العدد:81 مجلد الطبعة الاولي :8791 ـ 9891م لاريب في ان القرآن يحظي باحترام كل المسلمين ، ولا احد من علماء المسلمين يختلف في انة هو المصدر الاول للتشريع الاسلامي .ولكن التعاطي مع القرآن والاستفادة منة ظل غير واضح بسبب عدم وجود روية واضحة تحدد المنهجية التي يتم وفقها التعامل مع القرآن فالبعض من العلماء يحصرة في آيات الاحكام الشرعية بـ005 آية ، والبعض الاخر يحصرة في الامور البلاغية والنحوية ، والبعض يحصرة في الامور العلمية .وما اشبة ورغم ما كتب عن القرآن من كتابات كثيرة الا انها تبقي عاجزة عن الاحاطة بالقرآن العظيم ، فاغلب الكتب التي كتبت هي تكرار لموضوع علوم القرآن ، كعلم التجويد وما اشبة ، والناظر اليها لا يجد فيها روية جديدة حول منهجية الاستفادة العميقة من القرآن .واغلب التفاسير الموجودة في المكتبة الاسلامية اتخذت طابع التفسير التقليدي والتجزيئي الذي يفسر الالفاظ والعبارات والشواهد والقصص التاريخية ، ولم يراع فيها المنهجية من البحث والاسلوب الموضوعي الذي يجعل القاري يخرج بفائدة علمية تربوية ، ولذا فان اغلب هذه التفاسير تغلب عليها الضبابية في البيان تجعل من الصعوبة بمكان تفاعل الانسان مع القرآن .والاهم من ذلك لقد ظلت احاديث الرسول ص واهل بيتة عليهم السلام معزولة عن القرآن الامر الذي ادي الي تشتت هذه التفاسير يمين وشمالا وجعلها تخضع غالب للتفسير بالظاهر او التفسير بالراي .كما ان اكبر تحدي يواجة هذه التفاسير هو عدم قدرتها علي ربط القرآن بالواقع اليومي الراهن للناس ، ويعتبر هذا الربط من اهم اهداف القرآن العظيم الذي جاء للبشر كي يضعهم علي الجادة الصحيحة .وبما ان الامة الاسلامية كانت تمر بظروف قاسية ومولمة خلال العقود الماضية جعلت منة يفتح عينية علي مجمع الاوضاع في الساحة الاسلامية ، وقد كان لهذه الاحداث اثرها البالغ في تفكيرة ، كما انها اثارت في ذهنة تساولات كثيرة خصوص فيما يتعلق بالنشاط والعمل الاسلامي ، واهمها ان جذر المشاكل انما هو بسبب ابتعاد الامة عن مصدرها وينبوعها وهو القرآن الكريم ، وانما يتم العلاج بالعودة الي هذا المصدر والتمسك بة لانة النور الذي يبدد ظلام الجهل والتخلف .وبدا سماحتة هذا التفسير في احد بيوت اللة في مدينة الكويت بتاريخ 11/3/8791م حيث كان ياوي منفرد مع القرآن ليكتب تاملاتة مباشرة مستوحي من بحرة العميق آفاق وادواء لاسقام وجروح هذه الامة .انتهي المولف من كتابة هذا التفسير بعد احد عشر عام في سنة 9891م في مدينة طهران ويبلغ عدد اجزاء هذا التفسير 81 جزء من القطع الكبير.في هذا التفسير الذي يعتمد مولفة اساس علي منهج الاستلهام المباشر من القرآن ، حيث يقدم المولف اطروحة جديدة في عالم القرآن الحكيم ، لكن قلما كتب في هذا المجال الا نادر ، ونجد ايض آفاق جديدة في القرآن كانت غائبة لفترة زمنية طويلة في الامة ويعتمد المولف في تفسيرة للقرآن الكريم علي القرآن ذاتة ، واحاديث الرسول واهل بيتة والنظر الي الواقع الحي لتطبيق آياتة .وهذا التفسير الذي يتسم بهذه المنهجية ما هو الا نتيجة للعلاقة الشديدة التي تربط المولف بالقرآن ، حيث يقول في الجزء الاول من التفسير معبر عن نظرتة واحساساتة بضرورة الاقتراب منة والتدبر في آياتة :فالقرآن لم ينزل لجيل واحد، او لقرن واحد، بل هو كلام اللة العظيم الذي يمتد مع الزمن من يوم انشاة اللة الي يوم يرث الارض ومن عليها ويمتد مع البشرية من يوم نزل من السماء مكملا لرسالات اللة وحتي يوم البعث لذلك فانة كتاب يسع الجميع ولا يسعة احد.ولان العقول البشرية تتكامل فهي تبقي عاجزة عن استيعاب كل الحقائق مرة واحدة ولهذا فان القرآن يبقي متقدم عليها حضاري .واذا عجز العقل البشري المحدود من الاحاطة باسرار القرآن جميع ، افلا تعجز لغة عن وصف القرآن ؟ بلي ان القرآن يصف نفسة ليفتح امامنا آفاق من المعرفة واذا اوغلنا فيها فسوف نستطيع ان نعرف المزيد من خصائص القرآن ومن صفاتة المثلي .وهو الكتاب الوحيد الذي لا يتعب منة قارئة ، وكلما ازداد تلاوة لة كلما ازداد الية شوق لماذا؟ لانة مع كل قراءة يجدة طري جديد ، ويجد فية علم طارف ، وافق حديث ، بلي قد يتعب الانسان في استيعاب المزيد من معارف القرآن ، دون ان يمل القرآن من العطاء، والعطاء بغزارة ، كما السحب الخيرة المعطاء، تفيض الارض ببركاتها المستمرة دون ان تتوقف هي عن العطاء.اذن علينا ان نبحر في محيط القرآن الواسع ، الذي لا تتلاشي الشواطي امام امواجة .فهو يصف نفسة بمختلف الصفات ويدعونا للاستفادة منة حيث يقول اللة جل جلالة في كتابة العزيز:ـ قد جاءكم من اللة نور وكتاب مبين يهدي بة اللة من اتبع رضوانة سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الي النور باذنة ويهديهم الي صراط مستقيم المائدة ـ 61.وقد اكد القرآن ، والسنة الشريفة علي ضرورة التدبر في القرآن لاستخراج العلوم والمعارف الحقة منة فهنالك جملة من الايات البينات وروايات المعصومين توكد ذلك .لان القرآن انما نزل اساس للتدبر في آياتة والتعمق فيها، ولاستلهام معانية ، وحقائقة ، والاتعاظ والتذكر بة .ويقول تعالي في كتابة الكريم كتاب انزلناة اليك مبارك ليدبروا آياتة ويتذكر اولو الالباب .ولكي ينفتح الانسان علي القرآن ، وينهل من معارفة وحقائقة لابد ان يشرح صدرة لتقبل الحقائق بمجرد معرفتها وعدم التعصب حتي لا تصنع اقفالا تمنع الانسان من الاستفادة من القرآن .ويقول تعالي افلا يتدبرون القرآن ام علي قلوب اقفالها .لان التدبر الطريق المستقيم الي العمل بالقرآن ولا يعمل بة غير ذلك الذي يتدبر في آياتة الكريمة فيفهم محتواة ، وثاني :ـ ان التدبر في القرآن يعطي للانسان فرصة لفهم محتوي القرآن الحكيم ، لان اللة سبحانة وتعالي اودع في كتابة الكريم نور يهدي بة البشر الي ربة العظيم فيومن بة ، وبعد الايمان يطبق شرائعة ومن هنا ليس علي الانسان سوي امر واحد هو الانفتاح علي القرآن واستعداد التفهم لة وهذا يكون بالتدبر فية يقول اللة تعالي قد جاءكم من اللة نور وكتاب مبين يهدي بة اللة من اتبع رضوانة سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الي النور ويهديهم الي صراط مستقيم .وندخل تفصيلا في شرح الصفات التي تميز بها تفسير من هدي القرآن من اهم هذه الصفات الاطار العام للسورة ، والاطار العام لة دور كبير في فهم السورة بشكل دقيق ذلك لان كل سورة لها اتجاة محدد تريد ايصالة للناس والقرآن باعتبارة ذلك الكتاب البليغ والحكيم الذي يراعي الوحدة الموضوعية لمجموع الايات القرآنية كي تتم الفائدة والعبرة وبعض الاحيان قد يتراءي للمرء ان الايات المتنوعة في السوارة الواحدة لا يجمعها رابط مشترك وخصوص تلك الايات التي تتحدث في البداية عن الظواهر الكونية ثم تتحدث عن خفايا النفس وعن قضايا العقيدة ثم التاريخ .والتدابر لابد ان يبحث عن الخيط الذي يجمع بين هذه المواضيع المتفرقة .ولكي نبحث عن الاطار العام للسورة لابد ان تنظر للسورة لعدة مرات وتضع تصور اولي يجمع هذه المواضيع المتفرقة من خلال هذه النظرة وبعد الاتمام من التدبر قد يتجدد ذلك التصور عن السورة فيصبح واضح متكاملا.ونقدم هنا نموذج علي هذا الموضوع في تحديد الاطار العام لسورة البقرة :ـ >قد تواجهنا صعوبة في الاجابة علي هذا السوال ، ولكن يمكن ان نقول بما ان مطلع السورة يقسم الناس ثلاثة اقسام المسلم ، الكافر، المنافق ، وتتحدث بعدئذ عن هذه الانواع باسهاب ثم مع التركيز علي صفات المومن ، نستطيع القول بان الخط العام للسورة هو ارساء قواعد الشخصية الايمانية سواء في مستوي الفرد المومن او الامة المومنة ، ومن هذا المنطلق تتحدث السورة عن بني اسرائيل ، وعن الانحرافات التي وقعت فيها، حيث جاء القرآن يحذر المومنين فيها ومن هذا المنطلق ايض تتحدث السورة بعدئذ عن واجبات المومن الفرد، الامة بادئ بالقبلة رمز الوحدة وصبغة الشخصية المومنة ثم الحج رمز الوحدة ، والعبادة ثم القصاص ، ثم القيام .