ح ـ ونتيجة فان اللة عز وجل واس القدرة وواسع الرحمة وهو مهيمن ومسيطر علي كل ما في الكون .وهو الذي يهب الحياة والخلق والهدي الي الاشياء دون ان يكون محتاج اليها او مضطر الي خلقها.وفي القسم الثاني يتحدث السيد المدرسي عن العقيدة والايمان في مباحث اربعة حول اللة جل جلالة والرسالة والولاية وما بعد الموت ، اما عن اللة عز وجل فيوكد المولف علي ان معرفة اللة عز وجل لابد ان تكون عبر القرآن الذي هو سبب من اللة .وتزداد هذه العودة للعجز البشري عن بلوغ المعرفة الصحيحة الا بهذه الصورة ، اما الذي اراد معرفة اللة عز وجل بواسطة الاوهام والخرافات والقياسات البشرية فانة سوف يبتعد عن معرفة اللة حق معرفتة .ويتبادر هنا سوال :ـ ما هي حدود المعرفة التي نطمح اليها في معرفة اللة جل جلالة ؟ ان معرفتنا باللة عز وجل تكون علي اساس معرفتنا باياتة دون ان نحيط علم بكنهة وذاتة او بالتفصيل فحينما نري آيات اللة عز وجل لما لها من تقدير وتدبير رائعين ، نعلم بان بارئها ليس عدم ، وفي ذات الوقت لا نستطيع ان نحدد لة وجود بقدر او بحيز.تعالي اللة عن ذلك علو كبير فهذا القدر من المعرفة هو المطلوب ، ولذلك كان دور الانبياء والمرسلين بهذا الاتجاة ، حيث انهم كانوا يذكرون الخلق باللة ويرفعون الحجب المتراكمة علي بصائر البشر من اجل تذكيرهم بربهم .آمنا بذلك ولكن ما هي الادلة الدالة علي وجود اللة عز وجل ؟ يجيب المولف بعدة امثلة ، فيقول :ـ ان الايات الموجودة في كل شي ء من اشياء الكون والعالم يدل علي اللة ، بدء من العالم الدقيق المتوازن المصغر في جسم الانسان الي التدبير الحاكم في الكون وفي كل حركة من حركاتة هذا اولا، وثاني اسماء اللة الحسني ، فمن يدرس ويدقق في حياتة ومسيرتة ، يري انة يعيش نقاط ضعف ، تقابلها ـ بالبداهة ـ نقاط قوة فكيف يمكن تفسير ذلك ، لابد ان نقول بان العلم مثلا او الاشياء الطارئة ليست من ذات الانسان الاولية ، بل هي طارئة عليه .وكل من يلاحظ نفسة مذ جاء الي هذه الدنيا يلاحظ هذا النقص وهذا الطرو، ومقابل ذلك هناك تمامية وكمالية للة عز وجل ، فهو المصدر كامل الوجود تام العلم ، يعطينا من الوجود قدر مقدور ويفيض علينا من العلم قبس محدود وهذه التمامية والكمالية التي لا عد لها ولا حصر هي معني اسماء اللة الحسني .ثم يتطرق المولف الي طريقة التذكرة باللة عز وجل ، فيقول ان وجدان الانسان قادر علي ان يهتدي الي وجود اللة جل جلالة ، ولكن شريطة الفكر والعقل اللذين يهديان الية ، بدلالة الحديث الشريف >لم يطلع العقول علي تحديد صفتة ، ولم يحجبها عن واجب معرفتة ويستعرض بعض الاشكالات التي يوردها المنكرون لوجود اللة عز وجل ـ نذكرمثالا واحد منها، وهي الشبهة التالية :ـ ان اللة صانع الخلق كما يقول المومنون اوجد الشي ء من لاشي ء.وهذا مستحيل اذ لا يعقل ان يكون العدم مبعث الوجود؟ ج ـ اولا:ـ من اين عرفتم استحالة وجود الشي ء من العدم ، هل لانكم لم تروة في المختبرات وتحت المجاهر وهل ان عدم الروية دليل علي عدم الوجود؟ ثاني :ـ لابد لنا ان نعترف بوجود بداية للكون ، لان التجارب العلمية والمعارف الفلسفية بل استثناء توكد وجود هذه البداية .ثالث :ـ ان استحالة وجود الشي ء من العدم لا يرتبط بخلق اللة سبحانة للاشياء، ذلك لان اللة هو الذي وهب الخلق للاشياء فالاشياء جاءت من خلق اللة لا من العدم ، واللة ابدعها بعد عدم ، ولم يخلقها من العدم ، وفي الحديث الشريف دلالة علي ذلك >لا من شي ء كون الاشياء هذه ادلة دامغة ترفع الانسان من مرحلة الجحود ومرحلة الشك الي مرحلة الهداية والايمان باللة عز وجل ، وهذا بالطبع انما يعتمد علي الارادة الصلبة للانسان ، اذ بما ان لدية حرية تامة في الاختيار، فانة بحاجة الي ارادة تحدد مسارة في هذه الحياة ، سواء بالايمان او الانكار ولا يخفي ان للايمان فوائد عظيمة تعود بالنفع علي الانسان نفسة اولا.فهو يكون فالح في الاخرة لحصولة علي النعيم والجنة ، وفي الدنيا ايض حيث يجنب نفسة ظلم الناس والخلق السي ء، بل وحتي آثار الكوارث الطبيعية .ثم يبدا المولف بالحديث عن الرسالة والرسول .ويوكد في بداية هذا المبحث علي شبهة راودت الكثيرين في امر الرسالة .ولسان حالها يقول كيف يمكن ان يتدخل اللة سبحانة وتعالي في الارض ، وهل هو قادر علي ذلك ؟ وهذه الشبهة تصاغ في قوالب متعددة .فمرة يقولون يد اللة مغلولة واخري ابعث اللة بشر رسولا ومرة ثالثة :ـ ايعتني اللة خالق هذه السماوات والارض بهذا البشر الحقير واخير يقولون ان اللة رب كبير لا شان لة بالتشريع ، اذ الدين والقانون للبشر.وهذه الشبهة المركزية تعود الي عدم معرفة اللة حق معرفتة ، فهذه الشبهات تريد القول ان الخلق قد صد من اللة صدور ، كما يصدر الماء عن النبع ، دون ان يكون للنبع ارادة او مشيئة في ذلك ، مما يعني عدم قدرتة علي تغيير اي شي ء فية ، لكننا نقول :ـ ان اللة عز وجل القادر قدير علي كل ما في الكون بقدرتة وقوتة ، لا يمكن ان يعجز عن الخلق ، لانة وكما وهو معروف ان الخلق اضعف من الخالق بصورة ذاتية .اذا اثبتنا ذلك فما هي الحاجة الي الرسالة ؟ يذكر المولف حاجات عديدة نذكر منها ما يلي :ـ 1 ـ حاجة العقل الي مذكر مقابل الجهل الذي يسحب الانسان الي الهاوية .2 ـ حاجة الانسان الي منهاج وشريعة توصلة الي السعادة وهذا المنهاج لابد ان يكون من اللة عز وجل لانة خالق الكون والاعرف بما يصلحهم .3 ـ ضرورة التزكية ، فالبشر بسبب طبيعة تركيبة من الشهوة والعقل يعجز عن بلوغ هذا المستوي الرفيع من التزكية والمعرفة ولهذا جاء الرسول هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياتة ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين .ثم يبدا المولف بالحديث عن الولاية والامامة ، فكما لا تكمل الرسالة من دون الرسول ، كذلك لا تتم الشريعة من دون الامام ، لان البشر من طبيعتة يتهاوي الي الحضيض حتي لو وجدت الشريعة المحفوظة ولاجل ذلك كانت الامامة اتمام للنعمة وتحقيق للحكمة حيث يقوم الامام ببيان الاحكام وشرح المعارف ، ولهذا اشار الامام الرضا ع في حديثة عن فائدة الامامة بقولة :ـ >انة لو لم يجعل لهم امام قيم امين حافظ مستودع ، لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنة والاحكام ثم يذكر المولف دلالات خمس تدلنا علي معرفة الامام هي الامامة وامامية الامام والمعجزة والنص وشهادة اللة عز وجل ومن اراد التفصيل فيها فليراجع الكتاب .وبعد ان نتعرف علي الامام يتحدث المولف عن مسووليتنا تجاهة ، وهي ان نعترف بامامتة ، ونعتقد بولايتة علي انفسنا ونطيعة في كل ما يقول ، ونرد المشاكل الية ونتعلم منة ونعرض النصرة عليه ، ويضيف المولف في هذا المجال مسووليات اخري تجاة الامام بلحاظ الظروف الجديدة المعاصرة وهي :1 ـ ان نفهم معارف الائمة ع التي هي معارف الاسلام الحقيقية ، واذا عرفنا هذه المعارف نستطيع تمييزها عن التيارات الدخيلة عليها مثل التيار الفلسفي الذي لبس ثوب اسلامي يغطي بة الجوهر الاغريقي ، او التيار الاجنبي او التيار الجاهلي .2 ـ تكييف حياتنا العملية والفكرية مع توجيهات الائمة الاطهار ع .3 ـ السعي نحو نشر هذه المعارف علي مختلف الاصعدة والمستويات .ثم يختتم المولف القسم الثاني بالحديث عن الحياة بعد الموت حيث يوكد ان احوال الخلق في الحياة الدنيا تدل علي عدم العبثية .فهل من المعقول ان تكون العبثية موجودة في موت الانسان حيث ينتهي الامر وينتهي كل شي ء، كلا، لان اللة جل وعز جعل ما في الدنيا من خير دليلا علي الخير الافضل ، وما فيها من الشر دليلا الي اسوا الشر، ثم يذكر المولف الشبهات والردود نذكر منها شبهة واحدة ، وهي امكانية البعث ، فاكثر المنكرين للحياة بعد الموت يشككون في امكانية ذلك حيث يقولون :ـ كيف يحيي اللة الموتي بعد ان تحولوا الي العناصر الاولية .وكما يقول القرآن الحكيم تعبير عن كلامهم قال :من يحيي العظام وهي رميم .وقد اجاب اللة سبحانة وتعالي في القرآن الحكيم عن هذا الاشكال بالقول قل يحييها الذي انشاها اول مرة وهو بكل خلق عليم اذ الذي يومن بان اللة قادر علي كل شي ء ولا حدود لقدرتة ، كيف يمكن لة ان يفكر في قدرة اللة عز وجل علي اعادة الخلق مرة اخري ؟!.وبعد ان تحدث المولف عن الفكر الاسلامي كعقيدة ورسالة ، ياتي في القسم الثالث والاخير من الكتاب ، يتحدث عنة باعتبار ملامستة لحياة الانسان اليومية وما يرتبط بها من فروع شتي ، ويخصص المبحث الاول منة عن الحديث عن المشكلة الاجتماعية من وجهة النظر الراسمالية والشيوعية وينتقدها بالتفصيل ، وما يهمنا هنا هو ذكر الروية الاسلامية نحو الانسان والمجتمع ومجالاتهما، ففي البدء وقبل كل شي ء لابد من معرفة دافع خلق البشر ومبتداة ومنتهاة ، وحتي يتم علي اساس ذلك تاسيس الاشياء الاخري ، فالبر مثلا مركب من روح وجسم ، وهو مامور بتوفير السعادة لكليهما، وبالعقل يستطيع الانسان ان يضمن حرياتة الاربع حرية الفكر والسياسة والاقتصاد والشوون الشخصية .ثم يتحدث آية اللة المدرسي بكلمات مختصرة لكنها معبرة عن الروية الاسلامية في عدة مجالات :ـ ـ ففي المجتمع الاسلامي يقرر الاسلام بان كل فرد حر في عملة ومسوولياتة ، لكن هذه الحرية والمسوولية لا تتنافي مع علاقتة السليمة والمتوازنة مع المجتمع ، لذلك فان الاسلام يضع عدة برامج لربط الفرد بالمجتمع من قبيل الاخوة الايمانية والسعي نحو العدالة ورفض الحرب والتمايز الطبقي بين ابناء المجتمع .ـ الاقتصاد الاسلامي ، حيث يقرر الاسلام حق الانسان في سعية لتحصيل معاشة ، ويضع من اجل ذلك بعض القوانين الاقتصادية التي تتميز بها الشريعة الاسلامية مثل تمليكة لمن احيا ارض ميتة ، وتمليكة لمن يستخرج المعادن وتسهيل المعاملات ، وفي مقابل ذلك يحرم الربا والقمار والتبذير، ويطلق جميع الحريات التي تساهم في تنمية التجارة والصناعة .ـ الاخلاق الاسلامية .ويعود هذا الحديث الي معرفة العقل والجهل والارادة والضعف فالعقل منبع كل صفة خيرة ، وبعكسة الجهل مورد كل صفة رذيلة وسيئة ، ويوكد سماحتة علي دور الموثرات في هذا المجال كالتربية الصالحة والبيئة المناسبة .ـ السياسة الاسلامية فالمشرع الوحيد هو اللة جل جلالة ، بمعني ان الاسلام لا يعترف بسيادة الانسان علي نفسة دون تقرير من الرب ، لان ذلك سوف يكون مصدر لشقاء البشرية ، اذ الانسان مهما كان معرض للخطا في كل الاحوال ، خصوص ان الناس جميع لا يتفقون علي شكل جامد للسلطة ، وقد قرر اللة جل جلالة ان الرسول هو مبعوثة وخليفتة في الارض ، والامام خليفة الرسول بدلالة :ـ يا ايها الذين آمنوا اطيعوا اللة واطيعوا الرسول واولي الامر منكم .وبعد الامام يتولي شوون المسلمين الفقية التقي بدلالة الحديث الشريف :ـ >من كان من الفقهاء صائن لنفسة حافظ لدينة مخالف لهواة مطيع لامر مولاة ، فللعوام ان يقلدوة وهذا نابع من روية الاسلام الاصلية بان السلطة لابد ان تعطي لمن بيدة الكفاءة وهو الفقية حسب الرواية .وهنا يحدد السيد المدرسي وظائف الحكومة باربعة اشياء:ـ 1 ـ استنباط الاحكام من مصادرها الشرعية >القوة المقننة 2 ـ تطبيق الاحكام علي الموارد الخاصة >القوة القضائية 3 ـ تنفيذ الاحكام من اجراء الحدود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.3 ـ تنظيم حياة الناس بشتي انواعها.ثم يختتم المولف الكتاب بالقول ان للاسلام تجربة تاريخية كبري اثبت فيها كفاءتة وقدرتة علي توفير السعادة للبشر في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد والفكر.وهذا ما يدفع الانسان المعاصر الي محاولة تطبيق الاسلام مرة اخري .
