تطلع أمة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطلع أمة - نسخه متنی

عباس عبد الغنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ثم يتطرق المولف تفصيلا الي موضوع المحتوي والاطار، موكد علي ان الشعائر وسائل لاهداف يطمح اليها الدين .

فالتكبير ليس حركة لسان فحسب ، بل هو مفهوم حقيقي لا يعطي الانسان ـ بموجبة ـ قيمة لشخص او لشي ء الا بقدر ارتباطة باللة سبحانة وتعالي .

والصلاة ليست ركوع وسجود بقدر ما هي مرتبطة بحياة الانسان توجهة وترسم لة طريق مستقيم ، وهي في ذات الوقت تكريس لقيم الدين في الذات .

وهكذا الحج ليس اجتماع سنوي فارغ ، وانما هو قيام بصريح الايات القرآنية .

وهذا يعني انة يخلق زخم جديد في ضمير الامة كل عام ، ويصنع فرص لاعادة التقييم في كافة المجالات .

ويتحدث ايض عن القرآن باعتبارة مصدر هام من مصادر الثقافة الاسلامية يدل علي الاصالة .

ومن اهم المشاكل التي يطرحها المولف هنا طريقة تعامل المسلمين مع القرآن .

هذه الطريقة التي اتسمت بالجهل بلغة التفاهم معة ، فمرة يرونة كتاب بلاغة ، واخري كتاب علوم ..

وهكذا يستفيدون من القرآن اجزاء، بينما القرآن كتاب رسالة وحضارة ، وهو كتاب البصائر والهدي .

لكن هذا الامر يتحقق عبر اربعة شروط:

ـ 1 ـ ان يستثير القاري عقلة بالقرآن ، ليصل الي ما وراء الظاهر.

2ـ تطبيق آيات القرآن علي الحياة تطبيق حي ، حتي يعايش واقع الانسان اليومي .

3 ـ ان لا يقرا الانسان القرآن بذهنية مشحونة بالاراء والنظريات والاهواء والمصالح ، فينظر الي تركيبها علي القرآن .

4 ـ ان لا يقرا القرآن بديلا عن العمل ، وانما مقدمة لة ، وكما يقول الامام امير المومنين :

>لابد لكل عمل من فكرة وفي هذا الاطار ايض يربط المولف بين الاحكام الشرعية وبين حقيقة اهدافها، اعتماد علي اربعة امور:

ـ 1 ـ ان الاحكام الاسلامية مترابطة في خط واحد، من اجل تحقيق الاهداف العليا للرسالات الالهية .

2 ـ ان هذه الانظمة تتكيف مع العصر، فكلما اختلف العصر يمكن للامة ان تهتم بالحقائق الاصلية للاحكام .

3 ـ ان هذه الانظمة هي اطارات مناسبة لاستيعاب النشاط والابداع ، وهي علي اي حال ليست بديلا عن العمل .

4 ـ ان ارتباط الامة بهذه الانظمة ليس ارتباط اعمي ، وانما بما لها من ملاكات وحكم .

وهذه الصفات وللاسف كان نقيضها هو السائد في علاقة الامة بدينها، حيث اصبح فيها تطبيق الاحكام الشرعية تطبيق قشري لا يرتبط بغيرة من الاحكام .

وهذا هو الذي يحكم من الحالة التجزيئية للدين وللاحكام ، علي الرغم من ان الشريعة لها اصول عامة تستهدفها الشرائع الدينية مثل العدل والحرية والسعادة ، وهذه الاصول بمثابة القيم الثابتة التي يستطيع الانسان فهم الدين والدنيا من خلالها.

وبدون هذه الثوابت تصل الامة بالتاكيد الي حالة الحيوية ، فلا تعرف ميزان ولا اي شي ء آخر، بل تاخذ من كل شي ء ضغث .

وبالاضافة الي ذلك فان عدم معرفة الفلسفة من وراء الاحكام يوقع الانسان في شرك الجمود او التقليد حتي تصبح اغلالا، كما هو حادث مثلا في عقد البيع .

وياتي الحديث بعدئذ حول صلب موضوع الكتاب ، وهو الثقافة الرسالية ; معالمها وقيمها.

والعودة الي هذه الثقافة بصفتها الرسالية امر ضروري وهام لعدة اسباب :

ـ 1 ـ باعتبار ان الثقافة مصدر الاشعاع الروحي الذي يعطي الامة اعتزازها باصلها وبميراث شخصيتها وبتاريخها.

2 ـ لاحتوائها علي رصيد هائل من تجارب الامة في الحياة وفي البناء وفي النهضة وفي محاربة الاغلال والمعوقات بشتي انواعها.

3 ـ لتميزها عن باقي الثقافات ، بامتلاكها لروية واضحة للحياة معتمدة علي عامل الوحي والغيب .

وتاسيس علي هذه الصفات يري المولف بان الثقافة الرسالية هي الثقافة السليمة والانسانية والشجاعة التي تسعي لاصلاح جذري تجاة مشاكل الامة اليوم .

وهذه الخصائص لاريب انها تطبق علي ثقافة الاسلام ، لانها بصائر وهدي تمكن الانسان من تفسير الحياة تفسير سليم يتصل بسلوكة وبقيمة .

وتفرض عليه سلوك محدود ، لانها ايض تعتمد علي الحق وسيلة وهدف ، وهذا الحق يهدي الية العقل السليم البعيد عن شهوة النفس وسيئات المجتمع .

ولانها اخير تستهدف اصلاح الانسان في الوسيلة والهدف ، ولا يمكن ان تدوس علي كرامة هذا الانسان تحت اي مبرر كان .

ثم يعود المولف للتاكيد علي ان مصدر هذه الثقافة هو القرآن الحكيم الذي يعبر عن نفسة بانة فرقان يستطيع اكتشاف الصحيح من بين خيارات متعددة عبر العقل المتحرر من قيود الشهوة وآثار الغفلة .

لهذا فان القرآن يسعي عبر مجالات متعددة الي تخليص العقل من نومة واجازتة ومن الاغلال التي تفرض عليه .

واذا عجز الانسان عن الاهتداء بنور الوحي وضياء العقل ، يجب عليه العودة الي القيادة الرشيدة التي تستلهم من القرآن والعقل الحكيم ، لانها هي الاقدر علي الاستنباط من القرآن والاهتداء بهدية .

ويتحدث المولف بعدئذ عن سمات الثقافة الرسالية ، واهمها الايمان بالفكر المسوول ورفضها للافكار التواكلية التي تدعو الي تعطيل دور الانسان وفعلة في الواقع .

وايمان الثقافة الرسالية بالمسوولية نابع من نظرتها الواضحة للحياة والهدف المطلوب منها، والتي تتلخص في ان الحياة ليست عبث ، وانما تهدف تجربة ارادة الانسان بدلالة الاية الكريمة :

انا عرضنا الامانة علي السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انة كان ظلوم جهولا، ليعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب اللة علي المومنين والمومنات وكان اللة غفور رحيم .

وهذه الامانة تعني ثلاث نقاط هامة ; هي القدرة والحرية والشرف .

فبالقدرة يستوعب الانسان الامانة ، وبالحرية يختار ردها او خيانتها، وبالشرف يرتبط الفرد بقرارة الذي اتخذة .

وهذا ايض يعني ان مسوولية الانسان تجاة هذه الامانة تكون ملزمة لة ، حتي لو تعرض الي المشاكل والعقبات .

ويرجع المولف الافكار اللامسوولة الي تصارع قوتين لدي الانسان ; العقل الذي يدعوة الي اللة والخير وقيم الفضيلة ، والشهوات التي تدعوة الي الهوي واللذة العاجلة .

واذا سيطر العقل علي مصدر التوجية والقرار، فان الشهوات لا تذهب دون رجعة ، وانما تقوم بدور الوسوسة في قلب الانسان .