وذكرت في هذه السورة كلمة تستطيع ان تعبر بوضوح عن الخط العام لهذه السورة هي كلمة صبغة في قولة سبحانة وتعالي صبغة اللة ومن احسن من اللة صبغة لقوم يومنون فهذه السورة تحدد الصبغة الايمانية في كافة انشطة المومن واستخراج الاطار العام للسورة القرآنية هو الذي يجعل الايات واضحة المعني والمقصود، واذا لم يكن الاطار العام واضح فان الروية حول السورة سوف تكون ضبابية ولذا فان المتدبر لابد ان يجهد نفسة اولا لمعرفة الاطار العام حتي ولو بصورة عامة وهل رايت انسان يدخل الي المدينة لا يعرف شوارعها ولا مداخلها كيف يتخبط في مسيرة ؟! ولكي يقوم المتدبر باستخراج الاطار العام عليه ان يستفيد من هذه الخطوات المتدرجة كي تسهل عليه التدبر.كيفية استخراج الاطار العام .1 ـ قراءة السورة لعدة مرات قراءة متروية ليست بطيئة وليست سريعة لان السرعة تفقد التركيز والبطء كذلك .وفي تفسير الاية المباركة ورتل القرآن ترتيلا يقول رسول اللة ص بينة تبيان ولا تنثرة نثر الرمل ، ولا تهذه هذ الشعر.2 ـ تحليل اسم السورة يساعد في فهم الاطار العام ولكن ليس بالضرورة هو تعبير عن كل السورة لانة غالب يما يتم بتخليد موقف معين او اسم ومع هذا التخصيص بالاسم يجعلنا نثير سوالا حول السورة مثلا سورة البقرة ذكرت موقف بني اسرائيل عندما رفضوا امرنبيهم بذبخ البقرة وكن هذا الموقف ربما هو اهم عبرة نستفيدها من هذه السورة وعلي كل حال فان الاسم لة مدخلية في الاطار ويساعد علي فهم اتجاة السورة ومثال اخر يقول المولف في ذلك :لماذا سميت هذه السورة باسم >ال عمران آل عمران فقد سميت بال عمران كمثل واقعي لهذا التجمع ؟ ام لان التجمع الايماني يتمحور حول اشخاص هم رسل اللة لما يتحلون بة من الاخلاص للة والصدق في العمل من اجل اللة و>آل عمران هم مثل بارز لهولاء الصفوة فكانت السورة باسمهم .سواء كان هذا او ذاك في تسمية السورة فان اللة خلد هذه العائلة الكريمة بذلك لكي تكون قدوة للانسان المسلم ، وللاسرة المسلمة وبالتالي للمجتمع الايماني ومثال آخر في سورة النساء.يقول صاحب المنهاج في تفسيرة :>اختار القرآن اسم النساء ليضعة علي هذه السورة لانها تتحدث عن حقوق المراة في بدايتها، ثم عن علاقة المراة بالرجل ، وعن جوانب من حياة المراة .والمراة هي وجة حضارة البشر، التي تعكس مدي التزام الحضارة بالقيم السامية التي تقوم بالمحافظة علي حقوق الضعفاء ولان الاسلام يوليها اهتمام كبير كان من المفروض ان يعالج موضوعها في سورة من القرآن ، وكانت سورة النساء بحكم موضوعها الاجتماعي افضل موقع للحديث عنها .3 ـ فضل السورة :النظر الي احاديث فضل السورة لة فائدة في تقريب المعني العام للسورة وبالطبع لا يعني ان ناخذ بكل تلك الروايات التي وردت لان بعضها عديمة الدلالة وبعضها ضعيف السند وبعضها اكتفت بذكر الثواب فقط اننا نقصد بتلك الروايات التي وردت عن رسول اللة واهل بيتة التي يستشف منها ظلال علي السورة وكمثال علي ذلك سورة النور، الانعام ، ويس ، المجادلة ، الصف ، الخ .جاء عن الرضا ع :>نزلت سورة الانعام جملة واحدة شيع لها سبعون الف ملك لهم زجل بالتسبيح والتهليل ، والتكبير، فمن قراها سبحوا لة الي يوم القيامة ورواية اخري في صميعة ابن بصير:قال :ابو عبداللة ع :>ان سورة الانعام نزلت جملة ، وشيعها سبعون الف ملك حين نزلت علي رسول اللة ص فعظموها وبجلوها فان اسم اللة تبارك وتعالي في سبعين موضع لو علم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها 4 ـ سبب النزول :رغم اختلاف المفسرين في اسباب النزول الا انة يمكن الاعتماد عليه في بعض الموارد مثل سورة التوبة التي نزلت انذار لقريش لما اخلفوا العهود، المواثيق وسورة الجمعة نزلت بعد ان ترك المسلمون الرسول قائم في الصلاة لما سمعوا طبول الرحيل للتجارة وموضوع تذكير المومنين بضرورة الالتزام بالصلاة .وسورة الضحي التي كان سبب نزولها حزن الرسول لما انقطع عليه الوحي وفي هذه السورة نري ان تفسير >من هدي القرآن ـ >من رحم الظلام يتنفس الفجر، ومن رحم الماساة يولد امل التغيير وعندما تاخير الوحي قليلا، وزاد قلب الرسول شوق ، ونفوس المومنين وجلا، واراجيف المشركين انتشار ، هنالك جلجل الوحي في هضاب مكة من جديد، وشق فجر طريقة الي القلوب العطشي الي النور والدف ء والحنان ، فاستقبلتة بحفاوة روعتة .وهكذا رحمة اللة تهي ء الظروف من قبل لتكون اوقع اثر وابلغ نفاذ ، حيث تتناولة يد الرحمة كيف يحن علي الايتام والمحرومين .او رايت الضال حين يهتدي كيف يمتص قلبة الهدي كما تمتص حبة التراب الندي في ضحوة الهجير؟!.هكذا يرضي المومن بالقدر فلولا الليل ذا سجي لم يعرف القلب قيمة الضحي ، ولولا العطش لم يتلذذ الكبد بشربة ماء هنيئة ولولا التحديات لما حدث التطور، ولولا الماسي لما قامت القدرات .ويبدو ان محور سورة الضحي كما سورة الم نشرح هي هذه البصيرة التي مهدت لها بالقسم بالضحي والليل اذا سجي ثم ببيان ان تاخير الوحي لم يكن للوداع ، بل لحكمة بالغة قد تكون مكرسة في النفوس ، ثم ذكرت الرسول ص كيف من اللة عليه بالوان النعم بعد العاب ، عليه :ان يسعي لاسعاد الناس وهدايتهم بكل ما اوتي من حول وقوة 5 ـ مكية السورة ومدنيتها:ومعرفة مدنية السورة ومكيتها يفيدنا في تقريب الاطار العام ذلك لاننا نعلم ان السور المكية اكثرها في اطار تثبيت العقيدة في نفوس المسلمين اما السور المدنية فقد جاءت في بناء الامة المومنة وبناء الشخصية المومنة .كسورة البقرة من جانب آخر نري ان بعض السور القرآنية متداخلة بين المكية والمدنية .6 ـ ملاحظة مقدمة السورة ونهايتها:عادة ما تكون مقدمة السورة وموخرتها والخلاصة التي تجمع الفكرة العامة وهذه الحالة ليست قطعية وانما هي تتكرر في بعض السور.ونقدم نموذج سورة الفتح .والتي تتحدث اساس عن صلح الحديبية ومكاسبة حيث اعتبرتة فتح سياسي وعسكري وحضاري للمجتمع الاسلامي الصغير في ذلك الوقت لان عاقبتة ادت الي توسع المسلمين وانتصارهم في نهاية الامر علي قريش .ومحور هذه السورة نستشفة من بداية السورة انا فتحنا لك فتح مبين ليغفر لك اللة ما تقدم من ذنبك وما تاخر ويتم نعمتة عليك ويهديك صراط مستقيم ، وينصرك اللة نصر عزيز ، هو الذي انزل السكينة في قلوب المومنين ليزدادوا ايمان مع ايمانهم وللة جنود السماوات والارض وكان اللة عليم حكيم ، ليدخل المومنين والمومنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند اللة فوز عظيم >تشيد بالفتح الذي تعتبرة نصر وان اللة قد غفر لنبية ما تقدم وما تاخر مما اعتبرها الاعداء ذنوب وانة هداة الي صراط المستقيم الذي يودي الي اهداف سامية والتي منها النصر العزيز وكذلك نجد القرآن يمدح المومنين الذين اطاعوا الرسول في الصلح بمثل طاعتهم لة في الحرب ويجعل ذلك وسيلة للنصر حيث انة انزل سكينتة في قلوب المومنين .ولو نظرنا الي الايات الاخيرة من نفس السورة فانها تكمل سياق الموضوع وهو تحقيق الانتصار النهائي سواء كان في مكة او في المستقبل كل ذلك بارادة اللة سبحانة وتعالي وبفضل طاعة المومنين للرسول وثباتهم في الصلح والحرب .7 ـ منحي القصص والشواهد:تتنوع القصص في القرآن داخل السور القرآنية فتارة تستغرق السورة كلها كقصص يوسف او نوح وتارة تذكر القصص كشواهد علي افكار معينة وتارة تتعدد القصص داخل السورة الواحدة كسورة الانبياء وعلي كل حال فالاغراض تتغير من سورة لاخري .واساس هذا الموضوع يحتاج الي بحث مستقل بذاتة ولكن نحن لسنا في هذا الصدد وانما نريد ان نوكد علي ان القصة والشاهد لها دور كبير في تحديد الاطار العام للسورة .فمثلا في سورة البقرة حيث تكررت شواهد وقصص عن بني اسرائيل مثل قضية البقرة .وطلب الطعام .وقضية المن والسلوي ومحور هذه القصص يمكن استخلاصها وهو حالة الميوعة وعدم الالتزام بالقيم في الامة .8 ـ تجزئة السورة حسب المواضيع ثم ربطها بالموضوع العام :لكي تسهل عملية التدبر واستخراج السياق العام الذي يكون الاساس في فهم السورة لابد من تجزئة السورة اولا الي مقاطع حسب ما يراد لها في موضوع واحد وذلك لانة من الصعوبة معرفة الاطار العام بدون معرفة المواضيع الاساسية التي تدور فيها وخصوص السور الطوال والمتوسطة .ومعرفة كل قسم عما يتحدث هذا امر ضروري حتي يمكن ربطة بالموضوع الاساسي .كذلك المتدبر في القرآن حتي يحكم بان سورة النساء تتحدث عن حقوق المراة لابد ان يجزي المقاطع حتي يعرف بدقة عما تتحدث ثم يربطها ربط موضوعي .