العرفان الاسلامي بين بصائر الوحي وظنون البشر
الطبعةالاولي عام 5041 هـ عدد الصفحات 614 من القطع الكبير يتحدث الكتاب عن اهم قضايا العقيدةوالرسالة، وهو الحديث عن اللةسبحانةوصلةالخلق بة، ويحاول ان يعالج المشاكل الفكريةالعامةحول هذا الموضع محاولا اعطاءنا النظرةالصائبةوالبعيدةالصحيحةفي قبال نظريات الفلاسفةوالحكماء المتصوفةالتي شذت عن الصراط المستقيم .وان القاري للكتاب لاشد ما يعجبةتلك الجراةوالشجاعةالتي يبديها المولف القدير في طرح النظريات وتمحيصها ونقد اخطائها بشدة.واني لاجد ان هذهالصفةالجراةوالشجاعة صفةمهمةبل ضروريةفي حقل الفلسفةوالحكمة، وذلك لوجود مغالطات ونظريات بعيدةعن الحق قريبةمن الظنون كما ان اصحابها لهم في نفوس الكثير ممن يعيش في الاوساط العلميةمنزلةلا يمكن معها تخطئتهم وان اخطاوا في تعبيراتهم الدالةعلي افكارهم ، لابد من تصديقهم وان كان بالتاويل وخلاف الظاهر.وميزةاخري نراها بارزةفي الكتاب وهي ان سماحةآيةاللةالمدرسي حاول جهدةان يبسط هذا العلم الصعب الذي عقدةالفلاسفةوان يقدمةلعامةالقراء دون ان يحتكرةلطبقةمعينة، وكما انةـ اي العرفان ـ العلم الذي اخفاةالكثير من العرفاء والحكماء خوف من تفسير مغلوط او من ان يصل الي من لا يحترمةولا يستفيد منة.ويكاد يكون هذا الكتاب بموضوعةالفريد العميق ، وباسلوبةالمبسط الجذاب وبتفصيلاتةالجميلةوالغير مسهبةوبنقدةواعتراضاتةعلي النظريات المغلوطة، يكاد يكون الكتاب الاسلامي الوحيد الصادر باللغةالعربيةحول العرفان والحكمةفي مكتباتنا.منهج محاكمةالاراء.قبل ان نستعرض ما جاء في الكتاب نود اولا ان نستكشف منهج المولف في محاكمةالنظريات ونقد الاراء الخاطئة، وقد تمكنت ان اتعرف علي هذا المنهج من خلال كلماتةالمبثوثةفي الكتاب والتي اذكرها في النقاط التالية:ـ 1 ـ يعتمد علم الكلام والفلسفةعلي العقل كدليل الي المعارف العقائديةص 41، وتزيد الفلسفةعلي الكلام باعتمادها العقل الدليل الوحيد الي علومها.ومع ان المولف يويد العقل ص 404 وينهي عن جمودةص 44، الا انةيعتبرةدليلا ناقص لا يمكن بوحدةالوصول الي العقائد، فيقول ص 16 ان علم الكلام يقوم علي اساسين خاطئين :ا ـ تكلف علم الامور التي يقصر عنها عقل البشر لسبب او آخر مثل التكلم في ذات اللةسبحانةوتعالي .ب ـ القياس في الدين .ويقول ص 222:>ويحق لنا ان نقول :ـ ان عقولنا عاجزةـ فعلا ـ عن فهم الوجود في مقام الالوهية، فهل >الاعتراف وفي ص 913:ـ >ينبغي ان نتحدث عما دون العرش من المخلوقات ، اما عما فوق العرش من القدرةفلا، لانةيحمل العقل فوق طاقتةفيفسدة وفي ص 604:ـ >وعجز الفلاسفةفي فهم الحريةالبشريةنابع من استخدامهم لمنهج علمي ناقص وقائم علي اساس العلةوالمعلول 2 ـ يدعو الي عدم المناقشةفي كل شي ء لانةحينئذ من الجدل والمراء المنهي عنةويعتبر فن المناقشةلا يتناسب والمنهج الاسلامي في المعرفةص 92، ويدعو بدل سلوك سبيل الجدل الي التسليم للحق ص 55، وكمثال علي الاسئلةالتي ليس من الصحيح ان تسال هو سوال :ـ لماذا تاخر وجود الكون ؟ ص 693 وكما قيل العدم لا يعلل .وبدل التشكيك في الشرعيات الثابتةكما فعل ابن الراوندي كان ينبغي الرجوع الي المنهج السليم في الوصول الي الحقيقةوهو المنهج الوجداني ص 404 والايمان كما كان في عهد الرسول صلي اللةعليهوآلةوسلم ص 81.3 ـ اثبت انةمن غير الصحيح ان تعرف الخالق من خلال قياسةعلي المخلوقين كما يقول الامام السجاد عليهالسلام >ان دين اللةلا يصاب بالعقول الناقصةوالاراء الباطلةوالمقاييس الفاسدةعطاء الرب ليس علي نهج الولادةوخروج الشي ء من الشي ء كما في المخلوقات الطبيعيةبل علي نحو الابداع لا من شي ء.اليس من السفاهةقياس الخالق بالمخلوقين ويقول :>وقياس اللةسبحانةوتعالي بخلقةسبب لاكثر ضلالات البشر ان لم اقل لجميعها 4 ـ ينبغي الرجوع الي كتاب اللةالكريم كي تتضح الحقيقةببصائرة، فمنةبدات معارف المسلمين وتساولاتهم العقيديةص 32، وقد بين العوامل والاسباب التي جعلت القرآن يساعد علي التفكير المنهجي الرصين والذي يسميةالاخرون بـالتفلسف ص 52.ويقول في ص 15:>من السفةان نقول ان القرآن او الرسول لم يقصدا الرد علي الافلاطونيةالجديدةاو القديمة.والاشد سفة هو القول بان القرآن لم يعط حلا للمشاكل الفلسفية ويشترط المولف ان لا يكون تفسير القرآن بالهوي ولغايةالبحث عن مخرج للنظريةالبعيدةعن الاسلام ، فينبذ ص 121 جعل الاسلام لباس فضفاض يسع كل من ينطق بالشهادتين وان كانت آراوةمستوحاةمن المشركين مادام يجد اسلوب لتفسير القرآن علي آرائة، كما انةفي ص 862 يذكر محاولةابن عربي الخاطئةوغيرةمن المتصوفةفي تاويل الايات والاحاديث لتتفق وافكار مذهبهم .5 ـ وحتي نفهم القرآن علي حقيقتةوحتي نتعرف علي تفاصيل الرسالةلابد من الرجوع الي الرسول صلي اللةعليهوآلة واهل العترةالطاهرةعليهم صلوات اللةوسلامة لانهم اصحاب الخط الصحيح في العقيدةوالايمان والحكمةوالعرفان .ويضيف :>فالقرآن بحاجةالي تفسير وتاويل لان فيةالمحكم والمتشابةوالعام والخاص والناسخ والمنسوخ ، واهل بيت الرسول ـ من بعدةـ هم الراسخون في العلم الذين لابد ان نرجع اليهم في فهم المتشابةوالمنسوخ والخاص وفي فقرةبين التاويل والتحميل ص 972 دعا الي رد علم المتشابهات الي اللةوالرسول صلي اللةعليهوآلة والراسخين في العلم وهم الائمةمن اهل بيت رسول اللةصلي اللةعليهوآلة وذلك بعد التسليم .ونري هذا العنصر المهم بارز في الكتاب حيث يذكر المولف الرويةالصحيحةمقرونةبالاحاديث والروايات مستمدةمنها بصائر الوحي وحقائق الشرع في كل معضلةومشكلةحدث فيها الاختلاف ولعبت فيها الظنون راجع كمثال علي ذلك الموقف الرسالي من التصوف ص 571 الي 391.6 ـ من اكبر المشاكل الفكريةتحول الاوهام والخيالات عند الشخص الي حقائق ثابتةلا تقبل النقاش ، حتي انةيفسر كل ما جاء في الدين بحسب اوهامةالتي اصبحت حقائق عندةلا يتنازل عنها.لذلك فان المولف يحذر من هذهالحالةوالتي من امثلتها ما يسميةاصحابها بالكشف والوصول الفجائي الي الحق المبين فيقول >ليس بامكاننا ان نثق بكل مشاهدات الفيلسوف ، ولا يجوز ان نقبل منها الا ما يوافق العقل والوحي وفي ص 123:>ان الوهم اخطر ضلالات البشر، ولابد ان نعرف ان ما يتوهمةالفرد فهو ليس خالقة، بل هو مخلوق لةمردود الية وهنا يحاول ايجاد فاصل يميز ويفرق بين الحقائق والاوهام .7 ـ الكثير من الكتاب في الفلسفةوالحكمةمجرد مترجمين لما عند الفلاسفةاليونان او فلاسفةالمسلمين المتاثرين او فلاسفةالغرب ، فتري العديد منهم يبتعدون عن تبيين آراء الوحي جهلا بها او تهرب من معرفتها، ويكتفون بترجمةآراء المدينات الاخري في الفلسفةناسين او متناسين ثراء الكتاب العزيز وغني السنةوالعترةبالافكار الاصليةفي المواضيع المطروحة.وليست المشكلةفي مجرد الترجمة، وانما المشكلةفي روح التبعيةللاخرين والفراغ الفلسفي حتي يقتاتوا ما عند الغير، وفي الانتماء الي النظريات الدخيلة، وفي حالةالانتقائيةالمذمومة.8 ـ وينبةسماحتةعلي خطر محاولةالتوفيق بين فلسفةالبشر والدين الاسلامي ، وعلي اهميةرفض هذهالمحاولةللوصول الي الحقيقة.فكانت محاولةابن سينا في الجمع بين متناقضات الفلسفةمن افلاطون الي الفلسفةالرواقيةالي الافلاطونيةالجديدة، ومحاولةالتوفيق بينها وبين مبادي الشريعةالاسلامية.ومحاولةالسهروردي بين المنهج العقلي وبين الذوق الصوفي ، ومحاولةملا صدرا في التوفيق بين شرائع الدين ومناهج الفلسفةومشاهدات الصوفية.حتي وصلت هذهالمحاولات الي نظريةوحدةالوجود للتحرر من القيود وجعل الكرد علي حق كما يقول شاعرهم :ـ لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعي لغزلان ودير لرهبان وبيت لاوثان وكعبةطائف والواح توراةومصحف قرآن ادين بدين الحب مهما توجهت ركائبةفالحب ديني وايماني ويتضح رفض المولف لهذهالمحاولات في كل الكتاب بدء من الغلاف الذي عنون فيةالكتاب وسماةالعرفان الاسلامي بين نظريات البشر وبصائر الوحي .9 ـ في الوقت الذي يفهم فيةالبعض العرفان انزواء عن المشاكل وتهرب من الحياةوابتعاد عن المجتمع واحداث السياسة، نري المولف يفهم العرفان شيئ آخر.يفهمةمنطلق واساس لحياةثقافيةسليمةحيث يكتشف بةالمومن الانحراف الفكري المعاصر والافكار الانتقائيةالمستوحاةمن الفلسفات اليونانيةالقديمةوالثقافات الاوربيةالحديثة.ويراةمرتبط بالجهاد والعلاقات الاجتماعيةبحيث يعين كل منهما الاخر، حيث تصبح الوحدةوالعزلةعن الناس مشكلةتولد عند الانسان المعتزل والمفكر في التجديد نظريات هي اقرب الي البدعةمن الابداع .