اما اذا اختار جانب الشهوات ، فان العقل آنئذ يقوم بوخز الضمير، والارادة حينها تقوم بدور التبرير.

وهذه الحالة لا تنحصر في امة معينة ، وانما تمر بكل امة وبكل فرد.

فمثلا الزهد الذي وضعة الاسلام من اجل الفاعليه ، تحول حسب النظرة الصوفية التي تدعو الي سلبية كاملة تجاة الحياة الي تحلل عن المسوولية .

ثم يتحدث المولف مطولا عن النظرية الصوفية الداعية الي التبرير.

ويذكر بعد ذلك اهم فكرة تومن بها هذه الجماعة ، وهي فكرة التجسيم التي تتدرج عبر ثلاث مظاهر هي :

ـ 1 ـ ان اللة سبحانة وتعالي جسد شبية بجسد الادميين ـ حاشاة سبحانة وتعالي ـ.

2 ـ ان هناك اشخاص يتميزون عن الاخرين بذواتهم .

3 ـ وبقدر قرب اي شخص الي هولاء الاشخاص ، يكون اقرب الي الحق .

ويقول المولف بعد ذلك ان التجسيم هو سبب نشوء نظرية الحلول .

فالانسان يعتقد بالتجسيم اولا، ثم يبحث عن فلسفة تبريرها، ولان الانسان يستصعب ان يومن بما وراء الاشياء، يقتصر ايمانة علي الحقائق المباشرة التي يراها.

ولكي يحل الاسلام هذه الاشكالية من جذورها، يدعو الانسان الي الايمان بالغيب ، لكي ينفذ ببصيرتة من عالم الشهود عالم الدنيا الي عالم الغيب الغير مباشر، وبالتالي الي الايمان بكل ما يدعو الية من قيم وتعاليم مثل العمل الصالح النابع من الايمان الصادق والذي يتحدد في مسار القيم الرسالية الموافقة للكتاب والسنة .

ويتحدث المولف بعدئذ عن المسوولية في حالتي الياس والرجاء.

فبحجة الياس من عدم القدرة علي الاصلاح ، يتملص الانسان من مسووليتة .

اما الحالة الاخري الايجابية فهي حالة الرجاء، حيث يخلق لدي الانسان رجاء للسعي في العمل الهادف ، معتمد علي الاية القرآنية وان ليس للانسان الا ما سعي .

وهذا يعني رفض الجبر ـ الياس ـ ورفض التفويض الكامل مجرد عن العمل ، ورفض الجبر يكون بالية الحرية لدي الانسان ، ونفي التفويض يكون عبر وجود سنن لابد ان يتقيد بها الانسان ، والا تعرض للجزاء.

ثم يتحدث المولف عن بعض العوامل المساعدة في تحمل المسوولية ، واهم هذه العوامل التوكل علي اللة عز وجل الذي يحارب هاجس الخوف .

هذه المحاربة التي تتجلي في ذكر مفردة التوكل في المواقف العصيبة التي تعرض لها الانبياء عليهم السلام .

هنا يورد المولف العديد من الشواهد علي ذلك .

والتوكل علي اللة عز وجل يناقض الفكرة التي جعلتها الحضارة الحديثة اساس لها، وهي الاعتماد علي الذات .

ذلك لان ايمان الانسان بطاقاتة قد يكون ضعيف ، وثقتة بنفسة قد تكون محدودة ايض .

بينما ثقة المومن بربة لا تحد، وايمانة بقدرة اللة عظيم للغاية .

ومن هنا يكمن الفرق بين الانسان المومن وبين انسان الحضارة الغربية .

فهذا الانسان الاخير يحتاج في كل شي ء الي تجربة قدراتة ، قبل ان يثق انة قادر علي انجاز عمل ما.

هذا في الوقت الذي لا يحتاج فية المومن الي ذلك ، لانة يومن سلف بان اللة تعالي لا يخلف وعدة بالنصر لعبادة .

ومن ثم يتعرض المولف الي اشكالية عادة ما توجد عند الامم المتخلفة ، وهي انهم يرمون علي قائدهم المجهول كل اسباب تخلفهم ، ولو وجد هذا الغائب لانتهي كل سوء في نظرهم .

وهم عبر هذه الفكرة يقعون في خطاين كبيرين :

ـ الاول :

ـ ان شعورهم بغياب القائد البطل يسلب منهم ثقتهم بذاتهم وافكارهم ، فتموت مبادراتهم الشخصية .

الثاني :

ـ ان القيادة لا تصنع المعاجز، لان المكاسب والانجازات لا يحققها فرد واحد.

وهكذا فان القيادة لا تستطيع ان تقوم بادوار الافراد كلهم في آن واحد، وهم يتفرجون وينتظرون النتائج ، باعتبار ان قيادتهم مويدة ومسددة .

تمام كما قالت بنو اسرائيل لنبيهم :

ـ اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون .

ويختتم المولف كتاب الثقافة الرسالية بالحديث عن التاريخ .

فالتاريخ كما يراة ليس رجوع لاحداث مضت ، بل هو روية لاحداث تجري الان ايض .

لكن للاسف تعود الكثير علي دراسة التاريخ بصورة جامدة توثر علي مواقفهم تجاة الاحداث المعاصرة .

فهو مثلا يقرا التاريخ من زاوية الحزن والماساة ، فيوحي لنفسة بجيوش من السلبية والياس ، بحيث لايمكن ان يفكر في العطاء والعمل ، لان نتيجتة معلومة سلف .

او انة يبرر لنفسة بان احداث التاريخ ترتبط بموثرات غيبية ، وهذا يعني ان لا دور لة فيها.

واذا تطور هذا الانسان في نظرتة تراة يومن بان الذي صنع التاريخ رجال انصاف آلهة ، مثل الانبياء والاولياء.

بينما الصحيح ان الانسان هو الذي يصنع التاريخ .

ان الانسان بنفسة قادر علي اضافة شي ء في هذه المسيرة ، والا فما هي فلسفة الكون ؟ ويختتم المولف هذا الكتاب بالتاكيد علي ان التغني بتاريخ الامة السابق يجب ان يكون تاصيلا للقيم التي تصنع الواقع وتوثر فية .

اما اذا كان هذا التغني رفع لامجاد الماضي فحسب ، فهو دلالة علي العجز عن مسايرة الامم الاخري وانعدام التاثير في الواقع الحاضر.

عن الاعلام والثقافةالرسالية

الطبعةالاولي :

ـ 5041 هـ عدد الصفحات 991 صفحةمن القطع المتوسط في عقد الثمانينات ، وبينما كانت المواجهةعلي اشدها بين التيار الاسلامي والتيارات الاخري المتاثرةبالثقافةالجاهلية، كان من المهم الحديث عن الاعلام الاسلامي والثقافةالاسلامية.

ومن اجل ذلك جاء كتاب عن الاعلام والثقافةالرسالية لايةاللةالمدرسي ، الذي هو عبارةعن مجموعةمن الاحاديث والمحاضرات التي القاها سماحتةفي هذا العقد، اضاف عليها الاخوةفي مكتبةلمسات فنيةكتابية، ويقع هذا الكتاب في 991 صفحة، ويتالف من فصلين :

الاول عن الاعلام الرسالي والاعلام المضاد، والثانيةعن الثقافةالرسالية.

وفي الفصل الاول يتحدث سماحتةعن السبب الذي جعل الامةالاسلاميةتنهزم تجاةالاخرين ، ويحدد ذلك بالقول ان السبب هو فقدانها ثقتها بنفسها، وهذا الفقدان نابع من فقد الصلةبالتاريخ وبالقيم وبالمقدسات وبالدين .

وآليةهذا الفقدان كانت باستخدام الاعلام الموجةلتنويم الجماهير المسلمةعبر وسائل اعلاميةعديدة، ومقابل ذلك كان كل كتاب يدعو الي الارتباط بالفكر الاسلامي ممنوع ومحارب من اجل استفراد التوجيةالاعلامي لاتجاةواحد فقط لا غير.