ميزات تفسير من هدي القرآن
وتطبيق للمنهج الذي عرضناة للقاري .نسلط الضوء علي تفسيرة >من هدي القرآن الاول :ـ ارتباطة بالحياة اهم ميزة لهذا التفسير هو ارتباطة بالواقع الراهن الذي تعيشة الامة .ذلك لان القرآن انما جاء لكي يعطي للناس البصائر والنور لحياتهم ويخرجهم من الظلمات الي النور، جاء القرآن ليكون حاضر في كل لحظة في حياة البشر اليس القرآن دستور للبشر؟! وانطلاق من هذه القناعة داب المولف نحو تفسير عصري يواكب حياة الناس وكان همة عندما ياتي للتدبر ان يستنطق القرآن ليقدم للناس حقائق وآفاق يسترشدون بها في حياتهم .ولان الكاتب كان يعايش الاحداث اليومية للامة فقد شخص المشاكل والامراض التي يجب معالجتها ولذا فانة حينما كان يجلس للتتلمذ بين يدي القرآن كانت لدية مسائل واستفسارات يعرضها علي القرآن ليرتشف من منهلة وعذبة الدواء الناجع للامة .هذه الحالة قلما نجدها في سائر التفاسير التي كان همها تسليط الضوء علي الالفاظ والتاريخ والنحو او في اساس العقائد.في هذا المجال نقدم نموذج من تفسير >من هدي القرآن وفي تفسير هذه الاية المباركة من سورة الحجرات التي تقول يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوم بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين الحجرات ـ 6.تصل >من كتاب ربنا الكريم شفاء لامراض المجتمع المستعصية لو استشفيناة ، ونفذنا تعاليمة والصراع اعظم تلك الامراض ؟! الا نري كيف يحصن التجمع الايماني من رياح الفتنة بتذكير المسلمين علي دور الانباء الكاذبة التي يبثها الفسفة فيفرقون بين الناس وينهاهم عن الاسترسال معها لانها تودي الي معاداة قوم ابرياء مما يجر اليهم ندامة وحسرة .ويضيف قائلا:ذلك لان دوافع الفاسق ومنطلقاتة شيطانية فقد يكذب او يمشي بينهم او ينقل جانب من الحقيقة .ويسكت عن سائر الجوانب .فاذا قبلناة علي علاتة فسوف نقع في اخطاء جسيمة ابرزها اشاعة الفتن في المجتمع .ثم يضيف المولف قائلا:ونستوحي من الاية عدة بصائر:ـ اولا:ـ ان اكثر الصراعات الاجتماعية التي تعصف بالمومنين منشاها الفاسقون الذين لا تروق لهم وحدة المومنين فيثيرون الفتنة بينهم ، وحين نتفكر عن واقع المسلمين اليوم نجد ان الذين يذكون نار الصراع بينهم هم في الاغلب ابعد الناس عن القيم وقد تكون سوابقهم السيئة واحقادهم ضد الاسلام وخشيتهم من الفضيحة هو السبب .ثاني :ـ واليوم حيث يتعرض المسلمون لغزو ثقافي وهجمة اعلامية عبر الوف الموسسات الدعائية المتنوعة ترانا احوج مما مضي الي تنفيذ هذه الوصية الالهية .ان نتبين مما يقولون لانهم فسفة لا يتقوا اللة فيما يقولون اذ لابد من التثبت ولكن كيف ؟ لان حجم الافكار والاخبار التي ثبت عبر اجهزة الدعاية فان قدرة الافراد علي التثبت منها محدودة فلابد اذ من وجود موسسات موثوق بها تقوم بدور المصفاة وتنقي السمين وتقدمة للمسلمين .ثالث :ـ واني كانت هذه الموسسات فانها اعمال اجتماعية لا ينتظم امرها الا تحت اشراف القيادة الشرعية للامة .فمن دون القيادة تذهب جهود الافراد سدي ، لان مثل هذه الاعمال الكبيرة لا ينهض ببعضها آحاد الناس كما انة لو لم تكن القيادة الشرعية فانها بذاتها تصبح مبعث خطر، ولمثل هذا يذكر السياق القرآني بنعمة الرسالة والرسول وضرورة العودة الية .رابع :ـ ويستخلص سماحة السيد حجية خبر العادل ـ ويفصل فية ـ خامس :ـ ماذا يعني التبين ؟ يبدو انة يشمل كل اسلوب يودي الي الوضوح عن الانسان ولان اللة قد خاطب عامة المومنين بهذه الكلمة فان مفهوم التبين عرفي ايض يعني ان كل ما تطمئن الية نفس الانسان العادي ، حتي لا يبقي فية شك معقول او ارتياب يعتني بة العقلاء كما هي الحجة في الموضوعات .عموم حالة التبين تختلف عند العقلاء حسب الموضوعات فلابد من الالتفات الي ذلك ولعل الحكمة التي سبقت خاتمة الاية هي محور الحكم فعلينا ان ندور مدارة ونتفكر كيف نتجنب الوقوع في الجهالة والندم هذا الربط بين القرآن والواقع الراهن يكشف عن مدي وعي الكاتب وبصيرتة النافذة لافاق المستقبل ويكشف لنا عن الروح المنهجية التي تحلي بها في طريقة تفسيرة للايات القرآنية .ذلك لان القرآن حجة .ولابد من احيائة في نفوس الناس .هذا الربط والاسلوب يكشف لنا مدي الشمولية الذي يمتاز هذا التفسير.وانطلاق من هذه الميزة الكبيرة نلاحظ الكاتب يحاول ان يعالج ويسلط الاضواء علي القضايا الدولية المعاصرة حيث تواجة الامة الاسلامية والحركة الاسلامية تحديات معاصرة تجعلها بين مفرق طريقين بين الركود والجمود والانطلاقة ومواكبة هذه التطورات مع المحافظة علي الاصالة .ومن المواضيع التي تثار لدي الاسلاميين هو موضوع الغيب والشهود وما هي العلاقة بينهما خصوص بما يتعلق بالتقدم التكنولوجي الصناعي سوال عريض لايزال يتداول فهل هناك علاقة بين الاسباب الطبيعية والاسباب الغيبية ؟! في الواقع ان هذا الامر واضح كعين الشمس اذا نظرت الي القرآن في قصة يوسف عليه السلام بالتحديد الايات التي تقول وقال الملك ائتوني بة استخلصة لنفسي فلما كلمة قال انك اليوم لدينا مكين امين قال اجعلني علي خزائن الارض اني حفيظ عليم ، وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوا منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين ، ولاجر الاخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون .وفي هذه الايات حين بري يوسف من التهمة طلبة الملك يجعلة من المقربين في الوزارة ولكن يوسف ع لم يكتف بذلك وانما طلب من الملك جعلة علي الوزارة المالية ذلك لانة يمتلك الكفاءة العلمية فبالامانة والعلم يمكن التخطيط وبالامانة يعمل دون فساد وحينما قبل الملك هذا العرض بسط يوسف سلطتة الي سائر المرافق وتمكن في الارض يتبوا منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء.واستطاع بخطتة المالية ان يمتلك مصر كلها باجمعها حتي عرش الملك بسبب حنكتة وخطتة المالية والتاييد الشعبي .يقول في ذلك المولف مبين السبب الغيبي والطبيعي قائلا:ذلك لان الامور بيد اللة واللة سبحانة اجري في الدنيا نوعين من الانظمة :النوع الاول :ـ الانظمة الطبيعية مثل السعي والحكمة والصبر والاستعانة .النوع الثاني :ـ الانظمة الغيبية مثل الايمان والتقوي والاحسان وتقدم يوسف من خلال تطبيق هذين النوعين من الانظمة فمن جهة عمل بحكمة واناة واستقامة ومن جهة ثانية قاوم الشهوات ، واتقي ربة ، واحسن الي الناس وقد انقذ يوسف البلاد بخطتة حينما استطاع العمل لمدة سبع سنوات بخطة التخزين وبعد ذلك جاءت السنوات الجدب ، لكنة استطاع ان يعطي الناس ما يحتاجونة خلال هذه الفترة وبفضل هذه الخطة وبفعل التقوي والاحسان استطاع ان يملك البلاد والناس جميع .الثاني :ـ البعد الحركي امتاز القرآن بالشمولية والتكاملية علي سائر الرسالات السماوية ، ولكن للاسف الشديد ان الامة لم تحسن التعامل مع هذا الدستور العظيم بفعل العوامل السياسية غالب فكانت النتيجة هي تجزيئية القرآن وحصرة في جوانب ضيقة بينما جاء القرآن لكي يكون هادي للبشرية في جميع جوانب حياتها ومن احسن الجوانب المهمة التي اهملت في القرآن هو الجانب الجهادي فكان من اولويات المولف ان يعيد هذا الجانب الي الامة كي تعود عزتها واصالتها واستقلالها التي فقدتها بفعل تركها لهذا الجانب ، وركز المولف في تفسيرة الاضواء علي هذا الجانب وابدع كثير ، وقدم فية اطروحات استراتيجية وميدانية للعاملين المجاهدين في مختلف الميادين وانطلاق من قناعة الكاتب بان الجانب الحركي في القرآن اهمل كثير سواء من قبل المفسرين او من قبل مختلف الطبقات في المجتمع والان وحيث بدات الامة تستيقظ من سباتها وبدا العاملون ينشطون في مختلف الساحات الجهادية كان لابد لهم من روي وبصائر يهتدون بها في عملهم وتحركهم .