بعض الأحداث التي مرت على الكعبة في التاريخ
لقد طوت
الكعبة وراءها ماضياً طويلا وأحداثاً كثيرة، ولعل إحدى الحوادث المرّة التي
واجهت هذا البيت الشريف ـ الذي كان معبد الأنبياء وقبلة الأولياء ـ هي في
جعله معبداً للأصنام لفترة طويلة من الزمن; أي إن الوثنيين وعبدة الأصنام من
أهل الحجاز، كانوا يضعون الأصنام فوق الكعبة وأحياناً داخلها، ويفتخرون
بمفاتيح وسدانة هذا البيت. لقد طهّر القرآن الكريم الكعبةَ من جميع النجاسات.
وذكّر جميع الأنبياء بقول إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام); {أن طهِّرا بيتيَ للطّائفينَ}7. فكان الجميع ملزمين بتطهير الكعبة من نجاسة الأصنام، ليكون قبلة ومحل طواف للمصلين وزوّار
الله تعالى.
وفي زمن الجاهلية، كانت سقاية الحاج
وعمارة بيت الله من مسؤولية عبدة الأصنام. وكان للكعبة مفتاحٌ وسدانة
للبيت.
وهو منصب ينتقل من فرد إلى آخر
بالتناوب. وأحد الذين نال سمة سدانة الكعبة، رجل يدعى أبو غشان وبينما كان
ثملا في إحدى الليالي، باع هذا الرجل حقَّ سدانة الكعبة ببعير وقربة من
شراب.
لقد ألغى الإسلام جميع القيم الخرافية
وقال: {أجعلتم سقايةَ الحاجّ وعمارةَ
المسجدِ الحرامِ كمن آمن باللهِ واليومِ الآخرِ وجاهدَ في سبيل
الله}8.
حيث إن هذه الآية نزلت عندما طرحت
مسألة خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)وأراد بعضٌ أن يفضل نفسه عليه
فخاطبهم الله تعالى بهذه الآية الشريفة.