ويوكد آيةاللةالمدرسي علي ان الثقافةالقرآنيةوحدها هي الكفيلةبتحدي هذا الاعلام .

واذا التزم الانسان المسلم بثقافةالقرآن ، سوف يكون قادر علي احتواء هذةالتحديات ، لان الانسان ينطلق في حياتةمن القاعدةالثقافية.

فاذا كانت هذةالقاعدةتدعوةالي الحيويةوالنشاط والفاعلية، فسوف تكون مصنعا لرجالات تاريخيةعظيمة، واذا كانت جامدةسوف تستسلم للضربات والنكسات والهزائم .

وثقافةالقرآن وبصائرةالالهيةتجعل ايمان الانسان لا يتزعزع ، بل ويزداد مع الصعوبات صلابةوتفتح للمستقبل .

وبصائر الايمان هذةيعود اليها الفضل في جعل كفةالصحوةالاسلاميةراجحة، علي رغم انعدام التكافو المادي بينها وبين اعدائها التقليديين .

ثم يتحدث المولف عن الطريقةالتي يمكن بها تحاشي تاثيرات الاعلام الاخر، وذلك يتم بالتالي :

ـ اولا:

ـ اختيار المعلومات بدقةمع وضع سدود وحواجز تمنع من دخول الافكار الضارة.

ثاني :

ـ ان يتحمل الانسان نفسة، مسووليةالبحث عن العلم الصحيح والفكر الاصيل ، خصوص وان هذا الفكر لا يتم تحصيلةبسهولة.

وفي هذا الضمن يوكد آيةاللةالمدرسي علي ضرورةان يكون الانسان المومن موسسةاعلاميةمتكاملة، ياخذ الخبر ويسمع الفكرةثم يجري عمليةتحليل ومقارنةمع افكار الدين ، من اجل اكتشاف سلامتها من مرضها.

وكمثال علي كون المسلم موسسةاعلامية، فان الاعلام المعاصر عادةما يسعي الي تغييب قدوات الامةالحقيقيين من المصلحين والاولياء والفقهاء.

وعمليةالتغييب هذةليست جديدة، فقد مارس المشركون في عهد الجاهليةذات الاسلوب مع الرسول الاكرم ص فاتهموةبالشعر والجنون ، لكي ينفض الناس عنة، والقرآن الكريم ياتي في هذا السياق ليدافع عن النبي مقابل هذا الاعلام الجارف .

وهنا وقبل ان يختتم سماحتةهذا الفصل يوكد علي ان وظيفةالعلماء في هذةالفترةبالذات اكتشاف هذةالدعوات المسمومة، وفي اكتشاف الخلط المتعمد.

وهذا انما يتم بفهم عميق لاحداث السياسةالجارية، والمولف هنا ايض يحمل كل من تصل بيديةوسيلةاعلاميةتطرح قضايا اسلاميةبنشر ما فيها انطلاق من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثم يبدا سماحتةالفصل الثاني بالحديث عن الثقافةموكد علي دور العقل في الثقافةالاسلامية.

فالقرآن والرسالةتستثير العقل ، وباستثارةالعقل يصل الانسان الي الحقائق بصورةسريعة.

ويتضح الفرق بين الذين يستثيرون عقولهم بالرسالةوبالقرآن وبين غيرهم .

ان القسم الاول يخرقون الحجب التي تفصلهم عن الحقائق ، فتنفذ عقولهم الي كل مكان .

بينما القسم الثاني تراةمكبلا بشعار كثيف من الاهواء، وهولاء هم مصداق الايةالكريمة:

مثل الذين حملوا التوراةثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفار .

ويوكد المولف علي اثر الثقافةفي حياةالانسان ، ويعتبرها الانطلاقةالتي ينطلق منها، وهو بذلك يرفض النظريات الاخري التي ارجعت حركةالانسان الي نظريةالبطل الذي يقوم بدور التحريك او الطبيعةوملاءمتها.

فالزلزال الثقافي هو بدايةالتغيير عند الانسان ، ويسوق علي ذلك مثلا من واقع ثورةالتحرير في الهند، حيث كان المذهب الهندوسي ينص علي ان الطبقات الاجتماعيةاربع ، ولا يمكن لاي طبقةان تقفز الي الطبقةالاخري .

ولما حدثت ثورةالتحرير، فان احدي الطبقات وهي طبقةالمنبوذين اصبحت عقبةفي طريق التحرير لتمسكها بالقناعات الثقافيةالسابقة.

وهكذا فنحن بحاجةالي تبديل بعض القناعات التي كانت سائدةمثل فكرةبعد الدين عن السياسة، وفكرةالتجزئة علي الرغم من ان الدين الاسلامي يدعو الي ممارسةالسياسةفي ابسط الاشياء كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولي والتبري ، فكيف يدعو الي تركها في قيادةالناس وادارةشوونهم ؟ وفي الفكرةالاخري الدين يدعو الي الوحدةولا يتنازل عنها لاي سبب كان ، فمن اين جاءت نداءات التجزئةوالتفرق ؟! ثم يحذر المولف من خطر الثقافةالتبريريةالتي كل همها دعوةالانسان الي التقاعس والجمود تحت اي شعار كان ، ومن اي حنجرةانبعث .

وهذا الخطر نابع من ان هذةالثقافةتقوم بدور التخدير.

لذلك ياتي الاسلام والقرآن لمعالجةهذا الخطر عبر هزات مختلفةعنيفةتوضح للانسان خطا تلك الافكار.

ويضرب المولف مثالا علي ذلك بالمسالةالسياسية، فالسلطةفي اي مجتمع هي رمز مستوي الانسان ، وهي المقياس الذي يقاس بةالمجتمع سلب او ايجاب .

واذا فرضنا وجود مشكلةسياسيةفي مكان ما، فان معالجةهذةالمشكلةليست سهلةكما هو معلوم ، تاتي الثقافةالتبريريةهنا وتضخم المشكلةامام الانسان بحيث لا يتحرك لاصلاحها.

وعلي احسن الافتراضات ان هذا النوع من الثقافةيضع للانسان سلم اولويات رتيبةجد لعلاج هذةالمشكلة; علي سبيل الفرض لابد من علاج المشكلةالنفسيةاولا وبعد فترةغير معلومةيبدا علاج المشكل الاجتماعي ، وهكذا..

بينما الاسلام في علاجةلهذةالمشكلةبالذات يدعو الي معالجةكافةالابعاد، ففي نفس الوقت الذي تمارس فيةعمليةالاصلاح السياسي والاجتماعي ، تكون الدعوات موجهةالي اصلاح النفوس .

ثم يختتم المولف هذا الكتاب بالحديث مطولا عن مسيرةحركةمجاهدي خلق في ايران التي سارت علي منهاج ثقافي انتقائي ، السبب الذي ادي الي انحرافها بعدئذ.

في بدايةالحديث يوكد المولف علي ان هناك ضمانتين تضمن استقامةالحركات الثورية، وهما الجماهيريةوالقيادةالحكيمة.

ولكن كيف يمكن للانسان المنتمي الي حركةثوريةاكتشاف صحةالمسيرة؟ يمكنةذلك بمقياسين :

ـ الاول :

ـ ان يجعل الانسان هدفةالاول نصب عينة، لان وضع الاهداف المقدسةفي الذهن يكون ضمانةلعدم نسيانةولعدم التحول الي غيرةمن الاهداف .

الثاني :

ـ ان تجعل الحركات المقياس هو الشعب .

فمن جهةالحركات انما تعمل لصالح هذا الشعب ، فاذا حدث وان اعتمدت استراتيجيةمخالفةلذلك فهذا دلالةعلي انحرافها.