وقد ساهم المولف بشكل كبير في ترشيد هذه اليقظة سواء بهذا التفسير العصري المتقدم .وفي سائر كتاباتة الحركية لانة بالدرجة الاولي يعتمد علي البصائر والروي القرآنية التي يطبقها علي الواقع اليومي الحي .وانطلاق من هذا الامر فان المولف لدية نظرات متجددة في اقامة العمل الرسالي وسائر الامور الاخري وذلك لاننا اذا اردنا تفسير القرآن لابد من النظر للزمن والواقع الذي نعيش فية .ولان هذا الزمن والجيل الذي نحن فية بحاجة الي الثقافة الحركية والبعد الجهادي كان فية المزيد من التذكير علي هذا الجانب .وقد عالج سماحة السيد اهم المسائل التي تحتاجها الساحة الاسلامية في الوقت الحاضر في هذا الجانب من قبيل :ـ 1 ـ مشروع القيادة الاسلامية دورها وحقوقها واطاعتها.2ـ آفاق التحرك استراتيجيات العمل واساليبة واولوياتة .3 ـ شخصية المجاهد، مميزاتها، ودورها، وضرورة البناء والتربية .4 ـ علاقات العاملين والمجاهدين ببعضهم البعض وضرورة الوحدة والتعاون بين سائر الحركات العاملة .ونختار الاية الاخيرة من سورة الصف وراي المولف حولها يقول تعالي يا ايها الذين آمنوا كونوا انصار اللة كما قال عيسي ابن مريم للحواريين من انصاري الي اللة قال الحواريون نحن انصار اللة فامنت طائفة طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فايدنا الذين آمنوا علي عدوهم فاصبحوا ظاهرين الصف ـ 41.>وتاتي فاتحة السورة لتشير الي المراحل الاساسية في الحركات الرسالية ، وهي اربع مراحل :ـ الاول :ـ انبعاث القائد الرسالي في المجتمع ، والذي يمثل البذرة الاولي والاساسية للحركة والتغيير.الثانية :ـ التفاف مجموعة الناس من حولة ، وايمانهم بفكرة ، وتسليمهم بقيادتة وهم الطلائع .الثالثة :ـ توسع دائرة الحركة وتيارها في المجتمع ، الامر الذي يقسمة الي جبهتين :ـ جبهة الحق ، وجبهة الكفر، مما ينتهي بة الي الصراع .الرابعة :ـ انتصار الحق واهلة علي جبهة الباطل .والحواريون جمع حواري وهم الخلص الخواص من اتباع عيسي ع قيل سموا بالحواريين لانهم كانوا قصارين حيث ان اللة ـ حسب هذا القول الذي ذهب الية قتادة ـ امر عيسي عليه السلام فقال :ـ اذا دخلت قرية فات النهر الذي عليه القصارون فهيا لهم النصرة فاتاهم عيسي وقال من انصاري الي اللة ؟ قالوا:ـ نحن ننصرك ، فصدقوة ، ونصروة وقيل ان الكلمة من الحور وهو البياض ، وانما سموا كذلك لبياض قلوبهم او نقاء قلوبهم وصفائها في الولاء لعيسي ، ويبد ان هذا اقرب وابلغ دلالة علي معناها الذي يدل علي اقرب الناس من الرسل والاوصياء، وهذا المعني يقابل النفاق ويرادف معني المخلص وقيل ان عيسي عليه السلام بعث كل واحد من الحواريين الي منطقة في انحاء المعمودة لابلاغ الرسالة مما يعكس مدي تعاملهم في سبيل الدعوة حيث ان الواحد منهم كان يمثل امة في دفاعة عن الحق وتحديدة للباطل .وهذا الشاهد من التاريخ يهدينا الي انة تعالي يويد المجاهدين في سبيلة وينصرهم علي عدوة وعدوهم .الثالث :ـ الوضوح وعدم التعقيد ان الاسلوب العصري الذي اتبعة المولف في تفسير القرآن يعتمد علي قناعة بان القرآن انما هو رسالة لكل البشر من اجل هدايتهم الي الطريق المستقيم .وهذا ما اكدة القرآن حيث قال : وما ارسلناك الا كافة للناس بشير ونذير .ولهذا فان اسلوب القرآن جاء مفهوم لاغلب الناس ولقد يسر اللة سبحانة فهمة حتي يستفيدوا منة كل قدر مستواة انطلاق من ذلك فقد استخدم المولف اسلوب حديث في الكتابة والتفسير في محاولة منة لايصالة لجميع طبقات الناس ، والمتتبع لتفسير يري الاسلوب الجميل والسلس والعبارات السهلة مع التركيز علي الادب والبلاغة القرآنية في اختبار الكلمات كما انة اتبع منهجية واضحة في تفسير القرآن تعتمد علي التفسير الموضوعي داخل السورة الواحدة والاية الواحدة معتمدة علي الترابط وبلورة الافكار ضمن محور واحد وفكرة رئيسية واحدة متكاملة مما يسهل علي القاري الفهم والتركيز وعدم التشتت .ومن اجل ان يكون هذا التفسير لكل ابناء المجتمع حاول المولف في اغلب التفسير ربط القرآن بواقع كل فرد في المجتمع وبواقع عموم المجتمع وهذا التفسير في واقع الامر محاولة منة لتسهيل فهم القرآن اكثر والاقتراب منة والاغتراف من مناهلة والارتواء من عذوبتة .الرابع :ـ العمق والتركيز وامتياز هذا التفسير بالبساطة لا يعني انة يفقد العمق والتذكير اذ المقصود من العمق هو النظرة البعيدة للامور واعطاء فلسفتها وبيان الحكمة والغاية منها والقدرة علي فهم النص وتطبيقة علي الواقع ، وقد اتبع الكاتب في ذلك منهجية اشرنا اليها بالاستفادة من بصائر القرآن ذاتها ونور السنة وبصيرة العقل والروية الدقيقة للواقع وبالتالي فان الكاتب لا يجمد علي اللفظ الظاهري وانما ينظر بعيد في التحليل والنظر الي سياق الايات والحكمة والبصيرة من الاية ثم يكون منها منهج وفكرة متكاملة ذلك لان القرآن لة بطون عديدة لا يمكن التوصل اليها الا بالتدبر الدقيق فمثلا في سورة النور لو نظر البعض الي هذه الاية المباركة ربما استخرج منها حكم شرعي فقط بينما نجد سماحة السيد لا يكتفي بذلك وانما يعطي للاية آفاقها وابعادها وحكمتها وفائدتها.الخامس :ـ الوحدة الموضوعية .في تفسير القرآن هناك طريقتان .الاولي :ـ الطريقة التجزيئية التي تبحث في الاية الواحدة عن مناحيها البلاغية والعلمية والنحوية والتاريخية وما اشبة بدون ربطها بالمعني والفكرة المشتركة مع سائر الايات ضمن السورة الواحدة .وقد درج علي ذلك معظم المفسرين ، وهذه الطريقة علي الرغم من انها لا تخلو من الفائدة في اشباع الاية الواحدة من النواحي المختلفة الا انها تعجز عن اعطاء الفكرة الاساسية ذات الافاق البعيدة للاية ضمن الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية .الثانية :ـ الطريقة الموضوعية التي تنظر تنظر الي السورة الواحدة متكاملة مترابطة في سياقها وافكارها وتشكل موضوع مستقلا بذاتة من اولها الي آخرها حتي وان تشابهت وارتبطت بسورة اخري ، الا انها تفرض جو خاص بها وهناك ادلة علي هذه النظرية وهي ان ظاهرة تكرار القصس القرآنية في السور الغاية منها ان تكون في كل موضع شاهدة علي فكرة وعبرة معينة ، صحيح ان القصة القرآنية تتشابة فصولها الا انها في كل سورة تتحدث عن زاوية محددة من تلك القصة .هذا من جهة ومن جهة اخري ان لتداخل السور المكية مع السور المدنية غاية يقصد منها مراعاة الوحدة الموضوعية للسورة الواحدة لتتمحور حول فكرة مركزية .وكمثال علي ذلك جاءت آية النفاق من سورة العنكبوت المكية النزول وكذلك آخر آية من سورة المزمل مدنية بينما السورة نفسها مكية .وحينما يتامل المتدبر في القرآن يري ذلك التناسق والترابط العميق بين آياتة تتجلي فيها عظمة اللة وحكمتة البالغة وقد وضع الكاتب لكل سورة من سور القرآن محور واحد تتحدث حولة السورة مثلا الاية المباركة الكريمة الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رافة في دين اللة ان كنتم تومنون باللة واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المومنين .يقول المولف في تفسير هذه الاية بالرغم من ان الاسرة تبدا عملي بالزواج ، الا ان القرآن لا يبدا بذكرة ، بل يذكر عقوبة الزنا اولا، والسبب انة من دون قانون يحصن الاسرة ويحفظها من الانحراف والاعتداء، تسقط كل القوانين الاخري فما فائدة الحصن الذي لا يحمية جدار رفيع ؟ وما هي فائدة الزواج في البلاد الغربية ، التي يجد فيها قطبا الاسرة الطريق مفتوح لاشباع الغريزة الجنسية خارج البيت ؟ اذن تبدا الاسرة في الواقع عندما تعطي لها حصانة ، بفرض العقوبة علي من يخترقها. الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .الجلدة هي الضربة التي تلامس جلد الانسان ، ولان ما يتلذذ بة الزاني كان عن طريق جلدة الذي لامس جلد الجنس الاخر، فعليه ان يتذوق الالم عقاب لة علي هذه اللذة المحرمة ، صحيح ان النفس البشرية تتالم لمنظر انسان يجلد مائة جلدة ولكن يجب ان لا ننسي انة انتهك حرمة دين اللة ، فاذا سمحنا لة بالهرب من طائلة العقوبة فذلك يعني ان نعرض المجتمع كلة للفساد ولذا ينهانا القرآن ان لا ترافوا بالزاني ، لان التشديد عليهم لصالحهم من جهة ويكون رادع للاخرين عن التورط في هذه الجريمة البشعة من جهة اخري . فلا تاخذكم بهما رافة في دين اللة ولعلة لذلك اكد القرآن هذا الحكم بقولة سبحانة ان كنتم تومنون باللة واليوم الاخر ان الحدود الشرعية ذات قيمة اساسية في المجتمع وكثير من الناس تاخذهم الرافة حينما يقتل القاتل امام اعينهم ، او يجلد الزاني ، او تقطع يد السارق ، دون ان يعرفوا خلفية هذا العمل العظيم ، فاعدام قاتل مثلا يمنع القتل عن الكثيرين ، وبالتالي يمنح الحياة للمجتمع .وهكذا جلد الزاني يحصن الاسرة ، وقطع يد السارق يحافظ علي ثروات الناس .وهكذا اذا انتشر الزنا في المجتمع فان بيوت واسر ستدمر وان اطفالا ابرياء سيضيعون ، او سوف يتربون علي العقد المتراكمة ، التي تتحول الي جرائم بشعة .ثم يقول ربنا وليشهد عذابهما طائفة من المومنين .لابد ان يكون الجلد في محضر من المومنين لان قيمة العقوبة ، لا تكمن في اثرها علي الجاني فحسب بل لابد ان تنعكس علي المجتمع ، والواقع ان حد الزنا ليس واحد بل هناك ظروف مختلفة ، تختلف العقوبة بموجبها.واتبع المولف ايض في ذلك اسلوب تقطيع السورة الي مقاطع عديدة كل مقطع يرتبط بفكرة محورية ثم يربطها بالفكرة الرئيسية وفي تفسيرة لمعني كلة سورة فهو يعتبر السورة المجموعة المتكاملة من الايات القرآنية فالسورة تشبة السور الذي يحيط بالبيت فيجعلة مستقلا عن غيرة .ومن جهة اخري تشبة السوار الذي يحيط بالمعصم فيعطية زينة وجمالا..الايات القرآنية لم تنزل لكي تتناثر هنا وهناك بل قدر اللة لها ان تكون وحدة متراصة ضمن سور واحد هو القرآن الكريم كطبق لمجموع فلا تتبعض ، بل لا يمكن الاخد بقسم منها وترك الاخر جانب .ولو طالعنا مجموع تفسير >من هدي القرآن واخير يوكد المولف علي ثلاث ملاحظات هامة :ـ الاولي :ـ ان تصبح دراسة القرآن >تلاوة ، تدبر ، تفسير ، وتاويلا الثانية :ـ ان نسعي جاهدين لاستنباط قيم الوحي ومقاصد الشريعة واهداف الدين من القرآن الكريم فتكون قاعدة فهمنا للفقة وتحليلنا للتاريخ ومواقفنا السياسية ولابد ان نقضي علي الفجوة المصطنعة بين علمي الفقة والتفسير او ليس كتاب ربنا بالنسبة للفقة كما الدستور الي القوانين واللوائح ؟ الثالثة :ـ لاريب ان بعض مناهج التبليغ خير من بعضها والدعاة يختلفون علي هذه المناهج ولكن افضلها جميع منهج القرآن الذي اتبعة النبي وآلة الكرام ص فلابد ان تتخذ آيات القرآن وتفسيرها وسيلة للوعظ والارشاد وكفي بها واعظ ومن لم تنفعة آيات الذكر لن ينتفع بشي ء.ويختت آية اللة المدرسي تفسير >من هدي القرآن كانت هذه الافكار التي اختصرتها هنا في صورة مقترحات كانت وراء اتجاهي نحو التفسير قبل حوالي 21 سنة كم وفقت في تحقيقها؟ لا ادري ولكني لازلت مقتنع بانني بحاجة الي الاستزادة من القرآن ، وقد سالت اللة ان يجعلني مشغولا الي نهاية عمري بتفسيرة ، فهل اوفق ام تحول مشاكل الحياة دون هذه الامنية ؟ اني كان فان املي باللة ثم بهذا التوجة الجديد الي القرآن من قبل العلماء والمفكرين .الاستمرار في هذا الاتجاة .ان شاء اللة
المنطق الاسلامي اصولة ومناهجة
الطبعة الثانية 1891م عدد الصفحات 276 من القطع الكبير من اجل شخصيتنا الضائعة علي رجال العلم ان يعملوا لاحيائها بعيد عن تقليد المتزمتين للماضي وتقليد المتمردين للاجنبي .وعلي ضوء ذلك يتم تاسيس حياة جديدة تكون فيها حياة الامة هي ، لا حياة من مضي من الاباء، ولا هي حياة الغرباء عنها، وهذه الشخصية تراعي فيها مقاييس ثلاث :ـ 1ـ اصالة القيم .ونعني بها ترسيخ قيم الحق التي تجمع عليها نصوص الدين وتهدي اليها تجارب العقل السليم .2 ـ واقعية التشريع .ان التشريع يجب ان يستلهم من الواقع الراهن ، شريطة ان تكون القيم الدينية هي المحتوي الحقيقي .3 ـ مغزي التجارب الحديثة .اذ علينا ان ننفتح علي خلاصة تجارب العلم الحديث ، لكن بشرط التمييز بين المغزي الحقيقي للتجربة وبين الاطار الذي وضع فية هذا المغزي .وبالطبع سيكون المنطق هو وسيلة التقييم السليم ، اذ من دون المنطق السليم لا يمكن استثمار العقل وتربية الفكر.بهذه الكلمات افتتح المولف كتابة المنطق الاسلامي الذي يعتبر من الدراسات الحديثة في هذا المجال ، ولقد تحدث في بدايتة عن هدف المفكرين والمناطقة اجمعين وهو كيفية تجنب الخطا.وهذا الهدف تلون في المنطق الكلاسيكي الارسطي او منطق ديكارت انطلاق من عقائد فلسفية خاصة ، والاسلام جاء ايض لتحقيق هذا الهدف من ضمن اهدافة ، لكن المشكلة ان المسلمين لم ينتبهوا الي معالم المنطق الاسلامي في ثنايا آيات القرآن الحكيم والاحاديث الشريفة ، ولانهم لم ينتبهوا الي هذا المنطق اعتقدوا بمنطق ارسطو وديكارت وغيرهم كثير.وسوف نستعرض هنا تفصيلا هذه الاراء المنطقية وصولا الي شرح ركائز المنطق الاسلامي .تطور الفكر المنطقي وفي هذا الفصل يتحدث المولف عن تاريخ علم المنطق بداية من عصور اليونان ومرور بعهد الاسلام ، وانتهاء بالعصر الحديث .ويستعرض اولا منطق افلاطون وارسطو، باعتبارهما الاشهر في عصر اليونان ، ويربط سماحتة نشوء هذين المنطقين بحدث سياسي واجتماعي كبير وقع في اليونان ، حيث ظهرت جماعات وصولية استغلت طابع الفوضي السياسية والاجتماعية من اجل الوصول الي مصالحهم الخاصة ، وكان السوفسطائيون ابرز مثال علي ذلك حيث حاولوا باسم الثقافة وبواسطة الجدل الفارغ والتشكيك في كل شي ء سحب البساط من الاخرين وجرة الي ماربهم ، وكان اول من واجة هذه الجماعات الوصولية سقراط الذي جاء بفن توحيد المعاني يتمكن بواسطتة من سد الطريق علي هذه الجماعات من التلاعب بالالفاظ.ثم جاء افلاطون بنظرية جديدة في مواجهة المشككلين تعتمد علي رد الاعتبار للعقل ، وهذا ما يسمي بالمثل الافلاطونية حيث يعتقد افلاطون بان الانسان عاش بروحة اولا في هذه الحياة ، وتمت فيها معرفتة للاشياء ولروح الحقائق ، لكن الانسان لما انتقل الي الحياة الدنيا في بدنة ثانية نسي كثير من هذه الحقائق ولذلك هو يحتاج الي بعض الادلة لكي يتذكر الاشياء.وبعد افلاطون جاء ارسطو الذي اهتم بوضع اسس التفكير السليم ، بحيث لا يمكن للسوفسطائيين بعدها احداث فوضي في الافكار.وكانت طريقتة كالتالي :ـ حدد اشكالا تعتمد علي صحة فكرة ما بقياسها الي فكرة اخري .مثلا:زيد بشر.وكل بشر يموت .فزيد يموت .ولان ارسطو لاحظ ان هذا الربط لا يسري الي كل الاشياء اضطر الي تقسيم الالفاظ وتحديد معانيها حتي يتوصل الي التعريف الحقيقي للاشياء، وبهذا التقسيم يعتبر ارسطو اول من ميز بين الكليات الخمس .وعلي الرغم من ان منطق ارسطو ساهم في تنظيم الفكر البشري ، الا انة ابتلي بعدة نواقص :الاول :ـ تناسي دور السلبيات البشرية في تضليل الفكر، لانة اغفل البحث عن مادة التفكير واوكل الدور الي الاشكال المحدودة .الثاني :ـ كثرة الاطلاق والعموم ، ولاجل هذه الكثرة تطبع مفكروا القرون الوسطي بالاطلاق ، اذ سرعان ما كانوا يستنبطون من حوادث جزئية احكام كلية دون تدقيق شامل .الثالث :ـ ان المنطق الارسطي تحول الي فكر.في الوقت الذي لا يعدو كونة منهج واحد من مناهج التفكير.اما الرد علي منطق افلاطون ، فقد ورد بالتفصيل في كتاب الفكر الاسلامي .