ومن تطبيق الحياةالعمليةوالاجتماعيةنشات عند اكثر الفلاسفةالمدعين للكشف المباشر لغةالاعجاب بالنفس ومدح الذات ، يقول المولف :>وقد يفسر ذلك اي اعجاب ملا صدرا بنفسة بانزوائةالشديد وشدةمعارضةالناس لة كما اتت شطحات الصوفيةعادةعن شعور غريب بالعظمةللانتقام من احساس عميق بالحقارةاو هي تحدث عند الذين يعتزلون الحياةاو يعزلون عنها ويقول ايض :>معرفةاللةكما نراها في القرآن ليست مجرد العلم ، بل لابد ان تتجلي في ممارسات عملية، بل ممارسات جهاديةرفيعةالمستوي 01 ـ لا يوافق علي التهرب عن الحقيقةبالعبارةالخاطئةوالالفاظ المعقدةوالاساليب الغير واضحةكما حاول الصوفيةان يتعمدوا تغليف مذهبهم باسلوب رمزي يتخذ من الشعر والادب وسيلةللتعبير خوف من البوح بالسر الخفي ، وكما حاول اصحاب تفسير الوحدةفي الكثرة لفكرةوحدةالوجود فكرسوا الجهل بها بكلمةغامضةلا تعالج المشكلةبل تلتف حولها.ويرجع سماحتةالغموض في الفلسفةالي عاملين :ـ اولهما عدم وضوح الفكرةلانها غير واقعية، والثاني محاولةالتوفيق بين افكارهم الحقيقيةوبين الاراء السائدةفي مجتمعاتهم التي كانت في الاكثر دينية.والمولف حينما يلتزم بهذا النقد واشكاليتةفانةيبين الفكرةالصحيحةوالمذهب السليم باوضح واجلي تعبير علي قدر الامكان مستفيد من الامثلةوالاساليب التوضيحية.11 ـ البحث عن منطلقات النظريةواضرارها، كما فعل بشكل مفصل لنظريةوحدةالوجود، ومما قال فيها:ـ >ونظريةوحدةالوجود تميع الحدود القائمةبين الظالم والمظلوم والعدو والصديق ، فيقول قائلهم ابن عربي ـ حكايةعن اللةـ انا لا اتجلي لمن يعبدني الا علي صورةمعتقدة عرض سريع لفصول لكتاب وفقراتة بعد المقدمةيوزع المولف كتابةالذي جاء في 614 صفحةمن الحجم الكبير، الي ثلاثةاقسام :ـ القسم الاول عن تاريخ العلوم العقليةعند المسلمين وهي :ـ علم الكلام والفلسفةوالتصوف ، والقسم الثاني حول الوجود والموجود، والقسم الثالث عن العالم بين نظريةالفيض وبصيرةالخلق .تاريخ العلوم العقلية.
البحث الاول : ـ علم الكلام : ـ
تحدث في الفصل الاول عن اسمةوموضوعةوقال بانةيستوحي من الفلسفةمناهجها العقلية، ومن الشريعةالغايةوالهدف ويقوم علي اساس الزام الخصم .ثم تطرق الي علاقتةبالفلسفةوالفروق الاساسيةبينهما، وبدا يتكلم عن نشاتةوعن عقائد المسلمين في عهد الرسالةوالعهد الاسلامي الاول ، وفي عهد الامويين ، وسجل ملاحظتين :ـ 1 ـ مسالةالقضاء والقدر كانت مثارةآنذاك في اوساط الامة.2 ـ فكرةالجبر هي السمةالظاهرةلمجمل الاتجاةالثقافي المناهض للدين .وفي الفصل الثاني انهي العوامل الداخليةلعلم الكلام الي ثلاثةهي :ـ وجود آيات متشابهةفي القرآن ووجود الصراعات السياسيةالتي افرزت مذاهب معينة، والتطور الطبيعي للحياةالعقليةوالدعوةالقرآنيةالي التفكر.ثم انتقل الي الموشرات الاجنبيةفي هذا العلم ، وهي اربعةروافد ثقافيةالنصاري ـ اليهود ـ الغنوصيين الفرس ـ فلاسفةاليونان .وفي الفصل الثالث ذكر رواد علم الكلام السابقين وهم بالترتيب :الجعد بن درهم ت 021 هـ جهم بن صفوان ت 457 م معبد الجهني ـ غيلان الدمشقي ـ الحسن البصري ـ وذكر موقف الامام علي عليهالسلام منة.ثم تحدث عن مدرسةالاعتزال التي نمت في ظل الحسن البصري وسارت في ذات النهج التخاذلي الذي رسمةلها، ثم عن مدرسةالاشاعرةالتي انبثقت من مدرسةالاعتزال وجاءت رد فعل متطرف نحو النصوص الشرعيةوملطف للاجواء بعد جدل مستمر لم ينفع الثقافةبكثير، وتحدث عن افكار الاشعري وموقفةمن القياس وافعال العباد والصفات الالهية.وبين في الفصل الرابع موقف الرسالةمن اتجاةعلم الكلام ، وذكر فيةان النبي صلي اللةعليهوآلة حذر الامةمن الافكار الضالةوبين لهم خريطةالهدي التي تضبط مسيرةالامةالثقافية، وهي التمسك بالقرآن والعترةالطاهرة، ثم تناول تصدي امير المومنين عليهالسلام والائمةالطاهرين عليهم السلام للرد علي المذاهب المنحرفةوالتي منها القدريةوالمفوضةوالجبريةوالاخذةبالقياس ، ومن الروايات قول الامام الباقر عليهالسلام >اياك واصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم فانهم تركوا ما امروا بعلمةوتكلفوا ما لم يومروا بعلمةحتي تكلفوا علم السماء ومع ان المولف لم يتعرض لاسماء علماء الشيعةوحياتهم الكلاميةومولفاتهم وافكارهم امثال الشيخ المفيد والعلامةالحلي الا انةاكتفي في النهايةبقولة>ولا ريب ان علماء الاسلام من موالي اهل البيت عليهم السلام ساروا علي ذات الخط للائمةفي نقد علم الكلام المستحدث في عصرهم ، واذا كتبوا في علم الكلام او بحثوا فيةفانما لرد الشبهات التي كان هذا العلم قد اثارها في النفوس ، اما خطهم الثقافي فقد ظل نقي تابع لهدي الذكر الحكيم ، وروايات اهل بيت الرسول الطاهرين .
البحث الثاني : الفلسفةعند المسلمين
في البدايةيرفض التعبير عن الفلسفةالموجودةوالمنتشرةبـالفلسفةالاسلامية ويختار بدلةتعبير فلسفةالمسلمين .ويبدا بذكر ان الفلسفةدخلت لبلاد العرب قبل الاسلام ولكن بشكل محدود، ثم تحدث عن مدارس الفلسفةوالمراكز الفكريةالمحيطةبالجزيرةالعربيةمثل جنديسابور الفارسيةومدرسةالاسكندريةالتي خلفت اثر عظيم في ثقافةالمسلمين ، فطغي الاثر اليوناني ، اكثر من الفكر الفارسي والهندي .وتاتي مرحلةترجمةالعلوم العقليةمن الكتب اليونانية، وكان اول مترجم عربي هو اصطفان الحكيم بامر الامير الاموي خالد بن يزيد بن معاوية، وكان لها اخطاوها خصوص في التقليد لافكارها والتقديس لشخصياتها.ثم تاتي مرحلةالتاليف الفلسفي الذي من اعلامة:الكندي اول فيلسوف عربي وتكلم عن تاريخ ومنهجة، ثم تكلم عن ابن الراوندي ومحمد بن زكريا الرازي وابونصر الفارابي وابن سينا موضح الملاحظات بل الاخطاء التي توخذ عليهم .وتحدث عن اخوان الصفا واعتناقهم للفلسفةالفيثاغورية، وان رسائلهم محاولةخبيثةلتفسير نصوص القرآن وعقائد الدين حسب اهواء الفلاسفة.ثم يرخ لفلسفةالاشراق التي بلورها شهاب الدين يحيي السهروردي قتل عام 1911 هـ والتي تسعي نحو الجمع بين منهج النظر والمحاكمةالعقليةومنهج الذوق والتاهل الوجداني .وتحدث عن بوادر هذهالفلسفةوتبعيةفكرها وتطورها والموثرات الفارسيةعليها، وثم عن حياةالسهروردي واتباعة.وياتي دور الفيلسوف الشهير ملا صدرا الشيرازي الذي كان من ابرز المتاثرين بالسهروردي في الجمع بين ذوق القلب وبحث العقل وتذويب الاراء المختلفةفي بوتقةواحدة.وتحدث عن مسيرتةوخطا منهجةفي الشهود والكشف .البحث الثالث :التصوف عند المسلمين ويمهد بذكر الهدف من وراء هذا البحث بان العرفان الاسلامي يناقض التصوف الدخيل ويبطل رويتةالفلسفية.في الفصل الاول وبعد ان ينقل معانيةالمختلفةتحدث عن ثلاثةمراحل للتصوف :ـ 1 ـ الزهد في الدنيا والرغبةفي الاخرةمن زمن الرسول صلي اللةعليهوآلة، مع وجوب الحفاظ علي اداء ادوارهم الاجتماعيةوعلي عدم التشبةبالرهبان وعدم ترك ما احل اللةمن الطعام والشراب والنكاح .2 ـ التصوف اللامسئول بعد انتشار روح التخاذل والسلبيةوالفتن الداخلية.3 ـ التصوف الفلسفي الذي استمد افكارةمن عند اليونان والفرس والهنود.ويلختص اهم مفاهيمهم الفلسفيةفي اربعة:ـ وحدةالوجود ـ الاتحاد والفناء ـ الطريقةـ اليقين والمكاشفةواستحالةالوصف ، حتي وصلوا الي سخافات تخالف الدين والعقيدةكما حكي عن ابي يزيد البسطامي وهو من كبار المتصوفةقولة:>سبحاني سبحاني ما اعظم شاني ثم بين المولف مصادر التصوف وتاثرةبالموثرات الخارجيةاليونانيةوالفارسيةوالهندية في فلسفتةوشاعريتةورياضاتةالروحية.وحول اعلام المتصوفةالمسلمين يبدا القول بان التصوف تحول من الزهد البري ء الي العزلةعن الحياةعند الحسن البصري وتلاميذة، ثم تحدث عن رابعةالعدويةت 108 م والمحاسبي ت 758 م والجنيد ت 019 م وغيرهم ، وذو النون المصري ت 958 م وابراهيم الادهم ت 677 م ثم البسطامي والحلاج وابن عربي ت 0421 م ثم انتشرت جماعات الطريقة فكانت القادرية والرفاعية والاحمدية وغيرها.وفي الفصل الثاني يبين الموقف الرسالي من التصوف عبر موقف القرآن والرسول صلي اللةعليهوآلة والائمةالطاهرين عليهم السلام وكلماتهم عن التصوف ، ومنها ما روي عن ابي عبداللةالصادق عليهالسلام حين سالةرجل عن قوم ظهروا في ذلك الزمان يقال لهم الصوفية؟ قال >انهم اعداونا، فمن مال اليهم فهو منهم ويحشر معهم وذكر موقف العلماء المهاجمين للتصوف فذكر موقف المقدس الاردبيلي وآيةاللةالمرعشي وابن الجوزي .