وهذا هو الخطا الذي وقع فيةمجاهدي خلق حيث انهم قاموا بالعديد من العمليات العسكريةالمسلحةضد هذا الشعب ، لمجرد ان هذا الشعب التف حول قيادةالامام الخميني قدس سرة.

وقد اعترف اغلب قيادات هذةالحركةبان خطاهم الفظيع كان مخالفةآراء الناس ، والسير في الاتجاةالمعاكس لمصالحهم .

ثم ان الخطا القاتل الذي وقعت فيةهذةالحركةهو اعتمادها علي الالتقاطيةفي جمع الافراد، دون الاعتماد علي ثوابت تلاحظ عند انتماء الافراد.

وهذا هو الذي جعل من الحركةمزيج من التوجهات والتيارات ، حتي انهم في النهايةتبنوا الماركسيةكمنهج فكري يقرب المنتمين الي الاسلام .

وهذا التوجةتبعةتوجهها الاخر لبعض الانظمةفي الغرب .

ان هذا الابتعاد عن الدين سبب عدم قدرةهذةالحركةعلي استيعاب الاسلام الحقيقي .

واخير يتحدث المولف عن حركةمجاهدي خلق وعن بعض الاتجاهات السياسيةالتي اشتركت معها في صنع مزيج من الاسلام ومن ايديولوجيات غريبةعنة، ويحلل السيد المدرسي انحراف هذةالحركات بما يلي :

ـ 1 ـ ان اي تجمع انما هو قناةلاستيعاب تيار ثقافي وسياسي في المجتمع ، وهذا التيار كما تفسرةالحركةالمذكورةمتشبع بالثقافةالغربيةالتي تدور حول محور الايمان المطلق بالماديةورفض الايمان بالغيب .

ويعدد المولف سبب اعتماد هذا المحور الي التالي :

ـ ا ـ ضعف الوعي الديني بالاسلام وبمبادئة، مما جعلهم ينحازون الي ثقافةالاستعمار.

ب ـ ان هولاء لم يتعرفوا علي الاسلام الحقيقي ، وانما راوا اسلام قشري لا يتفاعل مع حوادث العصر ومتغيرات الزمن .

ولذلك انحرفوا عن مسار الحركةالاسلامية.

2 ـ ان اي تجمع يحتاج الي ايديولوجيةصحيحةيتكي عليها، واذا انعدمت هذةالايديولوجيةفان هذا التجمع سيكون عرضةللانحراف ذات اليمين وذات اليسار.

وهذةالايديولوجيةهي التي تحدد مقاييس الانتماء الحركي ، والا فان محاولات التسلل سوف تكون سهلة، بل وقد يصل بعض المتسللين الي مراكز قياديةعليا يوثرون علي مسيرةالحركةراس علي عقب .

كما حدث للذين انشقوا عن نهضةآزادي ، حيث تسلل البعض الي القيادةالمركزية، وبقي احدهم ثلاث سنوات في هذا المنصب ، قام بتصفيةكل من يدعون الي الاسلام في هذا التجمع ، ومن ضمنهم الشهيد لباف ، والشهيد شريف واقفي ثم قام بانقلاب كامل داخل الحركة.

ويختتم المولف هذا الكتاب بالتاكيد علي ضرورةوجود قيادةسائرةعلي نهج اللةعز وجل ، حتي تتبوا مركز التنظير الايديولوجي الكامل .

والقيادةالاسلاميةتستطيع ان تقوم بذلك ، لانها هي التي فهمت الاسلام فهم عميق من جانبةالقيمي والقرآني والروائي والتاريخي ، وهذا ما يجعلها ضامنةلمسيرةالحركةالاسلامية.

آفاق الحركةالاسلامية

الطبعةالاولي عام 5041 هـ عدد الصفحات 872 الحركات الاسلاميةهي الانهر التي تستقبل تيار المد الاسلامي ، ولان هذةالمهمةكبيرةكبر العالم الاسلامي ، لابد ان نفكر ملي في وضع الاستراتيجيةالسليمة.

وهذا الكتاب انما هو من اجل وضع النقاط علي حروف الاستراتيجيةالصالحةللحركات الاسلامية.

لاجل هذا الهدف صدر كتاب آفاق الحركةالاسلامية لمولفةآيةاللةالمدرسي ، وهو عبارةعن مجموعةمحاضرات اعدها الاخوةفي مكتبةللطباعة، حول هذا الموضوع الحساس .

ينقسم الكتاب الي خمسةفصول ، يتحدث الفصل الاول عن كيفيةبناء الحركةالرسالية.

وقبل ان يبدا المولف بالبحث حول كيفيةهذا البناء، يوكد ان خيار الحركةالرساليةهو الخيار الاوحد والافضل الذي ينسجم مع الازمةالطاغيةعلي حياةالعالم اليوم ، ويرجع ذلك الي ما يلي :

ـ اولا:

ـ ان الحضارات تبدا بفكرةقادرةعلي احتواء مشاكل البشرية، بشرط ان تتمكن من اعطاء الانسان قدرةعلي مقاومةهذةالمشاكل .

ومن يلاحظ عالم اليوم يدرك ان الشرق والغرب يعيش مشكلةفي العمق ، بدلالةالازمات التي تعصف بهما، وهذا ما يفتح المجال واسع امام الاسلام الصاعد.

ثاني :

ـ ان المسلمين طوال الفترات الماضيةانبهروا بحضارات الغرب ، وهذا الانبهار دفع بعضهم الي الانسلاخ عن الماضي .

لكن ما حدث من الصحوةالدينيةوانتصار الثورةالاسلاميةفي ايران اعطت ثقةالمسلمين بدينهم ; فعادوا اليةليبنوا حضارةاسلاميةحكيمة.

وفي هذةالعودةيوكد المولف ان الامةفي مسيرتها الماضيةعرفت الكثير من الحركات السياسيةالتي تهدف الوصول الي السلطة.

وبعض هذةالحركات بدات نظيفة، لكن صعوبةالظروف وتداخل المشاكل جعلها حاملةلكثير من السلبيات والضغائن والاحقاد عند وصولها الي السلطة.

وهذا في الواقع يعود الي عدم وجود الضامن الذي يضمن سلامةالمسيرة.

ومقابل هذةالحركات برزت الحركات الرساليةالتي لا تستهدف الوصول الي السلطةلذاتها، وانما السلطةهدف من اهدافها ليس الا.

والحركات الرساليةبجعلها الكتاب والسنةقيمةومقياس تمتلك ضابط كبير يضمن سلامةالمسيرة، خصوص وان القرآن الحكيم فيةبيان كل شي ء يخص مسيرةهذةالحركةبدء من تعاليم التحرك السياسي وبرامج التنميةالاقتصاديةوحل سائر الازمات الاخري ..

ومن هنا فان الحركةالاسلاميةموهلةمادامت مرتبطةبهذةالضمانات المذكورةلعدم الانحراف عن الاصول السليمةالتي انطلقت منها.

واهم اصل انطلقت منةهذةالحركةهو ايمانها بالغيب ، واهم فوائد هذا الايمان القدرةعلي الاستمرار وتغيير الاوضاع المعقدةبالتوكل علي اللةعز وجل .

وهذةتمام هي تجربةالانبياء والمرسلين ، وبالخصوص نبينا محمد ص الذي نقل امةالعرب من التخلف والتمزق والحروب الي مرحلةالسيادةللعالم .

وما يعقب هذا الاصل هو انطلاق الحركةالرساليةمن تغيير جذري في ذات الانسان وفي نظرتةالي الحياة، لان التغيير الظاهري لن يجني الا فوائد معدودةسرعان ما تزول ، بينما التغيير الجذري في ذات الانسان يكون مصدر الكثير من النتائج الدائمةوليس الموقتة.

ثم يبدا المولف الفصل الثاني تحت عنوان استراتيجيات الحركةالرسالية.

