احادیث ام المومنین عائشه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احادیث ام المومنین عائشه - جلد 1

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وطـاف رسـول اللّه (ص ) بالبيت ولما راى ابو سفيان الناس يطاون عقب رسول اللّه (ص ) قال في نـفسه : لو عاودت الجمع لهذا الرجل اتوب الى اللّه واستغفر اللّه واللّه ماتفوهت به الا شيئا حدثت به نفسي .


وقـال مـرة اخـرى في نفسه : ما ادري بما يغلبنا محمد؟ سفيان : اشهد انك رسول اللّه ((626)) .


وخـرج رسـول اللّه (ص ) الى حنين لحرب هوازن ((627)) , وخرج معه جماعة من قريش قال
المقريزي : (ص 405): (وكان قد خرج رجال مكة على غير دين ينظرون على من تكون الدائرة
فـيـصـيبون من الغنائم , منهم ابو سفيان بن حرب ومعه معاوية بن ابي سفيان خرج ومعه الازلام في
كنانته وكان يسير في اثر العسكر, كلما مر بترس ساقط او رمح او متاع حمله حتى اوقر جمله ),
ولما انهزم .


المسلمون في اول الحرب , تكلم نفر من قريش في ذلك كما ذكره ابن هشام وقال ((628)) :.


فلما انهزم الناس , وراى من كان مع رسول اللّه (ص ) من جفاة اهل مكة الهزيمة , تكلم رجال منهم بما
في انفسهم من الظغن ((629)) فقال ابو سفيان بن حرب :.


(لا تـنـتـهـي هزيمتهم دون البحر) وان الازلام لمعه في كنانته وقال غيره : (الان بطل السحر)
اليعقوبي 2/47.


ثـم انتصر رسول اللّه , واعطى المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين مائة بعير يتالفهم , واعطى ابا سفيان
وابـنـيـه يـزيد ومعاوية من الابل مائة مائة , ومن الفضة اربعين اوقية , فقال ابو سفيان : واللّه انك
لـكـريم , فداك ابي وامي , حاربتك فلنعم المحارب كنت , ولقد سالمتك فنعم المسالم , فعتب على ذلك
الانصار, فقال لهم النبي (ص ): اني تالفت بهم قومهم ليسلموا ووكلتكم الى اسلامكم ((630)) .


دخـل ابو سفيان في الاسلام , غير ان المسلمين لم ينسوا مواقفه منهم , فكانوا لا ينظرون اليه , ولا
يـقـاعـدونه , على ما رواه مسلم في صحيحه ((631)) , وروى ايضا ان ابا سفيان اتى على سلمان ,
وصـهيب , وبلال في نفر, فقالوا: واللّه ما اخذت سيوف اللّه من عنق عدو اللّه ماخذها قال : فقال ابو
بـكـر: اتـقـولـون هـذا لـشيخ قريش وسيدهم ؟ فاتى النبي (ص ), فاخبره , فقال : ياابا بكر اغـضـبتهم , لئن كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك فاتاهم ابو بكر فقال : يا اخوتاه اغضبتكم قالوا: لا,
يغفر اللّه لك يا اخي ((632)) .


كـان ذلـك فـي عـصـر رسـول اللّه (ص ) امـا فـي عـصر الخليفتين فكان ما ذكره ابن عساكر,
((633)) اتقول
: ان ابا بكر اغلظ يوما في الكلام لابي سفيان , فقال له ابو قحافة : يا ابا بكر هـذه المقالة لابي سفيان ؟ فقال له : يا ابه رفع , وبيت ابي سفيان في ما وضع .


وروى ان عمر بن الخطاب قدم مكة , فقالوا له : ان ابا سفيان ابتنى دارا, فالقى الحجارة فحمل علينا
الـسـيل , فانطلق معهم عمر, وحمل الحجارة على كتف ابي سفيان , فرفع عمر يده وقال : الحمدللّه
الذي آمر ابا سفيان ببطن مكة فيطيعني .