القسم الثاني : ـ بحوث حول الوجود والموجود
في الفصل الاول يحدد بعض المباحث التي تقدم للنقاش حول النظريات وهي :ـ العالم بين الحقيقةوالمثل ـ الرويةالواقعيةـ عن الماهيةوالوجود ـ بين اصالةالوجود واصالةالماهيةـ هل الوجود حقيقةواحدة؟ وفي الفصل الثاني تحدث حول النظريات السائدةحول وحدةالوجود وادلتها وناقشها، وتحدث حول مذهب العرفاء والمتصوفةفي وحدةالوجود، ثم تناول التفسير الرابع لفكرة>وحدةالوجود
القسم الثالث : ـ عن العالم بين نظرية الفيض وبصيرة الخلق .
البحث الاول : ـ نظريةالفيض : ـ
وفي التمهيد يحدد موضوع البحث وهو سعي البشر لفهم لغز العلاقةبين القديم والحادث او الواجب ، والممكن او الخالق والمخلوق ، ويذكر تسعةاسئلةفلسفيةمفصلةعنة.ونظريةالفيض تعني ان العالم صدر عن اللةسبحانةصدور ازلي اي العالم قديم بالزمان لكنةحادث بالذات ، واول من ادخلها في ثقافةالمسلمين الفارابي وان لم يكن اول من ابتكرها.ثم تتبع البنود الاساسيةللنظريةوهي التقسيم الثلاثي لشي ء ـ الاواحد لا يصدر عنةمباشرةالا واحد ويجوز اذا تعددت الوسائل ـ التعقل للخلق علةالوجود ـ الجسم لا يصدر عن جسم ويصدر عن غير الجسم ـ ازليةالهيولي والحركةوالزمان ودوام الفصل من العلةالتامة محاولا بيان مدي صمود كل بند امام النقد ومدي قدرتةعلي حل الاشكاليةالفلسفية، وعن بصائر القرآن في موضوعةمحدد العوامل الفكريةوالنفسيةلحيرةالفلاسفةفي هذا الموضوع .ثم تناول التطور التاريخي للنظرية، واعقبةبالحديث عن ازليةالمادةودورةالفلسفةمن الثنائيةالي الاحادية.ثم ناقش مبدا الازليةالحادثة والفاعليهالاجبارية.
البحث الثاني : ـ نظريةالفيض الجديدة: ـ
وهي النظريةالتي تبناها ملا صدرا وجري عليها اتباعها محاولين اصلاح نظريةالفيض ببعض الاضافات بالالتفاف حول نصوص الشريعة.وصار المولف ينقذ هذهالنظريةالجديدةللفيض بنقد مبادئها وهي وحدةارادةالعلم ـ مصالح العباد ليس اثر في الارادةـ ازليةالجود الالهي ـ الخالق بين الاختيار والاضطرار.واثبت بان اصحاب النظريةجهلوا معني القدرةوحقيقةالارادةالتي ذاتها اختيار، وهو الحريةالمطلقةفي القبول والرفض والقدرةعلي الترجيح .ثم تحدث عن تدبير الكون بين القول بالحركةالفلكيةوالقول بالحركةالجوهرية.وان كلا القولين يثبتان الفناء والزوال للكون وعدم ازليتة، وذلك لان طبيعةالحركةهي الحدوث والفناء.وخت البحث بمجموعةمن الايات والاحاديث كميزان ومقياس حق واثبت بها ان :ـ 1 ـ الارادةعند اللةغير علمةسبحانة، وان علمةقديم وهو صفةالذات ، بينما الاردةحادثةوهي من صفات الفعل .2 ـ ان اللةخلق الكون للناس رحمةبهم لكي يربحوا عليهويعبدوة.3 ـ انةكان ولم يكن معةشي ء لا مخلوق ولا معلوم فهو الاول بلا اول كان معة.4 ـ انةمطلق المشيئةاذا شاء خلق واذا لم يشا لم يخلق وهو متعال عن الجبر والايجاب .اما في الفصل الثالث فيتحدث حول موضوع فريد قل ما تناولةالباحثون وهو منطلقات نظريةوحدةالوجود ويقسمها الي قسمين :ـ 1 ـ المنطلقات العمليةابتغاء معرفةالعلاقةبين الناقص والكامل ، واخطاوا فيها لجهلهم واشتباههم في المنهج .2 ـ المنطلقات النفسيةوهي الطغيان او نزعةالربوبية، وتبرير اللامسووليةوالتحرر من القيود الشرعية.والفصل الرابع يتكلم عن موضوع التنزيةوالتشبية وهو ذو صلةبنظريةوحدةالموجود حيث يزعم القائلون بها ان اللةمن جهةمنزةعن كل نقص ، ولكنةمن جهةاخري .وسبحانةعما يصفون .كل الاشياء فكل شي ء يشبهة.وردهم ورد تفسيرات ما يستدلون بةمن نصوص واحاديث متشابهة، ثم بين المذهب الصحيح في هذهالمسالةالوجود والخلق ، والعلاقةبين الخالق والمخلوق ولخصةفي :ـ 1 ـ ان العالم المحيط بنا حق وليس مجرد خيال .2 ـ ان لةرب خلقةوقدرةودبر امرة.3 ـ ان اللةغير خلقةوخلقةغير اللة، وانهما سمتان مختلفتان بذاتهما، فبينما الخلق عاجز ومحدود وعدمي ومظلم الذات ، فان الخالق قادر لا متناةوقيوم ونور السماوات والارض .ثم ذكر بعض النصوص وختمها بحديث الامام الرضا عليهالسلام المفصل وعلق عليهلمجموعةمن الاخطار المهمة.
الفصل الخامس
واعتقد انةاهم فصول الكتاب وعنةقال المولف بانةالهدف من هذا الكتاب .وتحدث فيةعن اهميةمعرفةالرب ووجوبها وقال >اي خسارةكبيرةتلف الذين يجهلون ربهم ، وهل كانت الدنيا تساوي شيئ لو عاشها دون ان يعرف ربة؟ ثم تحدث عن عجز البشر عن معرفةاللةوان اللةهو الدال لهم بالدليل الية، دون ان يملكوا بانفسهم آلةخاصةلمعرفتة، وان منهج معرفةاللةسبحانةمن حقائقةالاعتراف بالعجز وان اللةوحدةانعم علينا من معرفتةبقدر ما يشاء، واخراجةعن حد النفي والعدم وحد التعطيل والتشبية، وتطهير القلب من التوهم حتي تشرق علينا انوار معرفتة، والتعمق في معرفةالخليقةبصفتها آيات اللة.وعن اساليب التقرب الي اللةوسبل العرفان الالهي ومراحل الوصول اليةيجيب باربع نقاط:اصلاح المنهج ـ تزكيةالنفس ـ تقوي اللةـ الشفاعة.
التشريع الاسلامي
الطبعةالاولي :ـ دار الرائد العربي 1991 م عدد الصفحات 122 صفحةمن القطع الكبير الاصول العامةالتي يستلهم منها المشرع افكار الدستور.هي ما تسمي بروح القوانين ، وكذلك التشريع الاسلامي ينبعث من روح عامةوقيم ساميةتسري في احكامةوانظمتة، وهذا الذي بين يديك عبارةعن بيان مناهج التشريع الاسلامي ليكون مفيد لمن يسعي لتفقةالدين ، وهو بمثابةعلم الاصول حسب الاطروحةالجديدةالتي احاول بحثها في هذهالدراسة.بهذهالكلمات صدر آيةاللةالسيد محمدتقي المدرسي كتابة>التشريع الاسلامي مناهجةومقاصدة من يطالع الكتاب لاول وهلةـ يري ان اغلب الابواب مخصصةللحديث عن العقل ـ لكن الحديث عن العقل ليس مطلوب لذاتة، ولا هو من الوجهةالفلسفيةكلا.بل ! الحديث عن العقل مرتبط ـ في هذا الكتاب ـ بادراكةللاحكام او استقلالةبها حسب ما سنري من هذا الاستعراض وقبل ان ندخل في صلب الحديث لابد ان نتحدث عن العقل قليلا، انةالاساس الذي سوف تبتني عليهفصول الكتاب .
العقل حجةونور
العقل هو ذلك النور الذي يمتلكةكل انسان من بني البشر، ويستطيع ان يميز بين الخير والشر وبين الصالح والطالح ، اذن وظيفةالعقل الاساسيةهي الكشف بين امور متباينةاو متشابكة، فهو بمثابةالنور الذي يحملةالانسان ليري بةالاشياء وقت الظلام هذا هو دور العقل الاساسي ، ويبدو ان تشغيل العقل وحيويتةالدائمةهو احد اهم اهداف الرسالات الالهيةبدلالةالقول الشريف المروي عن امير المومنين ع :>ليثيروا لهم دفائن العقول وهذهالفكرةتدلنا الي فكرةاخري لا تقل اهميةعن الفكرةالمذكورة، وهي ان دور الوحي الاساسي هو اثارةالعقل ، ومن ثم ينطلق العقل الي فعل كل خير وعمل كل فضيلة، وهذا يعني ان عقل الانسان كلما ازداد قرب من تعاليم الدين ، كلما كان صاحبةارفع درجةعند سبحانةوتعالي وكما يقول الحديث الشريف اقرب البشر الي اللةاكملهم عقلا اكمل اللةللناس الحجج بالعقول .لكن هذا العقل الذي اعطاةاللةسبحانةوتعالي هذا الدور الكبير.مر عليهردح من الزمن اصبح فيةمعطلا وجامد ـ فمن جهةتري البعض ينكر عقلةاساس ويلغي دورةفي اي شي ء ـ كالطوائف الصوفية.وتري البعض الاخر يعطيةدور صغير كالاشاعرة.وبين من يفتح لةالباب علي مصراعيةكالمعتزلة.لكن للاسف كل هذهالطرق والطوائف لم تهط العقل حقةفي العمل .فما هي الطريقةالفضلي للتعامل مع العقل ؟ ان المنهج السليم للتعامل مع العقل هو الثقةبالعقل وباحكامة.بمعني ان العقل اذا تعرف علي الحقائق باي صورةوبايةطريقة.يجب ان نومن بما وصلةالية، وذلك لان التقيد بمناهج محددةوضعها بعض الفلاسفةوالمفكرين في الماضي ليس صحيح ، لان لكل عقل اسلوبةالخاص في الوصول ، الي الحقائق .ولا يمكن لهذا الانسان ان يمنع نفسةمن الوصول للحقيقةبحجةانةلم يتبع اسلوب اكتشفةمفكر ما وللتمثيل علي ذلك .لنتصور ان شخص جالس في غرفةمحكمة، واذا بةيري ان شعاع الشمس يخترق هذهالغرفة، فيتحير الانسان ـ آنئذ ـ كيف دخل هذا الشعاع وهو لا يعرف طريقةدخلوة؟ فهل يمكن لهذا الانسان آنئذ ان ينكر دخول هذا الشعاع ؟ بالطبع لا يمكنةذلك .ومثل هذا تمام فان عقل الانسان يستطيع ان ينفذ الي بعض الاحكام والي بعض الامور دون اتباع منهج مكتشف في الماضي .هذا هو المنهج الاسلم للاستفادةمن العقل كما يراةآيةاللةالمدرسي معتمد في ذلك علي ثلاث ملاحظات .الاولي :ـ ان العقل يستقل بمعرفةالحسن والقبح ، لكن هذهالمعرفةبحاجةالي الوحي لتزكيةالنفس وتنميةالارادةواثارةدفائن العقول .الثانية:ـ ان الوحي قد بين كل ما يحتاجةالبشر من الاحكام علي هيئةاصول وقواعد عامةيستفاد منها في التفاصيل والفروع .الثالث :ـ ان وظيفةالعقل تتجلي في ثلاث مهام يذكرها آيةاللةالمدرسي بالقول ان للعقل ثلاث مهام فيما يتصل بالوحي :1 ـ تصديق الوحي .2 ـ فقةالشرائع .3 ـ معرفةالمصاديق .اننا جميع مطالبون باعادةالنظر الي ترتيب العلاقةبين العقل والوحي لان تغليب احدهما علي الاخر.مدعاةالي السير علي جادةالدين والعقل ايض .وبعد ان يطرح آيةاللةالمدرسي هذا الدور الكبير للعقل .يذكر الوصايا التي توهل العقل للقيام بهذا الدور، اذ ما من ريب في ان العقل الذي يتمكن من القيام بهذا الدور الاساسي بعيد عن اي تاثير او ضغط اذ اننا لو راجعنا التعريف اللغوي للعقل ، فانةماخوذ من العقل اي بمعني ربط وثاقةليحفظةمن الافلات وهكذا فالعقل المعتمد عليهلتاديةهذا الدور الكبير ليس متروك ، وانما هو مقيد ببعض التقييدات لكي يحق لةان يقوم بدورةعلي اكمل وجة.وهذهالتقييدات وردت علي شكل وصايا علي لسان قادةالاسلام حول العقل ودورة.