ومن اهم هذةالاستراتيجيات اعتمادها علي نفسها وبطاقتها وقدراتها اولا، ثم بعودتها الي احضان الجماهير التي انطلقت منها.

والفائدةالكبري من توثيق العلاقةمع الجماهير هو خروج الحركةمن وصايةالقوي الاخري ، حتي تكون مستقلةفي قراراتها السياسيةوالحركية.

ويحمل المولف في هذةالاثناء الجماهير مسووليةاحتضان الحركات ، لانها خرجت منهم واليهم .

واذا تخلت الجماهير عن هذةالمسووليةالعظيمةـ لا سمح اللةـ، فان هذةالحركات سوف تكون معرضةللسقوط في احضان القوي المعادية.

والاستراتيجيةالثانيةهي السعي لتوضيح خريطةالعمل السياسي والاجتماعي من جانب الحركةالاسلامية، ذلك لان هناك نوعين من الحركات ; النوع الاول تكون علاقتها بالامةبحيث تودي الي تكريس السلبيات فيها عبر تكريسها في الحركةفي برامجها، بعكس النوع الثاني الذي يفترض ان تكون الحركةالاسلاميةفيةان تسعي الي ان تقضي علي السلبيات الموروثةفي الامة، وتستبدلها بغيرها من الايجابيات ، لكي نتمكن من انشاء تجمع رسالي نظيف .

وهذا يعني العمل من اجل القضاء علي السلبيات في الامةوفي التجمع نفسةايض ، واهم هذةالسلبيات امران :

ـ 1 ـ الطائفية.

2 ـ الديكتاتورية.

والاستراتيجيةالثالثةهي الثقافةالناهضةوالاعلام .

ومسووليةالنهضةهذةليست حكر علي فئةخاصةمن فئات المجتمع ، وانما كل مسلم قادر يقع عليةدور صنع الثقافةالناهضةوتبليغها.

وهنا يوكد المولف علي ضرورةالتفحص والتبين في الاخبار الواردةعن حالات الشعوب ، ذلك لان الاعلام المرتبط بقوي سياسيةعادةما يقوم بعمليةتحوير للاخبار.

وهذا ما يفرض علينا ضرورةالمتابعةالمتفحصةالمستندةعلي بصيرةقرآنيةمتكاملة.

ويبدا المولف الفصل الثالث بالحديث عن مسووليتنا تجاةالحركةالرسالية.

واول هذةالمسووليات مسووليةالعلماء في وحدةالامةالاسلامية، وهذا راجع الي ان العلماء هم المثال الابرز لرسالات اللةعز وجل .

فهم بمثابةالمحاور التي تلتف حولها هذةالامة، وطبع هذا الالتفات انما يكون التفاف حول القيم والمبادي .

وهذا هو الذي تحدثت عنةسورةآل عمران حين حديثها عن الرسول الاكرم ص وعن التفاف المومنين حولة:

لقد من اللةعلي المومنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم فبما رحمةمن اللةلنت لهم ولو كنت فض غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل علي اللةان اللةيحب المتوكلين .

ويوكد المولف ان طريق الوحدةلا يمكن ان يكون برفع الشعار، بل بتطبيق منهج دعا اليةالاسلام عبر عدةبرامج من حسن الظن بالاخرين والتعامل الفاضل معهم .

ثم يتحدث المولف عن واجب الحركات الاسلاميةتجاةما يجري حولها.

فالانسان والعالم في نظر المولف يسير سير تكاملي ، وفي نهايةهذا التكامل يقف الاسلام ، وهذا ما تدل عليةالازمات المتواليةفي العالم ، وتجاةهذةالازمةالعالميةفان الحركةالاسلاميةمدعوةالي ايصال رسالةالاسلام الي الجميع ، لان الاسلام ليس اقليمي او عنصري .

اما الفصل الرابع فيتحدث عن الوحدةباعتبارها ركيزةللعمل الرسالي .

ويوكد ان هناك مقدمات كثيرةتسبق الوحدة، اهمها سيادةالتقوي في العلاقات الاجتماعيةوالحركية، وهذا لا يتم الا اذا طبقت الامةشرائع الدين علي نفسها.

ولهذا يستخلص المولف فكرةان الوحدةلا تكون الا بعد التقوي ، والانتصار ايض لا ياتي الا بالوحدة.

وعن آليةالوحدةيقول المولف :

ان الوحدةلا يمكن ان تتم الا عبر الموسسات الاجتماعيةالنظيفة، وهذةالموسسات هي الحركات الاسلامية، لانها الواسطةالافضل لتوحيد الامةالاسلامية.

وبالتالي فان من واجب الحركات الاسلاميةان تكون داعيةللوحدة، لا ان تكون سبب في تكريس الفرقةوالطائفية.

لكن الحركات الاسلاميةلا يمكنها ان تقوم بهذا الدور الكبير، الا اذا كانت التعاليم الاسلاميةحاكمةعلي علاقاتها الداخلية.

وهنا يستخلص المولف شروط الانتصار للحركةالاسلاميةمن سورةالشوري ، ويحددها بالاتي :

ـ 1 ـ اقامةالصلاةارضيةالوحدة; وهذا الشرط لا ينحصر بصورتةالظاهريةالمجردة، بل علي حقيقتةالتي تهدف صياغةشخصيةالانسان الداخليةوالاجتماعية، والايةالكريمةالتاليةدلالةعلي ذلك :

منيبين اليةواتقوةواقيموا الصلاةولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيع كل حزب بما لديهم فرحون .

فاقامةالصلاةضمانةللوحدة، لانها تعرج بالانسان المومن عن الماديات الضيقةوالخلافات الجانبية، وترفعةالي مقام العبوديةالي اللةعز وجل حيث تتضاءل الخلافات وتتهافت الحواجز.

2 ـ وعلي هذةالارضيةتبني قاعدةالشوري .

فالانسان نفسةلابد ان يبحث عن آراء الاخرين ، حتي تتفاعل العلاقةبينهم .

اذ ان العلاقةالايمانيةالصحيحةيجب ان تسود في علاقات ابناء الحركةالاسلامية، حتي يكونوا يد واحدةعلي من سواهم .

ثم يتحدث عن الفرق في علاقةالحركات الاسلاميةببعضها البعض ، وهل هي علاقةالصراع ام التنافس ؟ ويفرق المولف بينهما كالتالي :

ـ ان الصراع هو بناء طرف ما لذاتةوتحطيمةلانجازات الاخرين ، بينما التنافس يعني بناء الذات فقط دون القيام بعمليةالهدم .

والعلاقةالمطلوبةبين الحركات الاسلاميةهي علاقةالتنافس ، اي علاقةالبناء فقط، لان هذا البناء سوف يكون في صالح الاهداف العامةللحركةالاسلامية.

اما الصراع فانةسوف يوخر بلا شك من تلك المسيرة، هذا بالاضافةالي ان الصراع يحمل في ذاتةعوامل الضعف والزوال لكلا الاطراف ، بينما التنافس يعني زيادةالمجاميع العاملةلتحقيق الهدف المشترك .

وعلي ضوء قاعدةالتنافس يوكد المولف ان الحركةالرائدةالمعطاءةفي الفكر، وذات القدرةعلي بناء ذاتها والتفاعل السليم مع الاحداث الخارجية، هذةالحركةلابد ان تمجد من كل الحركات ويستفاد من تجاربها ومن تاريخها.

وينطلق المولف في تقريرةلعلاقةالتنافس من منطلق حريةالانسان واختيارة، وان الاخرين ليس لهم الحق في ايقاف مسيرتةلحجج واهية.

وفي هذا المضمار ومع وجود حالات الصراع السلبيةاو التنافس الايجابيةيدعو السيد المدرسي الي الالتزام بالبرنامج التالي :

ـ 1 ـ ان تتعلم الحركات تجاوز العقبات والعراقيل ، باعتبارها ابتلاءات حتميةشاءت حكمتةتعالي ان توجد في هذةالحياة.