وروى انـ عمر اجتاز في سكك مكة , وامرهم ان يقموا افنيتهم , ثم اجتاز بعد ذلك فراى الفناء كما
كـان , فـعلا ابا سفيان بالدرة بين اذنيه , فضربه , فسمعت هند قالت : ابصر به , اما واللّه لرب يوم لو
ضربته لاقشعر بك بطن مكة , فقال عمر: صدقت ولكن اللّه رفع بالاسلام اقواما ووضع به آخرين .


هـكـذا اذل الاسـلام ابـا سفيان واعز غيره , فكان في نفسه على الاسلام والمسلمين ما ظهر على
فـلـتات لسانه , ومن ذلك ما رواه جمع من المؤرخين عن ابن الزبير انه قال : كنت مع ابي باليرموك ,
وانا صبي لا اقاتل , فلما اقتتل الناس نظرت الى ناس على تل لا يقاتلون , فركبت وذهبت اليهم واذا ابو
سفيان بن حرب ومشيخة من قريش من مهاجرة الفتح , فراوني حدثا, فلم يتقوني , قال :.


فـجـعـلـوا واللّه اذا مـالت المسلمون وركبتهم الروم يقولون : (ايه بني الاصفر) فاذا مالت الروم
وركـبـتـهم المسلمون قالوا: (ويح بني الاصفر) فلما هزم اللّه الروم اخبرت ابي , فضحك , فقال :
قاتلهم اللّه ابوا الا ضغنا, لنحن خير لهم من الروم ((634)) .


وفـي رواية اخرى عنه : فكانت الروم اذا هزمت المسلمين , قال ابو سفيان : (ايه بني الاصفر) فاذا
كشفهم المسلمون , قال ابو سفيان :.





  • وبنو الاصفر الكرام ملوك
    الــروم لم يبق منهم مذكور.



  • الــروم لم يبق منهم مذكور.
    الــروم لم يبق منهم مذكور.



فلما فتح اللّه عليهم , وحدثت به ابي , اخذ بيدي يطوف على اصحاب رسول اللّه (ص ) يقول : حدثهم ,
فاحدثهم , فيعجبون من نفاقه ((635)) .


وعـندما ولي عثمان الخلافة دخل عليه ابو سفيان , فقال : يا معشر بني امية تيم وعدي حتى طمعت فيها, وقد صارت اليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي الكرة , فواللّه ما من جنة
ولا نار, فصاح به عثمان : (قم عني , فعل اللّه بك وفعل ) ((636)) .


وفـي روايـة اخـرى انـه قـال : يا بني امية ارجوها لكم , ولتصيرن الى صبيانكم وراثة , فانتهره عثمان وساءه ما قال ((637)) .


وفـي روايـة اخرى : دخل ابو سفيان على عثمان بعد ان كف بصره , فقال : هل علينا من عين قال : لا
فقال : يا عثمان ((638)) .


وفي هذا العصر كان ما روي عنه : انه مر بقبر حمزة , وضربه برجله وقال : يا ابا عمارة الذي اجتلدنا عليه بالسيف امس صار في يد غلماننا اليوم يتلعبون به ((639)) .


ادرك ابـو سـفيان امنيته بولاية عثمان على الخلافة , وتوفي في عصره , سنة احدى او اثنتين , او
ثلاث , او اربع وثلاثين , وقد نيف على الثمانين او التسعين .


اما هند, فكانت قد توفيت قبله في عصر الخليفة عمر ((640)) .


معـاوية :.


اما معاوية فلم يكن في الجاهلية بدعا عن ابويه وذويه في حروبهم لرسول اللّه (ص ) والمسلمين ,
ولما راى ان اباه اقبل يسلم , خاطبه بقوله :.





  • يا صـخر, لا تسـلمن فتفضحنا
    بعد الذين ببدر اصبحوا مرقا.



  • بعد الذين ببدر اصبحوا مرقا.
    بعد الذين ببدر اصبحوا مرقا.



خالي وعمي ((641)) وعم الام ثالثهم




  • وحنظل الخير قد اهدى لنا الارقا.
    والراقصات به في مكة الخرقا.
    عاد ابن حرب عن العزى اذا فرقا
    عاد ابن حرب عن العزى اذا فرقا



  • لا تتركنن الى امر تقلدنا
    فالموت اهون من قول العداة لنا
    عاد ابن حرب عن العزى اذا فرقا



((642)) .