المنطق الحديث
ويبدا هذا القسم بالحديث عن تطور علم المنطق في القرن السابع عشر والثامن عشر الي ان جاءت النهضة الاوربية الحديثة .وهنا كانت الكنيسة هي مصدر قياس الافكار، وبما ان الكنيسة فرضت المنطق الارسطي ، فان التطويرات التي حدثت في هذا العلم كانت في الواقع اضافات تعتمد علي ذات المنطق ليس الا، ولما بدات النهضة الاوربية انفتح الباب علي مصراعية وبصحبة عوامل اخري الي بروز تيارات منطقية حديثة في هذا العصر.وهذا العوامل في راي المولف هي التالي :ـ اولا:ـ ان خسارة الغرب في الحروب الصليبية كانت صدمة قوية ، فرضت عليهم اعادة النظر في مسيرتهم الحضارية .ومن هذا المنطلق درسوا اسباب تقدم المسلمين ، ووصلوا الي نتيجة مفادها:ـ الحرية السياسية والفكرية حاجة ماسة لاي تقدم .ثاني :ـ حدث تطور اجتماعي في اوربا بسبب شياع الافكار الثورية ، وكان هذا اساس من اساسيات النهضة الاوربية .ثالث :ـ نزوح جميع المفكرين اليهود من قسطنطينية بعد سقوطها في ايدي المسلمين الي اوربا.والتقوا هناك بنظرائهم الاوربيين حيث بدات النهضة .ومن هنا بدات مسيرة المنطق الحديث .وسوف نستعرض هنا نموذج منة هو نموذج المنطق الديكارتي والردود عليه .لقد بين ديكارت منهجية معينة لتحصيل المعرفة بواسطة اربع قواعد رئيسية هي :ـ ا ـ الاستقلال الفكري ، وحينها فان الانسان لا يعتقد الا بما يكون واضح لدية ، وهذه القاعدة تتجزا الي اربعة بنود:ـ 1 ـ العلم حضور للاشياء عند النفس ، اي ان معرفة الانسان تتم بصورة مباشرة كروية العين للاشياء.2 ـ رفض التسرع في الحكم علي الافكار.3 ـ ضرورة التخلص من افكار القدماء، لان الاقتناع بها نابع من الحب الاعمي لهم .4 ـ ان يكون الوجدان حكم علي الاشياء.ب ـ تحليل الحقائق والافكار الي اكبر قدر ممكن من التبسيط والتوضيح .وتعتبر عملية التحليل هنا مهمة لتوضيح الراي في الاجزاء البسيطة .ج ـ ولكن بسبب التحليل ، قد يفقد الانسان القدرة علي ربط الاجزاء بعضها ببعض ، وهنا تاتي قاعدة ترتيب الافكار والتدرج في البحث من الابسط فالابسط.ثم يناقش السيد المدرسي منطق ديكارت بما يلي :ـ 1 ـ ان ديكارت لم يركز علي الناحية التجريبية في فهم الحقائق ، وهذا ما جعل منهجة منهج صوري .2 ـ تبسيط العلوم يفيد في كثر من الاحيان ، لكنة مع ذلك قد يوصل الي طريق مسدود كما هو الحال في البحث عن حقيقة الوجود.3 ـ العلوم بشتي انواعها تتفق في جهة ، وتختلف في جهات عديدة ، وليس من الصحيح وضع منهج واحد لجميع العلوم ، ولهذا فان علماء العصر الحديث فرقوا بين العلوم ووضعوا لكل منها منهج خاص بة .4 ـ وهناك نواقص عديدة في منهج ديكارت ذكرها المولف في اماكن مختلفة من الكتاب .
اصول المنطق الاسلامي
ويتساءل المولف في بداية هذا الفصل :ـ هل يعقل ان لا يكون للاسلام منطق خاص بة ؟ وهو الذي استطاع تفجير قدرات مجاميع من البشر وصلت الي شان كبير حتي وصلوا الي بناء حضارة كبيرة لازالت اشعاعاتها حتي الان ؟ لاسيما اذا عرفنا ان كل حضارة تقوم علي ثقافة ، ولكل ثقافة منطق ، ولكن المسلمين لم يميزوا المنطق الاسلامي لسببين :ـ الاول :ـ لتعصبهم لمناهج فكرية تعودوا عليها.الثاني :ـ انهم جهلوا لغة التخاطب مع مصادر الفكر الاسلامي .ولاجل هذين السببين لم يتم الكشف عن المنطق الخاص بالاسلام ، خصوص وان توسع الدولة الاسلامية فتح المجال لترجمة الكتب الفلسفية في القرن الثاني للهجرة ، وانتقل آنئذ المنطق الارسطي مثلا الي الفكرالاسلامي دون انتماء وتحقيق .بالاضافة الي انعدام مبادرات تقوم بالفحص والبلورة عن المنطق الاسلامي في مصادرة الفكرية بسبب عصور السبات والتقصير ثم يحدد المولف خصائص المنطق الاسلامي ويصنفها كالاتي :ـ 1 ـ الارضية الصلبة التي تستند علي قاعدة فلسفية متكاملة من رب العالمين ، وهذه القاعدة تلقي بظلالها علي المنطق الاسلامي ايض حيث تسندة سلامة المنطلق .2 ـ الشمول .اذ اختلف الفلاسفة في مصدر المعرفة ، فبعضهم قال انة ينحصر في الحس وحدة ، وقال آخرون ان المعرفة تاتي بواسطة الارتياض الروحي ، بينما المنطق الاسلامي يومن بالافكار من طرق ثلاثة العقل والوحي والتجارب .ثم يتحدث عن العقل باعتبارة ركيزة هامة من ركائز المنطق الاسلامي ، ويبدا هذا القسم بالقاء الضوء علي بعض البحوث عن العقل كاختلافة عن النفس والروح .ويعرفة المولف معتمد علي تعريف اللغويين لة بانة مشتق من عقلة ، بمعني ربط وثاقة ليحفظة من الافلات .وهذا العقل لا يمكن معرفتة الا بالعقل ، لان البشر يعرف جميع الاشياء بعقلة ، فهل يمكن لة ان يبحث عن شي ء آخر فوق العقل ليعرف العقل بة .ان هذا خطا كبير، لان الذين حاولوا التعرف علي العقل بغيرة ضلوا عنة ضلالا كبير ، لذلك فان معرفتنا للعقل لا تتم الا بالعقل وبواسطة ملاحظة حالتين :ـ الاول :ـ ملاحظة البشر في حالة افتقادهم للعقل سواء في حالات الجنون او الغضب او الشهوة العارمة لاكتشاف الفرق اثناء وجودة وعدمة .الثاني :ـ الالتفات الي ان الاشياء لا تعرف بذاتها.وانما هي بحاجة الي وسيلة تكشف بها وهذه الوسيلة هي العقل ، لكن المشكلة ان الانسان حين يكتشف شيئ ما ينسي الوسيلة التي اوصلتة ثم يناقش المولف بعض الاحاديث الواردة في العقل وبعض الصفات التي يتميز بها.ويوكد المولف ان الثقة هي مفتاح العقل ، لان الشعور بالضعف يفقد صاحبة الايمان بذاتة وبقدراتة علي تحديد الضغوط.وهذه الثقة يمكن تحصيلها بالتوكل علي اللة عز وجل ، ويورد روايات وشواهد عديدة تاكيد لذلك .ثم يتحدث المولف عن منهج الاسلام في تجنب الخطا، وهنا يقول :ـ ان النفس البشرية تنازعها قوتا العقل والجهل ، ولوجود هذا التنازع .فان هناك جذور نفسية تدفع الانسان نحو الخطا.وهذه الجذور ليست مفصولة عن هاتين القوتين المذكورتين .والجذور كما يوضحها المولف هي التالي :ـ 1 ـ الحب ، ويعني انجذاب النفس الي شي ء ما، وعلي ضوء هذا الانجذاب لا يبحث الانسان عن البراهين الدالة علي صحة الفكرة ، وانما يومن بها دون دليل ، وهذا الحب لة مصاديق كثيرة مثل حب الذات والاعجاب بالظاهر وحب افكار تسير في نسق واحد وحب الاباء او البيئة او السلف ، ولكل هذه المصاديق نمط معين من الافكار يومن بها الانسان نظر لحبة لها فقط.2 ـ فقدان الثقة ، وعلي هذا الفرض ، فان الانسان لا يتمكن من التفكير، لانة بالنتيجة سوف لن يومن بها يتوصل الية .ومن نتائج هذه الحالة انغلاق الانسان عن مصادر المعرفة ، لانة اساس لا يثق بقدرة العقل علي التوصل الي الحقائق ، ومن نتائجة ايض الذوبان في شخصية متميزة في مجال ما، وبذوبانة هذا يفقد ثقتة بذاتة ، لهذا قال بعض الفلاسفة ان تحطيم الماضي نوع من اثبات الذات ، والحقيقة كما يقول المولف ان البشر لا يتمكن من تحطيم الماضي الا اذا اثبت ذاتة اولا.3 ـ التسرع ، وهذا نابع من ان الانسان يخلد الي الراحة ، فيتسرع في الحكم علي الاشياء.