وهذهالوصايا كما يذكرها آيةاللةالمدرسي هي الاتي :ـ 1 ـ اخماد الهوي :ـ ذلك لان عدو العقل الهوي ، واتباع الهوي يعني اتباع ما يشتهيةالانسان ، وهذا الاتباع كما هو معلوم اساس كل خطا يقوم بةالانسان والهوي يعود الي جذر واحد هو هوي النفس ، وحين يستخدم الانسان عقلة، ويجعلةقيد لهذهالنفس ، فانةسوف يدق علي الوتر الحساس الذي يبرر للشهوةويهيي لها الارضية، والاجواء لارتكاب المعاصي .2 ـ تقويةالارادة:ـ وهذهوصيةاخري مترتبةعلي الوصيةالاولي :ـ فلكي يستخدم الانسان عقلة، ويستنير بنورةفي حياتةاليومية، فهو بحاجةالي ارادة، لان الارادةهي وسيلةالمعرفةوالعلم وطريق الايمان ، واتباع الهوي هو المانع من الوصول الي رحاب الحقيقة، وبالذات ما يتصل منها بتغيير سلوكي او التزام عملي بالنسبةللنفس البشرية، ومن فان الاسلام يحاول ان يستغل العقل البشري احسن استغلال وفي هذا الصدد يدعو الانسان الي ان تكون ارادتةقويةتتمكن من ازالةالاسباب الحقيقيةوراء كل خطا، ذلك لان منهجيةالتفكير عند الانسان تكون ناشئةمن احد مصدرين .مصدر العقل او مصدر الهوي ، ولكن كيف يمكن للانسان ان يميز بين بواعث الاتجاهين ؟ انما يمكن للانسان ان يميز بين هذين الاتجاهين بما يسمي بالتامل الذاتي وتوجيةسلسلةمن الاسئلةالي العقل اذا اعتمد علي فكرةمعينةلكي يكتشف الجذور والدوافع ، لان العقل هو حجةعلي العباد احكامةواحدةلا تتطور ولا تتغير حتي ولو تغيرت الاوضاع السياسيةوالاقتصاديةوالفسيولوجية.وعلي ضوء هذهالتوصيات للعقل ، يمكن لةان يقوم بادوار كبيرةليس في الحياةالبشريةفحسب ، وانما حتي في ادراك الاحكام الشرعيةايض بدلالةان الرسول عقل ظاهر، والعقل شرع باطن ، وكلاهما رسولان من عند اللةعز وجل ، لكن العقل لا يعتبر حجةالا اذا ايد من قبل اللةعز وجل ، وتفصيل القول ، ان احكام العقول تتطابق مع احكام الشريعة، وهذا التطابق هو الذي جعل الرسولين بمنزلةواحدة، لا يختلفان الا في الظهور والخفاء.ولهذا يقول آيةاللةالمدرسي ولا يعجز العقل المستنير بالوحي عن معرفةحكم واقعةجزئيةاستنباط من الاحكام العامةوبهذهالصورةيعتبر الدين كاملا حين يقول سبحانةوتعالي اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دين .وبهذهالطريقةلا يبقي مجال للتساول عن واقعةلا يوجد لها حكم رباني سواء من العقل او من الشرع ، خصوص وان العقل والشرع وجهان لمحكمةواحدةولكي ندلل علي مدي تطابق العقل مع الشرع يذكر آيةاللةالمدرسي دليلين :ـ الاول :ـ ان العقل يعود الي الوجدان .الثاني :ـ ان الحجةالقائمةعلي اساس العقل ، تهدي الانسان الي كشف الحقائق التفصيلية، لان التفاصيل والفروع تعتمد علي فكرةمركزيةاولي وهي ان معرفةالعقل تتم بالعقل نفسة، فكيف اذا كشف لنا شيئ لا نعتبرةحجة؟ فاذا اعتمدنا الدليل الاول وهو الدليل الوجداني ، فان كل انسان يستثير عقلة، يدرك بما لا مجال للشك فيةبان معرفةالاحكام امر ممكن ، ولكن بعد تذكير الوحي لةواثارتةالية، وهذا ما يفهم من الاختلافات بين الفقهاء، فهم بين مويد ومعارض لامكانيةادراك العقل لذلك ، ثم يوكد آيةاللةالمدرسي ان العقل هو الحلقةالمفقودةبين هذين الاتجاهين فيقول ان العقل في الكتاب والسنةليس هو العقل الذي يزعمةالفلاسفة، واذا ثبت الفرق بين العقلين ، فان الاسلام نهي عن مناهج الفلسفةالتي يسمونها بالعقل واعتبرها ضلالة، وامر بالعقل الحق الذي هو نور اللةورسولةالداخلي ، وتاكيد لموضوع ان العقل كما الشرع ، فان اصول الاحكام وجوامع العلم في العقل والشرع لا يختلفان ، فاللةسبحانةوتعالي يامر بالعدل والاحسان وينهي عن الفحشاء والمنكر.والعقل لةذات الوصايا ايض ، اما في الفروع فان العقل يملك مناهج بكيفيةالاستفادةمن الاصول العامةلمعرفةحكم الفروع ، وقد ذكر الدين ايض ببعض تلك المناهج بالخصوص ، واكد علي ضرورةالعودةالي العقل ، فاذن لا يوجد لدينا موضوع يستقل فيةالعقل من دون الشرع في اصدار حكم شرعي ، لاننا اساس لا يوجد لدينا موضوع نفقد فيةحكم الشرع عام او خاص فلماذا هذا الاختلاف العريض ؟ بهذهالصورةوبهذهالصلاحيات ياخذ العقل دورةفي الدين كما ياخذ دورةفي شتي مجالات الحياة، واذا سمحنا للعقل بهذا الدور الكبير فاننا مما لا شك فيةسوف نعطيةدور اكبر في الامور التطبيقيةوالتفصيلية.وقبل ان يختتم آيةاللةالمدرسي كتابةخصص قسم كبير حول العوامل المساعدةالتي تبعد العقل عن الخطا وتقربةالي الصواب .وهذهالعوامل تنقسم الي قسمين :شروط عامةتتمثل في تجاوز عوامل الخطا النفسيةكالحب وفقد الثقةوالتسرع وتجاوز العوامل المادية، كتاثير المناخ والطبيعةوالوراثةوالبيئة، وشروط اخري خاصةللاستفادةمن العقل في استنباط الاحكام الشرعيةـ واهم ما يذكرةآيةاللةالمدرسي في هذا المجال هو معرفةالعلوم القرآنيةبالاستفادةمن نصوص السنة.وبهذا ينتهي آيةاللةالمدرسي من ذكر الشروط تارك الحديث عن صلب الحديث في مناهج التشريع الاسلامي في الجزء الثاني .
العمل الاسلامي الجزء الاول
الطبعةالاولي عام 1041 هـ عدد الصفحات 273 من القطع الكبير كتاب العمل الاسلامي في جزئةالاول من اغني الكتب التي عالج فيها آيةاللةالمدرسي الناحيةالحركيةفي العمل الاسلامي سواء كفرد او كحركةاو كمجتمع ، وقد ذاع صيت هذا الكتاب منذ صدورةفي مختلف البلاد الاسلامية، واصبح من البرامج الثقافيةوالحركيةالتي تدرس في برامج بعض الحركات الاسلامية، وينقسم هذا الكتاب الي اربعةفصول :
الفصل الاول : ـ الشخصيةالرسالية
ويتحدث فيةالمولف عن القناعات الداخليةلدي الانسان المومن ، ومن ثم انعكاسها علي صورةسلوكةوقراراتةومواقفة، ويبدا الحديث اولا عن الايمان واثرةفي حركةالانسان مقارن ذلك بما حدث لانتصار الثورةالاسلاميةفي ايران حيث اعتمادها علي الايمان ، ان للايمان كما يقول المولف ثلاث مكتسبات لها دور كبير في تحقيق الانجازات الكبري في حياةالافراد والمجتمعات وهي التالي :ـ 1 ـ ان القوي الضاغطةسواء كانت سياسيةام اجتماعيةتوحي للانسن بانةضعيف لا يتمكن من القيام بشي ء، لكن الايمان باللةوالتوكل عليهيجعل الانسان يقاوم لحظات الضعف في ذاتة، ويكتشف الامكانات الكبيرةوالقوي الهائلةالمكنوزةفي داخلة.2 ـ المواجهة، انما هي صراع ارادات قبل ان تكون صراع قوي ، وصاحب الارادةالاقوي لابد انةهو المنتصر، والايمان باللةيقوي هذهالارادةبالتوكل علي اللةوالاعتماد عليه.3 ـ ان الايمان يكون للانسان سند في كل الاوقات ، فالقوةمثلا لو احتجنا اليها وقت الانتصار فاننا نحتاج الي الايمان ليكون واقي ورقيب من شرور النفس وغرورها.ولكن كيف يحصل الانسان علي هذا الايمان ؟ لا يكفي ان تتوفر في الحياةامواج الهداية، وانما لابد من ان يوفر الانسان في نفسةشروط التفاعل معها، والذي يساعد علي ذلك هو ان الهدايةتنسجم مع فطرةالانسان وسلوكةالقويم ، بيد ان عمل الانسان هو الذي يورث الهدايةاو الضلالة، فاذا كان عملةحسن فانةيتقرب الي الهدايةوالعكس والعكس صحيح ايض .بعد ان تهتدي النفس البشرية، لابد ان تكون هذهالنفس وقورةثقليةامام الشهوات .ثم يتحدث المولف حول فكرةهامةفي هذا الكتاب ، هي مسالةالشهادةالحية، ولتوضيح هذهالمسالةيقول المولف :ان الايةالكريمةالتي تقول ولا تموتن الا وانتم مسلمون تعني ان حياةالانسان يجب ان تكون دائم تجسيد لقيم الشريعةفي كل الابعاد، وهذا ما يتضمن مفهوم الاستقامةويقول سماحتةان هذهالشهادةالحيةافضل بكثر من الشهادةالدامية، فالشهادةالداميةتعني تجميع القوي والطاقت ونزول المعركةثم القتل والشهادةفي لحظةواحدة، بينما الشهادةالحيةتعني ان الانسان قد يميت نفسةفي اليوم الواحد مرات عديدةوفي مواقف مختلفة، وهذا الشهادةتتجسد في مقاومةالانحرافات السياسيةاو الاجتماعيةاو النفسية.وهذا اكبر بكثير من الشهادةالدامية، وهذهالشهادةلا تكون للافراد فقط بل للمجتمعات ايض بدلالةالايةالكريمة وكذلك جعلناكم امةوسط لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيد .وفي هذا المجال يتحدث سماحتةعن صفةالفاعليهفي شخصيةالانسان الرسالي التي تعتبر من الصفات الحضاريةلدية، لانةآنئذ سوف يجعل العمل هو الاصل ، بينما القعود ملجا لا يلجا اليةالا بعد حراجةالظروف وصعوبتها.اما في غير هذهالحالة، فانةيتجاوز القيود النفسيةولا يدع لاي تبرير مجالا يمنعةعن العمل متكلا علي اللةسبحانةوتعالي ، وبالاضافةالي هذهالقيود هناك الضغوط الاجتماعيةالتي تقوم بذات الدور المثبط عن العمل ، لكن الانسان يستطيع ان يتلخص من هذهالضغوط اذا استخدم روح تنظيميةمرنةسواء تجاةالزمن او تجاةالكفاءات والامكانات المتاحة، واذا استفاد الانسان من هذين الشيئين يستطيع ان يحقق الفاعليهوالحيويةفي شخصيتة.ثم ينهي سماحتةهذا الفصل بالحديث عن الايمان في الشخصيةالرساليةوالتي تتلخص في مسالتين :ـ الاولي :ـ ان الانسان يعيش في حدود ضيقة، بينما الايمان يعطي صاحبةآفاق واسعة.الثانية:ـ ان بوادر الحضارات الانسانيةالتي قامت في التاريخ ، انما قامت لانها انبثقت من رحاب الايمان وتزودت بطاقةالتوكل عليه.ويتطرق سماحتةبعدئذ الي اثر الايمان علي تفكير الانسان واضع اساس بتحرر الانسان من العوامل الضاغطةوبالخصوص النفسية، لان ذلك سوف يفتح الباب امام الحريةالفكريةلكل ابناء المجتمع ، حتي يتاح لكل واحد منهم تبين احد الاراء المطروحة، واذا تمت هذهالحرية، فان الانسان آنئذ يستطيع تقييم الافكار وفق مقياسيين .مقياس العقل ومقياس الشرع ، ولا يقتصر اثر الايمان علي الفكر فقط، وانما يوثر ايض علي سلوك الانسان ، فيجعلةقويم مترفع عن الصغائر، متطلع الي الامل والاستقامةوالسعادةمتحاشي كل شي ء من شانةتلويث النفس بالجرائم والمعاصي ، وهذا ما يجعل نفس الانسان مطمئنةتجاةكل ما جري في هذا الكون ، لانةبعين اللةوتحت هيمنتةوسلطتة.