واسـلـم مـعاوية بعد الفتح في من اسلم , وكان نصيبه من غنائم حنين مائة ناقة واربعين اوقية اسوة
بـغـيره من المؤلفة قلوبهم الذين تالف النبي قلوبهم بذلك , ثم تكرم عليه واستكتبه في من استكتب من
اصـحـابه , وبعث النبي اليه ذات يوم ابن عباس يدعوه ليكتب له , فوجده ابن عباس ياكل , فاعاده النبي
اليه يطلبه , فوجده ياكل , الى ثلاث مرات , قال النبي فيه (لا اشبع اللّه بطنه ) ((643)) .


وكـان مـن خـبـره يـوم ذاك , ان امـراة مـن المهاجرات استشارت النبي فيه وفي رجلين كانوا قد
خطبوها, فقال رسول اللّه في معاوية : (اما معاوية فصعلوك لا مال له ) ((644)) .


وخرج رسول اللّه في سفره , فسمع رجلين يتغنيان واحدهما يجيب الاخر وهو يقول :.





  • يزال حـواري لوح عـظامه
    زوى الحرب عنه ان يجن فيقبرا.



  • زوى الحرب عنه ان يجن فيقبرا.
    زوى الحرب عنه ان يجن فيقبرا.



فـقـال الـنبي : (انظروا من هما؟), فقالوا: معاوية وعمرو بن العاص , فرفع رسول اللّه يديه فقال :
(اللّه م اركسهما في الفتنة ركسا, ودعهما الى النار دعا ((645)) .


وفي حديث آخر: ان رسول اللّه رآهما في غزاة تبوك يسيران , وهما يتحدثان , فالتفت الى اصحابه ,
فقال : اذا رايتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما, فانهما لا يجتمعان على خير ابدا ((646)) .


وفي رواية : رآهما مجتمعين فنظر اليهما نظرا شديدا, ثم رآهما في اليوم الثاني , واليوم الثالث , كل
ذلك يديم النظر اليهما, فقال في اليوم الثالث : (اذا رايتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين , ففرقوا
بينهما فانهما لن يجتمعا على خير) ((647)) .


ونظر رسول اللّه ذات يوم الى ابي سفيان وهو راكب ومعاوية واخوه , احدهما قائد والاخر سائق ,
قال : (اللّه م العن القائد والسائق والراكب ((648)) .


هـذا الـى غيره من حديث كثير لرسول اللّه فيه وفي اسرته ((649)) ينبئنا عن مكانة معاوية في
ذلك العصر.


ومـن بعد رسول اللّه لما استخلف ابو بكر, وارسل يزيد بن ابي سفيان في من ارسله من الامراء في
السنة الثالثة عشرة من الهجرة , سار معاوية تحت لواء اخيه يزيد.


وفـي عـهـد عمر لما طعن يزيد سنة ثماني عشرة بالطاعون , واحتضر, استعمل اخاه معاوية على
عمله ـ دمشق وجندها ـ فاقره الخليفة على ذلك ((650)) .


ولـما دخل عمر الشام , تلقاه معاوية في موكب عظيم , فقال فيه عمر: (هذا كسرى العرب ) فلما دنا
مـنـه , قـال له : (انت صاحب الموكب العظيم ), قال : نعم يا امير المؤمنين ذوي الـحـاجات ببابك ؟ قال : مع ما يبلغك من ذلك , قال : (ولم تفعل هذا العدو بها كثير, فيجب ان نظهر من عز السلطان ما نرهبه ((651)) الحديث .


ولـما استخلف عثمان , جمع له الشام , وارخى له زمامه , فانطلق معاوية على سجيته , لا يردعه عما
يشتهيه رادع .


ومـن قـصصه في الشام ما كان بينه وبين عبادة بن الصامت الخزرجي احد نقباء الانصار, وكان احد
خـمـسـة جمعوا القرآن على عهد رسول اللّه ((652)) (ص ), فقد ارسله عمر بن الخطاب في
امـارة يزيد بن ابي سفيان الى الشام ليعلم الناس القرآن , فاقام بحمص حتى اذا مات يزيد وولي بعده
معاوية , سار في جنده .