ولعل هذا السبب وراء اقتناع الانسان بالافكار الجاهزة دون تمحيص .ثم يتحدث المولف عن المنطق الاجتماعي من جهة ان الانسان قادر باختيارة علي ان يقاوم ضغوط الاجتماع ، ويستعرض بعدئذ عوامل تاثير الاجتماع ، فيبدا بالحشد ـ التجمع ـ الذي تتوفر فية عوامل ثلاثة ، التواجد في مكان واحد والهدف الجامع المشترك ووحدة التوجية ، وما من شك في ان للتجمع قوة تسيطر علي الافراد جميع ، لانهم لا يجدون متسع من الوقت للتفكير، وهنا الذي يدفع الفرد للتوافق مع الاخرين هو شعورة بضرورة التوافق معهم ، وعادة ما تكون قوة التجمع سريعة الزوال .ويبدو ان دور الجماعة ـ الانتماء ـ اكثر عقلانية من التجمع واقل تاثير منة ، اما المجتمع فانة ياتي بالدرجة الاولي حيث يفوق تاثيرة تاثير كل من الجماعة والتجمع ، خصوص وان عامل المصلحة والثقافة والعلاقة الحقيقية تكون ذا اثر كبير علي الفر.ثم يوكد المولف ان الهوي هو جذر غريزة التوافق الاجتماعي ، والذي يريد ان يتجنب الخطا، لابد ان يحذر من هذا الجذر وما ينشا منة كالخوف من مخالفة الناس والطمع في التوافق معهم .وبعد ان يتحدث المولف تفصيلا عن عوامل الخطا النفسية والمادية والبيولوجية ، يذكر المنهج السليم الذي يامر بة الاسلام مع وضع بعض الاشكالات المنهجية التي تودي بالانسان الي الخطا، واول هذه الملاحظات ان الباحث يجب ان يجعل نفسة تلميذ في مدرسة التجربة والملاحظة ، فاذا نطقتا بشي ء سكت يستمع اليهما.وبهذه الطريقة يمكن ضمان صحة المعلومات دون التحيز الي شي ء آخر، لكن المشكلة المنهجية الاخري هي ان الانسان يختار نظرية معينة ثم يبحث من اجل دعمها والدعوة اليها، وهذا ايض مخالف للصواب .ان الاسلام لكي يحل مشاكل المنهج هذه يوكد يوكد علي ان العلم سلم يرتقي بة الانسان الي رحاب اللة عز وجل ، لا ان يبحث في العلم للعلم ، او تحقيق لاهداف سياسية او اجتماعية مصلحية .والصور والضمانات التي يتحدث بها الاسلام عن العلم هي التالي :ـ 1 ـ ان العلم عبادة ، وهذا ان للعلم قيمة ذاتية تفوق الاهداف الانانية الوصولية .2 ـ الامر بالاخلاص في طلب العلم .دلالة علي علو شانة واستخدامة في الاعمال الصالحة .3 ـ ربط العلم بالاخلاص ، وهذا يعني معرفة الهدف الخالص من طلب العلم .وثاني هذه الملاحظات محاولة البحث بلا هدف ، لانة بدون معرفة هدف محدد للبحث ، لا يمكن تجميع المواد المتدرجة في موضوع ما.ولهذا التحديد فوائد منهجية منها تهيئة المواد اللازمة ، والاسلام اكد علي ذلك في كثير من الروايات مثل حسن السوال نصف الجواب .ثم يتحدث المولف عن الذكاء والتفكير.فيقول ان الذكاء هو الانتباة الفكري الفطري الذي لا يسبقة تفكير منهجي منظم ، بينما التفكير يعني السعي نحوف هدف محدد وبطريقة معينة ويوكد المولف ان الذكاء وحدة لا يكفي ، لان الانسان الذي يعتمد عليه فقط سوف يدرك ان هناك فجوات علمية لا تسد الا بالتفكير، وهناك مخاطر اخري لاستخدام الذكاء وحدة ، منها استهلاك القسم الاكبر من قوي الانسان العقلية ، وعلي ذلك لا يمكن استثمارها في عطاءات فكرية ، هذا بالاضافة الي ان الذكاء يوصل الانسان الي بعض الاخطاء.ثم يتحدث المولف عن مناهج الدراسة في العلوم الانسانية مثل علم الاجتماع والتاريخ ، ويوكد في البداية علي ان منهج هذه العلوم يختلف عن مناهج دراسة الطبيعة ، لان الانسان مادة حية عاقلة ذات ارادة وتحدي ، هذا بالاضافة الي ان الذي يدرس الانسان هو انسان مثلة يخضع لذات العوامل التي يخضع لها موضوع الدراسة .ويري المولف ان البحث في علم الاجتماع يعتمد علي الجوانب التالية :ـ 1 ـ التعرف علي القوانين التي تحكم حياة المجتمعات ، وقد حاول ابن خلدون دراسة ذلك في مقدمتة المشهورة .2 ـ التعرف علي القواعد العامة للنظم السليمة التي لابد ان تحكم المجتمعات .3 ـ بحث حالة المجتمعات الراهنة ، بما فيها من عوامل قوة واسباب ضعف ، ويبحث المولف تفصيلا انماط الدراسات الاجتماعية .وبعدئذ ياتي سياق الحديث عن طريقة دراسة علم التاريخ ، وهذا العلم كما يقول المولف ليس اطلاع علي حوادث ماضية ، بقدر ما هي دراسة لنشاط انساني يتصل بحياة الانسان بصورة او باخري ، والهدف من هذه الدراسة هو الوصول الي معرفة الوقائع والاحداث التاريخية لثلاثة اسباب :ـ ا ـ الاعتبار، لان معرفة التاريخ توفر لدارسية نتائج النشاط الانساني الذي قد لا يعرف بدون هذه الدراسة ، ولهذا يقال ان في التاريخ عبرة يعبر بة من المجهول الي المعلوم .ب ـ العلم بالماضي ، بمعني التعرف علي الاسباب الكامة وراء هذه الاحداث والعلاقة السببية التي تربط الاحداث ببعضها.ج ـ معرفة سنن الحياة التي تحكم حياة الانسان ، اذ بتراكم المعارف العلمية الثابتة من الاحداث التاريخية .يقوم العقل بتحليلها واكتشاف ما وراءها من قوانين ثابتة ومبادي عامة .ثم يناقش المولف ـ بعدئذ ـ الالية التي يتوصل بها الي دراسة التاريخ وهي الوثائق التاريخية ، باعتبارها الطريق العلمي الوحيد للدراسة ، ومن اجل اكتشاف التزوير والتزييف فيها وضمان صحة ونقل الاحداث الواردة فيها، وعلي سبيل المثال يذكر المولف طرق اكتشاف التحريف الوارد في الروايات الاسلامية ، لذلك يوكد علي انة لابد من اجراء نقد داخلي للنص لمعرفة مدي موافقتة للاصول الكلية في الشريعة ، ثم يبدا بالنقد بالخارجي للنص ، والخاص بمعرفة الرواة ودراسة علم الرجال .ويختتم المولف هذا القسم بالحديث عن فلسفة التاريخ وعن الاراء الواردة فيها، مثل الحتمية التاريخية التي تخضع الامم والمجتمعات الانسانية لدورة حياتية معينة ويوكد المولف ان هذه الحتمية يقابلها تحدي الانسان وابداعة اللذان يجعلان الانسان يسير باتجاة معاكس للسنن التاريخية .ولهذا فان حرية الانسان هي التي تصنع التاريخ ، وان قرار الانسان نفسة يفوق كل التاثيرات الاخري ، وبمعني آخر ان صناعة الانسان الذي يجد انسانيتة ويستعيد حديثة ويقاوم كل الضغوط هو الذي يصنع التاريخ ، وهذا ما يصطلح عليه المولف بالروح الحضارية التي تبدا من نقطة زمانية ومكانية معينة وتندفع في كل اتجاة للافضل .وهذا ياتي عادة من ظهور عامل غيبي كنبي مرسل ، او من تحدي امة قوية تنبعث فيها روح جديدة تثق بذاتها وبقدراتها الكامنة فيها، وللايمان باللة عز وجل دور اساسي في بناء اكبر الحضارات لانة هو الذي يعطي الانسان الطموح والتطلع الاعلي والبصيرة الداعية .ثم يختتم آية اللة المدرسي كتاب المنطق الاسلامي ببحث مفصل عن مناهج القياس والاستدلال .