ثم يبدا آيةاللةالمدرسي الفصل الثاني عن الجماهير والثورة.وفيةيتحدث المولف عن الحاجةالي الثورةويصفها بانها ماسة، معللا ذلك باسباب عديدةاهمها الديكتاتوريةالسياسيةالتي تبرز في اكثر المجتمعات اليوم ، والديكتاتوريةعلي راي المولف لا تبدا من الديكتاتور نفسةوانما ايض بسبب المجتمع الذي يسمح لهذهالحالةبالنمو عنها، بيما اذا مارس المجتمع ارادتةفي الحياةمختار ، فانةسوف يقضي يقضي علي الارضيةالتي تنمي مثل هذهالحالات في المجتمع .ثم يضع المولف عدةوصايا تركز علي ان هدف الحركات عموم في كل الاحوال والظروف يجب ان يكون توعيةالجماهير.ويتدرج في الحديث عن الثورةالجماهيريةومواجهتها للواقع القائم .ويشير هنا الي ان هذهالثورةوالحركات تعمل علي جبهتين :ـ جبهةالتخلف وجبهةالفساد السياسي ، ولكن مواجهةهاتين الجبهتين بالطبع لابد ان يشارك فيةكل القطاعات الشعبية، وليس من الصحيح ان تقوم فئةواحدةاو حركةواحدةفقط لمواجهةذلك ، ولاجل هذهالمشاركةالشاملةفان الحركات يجب ان تعمل من اجل ايجاد تحول جذري في المجتمع اولا.ثم تحارب تجاةهاتين الجبهتين ، ثم يوكد المولف في ذات المسيرةعلي فكرةالامامةالاسلاميةباعتبارها بدايةلتوحيد الشعوب الاسلاميةتحت رايةواحدة.وهنا يطرح المولف ثلاث ملاحظات .1 ـ ان كل انسان مومن لابد ان يفتش عن امام تتجسد فيةالقيم لينضوي تحت لوائة.2 ـ ان الامةالاسلاميةتحتاج الي الامامةفي كل الاحوال والظروف .3 ـ الامامةالاسلاميةتستطيع ان تكون بديلةعن الحزبية، مع الاشارةالي الدور الكبير الذي تقوم بةالاحزاب والمنظمات ، لان الاحزاب قد تودي الي تجزئةالامة، بينما الامامةلا تودي الا الي الوحدة، وهكا فان الافكار والاشخاص المصلحيين قد تتسلل الي هذهالاحزاب بينما الطليعةلا يمكن ان تكون كذلك ، واخير فان الاحزاب مع كل ذلك تكون نظريةللطليعةفي الامة، والامامةباستطاعتها ان تستوعب الجميع .وفي هذا الضمن بضع سماحتةبرنامج لمسيرةالثورة، يجعل فيةالبدايةالقيام بتغيير نفسي ، يكون بموجبةالجميع مستعد للعمل علي الجبهتين الانفتي الذكر، دون وضع الحسابات التي تلاحظ الخسارات الانيةمن اجل تكريس روح الياس والاحباط.ثم يبدا المولف الفصل الثالث بمنطلقات العمل الرسالي ، ويعتبر من اولوياتها التكامليةفي العمل الاسلامي ، سواء في تكامل الخطط او تكامل الابعاد، ويشرح كمثال علي هذهالتكامليةما حدث للثورةالاسلاميةفي ايران ، فلما تحرر الدين من رسالةالفهم الخاطي والضيق ساعد علي بروز فئتين ، الاولي علماء الدين المجاهدين الذين حولوا المسلم الي طريقةمتكاملةللعمل الاسلامي متحدين بذلك كل العواقب والعراقيل ، والثانيةفئةالمثقفين ، الذين تلاحموا مع الجماهير ولم تحصر الواجب في نفسها فقط، وبسبب هذا التلاحم حافظت علي اصالتها وعلي اصالةالجماهير.وفي هذا الاطار يحدد سماحتةعوامل استمرار النشاط الجماهيري مثل الدعم المالي الذي يقوم بدور حاسم في قيام الثورات ، ومثل الثقافةالثوريةالمتناسبةمع هذا الوضع الناهض ولابد من نشر هذهالثقافةحتي تكون ارضيةللثورة، وهنا ايض تكون ، النظرةالمستقبليةللاوضاع ضرورةللانتصار، كما ان هدف وحدةالامةالاسلاميةمقابل الوطنيةالزائفةتطلع سامي للحركات الاسلامية.ويختتم المولف الكتاب بحديثةعن الثورةوالحضارة، ويبدا الفصل بقولةان الحضارةالحاكمةهذا اليوم تتحرك الي شاطي الافلاس ، لانها فرغت من المحتوي الحقيقي للحضارةوهي القيم المقدسةالتي تنظم علاقةالانسان بالانسان وعلاقتةبالاشياء، ولهذا فان الحل الوحيد للبشريةالان هو العودةالي الدين والاستفادةمن الذخائر الروحيةالتي يحتوي عليها من اجل بناء حضارةانسانيةسعيدة.ويرجع المولف قدرةالاسلام علي ذلك الي مسالتين :ـ الاولي :ـ لوجود القرآن الحكيم الذي لم تمتد اليةيد التحريف والضلال .الثانية:ـ امتلاكةسيرةوضاءةطبقت تعاليم هذا الكتاب ، وكانت النتيجةسعادةشاملةللبشرية.وهنا يوكد الاسلام علي ان الانسان اهم من كل شي ء، واذا حلت المشكلةفي هذا الانسان ، فان كل شي ء سوف يصبح علي ما يرام ، فمثلا تستخدم الانظمةالحاليةعدةطرق واساليب للحد من الحروب والجرائم .ياتي الاسلام ويضع افضل الحلول لذلك ، وهو ان الحل انما يكون من ذات الانسان .ففي مجال الحضارةالاسلاميةيقول المولف ان كل حضارةفي التاريخ تعتمد علي نقطةارتكاز ونقطةانطلاق ، والحضارةالاسلاميةارتكزت في بدايةانطلاقها علي الفكرةالرساليةالتي جاءت من السماء.ويختتم المولف الكتاب بالتاكيد علي ان الامةالاسلاميةبحاجةالي ركنين يتم بهما انشاء الحضارةالسعيدة، الركن الاول هو الايمان الذي يتكفل لتفجير الطاقات وتحصين الامةعن الانهيار من الداخل ، والطاقات التي يتكفل بها الايمان هي التالي :ـ 1 ـ مخزون ثقافي هائل يشتمل علي كتاب اللةعز وجل .2 ـ رصيد تاريخي يتجلي في بطولات الاجداد.3 ـ رويةسليمةوواضحةنابعةمن فلسفتنا العقائديةالخاصةتجاةالكون والحياةوالركن الثاني هو العلم .واخير فان الحضارةاساس ليست اشياء تستهلك او تشتري ، وانما هي حالةفي اشخاص تصنع الاشياء وتستفيد من الامكانات لبناء هذهالحضارةالراشدة.
العمل الاسلامي الجزء الثالث
الطبعةالاولي 0141 هـ عدد الصفحات 425 من القطع الكبير كتاب العمل الاسلامي في جزئةالثالث نحي ايض منحي الجزء الاول في معالجتةلعدةقضايا تحتاجها الامةفي مسيرتها الناهضة، وقد جاء في تمهيد الكتاب تصحيح المفاهيم وتطوير الثقافةواجراء جرد متاني للمسالةالثقافيةالشائعةيعتبرها علماء الحضارات احد اهم الاعدةالتي تتكي عليها الحضارة، ذلك لان خيمةالحضارةانما تتطور وتنمو علي وتد الثقافةوالحيويةالتي يعتبر البعض وجود نقيضها اساس التخلف والتوقف .اذا آمنا بالفكرةالمتقدمة، فانةلابد لنا:ـ ان نومن كذلك بان صواب النظرةالثقافيةتجاةالقضايا والاحداث ليست عمليةسهلةيقوم بها كل من شاء، بل انها عمليةمعقدةيستطيع القيام بها كل من ارتوي بثقافةالقرآن وانتهل من معين التجارب المتراكمةوتشبع بروح مرنةتلاحق الاحداث وتتابع المتغيرات وتكتشف الملابسات وتدرك المخفيات ، وهذهالمواصفات لا يلقاها الا من نال حظ عظيم من ثقافةالعمق وتجارب الزمن اذ انةلولا وجود هذهالمقدمات ما كان يمكن التماشي مع الاحداث واعطاء رويةثاقبةلها، باعتبار ان لبعضها امتدادات تطول الي سنين بل الي عقود من الزمن واكثر، وهذا ما يجعل مهمةالتحليل والتطوير الثقافي اكثر تعقيد .وتزداد النظرةالصائبةلهذهالاحداث تعقيد ، اذا اصبحت هذهالنظرةمقدمةلمسيرةمتكاملةتصبح بموجبها ايةفكرةداعيةالي التزام سلوكي ، وليست فكرةمحنطةلا ترتبط في اي وجةمن الوجوةبالواقع ، اذ كما هو معلوم ان الثقافةليست قوالب جامدةيتم تخزينها في ذهن الانسان ، بقدر ما هي التزامات عملية، ومن هذا الفرق يمكن ايض ادراك الفرق بين النمط الثقافي الذي يومن بةمن تفاعل مع الحالةالاسلاميةوشاركوا فيها، وبين النمط الثقافي الذي يومن بةمن هم خارج الدائرة، اذ ان الاولي ثقافةتدعو الي عمل وحركةوتطوير، والثانيةثقافةتدعو الي جمود وانعزال وانطواء عن التطورات .اذا تمت هذهالمقدمة، فاننا نبدا باستعراض موجز لكتاب العمل الاسلامي الذي يجسد خلاصتةالملاحظات التي ذكرت ، وهو ينقسم الي ثلاثةفصول ، الاول يتحدث فيها عن اسس العمل الاسلامي حسب توصيات الشريعةالغراء لهذا المشوار، وركز المولف فيةعلي الحديث عن صفات متعددةمثل فلسفةالولاية، حيث يرجع اساسها الي جهتين ، فهي تنفع اولا في الخروج من ولايةالذات ، لان الانسان عادةما ياتمر بولايةذاتةومصالحةوشهواتة، وثاني الولايةالالهيةتجعل النسان يخرج من اي ولايةدون اللةعز وجل .لان هذهالولايات تعتمد علي محاور مزيفةوانتماءات منحرفةولها اكبر الاثر في تكريس التخلف في الامةالاسلامية، ثم يتحدث المولف عن التوحيد باعتبارةاساس مهم من اساسات الدين ، لانةهو الذي يقدر علي رفع غشاوات الجهل وحجب الضلال عن قلب الانسان ، ليتصل قلبةمباشرةبنور الحقيقة، ان هذا التوحيد يكون حصن للمومن امام ما يجري عليهمن هموم ومشاكل وتحديات .ولكن ما هو دليلنا الي هذا التوحيد؟ يقول آيةاللةالمدرسي ان عقل الانسان يتميز بانتقالةمن الحقائق المشهودةالي الحقائق المغيبة، والعقل حينما يشاهد ظواهر هذا الكون يصل الي معرفةاللةسبحانةوتعالي ، وهذا العقل بالطبع لةدور كبير في الحياة، اهمها ربط الحوادث ببعضها البعض خصوص بالنسبةالي جزئيات الشريعة، اذ ان اكثر الايات القرآنيةتتحدث عن الخطوط العريضةللشريعةاو ما يسمي في الفقةبالاصول العامة وفي القران الهدي والعقل هو الذي يقوم بربط الجزء بالكل والمسالةالثانيةالتي يقوم بها العقل هي التفصيل .وهذا التوحيد لةثمرات عديدةكالقوةوالاستقلال .ثم يتحدث المولف عن اساس آخر من اسس العمل الاسلامي وهو الجهاد الذي يعتبر نهر جاري لغفران الذنوب ، وهذا الجهاد ينسجم مع الفتنةالتي عجنت بها طبيعةالدنيا ويستشهد المولف علي ذلك باحاديث كثيرةعن الرسول الاكرم ص :ـ >ساعات الهموم ساعات الكفارات ، ولايزال الهم بالمومن حتي يدعةومالةمن ذنب وفي طريق الجهاد هذا، هناك مسالةلابد من الحديث عنها وهي علاقةالمجاهدين والمصلحين بالمجتمع ، وهذهالعلاقةكما يراها الاسلام تتجلي في حب هولاء المجاهدين العميق للانسان كانسان وسعيهم الحثيث من من اجل انقاذة.والانبياء هم افضل من جسد هذهالعلاقة.ثم يتحدث سماحتةعن الايمان والتكامل ، فالايمان في الواقع هو الذي يجبر نواقص الانسان الذاتية، وهذا النقص وجودةفي الانسان وجود طبيعي .