أضواء حول الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أضواء حول الحج - نسخه متنی

عبد الله جوادی آملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







نقد الكلام المذكور



لا بد من الإشارة إلى أن الموارد
المذكورة ليست من عداد الآيات القرآنية كي يقول: «إن الحمائم لا تشعر بالخوف;
لأن البيت مكان آمن». ولكن ثِقل الشُبهة يكمن في الموارد الأخرى المتمثلة في
أن الحيوانات المتوحشة لا شأن لها بالحيوانات الأليفة فعلا، حيث لو تمّ إثبات
ذلك، لأصبح أمراً جديراً بالنظر والتأمل. وأما مسألة عدم وقوف الحمائم على
سطح الكعبة، فهي غير مؤكدة; لأنه لوحظ أحياناً وقوفها على سطح
الكعبة.


إلاّ أنّ ما كان من الآيات، هو لو
قصد من أراد خرابها، فإنه ـ سبحانه وتعالى ـ لن يمهله طرفة عين أبداً، مثل
حادثة أبرهة وأصحاب الفيل،
التي كانت معجزةً خارقةً للعادة. ومثل هذه الآثار تعدّ آثاراً تكوينية، لابد
من بقائها وثباتها، وأدنى مستوى يدل على آية الكعبة، هي آيتها التكوينية، حيث
ما انفك الأمن موجوداً في مكة، وأن الله سبحانه وتعالى أخضع ذلك المجتمع
العاصي المتوحش بحيث جعلهم يجلّون حرمة هذا البيت ويحترمونها، والآيات
التالية من قبيل: {الذي أطعمهم من جوع
وآمنهم من خوف}41 و {أوَلَم
يَروا أنّا جعلنا حرماً آمناً ويُتخطّفُ النّاسُ من حولهم
...}42وقوله تعالى {وقالوا إن نتّبعِ الهدى معكَ نُتخطَّف من أرضنا
أوَلَم نُمكّن لهم حَرَماً آمِناً يُجبى إليه ثمراتُ كلِّ
شيء}43، هذه الآيات تتعلق بالعصر الجاهلي وقبل تشريع
مسألة الأمن. إذن فإن حكم الأمن التشريعي ـ جاء بعد ظهور الإسلام، إلاّ أنّ
القرآن الكريم يذكر الأمن الموجود منذ زمن الجاهلية وحتى ظهور الإسلام كدليل.
وإلاّ فإن جميع هذه الآيات الشريفة نزلت بعد ظهور الإسلام، ولكنها جميعاً
تذكّر بالأمن الشائع قبل الإسلام.


تجدر الإشارة إلى أن الآية الشريفة:
{ومَن يُرد فيه بإلحاد بظُلم نُذِقه من عذاب
أليم}44 يحتمل أن تشير الى من يمارس الظلم في خصوص الحرم
والبيت، فإن الله سبحانه وتعالى سيضطره إلى عذاب أليم، نظير حادثة أبرهة
وأصحابه، الذين أخذهم الله تعالى بعذابه. إلاّ أنّ الذي يظلم الناس في خصوص
الحرم، من الممكن أن لا يؤاخذه الله تعالى في مدة قصيرة ويمهلهُ إلى أجل
قريب.


وبعبارة أخرى فإن مفاد هذه الآية
مفاد قوله تعالى: {إنّ الذينَ يأكلونَ
أموالَ اليتامى ظلماً إِنَّما يأكلونَ في بطونِهم
ناراً}45، حيث إنها تشير إلى المنع التشريعي; لأن كلّ من
يأكل المال الحرام إنّما يأكل في بطنه ناراً، إلاّ أنه جاء التعبير على هذا
النحو بخصوص الذي يأكل مال اليتيم، لأن اليتيم في واقع الحال هو مظلوم لا
ملاذ له، وإلاّ فإن مثل هذا الحكم، يسري على المال الحرام وإن لم يكن من مال
اليتيم. إلاّ أنّه لو كان دعاء الظلم خصوص الحرم، فإن الله تعالى أشدّ
انتقاماً وأنكى.


وفي نهاية هذه الطائفة من الآيات فإن
القرآن الكريم وبعد أن ردّ شبهات أهل الكتاب بخصوص حلّية وحرمة الطعام
والقبلة، وبيّن أهمية الكعبة وزيارتها انتقل إلى القول: {ومَن كفر فإن الله غني عن
العالمين}46.


/ 17