2 ـ مقاومةالمنافس مقاومةايجابيةمقيدةبتعاليم الاسلام ، اما اتخاذ المواقف السلبيةالمنفعلةفامر مرفوض .

3 ـ ان تتوجةالحركات الي تسجيل انتصارات استراتيجيةتتلافي بها الاحباطات وتدشن مسيرتها التصاعدية.

ثم يوكد المولف ان تناقض الاراء ليس ذا اثر سلبي علي مسيرةالنهضةالاسلامية، اذ من الممكن استثمار جميع هذةالاراء من اجل تحويلها وصبها في اتجاةواحد يخدم هذةالمسيرةالمقدسة.

ويختتم المولف هذا الفصل بالتاكيد علي ان وجود القيادةالدينيةالامينةالقادرةالتي تحترمها الجماهير وتطبق اوامرها، هي صمام امان للوحدةالاسلامية.

والفصل الاخير في هذا الكتاب يتحدث عن خيار التحدي بالنسبةللحركةالاسلامية، ويبدا الحديث في هذا الفصل بان القوي المعاديةسربت الي عقول الكثيرين عبر المناهج التربويةوالاجهزةالاعلاميةلفترةطويلة، وهذا ما جعل بعض دعاةالتجديد البروز علي انهم اسلاميون بالدرجةالاولي ، والطريقةالتي يتبعونها الان هي تفريق الحركةالاسلاميةالواحدة.

لهذا يدعو المولف الي ان مواجهةهذةالاساليب لا يمكن ان تكون الا بوحدةالحركات الاسلامية، وبالتالي وحدةالامةالاسلامية.

واخير يختتم المولف هذا الفصل بالتاكيد علي ان الحركةالاسلاميةالان امام تحديات حضارية، لكنها قادرةعلي مواجهةهذةالتحديات .

لان الفكرةالتي تصنع الثورةلاشك انها تقدر علي صنع الواقع ايض ، واذا صنعت الواقع فانها سوف تحكم القيم ، واذا حكمت القيم فسوف تتحول الي سلوك .

وهذا السلوك القيمي سوف يصل في النهايةالي اقامةالمجتمع الاسلامي .

اما بالنسبةللعلم ، فان الحركةالاسلاميةتنطلق من نظرةالاسلام الي العلم ، حيث تدعو كثير من آيات الذكر الحكيم والاحاديث الي تعلم العلم .

وهذا التعلم دلالةعلي مواكبةالعصر، وبهذةالصورةتجتمع دراسةالماضي ومعرفةالعصر لتكوين ارضيةمناسبةيمكن للحركةالاسلاميةعلي ضوئها ان تكون قادرةعلي استيعاب التحديات الحضارية.

الجهاد حصن الاستقلال

الطبعةالاولي 7041 هـ عدد الصفحات 932 حين يفقد الانسان كرامتة، فان اغلي ما فيةيمسي تافة.

وهكذا الامةحين تفقد عزتها وكرامتها، يصبح كل ما فيها تافة.

فهي لن تتقدم ، لان شرط التقدم هو الامن ، ولا امن الا بالجهاد، وهل هناك كرامةمن دون جهاد.

بهذةالكلمات يفتتح آيةاللةالمدرسي كتاب الجهاد حصن الاستقلال الذي هو كسابقةعبارةعن مجموعةمحاضرات اعدها الاخوةفي مكتبةللطباعة، ويتحدث فيةعن مشروعيةالجهاد واستراتيجياتةوآلياتة.

ويبدا الفصل الاول بعنوان اهداف الجهاد; واول ما يناقش فيةان قيمةالجهاد التي اصبحت في موخرةاولويات المسلمين ، اصبحت في العقدين الاخيرين في مقدمةالاولويات ، والي هذا التبدل في الاولويات يعود الفضل في تحقيق المكاسب والانجازات خلال هذةالفترةالقياسية، حيث اصبح الاسلام اتجاة تتطلع اليةمجاميع هائلةفي هذا العالم .

ان عمليةالجهاد تعني القيام بعمليةاصلاح وتصحيح للاوضاع الفاسدةالسائدة، وهذا هو الذي جاء من اجلةالانبياء والمرسلون ، حيث جاووا لتبيين حقيقةالقوي القائمةالتي تستغل الانسان وتسلب كرامتة.

وهذةالقوي بالطبع لا تستطيع ان تسيطر علي زمام الامور الا اذا مسخوا شخصيةالانسان وسلبوا ثقتةبنفسة، واول ما يقومون بةللوصول الي ذلك تخريب فطرةالانسان ، لان الانسان بطبعةمفطور علي الحريةوالاستقلال .

ومن اجل ان يقوموا بعمليةالتخريب هذةاستخدموا طريقين :

ـ الاول :

ـ الدعوةالي الاباحية.

وهذةالدعوةليست منحصرةفي شي ء، بل تشمل كل شي ء.

ففي البدء يوجهون الانسان نحو الانسلاخ عن كافةالقيم النبيلةتحت شعار انةقديم وبال يدل علي الرجعية، ويبتعد عن روح الحضارةوالتقدم العلمي المعاصر.

ومقابل هذةالاباحيةلابد ان يصنعوا لةبديلا عن الفراغ يتجلي في الاستقلال والحريةالمزيفةالمتمثلةفي شهوات النفس واهوائها.

الثاني :

ـ سد ابواب الخير والصلاح عبر فرض حصار علي الكتاب ، وعلي الفكرةالصالحة، وعلي الانسان المومن ، وعلي الموسسات الاجتماعيةالخيريةوالتنظيميةالتي تسعي الي توعيةالناس بما يجري حولها.

ويري المولف اننا تجاةذلك امام خيارين ; اما خيار الاستجابةللواقع المفروض الذي سوف يجعل الانسان بالنتيجةتابع لاي قرار تفرضةهذةالقوي ، واما خيار التحدي لهذةالمحاولات .

وهذا الخيار بحاجةالي زرع الثقةبالنفس ، بحيث يستطيع الانسان مواجهةضغوط القوي التي تتمترس وراء سيل من الامكانيات بقوي صغيرةتنمو شيئ فشيئ لتصبح كالسيل الهادر.

وهذا التحدي هو الجهاد الذي يكون منبعث من حالةايمانيةمصدرها التقوي .

وعلي هذا كلما كانت مسيرةالجهاد مسيرةطويلةمن المعاناة، كلما كان الثواب اكثر.

ولهذا جاء في الاحاديث الشريفة:

ان الجهاد باب من ابواب الجنة، فتحةاللةلخاصةاوليائة.

لان الانسان حينها يبذل كل ما في وسعةمن جهد ومشقة، وهذا الجهد يتطلب من الانسان حصانةنفسيةوتعبئةروحيةوتهيئةجسديةحتي لا يستدرج من حيث لا يعلم ، فيصبح موافق لقيم الشيطان والتخلف بدل ان يحاربها.

ثم يتحدث سماحتةعن الاستقلال الذي يعني شعور الانسان بكيانةووجودةوممارستةلنمط خاص بةمن انماط الحياةانطلاق من رويةخاصةيعتقد بها.

وهذا هو الحال بالنسبةللامة، وعلي ذلك يصبح الاستقلال اعز ما يملكةالانسان في حياتة، لانةتعبيرعن وجودة.

اما اذا فقدة، فانةفقد كل شي ء في وجودة..

حريتة..

.

ارادتة..

.

شخصيتةالمستقلة..

.

تفكيرةالخاص بة..

.

قيمة..

وللاسف فان القوي المسيطرةعادةما تصارع الانسان لتنزع منةاستقلالة، وتجاةذلك لابد من الجهاد بالمصطلح الديني .