روى مـسلم ((653)) ان معاوية غزا غزاة كان فيها عبادة بن الصامت , فغنموا فيما غنموا آنية من
فـضـة , فـامر معاوية رجلا ان يبيعها في اعطيات الناس , فتسارع الناس الى ذلك ـ وفي تهذيب ابن
عساكر: فباع الاناء بمثلي ما فيه او نحو ذلك ـ فبلغ عبادة ابن الصامت , فقام فقال : اني سمعت رسول
اللّه (ص ) يـنـهـى عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة الا سواء بسواء وعينا بعين , فمن زاد او
ازداد فقد اربى فرد الناس ما اخذوه , فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال : الا ما بال رجال يتحدثون عن
رسـول اللّه احاديث قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه , فقام عبادة بن الصامت , فاعاد القصة , ثم
قال : لنحدثن بما سمعنا من رسول اللّه (ص ) وان كره معاوية او قال : وان رغم ما ابالي ان لا اصحبه
فـي جنده ليلة سوداء, وفي مسند احمد 5/319, والنسائي 20/222 اني واللّه لا ابالي ان لا اكون
بـارض يـكـون بها معاوية وفي اسد الغابة والنبلاء بترجمة عبادة : ان عبادة انكر على معاوية شيئا
فـقـال : لا اساكنك بارض فرحل الى المدينة فقال له عمر: ما اقدمك ؟ فاخبره بفعل معاوية , فقال له :
ارحـل الـى مكانك , فقبح اللّه ارضا لست فيها وامثالك فلا امرة له عليك وفي النبلاء ((654)) ان
عـبـادة بن الصامت كان مع معاوية فاذن يوما, فقام خطيب يمدح معاوية ويثني عليه فقام عبادة بتراب
فـي يـده , فحثاه في فم الخطيب فغضب معاوية فقال له عبادة : انك لم تكن معنا حين بايعنا رسول اللّه
(ص ) بـالـعقبة ـ الى قوله ـ وان نقوم بالحق حيث كنا, لا نخاف في اللّه لومة لائم وقال رسول اللّه
(ص ): اذا رايتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب .


وذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته فقال له عبادة : امك هند اعلم منك , فاتم خطبته ثم صلى
ثم ارسل الى عبادة : فنفذت رجال من الانصار معه فاحتبسهم ودخل عبادة , فقال معاوية : الا تتقي اللّه
وتستحي من امامك ؟ فقال عبادة : اليس قد علمت اني بايعت رسول اللّه (ص ) ليلة العقبة اني لا اخاف
فـي اللّه لومة لائم ؟ ثم خرج معاوية عند العصر فصلى , ثم اخذ بقائمة المنبر فقال : ايها الناس ذكرت لكم حديثا على المنبر, فدخلت البيت , فاذا الحديث كما حدثني عبادة فاقتبسوا منه فهو افقه
مني ((655)) .


نـرى ان هـذا كـلـه كـان فـي عـصـر عـمر, اما في عصر عثمان فانه كان ما رواه ابن عساكر
والذهبي ((656)) , وقالا:.


ان عبادة بن الصامت مرت عليه قطارة ((657)) وهو بالشام تحمل الخمر, فقال : ما هذه ازيت قيل :
لا, بـل خـمـر يـبـاع لفلان فاخذ شفرة من السوق فقام اليها, فلم يذر فيها راوية الا بقرها ـ وابو
هـريـرة اذ ذاك بـالشام ـ فارسل فلان الى ابي هريرة , فقال : اتمسك عنا اخاك عبادة , اما بالغدوات
فـيـغدو الى السوق يفسد على اهل الذمة متاجرهم , واما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل الا
شتم .


اعراضنا وعيبنا اذ بايعنا على السمع والطاعة , والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, والا تاخذنا في اللّه لومة لائم ,
فسكت ابو هريرة .


وكـتـب معاوية الى عثمان : ان عبادة بن الصامت قد افسد علي الشام واهله , فاما ان تكفه اليك , واما ان
اخلي بينه وبين الشام .


فكتب اليه : ان رحل عبادة حتى ترجعه الى داره بالمدينة .