بسبب الانحراف في المجتمع وفساد المناهج التربويةوالانظمةالسياسيةوالاقتصاديةوضلالات الاعلام والموسسات الفكرية.مع كل ذلك تعرض علي الانسان نواقص ذاتيةواخري خارجية، واذا اصبح الانسان مومن ، فان بامكانةان يتخلص من النواقص الخارجية، وبسعيةالحثيث ايض سوف يتمكن من التخلص من النواقص الذاتية، ويصل حديثةبعدئذ عن القيادةالاسلاميةباعتبارها نابعةمن القيم الاسلامية، ويعدد المولف طرق التعامل مع القيادة، منها التعامل القشري في النظر اليها حيث يعتبرها هذا الصنف مبعث للرزق ومصدر للعطاء، اما النظرةالرساليةفانها تكون امتداد لايمانهم بالغيب وايمانهم بالرسول ، حتي لو لم توجد لهذهالقيادةمكاسب ماديةظاهرة، ولذلك فان هذهالقيادةهي المنتصرة، لانها تستمد شرعيتها من القيم ، فتصب جهودها علي تحصيل الامكانات حتي لو لم تكن ظاهرةمستفيدةفي ذلك من بعث روح الانتاج ، وبجانب ذلك ايض تربي هذهالقيادةالناس اخلاقي ساعيةالي ان تقتحم بهم مجالات التقدم ، بينما القيادات الاخري تخشي من التطوير والابداع وتعتمد علي الاستهلاك لا الانتاج .ويختتم المولف هذا الفصل بالحديث عن اولويات الاهداف الاسلامية، ويحدد سماحتةهذهالاولويات موكد بان هدايةالانسان واخراجةمن ظلمات الجهل والهوي الي نور العلم والتقوي ياتي في الصدارة، علي الرغم من ان هناك اهداف اخري كبري تتمثل في تحكيم سلطان اللةعز وجل علي الارض ، الا ان هذا الهدف اذا تعارض مع الهداية، فان الهدايةتقدم عليه، وبمراجعةسريعةوفاحصةلسيرةالنبي الاكرم ص والائمةالمعصومين نكتشف هذهالاولوية.وفي الفصل الثاني يركز المولف علي شروط البناء المستقبلي الذي يكون اساس لبناء مجتمع مومن عصري يتفاعل مع تطورات الزمن الجديد، دون ان يبتعد عن اهداف الشريعةالغراء، وهو في هذا الفصل يناقش من زاويةاخري نقاط الضعف التي تظهر في المسيرةحتي يتسني لةبلورةمشروع متكامل الابعاد التي غفل عنها الكثير سواء عن جهل او عن سابق اصرار وتعمد، وفي هذا الجانب يشدد سماحتةعلي ضرورةالقيام باصلاحات منهجيةحتي يمكن لنا تجاوز مرحلةالتخلف .ان من ينظر الي وضع الامةالاسلاميةيري وكانةقد كتب عليها التخلف والاستضعاف ولكن هل هذا هو الاصل في الدين ؟ يجيب المولف بالنفي ، معتبر ان الثورةعلي الاوضاع الفاسدةالمتخلفةمن طبيعةهذا الدين .بل هي بنت السيرةالمقدسةووريثةالتاريخ الحافل بالجهاد والتضحيات ، لكن الذي حدث في وضع الامةالاسلاميةنتج بسبب فساد المنهج الثقافي التربوي الذي انحرف عن روح القرآن وسيرةالرسول واهل بيتةالاطهار، وبسبب فساد النظام الاجتماعي ، حيث حرفت التجربةالتاريخيةفي صياغةالمجتمع الاسلامي الصحيح ، فصرنا نستورد انماط اجتماعيةمن هنا وهناك لا تتناسب ومعطيات هذا المجتمع ، وفي نفس الوقت انحدرت مجتمعاتنا من قمةشاهقةالي واد سحيق ، ولكي نعيد الحالةالي طبيعتها، نحن بحاجةالي الامل والتعاون وروح الاقتحام ، وفي هذا الضمن يوكد سماحتةعلي ان القيم الحاكمةلها دور كبير في تقدم المجتمع ، مثلا في العالم الغربي هناك قوانين حاكمةمثل السعي والتعاون والتفكير العلمي والمنهجي ، ثم يطرح سماحتةالسبب الاساسي وراء التخلف في الامةالاسلاميةويرجعةالي النمط الثقافي الشائع ، فلو كانت ثقافةالامةثقافةالتحدي والمبادرةوالايجابيةوالتفاول والوحدةوالتعاون ، فان الامةسوف تزداد مع مرور الزمن قوةوعلوا.اما لو كانت ثقافتها تدعوها الي التبرير والسلبيةوالتشاوم والانهزاميةفان الامةانئذ سوف تتقبل الهزائم تلو الهزائم وبرحابةصدر ايضا.ولكي يتجاوز المجتمع الاسلامي هذهالمرحلة، فان التزامةباحكام القرآن كفيل بعلو هذا المجتمع .ويوكد المولف علي مقدمتين هامتين .هما الطموح والتغيير الاجتماعي ، وعلي هذا الاساس فان المسلمين مدعوون الي التفكير في التغيير النفسي والاجتماعي قبل التغيير السياسي .والمولف في هذا الاطار يوكد علي ضرورةالانتماء، انتماء كل واحد من ابناء المجتمع الي موسسةفاعلة، لان هذا الانتماء ينمي روحيةالانسان ويفجر طاقاتةوكفاءاتةبينما اذا عاش منفردا فسوف تتعشعش في ذاتةحالةالسلبيةوالتشاوم ، ومن هنا يدعو سماحتةالي تكوين كيان اجتماعي ذاتي ، وهذا يتم بتشكيل موسسات حضاريةخاصةبالمجتمع وهذهالموسسات تكون علي الشكل التالي :ـ 1 ـ موسسةطلائعيةينتمي اليها الشباب المومن .2 ـ موسسةاقتصاديةخيريةتقوم بادوار اجتماعيةوتهتم بالحلقات الضعيفةفي المجتمع .3 ـ موسسةاقتصاديةذات نفع خاص وتسعي لامداد المشاريع الدينيةونصرةالاهداف المقدسة.4 ـ موسسات رياضية.ثم يشرح المولف الوظيفةالملقاةعلي عاتق الرساليين في اوقات المحن والشدائد والمنطلقات ، موكدا علي ان الانسان المومن يعتبر نصرةالرسالةبرنامجا دائما وعلي كل حال ، غايةالامر هناك اختلاف في الاساليب والوسائل ، وهذا الاستمرار نابع من ان الرسالي يحمل قضيتةويجعل نفسةبمستوي تلك القضيةفي كل الاحوال والظروف .ويضع المولف الاعلام المبدع والناقد من شروط البناء المستقبلي ، لان المهمةالاولي للانسان المومن هي حمل رسالات اللةعز وجل وتبليغها والدعوةاليها، وهذا العمل يتطور ويتكامل اذا جعل كل واحد من نفسةجهازا اعلاميا متكاملا، وتطور تطورا سريعا بموازاةالتطور العالمي .غير ان هذا الامر لم يلاحظ حتي الان بصورةكبيرةعلي الاعلام الاسلامي عموما.ويحذر المولف هنا من ضلالات الاعلام الاجنبي ، لانةغزو ثقافي واعلامي مبرمج علي امتنا الاسلاميةويوثر بصورةكبيرةعلي مظاهر الناس ، بل وحتي في مناهج تفكيرهم وايمانهم بالافكار والاطروحات ، ولمواجهةهذا الاعلام فان القرآن الحكيم يوكد علي القوةفي حمل الرسالةمن منطلق الواجب والمسووليةومن منطلق الحق .ثم يتحدث المولف عن طريقةالاسلام في البناء الاجتماعي موكدا علي فكرةهامةهي ان النهضةالاسلاميةبناء قبل ان تكون هدما، تماما كما ان الرسالةاقامةلواقع قبل ان تكون هدما لواقع آخر، لانها جاءت للاصلاح وليس لهدم ، وعلي هذا فان الرسالات الالهيةمنهج متكامل لصياغةالمجتمع الفاضل ، وهذهالصياغةقد تكون وقت الرخاء وقد تكون وقت الشدة، غير ان طبيعةهذهالدنيا المتسمةبالظلم والاستضعاف ، فان من واجب الانسان ـ انئذ ـ مواجهةذلك ، وفي هذا الجو يكون الاسلام قادرا علي صناعةانسان جديد يتحدي اسباب التخلف وعوامل الانهيار، وهذا ما يتوضح من تاريخ البناء الاسلامي الاول ، ولهذا استغرب كثير من المحللين السياسيين من سرعةالصحوةالاسلامية، هذهالسرعةالتي تبشر بمرحلةحضاريةجديدةفي العالم ويوكد سماحتةان الانسان الذي صنعتةالتعاليم الاسلاميةهو الميزان القوي الذي يقارن بانسان النظريات الاخري ، فهو الاقوي :ـ بالايمان وبالمواجهةويقول المولف في ذلك ، ولعل ساعةواحدةيعيشها الفرد في خضم المصائب ، ينمو بها اكثر مما يعيشةدهرا في جنةالنعيم .ثم يتحدث المولف عن النفوس الحيويةالتي يمكن لها ان تقوم بهذا الدور الكبير والتي يحدث عنها القرآن في صفاتةلعباد الرحمن ، هذهالصفات التي تخلق لدي الانسان امكانيةالعلو والسمو بشرط التوكل علي اللةعز وجل ، اذ الدين وتعاليمةاداةالانسان لتحقيق طموحةوتطلعةبواسطةارادتةوعقلةمقابل ضعفةوشهوتة.وفي هذا الضمن نتسائل ما هو دور المصلحين وما هي مواصفاتهم ؟ يوكد القرآن الحكيم عبر ذكرةلقصةنبي اللةابراهيم الخليل رمز التحدي والمواجهة، حيث ان هذا النبي العظيم الفرد صمد امام التيار الاجتماعي باكملةولهذا استحق هذا الشخص ان يقود امةويغير تاريخا وهو الذي اطلق عليهالقرآن الحكيم لفظ الامة، ولكن لكي يصل الانسان الي هذا المستوي لابد ان يلاحظ مسالتين :ـ الاولي :ـ ان الانسان المصلح لابد ان يتحدي ضغوط المجتمع ، وفي ذات الوقت يتلافي تاثيرات التاريخ المزيف الذي ورث منةالبعض اسباب القعود والانطواء.الثانية:ـ قراءةالمستقبل انما تتم عبر دراسةالواقع وفهم التاريخ ، ذلك لان الذي لا يقرا المستقبل ، سوف يري نفسةواقعا في اخطاء استراتيجيةكبري .وبهذا يختتم المولف الفصل الثاني ، ويبدا الفصل الثالث والاخير، حيث يقوم فيةبجولةعلي احداث الوطن الاسلامي ، تتميز برويةقرآنيةبصيرة، مضافةالي تحليل سياسي ثاقب يعكس الامل والتفاول وليس الياس والتخاذل ، ويبدا الحديث فيها عن فلسطين باعتبارها قضيةمركزيةتهم كل المسلمين لما لها من ارتباط ديني وثيق بالاسلام وبمقدسات الدين .ويذكر المولف هنا نقطةهامةيقول فيها ان وضع الشعب الفلسطيني لايمكن ان يتحرر الا بمستوي ايماني رفيع ، هذا ما اثبتتةحوادث التاريخ ، حيث ان الاتجاهات التي لا تحمل شعار الاسلام في هذهالقضيةبالذات لن تصل الي مكتسبات حقيقيةوجوهرية، ولعل هذا هو السبب في انبثاق الانتفاضةالباسلةداخل فلسطين معتمدةعلي الاسلام ، لا علي غيرةمن الاتجاهات ، ويوكد سماحتةايضا علي ان شموليةالقضيةالفلسطينية.تفرض علي الامةالاسلاميةجمعاء التفاعل مع هذهالنهضةاعلاميا وتعبويا وسياسيا.ثم ينتقل سماحتةالي الحديث عن اوضاع بعض البلاد الاسلامية، خصوصا العراق حيث تحدث عن المعاناةالتي يعاني منها الشعب العراقي ، ويوكد علي ان الحركةالنوعيةهي جسر انتصار الحركةالاسلاميةفي العراق ، لان التطوير في جانب واحد فقط سوف لن يكفي لازاحةهذا النظام ، فلابد من السعي الي التغيير والتطوير في شتي الابعاد والمجالات .واخيرا يختتم آيةاللةالمدرسي كتاب العمل الاسلامي بالاشارةالي مكتسبات الشعوب التي تحققت خلال هذهالفترةالطويلة، وهذا يعود الي اعتمادها علي قدراتها وتحديد قدرات الاخرين ايضا.لان القوي المسيطرةعادةما تسعي الي تهويل قدرتها وابراز عضلاتها، وهذا التهويل في الواقع هو دلالةعلي بدايةالانحدار والسقوط، لانةتعبير عن قوةلا وجود لها، او لا اقل قوةمتزلزلةفي ذاتها.