والجهاد يبدا اينما بدا شخص برفض الاستغلال والتقاعس .

ومن المعلوم ان طرق الجهاد كثيرة، فالشهادةجانب ، واعداد القوةجانب آخر، وبذل المال لتقويةالمجاهدين كذلك .

ويتحدث الفصل الثاني عن استراتيجيةالجهاد، واولي هذةالاستراتيجيات دراسةتاريخ الامم والشعوب .

والقرآن الحكيم يوكد علي هذا الموضوع ، لان الانفصال عن التاريخ يعني التنكر للجذور.

وهذا سوف ينعكس في اتجاهين :

ـ الاول :

ـ انهم لا يستفيدون من تاريخهم واصالتهم ، فهم كالشجرةالتي اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار.

الثاني :

ـ انهم يمكنون الاخرين من استعبادهم والسيطرةعليهم .

واهم ما يوكد المولف علي الاستفادةمن دراسةالتاريخ ، هو الهجرةفي سبيل اللة.

وينطلق في ذلك من ان الانسان غالب ما ينزع نحو العمل الفردي الذي يفكر بمصالحةهو لا غير، وفي ذات الوقت يتحاشي العمل الجمعي والموسساتي الذي يكون اقوي تاثير وعمق .

ثم يتحدث المولف عن الجهاد باعتبارةمدرسةالموهوبين ، لانةيصنع انسان تربي في ظل الجهاد، وتزكت نفسةمع التداخلات .

ولهذا حق لةان يكون من اقصر الطرق الي الجنة.

وبالاضافةالي ذلك فان رحلةالجهاد هذةكفيلةبتنميةالكفاءات والقدرات لدي الانسان المومن .

ففي الوقت الذي يكبر فيةغيرةخلال عام ، يكبر هو خلال يوم مثلا، يتحول المجاهد بعدها الي قائد يقود امتةوشعبةنحو القيم والمبادي .

وعلي هذا يكون للجهاد هدفان ; الاول داخلي هدفةالتاثير علي الواقع النفسي للانسان ذاتة، والاخر خارجي هدفةالتاثير علي الوضع السياسي والاجتماعي البعيد عن روح الاسلام .

ويختتم المولف هذا الفصل بذكر الشروط التي تودي الي انتصار المجاميع المومنة، مستخلص اياها من سورةآل عمران 541 ـ 051 وهي كالتالي :

ـ 1 ـ موقف سليم من الموت ، لان الذي يخشي الموت سوف يكون منهزم في جميع المواقف الاخري ، لانةبطبيعةالحال سوف يهرب من كل شي ء يظن فيةخطر الموت .

2 ـ الارادةالحازمةوالعمل هما الطريقان للموقف الصائب تجاةالاوضاع القائمة.

3 ـ الاستعداد التام لخوض اي مجال من شانةتغيير المعادلة.

4 ـ الصبر والاستقامة.

5 ـ العمل علي تكامل الذات في رحلةالجهاد، بحيث تصنع للانسان درع حصينةتقيةمن الازمات .

وبمعني آخر ان المجاهد عليةان يتخذ من هذةالرحلةبوتقةلصهر الجوانب السلبيةفي حياةالانسان ، وصياغتها من جديد بعيد عن الرواسب والسلبيات .

6 ـ الوحدةواخلاص الولايةللةسبحانةوتعالي .

وعلي رغم ان الوحدةمطلب في غايةالصعوبة، الا ان اخلاص الولايةللةسوف يدعمها.

وبهذةالبرامج كلها تصل الامةالي شاطي الحريةوالاستقلال .

ويتحدث المولف في الفصل الثالث عن البرامج المطلوبةبعد الشهادة.

فالشهادةمفصل هام من مفاصل الجهاد، الا ان ذلك لا ينفي التوجةالي مجالات اخري مثل الجهاد الاكبر الذي يكون اعظم من الجهاد الدامي ، الذي هو بذاتةايض اختبار عسير لارادةالانسان ; الصبر علي الاذي جهاد، وكتمان السر كذلك .

ثم يوكد المولف علي مسووليةالباقين بعد الشهادة، وهو ان يعيش كل واحد منهم حياةالشهداء في نفسة، وان يرفع لواءهم اينما كان وفاء للقيم وللمبادي التي سقط من اجلها الشهداء.

وتزداد حاجةالامم والشعوب الي هذا الموضوع ، اذا لم يجدوا سلاح آخر يقاومون بةالاوضاع الفاسدة، او ان تصبح القوي القائمةمثالا للشراسةوالعنف .

من اجل ذلك تكون مسيرةالشهداء ولادةتنمو بعدها امةقادرةعلي التحدي ، تسقط عنها حجاب الخوف وتتحرر فيها الطاقات والابداع .

واهم ما تثمر عنةالشهادةوجهود المجاهدين ، هو ازالةالديكتاتوريةوارساء الديمقراطية.

والديكتاتوريةحالةناشئةمن وجود الاستعمار ومن عدم شهودنا نحن علي الحالات المتخلفة، ولذلك شملت الديكتاتوريةابعاد حياتنا السياسيةوالاجتماعيةوالثقافيةوالخلقية.

وتنعكس هذةالديكتاتوريةعلي الانسان بحيث لا يستطيع تقرير مصيرةبنفسة، وحتي نتمكن من رفع هذةالديكتاتورية، لابد ان نجري تغييرين ; تغيير في الذات ، وتغيير في المجتمع .

وبعدئذ لابد ان تتهيا الارضيةلبناء دولةحرةتكون الجماهير فيها حاضرة، بخلاف الحالةالديكتاتوريةالتي تستبعد كل القوي .

وهنا يناقش المولف الديمقراطيةالمزعومةمن جانبين :

ـ الاول :

ـ ان بقاء الديمقراطيةبمرسوم حكومي في بلد من البلاد، ليست ديمقراطيةحقيقية، بل هي مطيةيركبها النظام لمصالحةالخاصة.

الثانية:

ـ ان الديمقراطيةالحقيقيةهي التي يختارها الشعب ، سواء السياسيةاو التنفيذيةفي البلاد.

ويختتم المولف الكتاب بالتاكيد علي ان الرسالات الالهيةتستهدف ايصال الانسان الي الحياةالسعيدةفي الدنيا والاخرة، وذلك لان الايمان يفيض منةالامل والثقة، لان الايمان باللةيعني ان العاقبةللمتقين ، وان لا مجال للانهزام .

كما انةيعني ان الانسان لا يفقد الامل ولا يبني قصور علي نسيج من الخيال والامنيات .

وهذا يتم بالعودةالي اللةتعالي ، والي معرفةقيم الدين الذي هو افضل ما تستطيع الامةبةالحصول علي الحريةوالاستقلال .

سلسلةاعلام الهدي

الرسول الاكرم ص والائمةالمعصومون لوحات رائعةتعبر عن الاسلام الاصيل ، والمسلمون اليوم احوج ما يكونون الي الاطلاع علي سيرةهذةالشخصيات العظيمة، لانهم يعيشون في زوابع هادرةتلفهم من كل جانب حتي ضاقت بهم التيارات وتشابهت عليهم الاتجاهات .

وهذا ما يجعلهم بحاجةماسةالي غذاء فكري دائم يعرفون بةتعاليم دينهم ، ويميزون بةالافكار.

وهذا الغذاء يمكن ان يكون عبر معرفةسيرةهولاء المعصومين ، الذين هم القدوات الحقيقيةللبشر.

ولاجل هذا الهدف ، صدرت سلسلةاعلام الهدي التي بدا المولف كتابتها من عام 6831 هـ الي عام 0141 هـ.

وقد اتسمت هذةالدراسةعلي رغم ايجازها بالعمق في النظرةالمتكاملةللادوار الحقيقيةالتي قام بها هولاء المعصومون ، وركز المولف فيها علي استعراض في السيرةوالتاريخ .