قال : فدخل على عثمان , فلم يفجاه الا وهو معه في الدار, فالتفت اليه فقال :.


ما لنا ولك ؟ فقام عبادة بين ظهراني الناس , فقال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول :.


سيلي اموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون , وينكرون عليكم ما تعرفون , فلا طاعة لمن عصى
ولا تضلوا بربكم .


وفـي روايـة ابن عساكر بعد هذا: فوالذي نفس عبادة بيده ان فلانا ـ يعني معاوية ـ لمن اولئك فما
راجعه عثمان بحرف , انتهى .


وقصة معاوية مع الصحابة في شربه الخمر لم تقتصر على ما كان بين معاوية وعبادة , فقد رووا ان
عـبـدالـرحمن بن سهل بن زيد الانصاري غزا في زمن عثمان ومعاوية امير على الشام , فمرت به
روايـا خـمر, فقام اليها برمحه , فبقر كل راوية منها, فناوشه الغلمان , حتى بلغ شانه معاوية , فقال :
دعـوه فـانـه قـد ذهب عقله , فبلغه فقال : كلا واللّه ما ذهب عقلي , ولكن رسول اللّه (ص ) نهانا ان
ندخل بيوتنا واسقيتنا خمرا واحلف باللّه لئن بقيت حتى ارى في معاوية ما.


سمعت من رسول اللّه (ص ) لابقرن بطنه او لاموتن دونه ((658)) واخرج ابن حنبل في مسنده 5
/ 347 عـن عـبـداللّه بـن بـريدة , قال : دخلت انا وابي على عاوية , فاجلسنا على الفرش , ثم اتينا
بـالـطـعام , فاكلنا, ثم اتينا بالشراب , فشرب معاوية , ثم ناول ابي , ثم قال ـ اي ابي ـ: ما شربته منذ
حرمه رسول اللّه (ص ) الحديث .


وله قصص اخرى في الخمر اخرجها ابن عساكر في تاريخه ((659)) .


وفـي هـذا الـعصر ـ عصر عثمان ـ كان لمعاوية مع ابي ذر قصص يطول شرحها, ونحن نوردها
هاهنا بايجاز.



مع ابي ذر:


. كـان ابـو ذر يـتاله في الجاهلية ويقول : لا اله الا اللّه , ولا يعبد الاصنام ((660)) فلما بلغه خبر
النبي بمكة ذهب اليها, اسلم رابعا او خامسا ((661)) واجهر باسلامه في مكة , فضرب حتى غشي
عـلـيـه , ثم امره النبي بالرجوع الى قومه ((662)) ودعوتهم الى الاسلام , وانه ياتيه اذا بلغه نبا
ظهوره , فرجع ابو ذر الى قومه يدعوهم الى الاسلام وهاجر الى المدينة بعد غزوة الخندق .


واثـنـى عليه رسول اللّه (ص ) في احاديث صحيحة وردت عنه مثل قوله (ما اظلت الخضراء ولا
اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابي ذر) ((663)) .


وفي غزوة تبوك تخلف ابو ذر وابطا به بعيره , فحمل متاعه على ظهره وتبع اثر رسول اللّه (ص )
ماشيا حتى لحق به , فلما رآه رسول اللّه قال : (رحم اللّه ابا ذر وحده ) ((664)) .


ولـمـا ولـي عـثـمان , واعطى مروان بن الحكم ما اعطاه , واعطى الحارث بن الحكم ثلاثمائة الف
درهم , وزيد بن ثابت الانصاري مائة الف درهم , جعل ابو ذر يتلو: (والذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب اليم ) وجرى بينه وبين عثمان في ذلك محاورات , فامره
ان يـلـتحق بالشام , فكان ابو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعلها, وبعث اليه معاوية بثلاث مائة دينار,
فـقال : ان كان من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها, وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها وبنى
مـعـاوية قصره الخضراء بدمشق , فقال : يا معاوية كـانت من مالك فهذا الاسراف , فسكت معاوية وكان ابو ذر يقول : واللّه لقد حدثت اعمال ما اعرفها,
واللّه مـا هي في كتاب اللّه ولا سنة نبيه , واللّه اني لارى حقا يطفا وباطلا يحيى , وصادقا يكذب ,
واثرة بغير تقى , وصالحا مستاثرا عليه ((665)) وكان الناس يجتمعون عليه , فنادى منادي معاوية
الا يجالسه احد ((666)) .