الفكر الاسلامية ، مواجهة حضارية
الطبعة الاولي عام 9691م عدد الصفحات 093 من القطع الكبير الفكر الاسلامي ، هل هو فكر متطور يتناسب مع متغيرات العصر الهائلة والسريعة ام هل هو فكر رجعي قديم لا يمكن لة ان يعيش في خضم صراع التيارات التي تحكم دولا وتقيم حضارات ؟ واساس هل هو فكر يعتمد علي ركائز قوية تمكنة من الوقوف صامد امام هذه التيارات ؟ كل هذه اسئلة حائرة يتحدث عنها الان الكثير من المفكرين والمنظرين ، الا ان آية اللة المدرسي اجاب عن كثير من هذه الاسئلة واشباهها في عام 9691م حينما الف كتاب الفكر الاسلامي الذي اكد في مقدمتة علي ان المسلمين يتعرضون الي تحدي جديد يتخذ طابع يكمن في تحولة التدريجي الي مواجهة حضارية شاملة للجوانب الايديولوجية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ويمكن للامة الاسلامية ان تتقدم في هذه المواجهة شريطة ان تتحول تعاليم الاسلام الحيوية الي مادة حضارية تتفاعل مع الانسان في واقعة الخارجي ، ولن يحدث هذا التحول دون ظهور الاسلام علي المسرح من جديد حتي يقوم بدورة كفكرة حضارية .ويتكون هذا الكتاب من اقسام ثلاثة :
العلم والفلسفة
اول ما جاء الاسلام اخذ يذكر الانسان بعقلة ، ومعرفة العقل بذاتها اكثر الامور تعقيد عند البشر عموم ، لكن الاسلام في منهج بحثة عن العقل يوكد علي عدم امكانية معرفتة بالتصورات والتحليلات ، وانما تكون معرفتة بكشف ذاتي ، اذ ان العقل لا يعرف الا بالعقل ، اذ كيف يعرف العقل الحقائق والافكار، ولا يعرف نفسة ايض !!.ان العقل يقيم الافكار والاشياء ويكتشف الحقيقة بالحالة التي تسمي بالنورية ، وهذه الحالة لا توجد مع الانسان منذ ولادتة بدلالة الاية الشريفة واللة اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئ .وهنا ياتي التساول التالي :ـ علي اي المصادر يعتمد العقل في التقييم ؟ يقسم العقل مصادر الافكار عموم الي ثلاثة انواع ، العقل والنفس والحس ، ولتوضيح هذه العملية التي تجري عند الايمان بفكرة معينة ، لابد ان نقول ان الفكرة عمل من اعمال النفس البشرية ، وعلي ذلك هي خاضعة لارادة الانسا.وهي علي ذلك يمكن ان تكون من العقل نفسة دون تاثير من الهوي ، لان الهوي وتبع لها النفس البشرية تمتلك قدرة هائلة علي التموية ، مما تدفع الانسان الي الاقتناع بفكرة معينة وكانها حاجة ماسة لا يمكن التنازل عنها، وعادة ما ياتي العقل ليفضح هذا السيناريو، ويرد الفكرة الي مركز انبعاثها، ويبقي القسم الثالث والاخير وهو الحس ، اذ ان الحواس لها اهمية خاصة في اكتشاف الافكار، وبالطبع ان الذي يردف الحس عو العقل ، لانة هو الذي يوجة الحس وتمحص نتائجة ، وبهذا يرد آية اللة المدرسي علي الحسيين الذين انكروا ان يكون للعقل دور في توجية الحس ، ويضع سماحتة لهذا الامر قاعدتين ، ويضع الدور الاكبر للمواهب الفعليه لكل انسان :ـ 1 ـ الاحساس في محك السابقيات العقلية ، اذ ان الاحساس بظواهر معينة كظاهرة سقوط الاشياء في مجالات متفرقة ، الا ان العقل يربط نتائج هذه الاحساسات ببعضها البعض حتي يستنتج قانون علمي هو قانون الجاذبية الارضية .2 ـ الاحساس والتجارب السابقة ، ولذا يقوم العقل باجراء عملية موازنة بين ما ينتج عن الاحساس وبين النتائج العلمية التي توصلت اليها البشرية خلال مسيرتها، وبعد هذه العملية يكتشف العقل اي الافكار اكثر سلامة وعافية ، ولهذا جاء في الحديث الشريف العقل حفظ التجارب .ثم يستعرض المولف الاراء التي طرحها المفكرون القدامي والجدد في نظرية المعرفة طارح عليها اشكالات متعددة انطلاق من النصوص الدينية .فنظرية افلاطون مثلا التي تومن بان هناك عالم يسمي بـعالم المثل وفي هذا العالم توجد كل صور الهيئات الموجودة في الارض ، ونظر لان الانسان كان قد عاش في هذا العالم ، عرف كل هذه الصور، غير انة نسيها حينما هبط الي الارض ، وهو علي هذا الاساس بمجرد ان يري شيئ في ذات الوقت يستفيد معلومات عالم المثل ، ولذلك سميت نظريتة بالنظرية الاستذكارية ، ويعتمد افلاطون في نظريتة علي ان العقل اسمي من ان يعرف الحقائق الجزئية ، بل هو يعرف الكليات فقط، ويرد المولف علي هذه النظرية بان القسم من نظريتة يقرب الي الصحة ، باعتبار ان الاسلام يومن بان الارواح خلقت قبل الابدان بالفي عام ، اما الاعتقاد بان العلم صفة اصلية في ذات الانسان ، وليست صفة طارئة عليه ، فهذا ما يرفضة الاسلام ، لانها لو كانت كذلك لم يجز ان تتخلف عن الذات لحظة واحدة ، وهذا ايض خلاف الواقع حيث اننا نري ان الانسان يعلم حين ولا يعلم احيان كثيرة .اما نظرية كانت فكانت تعتمد مزج الحقيقة البسيطة وهي الاحساس بصبغة ذاتية هي صبغة الزمان والمكان ، ولهذا سميت بالنظرية النسبية ، لان الحقيقة لا تلحظ الا بنسبة معينة وضمن وقت ومحل محدودين ، ولذا يقول كانت ان حقائق الغيب بعيدة عن ادراك الانسان لتجردها من نسبة المكان والمكان .ويرد المولف عليه اولا بطرح الاستفسار التالي :ـ كيف يتمكن كانت من اكتشاف حقيقة الزمان والمكان ؟ ان هذا الاكتشاف بذاتة يعني ان لـكانت نفسة نور كاشف اكتشف بة حقيقة الزمان والمكان ، وهذا يوكد دور نور العقل ، اما كلامة بالنسبة للغيبيات فمردود اذ هل يستحيل العلم بشي ء لا زمان لة علي راي كانت ، علي الرغم من ان الانسان يعلم ببعض الحقائق بعيد عن هذه النسب فالخير والشر والقبح والحسن لا يرتبط بنسب ، وكذلك الايمان باستحالة اجتماع النقيضين ، ومن هنا يحق للانسان الايمان بالمعارف الغيبية ، فهي احق من الايمان بالمعارف الحسية :لانها اكثر منها كم ايض .ويختتم المولف هذا الفصل بالحديث عن التصورات البشرية والروية الاسلامية للعالم والكون ، ويبدا هذا الفصل باستعراض لملامح الديالكتيكية الفلسفية .فهي تري بان كل شي ء في حالة تغير دائم ليس لة تاريخ مضي ومستقبل ياتي ، وان كل شي ء يرتبط بكل شي ء، حيث لا يمكن معرفة حقيقة الكون والعام الا بصورة شاملة ، وان كل شي ء يحتوي علي قضية ، فالدجاجة تحتوي علي البيضة والعكس ايض ، ولهذا السبب يحدث انقلاب مفاجي في هذه الحقيقة ، والبيضة علي هذا الاساس تتفاعل فتنقلب الي دجاجة ، وقبل ان يناقش المولف هذه النظرية يذكر ملاحظتين :ـ الاولي :ـ ان اول من وضع المنطق الديالكتيكي هو هيجل ، وقد اعتبل منطقة الحاجة الي الدين حاجة ماسة وضرورية ، ومع ذلك نراة يذهب الي الفلسفة المثالية ويوقع نفسة في تناقض بين ما يدعو الية منطقة وبين ما يتبناة في نظرتة للحياة حيث ينكر وجود اي قيمة ويجمد نفسة فقط في حدود المادة المشهودة فقط.الثانية :ـ ان الفلسفة الديالكتيكية تعتبر نفسها نتيجة التقدم العلمي الذي احرزة الانسان ، لكن الخطا الاساسي هو الربط بين العلم والفلسفة ، خصوص وان هيجل ليس الا مجدد لها اذ سبقة الكثيرون ممن تبني هذه الفلسفة .ويناقش المولف بعدئذ هذه الفلسفة بذكر اربعة مبادي :ـ الاول :ـ ماذا تقصد هذه النظرية بالتغير؟ اذا كانت تقصد منة ان كل شي ء في الكون سائر نحو التغير سواء القوانين او السنن ، فان هذا مخالف لكل وجدان ، لان بعض الحقائق ثابتة مثلا حسن العدل والصدق والاحسان ثابت لا يتغير، وكذلك في المعادلات الرياضية ، اما اذا كانت هذه النظرية تقصد الطبيعة ، فان هذا موافق لما جاء بة الفكر الاسلامي .الثاني :ـ ان التفاعل بين الاشياء سنة في الخليقة .ولكن كيف ينظر الديالكتيكيون الي ذلك هل باعتبارة سبب خارجي عن ذاتة الحقيقية ام بالصدفة ام بالتفاعل الذاتي ؟ علي الاحتمال الاول يحق لنا ان نومن بقاعدة التفاعل بين الاشياء، ولكن اذا قلنا بالصدفة او التفاعل الذاتي لا مجال للايمان بهذه القاعدة .الثالث :ـ تومن النظرية الديالكتيكية بمبدا التفاعل الذاتي الناشي من وجود تناقض داخلي في الاشياء، ولنضرب مثالا علي ذلك ، بانك اذا اخذت قضيب ودحرجت بة حجر تكون قد احدثت حركة فكيف نشات هذه الحركة ؟ تقول هذه النظرية ان السبب هو ان القضيب احتل مكان الحجر، فلم يكن امام الحجر الا الفرار اعتماد علي استحالة اجتماع الضدين في حيز واحد، يناقش المولف هذه الفكرة فيقول :ـ ان الديالكتيكية غيرت كلمة العلة الي كلمة التناقض فبدلا من ان تقول ان المواد الغذائية تسبب نمو الجسم ، تقول ان المواد تتحلل وتتناقض مع النمو، ولهذا نشكل علي هذه النظرية تفسير حقائق الكون بمبدا التناقض ، لانة لا يعدو توضيح للسببية والعليه ليس الا.الرابع :ـ قفزات التطور عند هذه النظرية ماذا تعني ؟ اذا كانت هذه النظرية تقصد حدوث الاشياء صدفة وبدون سبب حسبما يظهر من بعض ايحاءات نص ستالين ، فهذا خطا ولا يقبلة العقل والعلم ، اما اذا كانت تقصد المفاجاة فلا اشكال في ذلك .وبعد هذه الاراء يذكر آية اللة المدرسي التصور الاسلامي للكون القائم علي قاعدة النور اللة نور السموات والارض .وتتلخص فيما يلي :ـ ا ـ ليس في العالم الا اللة ، وما خلق ، وكل شي ء ما عدا اللة مخلوق ، وهذا يعني ان اللة عز وجل قيوم وكل شي ء قائم بة .ب ـ وعلي هذا الاساس يكون كل ما في الكون مقتضي للغيرية ، فهو قائم بالغير وموجود بة ومتحرك بة ، ولكن هذه الغيرية لا تتنافي مع السنن والاسباب التي يسير علي اساسها الكون ، وهذه السنن والاسباب موجودة بنور اللة عز وجل ، ولو شاء لانتزع العلاقة بينها ايض .