وسوف نستعرض هنا مقاطع هامةمن هذةالسلسلة; فعن الرسول الاكرم ص يقول المولف :

كان العالم احوج ما يكون الي رسالةوالي رسول ، فالعرب كانوا يومنون بالخرافات والاصنام والكهنةوالعرافين ، وكانوا يئدون البنات ويكثرون من الحروب .

وبجانب هذةالحالات كانت هناك طائفةمن المستغلين لا يعرفون للطمع حدود ولا للاستغلال قيود .

ولم تكن هذةالحالات عند امةالعرب فحسب ، بل تعدت الي بلاد فارس والرومان باشكال متعددة، افحشهاالظلم والاضطهاد.

في مقابل هذا الفساد العريض كان لابد من وجود رسالةورسول .

وكانت هي رسالةالاسلام التي ظهرت علي الاديان كلها.

وعن امير المومنين علي بن ابي طالب ع يتحدث المولف عن ثلاثةاجنحةبرزت الي الساحةالسياسيةبعد وفاةالرسول الاكرم ص :

ـ 1 ـ خط الامام علي ومعةجمهرةمن الانصار وثلةمن المهاجرين .

2 ـ المهاجرون ومعهم ثلةمن الانصار.

3 ـ جماعةالامويين بقيادةابي سفيان .

ونظر للقوةالسياسيةوالاقتصاديةعند هذا الخط، حاولوا الضغط من اجل المشاركةفي القرار السياسي للامةبصورةتنسجم واهدافهم التاريخية.

وقد جاء ابو سفيان الي الامام علي يدعوةالي المطالبةبحقة، واعد اياةان يملاها خيلا ورجالا، لكن علي رفض ذلك .

وهكذا اسفرت الامور عن تحالف الخط الثالث مع الثاني ، وبويع الخليفةالاول .

والامام علي تجاةما جري لم يشا ان يحمل السيف لياخذ حقةبالقوةلسببين :

ـ الاول :

ـ انةلم يجد تجاوب كافي من المويدين .

الثاني :

ـ خشيتةعلي الاسلام ، خصوص مع وجود الافواج الهائلةالذين لما يدخل الايمان في قلوبهم .

وعن فاطمةالزهراء ع يقول المولف :

انها كانت من اشد المدافعين عن الامام علي ع .

فقد فتحت ابواب المعارضةامام انصار الامام ، واوضحت لهم المنهج ، وشحنتهم بالعزم والتصميم حتي اصبحت رايةيحارب تحت ظلها المحرومون .

وهنا يذكر كلامها حين زارتها مجموعةمن نساء الانصار في المرض الذي ماتت فية، حيث قالت :

وما الذي تقحموا من ابي الحسن ، تقحما منة، واللةنكير سيفةوشدةوطاتةونكال دمعتةوتنمرةفي ذات اللة.

وبالاضافةالي ذلك يذكر المولف حوادث عديدةيبين فيها دفاع اصحاب النبي عن الامام علي .

ويشرح المولف دوافع نهضةالامام الحسين ع فيرجعها الي سبب هام ، هو ان الخلافةالاسلاميةكمفهوم تعرضت الي تحريف كبير، حيث اصبحت بعيد عهد الخليفةالثالث حق شخصي موروث يحق للوارث لةان يقوم بكل شي ء فية.

وبعد شهادةالامام الحسن انتقلت الامامةالي اخيةالحسين بن علي في عام 15 هـ، وفي نفس العام ذهب معاويةالي مكةوالمدينةليكتشف عن قرب الوضع السياسي في مركز المعارضةآنذاك ، وعند ما رجع راي ان افضل طريقةلمواجهةذلك استخدام الشدةوالعنف ضد المعارضين ، واعتبر البيت العلوي واتباعةفي اول القائمة.

ونظر لان معاويةكان يعالج الامر بالمكر والخديعةولعدم توافر الظروف ، لم يستطع الامام ان يقوم بنهضتةالا في عهد يزيد بن معاوية.

ويتحدث المولف عن الامام الصادق ع باعتبارةموسس لمدرسةفكريةكبري استطاعت ان توجةالاجيال ..

ان من الخطا حصر هذةالمدرسةفي العلم فحسب ، وانما هي تعدت ذلك الي التاثير في الثقافةوالسلوك .

ثم يضيف المولف :

ان الاوضاع السياسيةفي عهد الامام لم تفتح المجال للامام للقيام بنهضةدينية، حتي وقت التحول السياسي من الامويين الي العباسيين .

وبهذا داب علي ارساء الاسس الفكريةالتي تودي بالنتيجةالي التغيير السياسي عبر نشر حقائق الدين وتوضيح حوادث التاريخ .

وهذةالمرحلةحسب راي المولف هي التي جعلت الجو مهيئ للتحول السياسي في عهد الامام الكاظم ع .

غير ان مجي ء هارون الرشيد الذي زاد من حدةالمواجهةبين السلطةالعباسيةوالحركةالرسالية، واد هذا التحول السياسي المرتقب باعتقال الامام واستخدام سياسةالقمع والارهاب الشديدين ، ولاجل ذلك ايض كانت التقيةالتي تعني العمل سر علي اشدها في عهد الامام الكاظم ع .

وكانت الاربع سنوات الاولي التي عاشها الامام الرضا ع استمرار للنظام السياسي الذي تعرض لةوالدة، وبعد وفاةالرشيد بدا الامام نشاطةبقدر من الحريةالنسبية، حيث رفض الاعتراف بسلطةالعباسيين ، وناهض التيارات الفكريةالمخالفةلاصول الشريعة.

وهنا يتحدث المولف عن الملابسات التي تزامنت مع قبول الامام لولايةالعهد في عصر المامون ، وكانت هذةالخطوةمن قبل المامون في تحقيق عدةاهداف :

ـ 1 ـ اكتساب ود البيت العلوي وانصارة.

2 ـ تصفيةالمعارضين بقدر من السماحةوالتساهل .

3 ـ الالتفاف علي العباسيين واكتساب ودهم بعد قتل الامام الرضا ع .

وقد قبل الامام بهذا العرض للعمل من خلال السلطةدون اعطاء الشرعيةلها، كما فعل النبي يوسف حينما طلب من عزيز مصر بان يجعلةامين علي خزائن الارض ، وقام في ذات الوقت بما استطاع اليةسبيلا في الاصلاح من داخل النظام .

ولتحقيق هذا الامر اتبع الامام اساليب متعددةفي ذلك ، حيث امتنع عن قبول الخلافةفي البداية، ايحاء منةبان الاساس الذي تعتمد عليةسلطةالعباسيين اساس فاسد، وبعد ذلك اشترط الامام قبول الولايةعلي ان لا يتدخل في شوون الدولةلا من قريب ولا من بعيد، مما افقدهم القدرةعلي تحرير الاوامر باسم الامام لكسب الشرعيةمنة.

وهكذا يواصل المولف الحديث عن باقي الائمةالمعصومين .

والجدير بالذكر ان هذا الكتاب سوف يخرج بحلةقشيبةفي مجلدين .

الاسلام ثورةاقتصادية

الطبعةالاولي :

ـ 3931 هـ عدد الصفحات 78 من القطع المتوسط زعموا ان الاسلام فقير الي مناهج التنمية، بينما سنلاحظ من خلال هذةالدراسةانةيحتوي علي ايسر المناهج واسرعها انجاز للتنمية.

لان الاسلام يبني جميع الدوافع الانسانيةوالعاطفيةوالعقليةوالروحية، ويوظفها لاشاعةالرفاة، كما ويشرع للحياةالاجتماعيةنظم من شانها ان تيسر عمليةالنمو الاقتصادي ، ويسن للحياةالنفسيةمناهج تربويةتتكفل بتذويب العقد النفسيةوالصفات الرذيلةالتي تقف عقبةفي طريق العمل الايجابي البناء.

/ 13