وفـي روايـة : ان مـعـاويـة بعث اليه بالف دينار في جنح الليل فانفقها, فلما صلى معاوية الصبح , دعا
رسوله : فقال : اذهب الى ابي ذر, فقل : انقذ جسدي من عذاب معاوية , فاني اخطات قال : يا بني , قل له :
يقول لك ابو ذر: واللّه ما اصبح عندنا منه دينار ولكن انظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك , فلما راى
معاوية ان قوله صدق فعله , كتب الى عثمان : اما بعد, فان كان لك بالشام حاجة او باهله , فابعث الى ابي
ذر فانه وغل صدور الناس ) الحديث ((667)) .


وفـي انـسـاب الاشـراف : فكتب عثمان الى معاوية اما بعد فاحمل جندبا على اغلظ مركب واوعره
فـوجـه مـعاوية من سار به الليل والنهار ((668)) وفي اليعقوبي ((669)) : فكتب اليه ان احمله
عـلـى قـتـب بغير وطاء, فقدم به الى المدينة وقد ذهب لحم فخذيه وفي مروج الذهب ((670))
فـحـمـلـه على بعير عليه قتب يابس معه خمس من الصقالبة يطيرون به حتى اتوا به المدينة وقد
تسلخت افخاذه وكاد ان يتلف .


وفي الانساب : فلما قدم ابو ذر المدينة جعل يقول : تستعمل الصبيان , وتحمي الحمى , وتقرب اولاد
الطلقاء؟ وكـان مكث ابي ذر في الشام سنة واحدة , فقد ذكر المؤرخون ان تسفيره من المدينة الى الشام كان
سنة تسع وعشرين , وفي سنة ثلاثين شكاه معاوية الى عثمان , فجلبه الى المدينة , ثم نفاه الى الربذة ,
فتوفي بها سنة احدى وثلاثين , او اثنتين وثلاثين .


وما اوردنا من اسباب ابعاد ابي ذر الى الشام , ثم جلبه الى المدينة , ونفيه الى الربذة هو الصحيح وما
اورده الـطـبـري في ذلك ((671)) موضوع وضعه (سيف بن عمر) ومنه اخذ الطبري ومن جاء
بعده تلك الاساطير, راجع قبله ص 272ـ276.


لمعاوية ايضا قصص طويلة مع قراء اهل الكوفة الذين سيرهم عثمان الى الشام .


روى الـبلاذري ان عثمان لما عزل الوليد عن الكوفة , ولاها سعيد بن العاص , وامره بمداراة اهلها
فـكـان يـجالس قراها ووجوه اهلها, ويسامرهم , وتذاكروا يوما عنده السواد ((672)) والجبل ,
فـفضلوا السواد, وقالوا: هو ينبت ما ينبت الجبل وله هذا النخل , فقال صاحب شرطة سعيد: لوددت
ان هـذا السواد للامير, ولكم افضل منه , فقال له الاشتر: تمن للامير افضل منه ولا تمن له اموالنا,
فقال : ما يضرك من تمنى حتى تزوي ما بين عينيك , فواللّه لو شاء.


كان له , فقال الاشتر: واللّه لو رام ذلك ما قدر عليه , فغضب سعيد وقال : انما السواد بستان لقريش ,
فـقـال : اتـجعل مراكز رماحنا وما افاء اللّه علينا بستانا لك ولقومك , واللّه لو رامه احد لقرع قرعا
يتصاصا منه ((673)) ووثب بصاحب الشرطة فاخذته الايدي .


فـكـتـب سـعيد بن العاص بذلك الى عثمان وقال : اني لا املك من الكوفة مع الاشتر واصحابه الذين
يدعون القراء ـ وهم السفهاء ـ شيئا فكتب اليه ان سيرهم الى الشام , فخرج المسيرون من قراء اهل
الـكوفة فاجتمعوا بدمشق فبرهم معاوية واكرمهم ثم انه جرى بينه وبين الاشتر قول حتى تغالظا,
فـحـبـسه , ثم اخرجه من الحبس , وبلغ معاوية ان قوما من اهل دمشق يجالسون الاشتر واصحابه ,
فـكـتب الى عثمان : انك بعثت الي قوما افسدوا مصرهم وانغلوا, ولا آمن ان يفسدوا طاعة من قبلي
ويعلموهم ما لا يجيدونه حتى تعود سلامتهم غائلة واستقامتهم اعوجاجا.