البعث الاسلامي
الطبعةالاولي 3041 عدد الصفحات 843 من القطع الكبير يناقش المولف في هذا الكتاب مجموعةمن القضايا المصيريةالتي تواجةالامةالاسلاميةاليوم ويحاول ان يحل مفرداتها ويضع العلاج المناسب لها.وينقسم الكتاب الي خمسةفصول :ـ
الفصل الاول : ـ
ويناقش فيةالمولف منطلقات النهضةالاسلاميةويقول لكي نتعرف علي ماهيةالثورةالاسلاميةوشروطها الذاتيةوالموضوعيةلابد لنا من استنطاق المصادر الاصليةواستقاء افكارنا من منابعها الصافية.ذلك ان فهم اي مبدا لابد ان يكون عبر منهاجةوانطلاقا من قواعدةالفكريةومنطلقاتةالفلسفية.ويضيف وبصائر القرآن واضحةحول الانسان والحياةمما يشكل اطارا لفهم النظريةالاسلاميةفي الثورة.وانطلاقا من هذهالحقيقةيعرف المولف الثورةفي الاسلام بانها تصحيح مسيرةالانسان واعادتةالي النظام ، الي سنن الفطرةوالحياةلينسجم معها ويقطف ثمار الانسجام هذهعاجلا او اجلا وبكلمات اخري اعادةالانسان المنحرف الشاذ عن قاعدةالتوحيد في عالم الخليقةالي حظيرةالايمان وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوةولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلةذلكم وصاكم بةلعلكم تتقون وعليهيجب ان يعاد الانسان الي الصراط المستقيم والي مجموعةالبرامج والمناهج التي يقوم عليها الكون بكل ابعادةوعمليةالاعادةهذههي الثورةبل هي الرسالةفهدف رسالات السماء انما هو تصحيح مسيرةالانسان وهذههي نظريةالحق الالهي التي وردت في القرآن الم تر ان اللةخلق السموات والارض بالحق ابراهيم 91 وبعد تعريف الثورةفي الاسلام يبدا بتوضيح منطلقات الثورةويقسمها الي الحقول التالية:ـ ـ منطلق الثورةفي الحقل الثقافي :ـ ماذا يقول القرآن ازاء سيطرةالطاغوت ثقافيا والارهاب الفكري بكل اشكالةمن الغزو الثقافي والتخدير والتبرير وما الي ذلك ان القرآن الكريم يهتف بنا قائلا الم تر الي الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يومنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هولاء اهدي من الذين آمنوا سبيلا النساء ـ 15.ولا يمكن ان يدعي احد انةيعبد اللةفي ظل الثقافةالجاهليةاجل ان عبادةاللةفي ظل هذهالثقافةتعني الثورةالثقافية ولا ضير مادمنا واعين لدورنا فان الحديث الشريف صريح في ذلك حيث يقول >من استمع الي ناطق فقد عبدةفاذا كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان وان كان الناطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن لذلك فالثورةفي ميدان العلم هي رفضةثقافةالطاغوت وعلماء الطاغوت ولا يحدث ذلك بالطبع الا بالثورةالسياسيةلان الخضوع سياسيا للطاغوت يفرض التبعيةلةفي المجال الثقافي والعلمي من هنا لا يتم نسف النظام الثقافي الطاغوتي الذي يودي الي استضعاف الانسان واذلالةوسلب حقوقةالا عن طريق نسف النظام المستبد برمتةكيلا يبقي العلم قمرا يدور في فلك السياسةاو الاقتصاد او القوةالاجتماعيةوانما يكون العلم للةفقد جاء في الحديث >من تعلم اللةوعمل للةوعلم للةدعي عند اللةعظيما ـ منطلق الثورةفي الحقل الاقتصادي ، ان الاقتصاد دعامةقويةمن دعائم المجتمع وركيزةاساسيةفي اي نظام والاسلام كنظام تشريعي لم يغفل هذا الجانب فقد اوضح سنن اللةالكونيةوالتشريعيةفي عالم الاقتصاد اذ يقول تعالي وخلق اللةالسموات والارض بالحق ولتجزي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون الجاثية22.او كما يقول عز من قائل وان ليس للانسان الا ما سعي ، وان سعيةسوف يري .ان المال يجب ان يكون في خدمةحركةالمجتمع فاذا انحرف الفرد في توظيف مالةضمن هذا الاطار، فعلي المجتمع ان يضع يدةعلي المال ويمنعةمن التصرفات الشاذةوذلك طبقا لما نطق بةالقرآن الحكيم ولا توتوا السفهاء اموالكم التي جعل اللةلكم قياما النساء 5.فالمال من المجتمع والي المجتمع وسيلةللتنميةوتبادل الجهد والتعاون البناء من اجل رفاةالانسان ومن اجل عبادةاللةوبالتالي فهو في سبيل اللةوهذههي سنةاللةفي المال المنسجمةمع السنةالكونية.اما اذا كان المال وسيلةللاستغلال والسيطرةوالتبذير او حتي للكنز بخلا بةفانةليس قياما، وحينئذ فانةمال السفهاء الذي ينبغي الحجر عليه، وهذا يعني ان للمجتمع دورا معينا في صيانةالمال فلا يجوز للفرد السفيةصغيرا كان او مجنونا او مبذرا او مستغلا او بخيلا او احتكاريا التصرف بالمال .لان ذلك مضر بمصالح الفرد وارباك للوضع الاقتصادي العام .ـ منطلق الثورةفي الحقل الاجتماعي ، حينما يقرر القرآن الحكيم موكدا ان اللةيامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، واوفوا بعهد اللةاذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللةعليكم كفيلا ان اللةيعلم ما تفعلون 09 ـ 19 النحل .وفي آيات كثيرةغيرها يوكد علي حرمةالفرد والمجتمع علي حد سواء فللفرد حرمتةكما للمجتمع حرمتةوالحقوق حرمات لا يجوز الاعتداء عليها باي حال من الاحوال .ومن هنا فان الثورةفي الاسلام هي طلب الاصلاح الشامل ضد الانحراف الذي دب في المجتمع او سار نحوةالمجتمع والثورةلا تبدا حينما يعم الاستياء كل الجماهير بعد ان تسحقها الفئةالمنتفعةبطانةوحاشية كلا ان الثورةتبدا منذ اللحظةالاولي التي ينحرف فيها المجتمع سواء كان راضيا او ساخطا.وبعد ان يذكر المولف منطلقات الثورةالاسلاميةياتي لتوضيح الشروط الموضوعيةلعمليةالثورةوالتي يحددها في الشروط التالية:ـ 1 ـ انحراف واضح في مسيرةالمجتمع .2 ـ شعور عميق بهذا الانحراف .3 ـ ارادةحازمةلتغيير هذا الانحراف .4 ـ برنامج عمل لصب تلك الارادةالحازمةفي قناةالتغيير العمليةوبعد ذلك ينتقل المولف لتوضيح برامج الاسلام في تنميةالارادةالثوريةقائلا >ان الارادةالثوريةالصلبةالتي لا تتزعزع في نفس المومن انما هي وليدةالبرنامج الاسلامي في تعاليمةومفاهيمةوعباداتةومعاملاتةفالقرآن كلةتعاليم في هذا الصدد الصيام والتهجد في الليل والدعاء كلها ممارسات عمليةلتقويةالارادةوتنميتها وحتي معاملات الانسان مع الاسرةوالمجتمع في البيت والسوق والجامع والمدرسةتطبيقات مبرمجةمنظمةتنمي الارادةالثوريةبالتوكل علي اللةوالثقةبةوالامل في نصرةوكيف لا تبني الارادةفي الانسان وهو في كل يوم يتحدي المحرمات ويزرع روح التقوي في ذاتةتلك الارادةالثوريةالتي تتبلور في الايام العاديةفي القدرةعلي بناء البلاد وايام مقاومةالحركات والحكومات المنحرفةتصنع المعجزات .ان من اوليات القضايا التي يكن ان نستلخصها من القرآن ما يلي :ـ 1 ـ ان القرآن امام المومن الثوري فعلي الثائر المسلم ان يديم قراءتةلانةسجل ضخم لسيرةالامم وملف حافل بتجارب الانبياء التي لا تستغني عنها اي ثورةرساليةمبدئية.وما اجمل بالثوري ان يكون حافظا للقرآن متسلحا بةلانةسلاح لا يهزم وما اجمل بالثوري ايضا ان يردف القرآن بالنصوص المستلهمةمن آياتةكنهج البلاغةوالصحيفةالسجاديةوهل هناك اجمل من ان يعيش المومن الثوري مع القرآن ويتخذةانيسا وجليسا وحليفا.2 ـ القيادةسواء من تشخيص القائد ومعرفةحقةوالالتفاف حولةوضرورةالانصياع لامرةولزوم الشوري لةثم الاقتباس منةوالتاسي بةومعاونتةفي الامور الصغيرةليفرغ للامور الاكبر.3 ـ الاخلاص في العمل ببذل الجهود في الاطار المرسوم من قبل القيادةبلا جنوح او اتباع الهوي والتمحور حول الحق في كل حركةوالتسربل بلباس التقوي دون ان ننسي لحظةان المنطلق والغايةمن والي اللةسبحانة.فهذهالركائز الثلاث بمثابةالعوامل الذاتيةالتي تساعد علي انجاح الثورةوبلوغ النصر باذن اللةسبحانةوتعالي .
النظريةالعلميةفي الثورةالاسلامية: ـ
تحت هذا العنوان يحاول ان يثبت المولف علميةالثورةالاسلاميةوينفي بالادلةوالبراهين زيف الافتراءات والشائعات والاوراق الصفراء الموجهةضد الحركةالاسلاميةالتي تتهمها بعدم العلميةوالفوضويةوالعفويةقائلا في هذا الصدد حينما نقول الثورةالاسلاميةثورةعلميةلا نعني انها تنفي المبادي ء او انها تستهين بقيمةالوحي والشرع وقوانينهما كما لا نعني انها تنفي قيمةالتجريد والعلوم التي تخضع للحسابات الرياضيةوانما نعني انها تعتمد المبادي ء العلميةالتي يراها الاسلام ولتوضيح الفكرةلابد من توضيح عدةنقاط :ـ 1 ـ ان الثورةالتي لا تعتمد العلم كحقيقةاساسيةفهي ليست علميةولايهم العاملين فيها ان يصلوا الي نتائج وانما همهم العمل وكان العمل لا يرتبط بالنتائج >ينبغي ان نعمل ولا ندع فجوةبين العمل وبين النتيجةاي لابد ان نخطط لكافةالمراحل التي نجتازها حتي النصر.2 ـ ان الثورةالاسلاميةالحق لا تعتمد الوحي فقط كمصدر لصنع المستقبل فالوحي طريق واحد فقط للمعرفةوهو موجةبشكل رئيسي لاثارةالقيم العقليةالموجودةلدي الانسان وفي نفس الوقت يرسم الاستراتيجيةالعامةوالخطوط العريضةلتحرك الانسان .3 ـ الثورةالاسلاميةهي التي تعتمد العلم وتعمل بةوتسير وفقةفالقرآن الحكيم يقول >ولا تقف ما ليس لك بةعلم ان السمع والبصر والفواد كل اولئك كان عنةمسوولا.