فكتب الى معاوية يامره ان يسيرهم الى حمص ففعل ((674)) .


وروى المدائني انه كان لهم مع معاوية بالشام مجالس طالت فيها المحاورات والمخاطبات بينهم , وان
مـعـاويـة قال لهم في جملة ما قال : ان قريشا قد عرفت ان ابا سفيان اكرمها وابن اكرمها الا ما جعل
لنبيه فانه انتجبه واكرمه , ولو ان ابا سفيان ولد الناس كلهم لكانوا حلماء.


فـقـال له صعصعة بن صوحان : كذبت روحه , وامر الملائكة فسجدوا له , فكان فيهم البر والفاجر والكيس والاحمق ((675)) .


وانما كان معاوية يشكو من بقاء صحابة النبي كابي ذر, وعبادة بن .


الـصامت وغيرهما من التابعين وقراء المسلمين واخيارهم في الشام خشية ان يعرفوا اهل الشام بما
خـفي عنهم من الاسلام واحكامه , فلا يستطيع معاوية آنذاك ان يعيش فيهم عيشة كسرى وقيصر,
وبعد ان بلغ السيل الزبى , وثار.


المسلمون بعثمان في المدينة كتب عثمان الى معاوية فيمن كتب اليه من ولاته يستمده ويقول :.


بسم اللّه الرحمن الرحيم اما بعد فان اهل المدينة كفروا, واخلفوا الطاعة , ونكثوا البيعة , فابعث الي
من قبلك من مقاتلة اهل الشام على كل صعب وذلول .


فـلـمـا جـاء مـعـاويـة الكتاب تربص به وكره اظهار مخالفة اصحاب رسول اللّه (ص ), وقد علم
اجتماعهم , فلما ابطا امره على عثمان كتب الى اهل الشام يستنفرهم ((676)) الحديث .


قال البلاذري : ولما ارسل عثمان الى معاوية يستمده بعث يزيد بن اسد القسري ((677)) وقال له :
اذا اتـيت ذا خشب ((678)) فاقم بها, ولا تتجاوز, ولا تقل : يرى الشاهد ما لا يرى الغائب , فانني
انـا الـشـاهد وانت الغائب , قال : فاقام بذي خشب حتى قتل عثمان , فاستقدمه حينئذ معاوية , فعاد الى
الشام بالجيش الذي كان ارسل معه , وانما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان , فيدعو الى نفسه ((679))
انتهى .


ولـمـا بويع لعلي , ندم معاوية على ما فرط في جنب عثمان , وراى ان الخلافة قد زويت عنه , فكتب
لـطلحة والزبير يمنيهما الخلافة , ويدفعهما الى قتال علي , حتى اذا قتلا بالبصرة ((680)) وبعث
على اليه جريرا يطلب منه البيعة , فقال لجرير ((681)) :.


اكـتـب الـى صاحبك يجعل لي الشام ومصر جباية , فاذا حضرته الوفاة لم يجعل لاحد بعده بيعة في
عنقي , واسلم له هذا الامر, واكتب اليه بالخلافة فقال .


جرير: اكتب بما اردت , واكتب معك , فكتب معاوية بذلك الى علي فكتب علي الى جرير:.


(امـا بعد, فانما اراد معاوية الا يكون لي في عنقه بيعة , وان يختار من امره ما احب, واراد ان يريثك
حـتـى يـذوق اهل الشام , وان المغيرة بن شعبة كان قد اشار علي ان استعمل معاوية على الشام , وانا
بالمدينة فابيت ذلك عليه , ولم يكن اللّه ليراني اتخذ المضلين عضدا, فان بايعك الرجل والا فاقبل ).


وفشا كتاب معاوية في العرب فبعث اليه الوليد بن عقبة :.





  • معاوي ان الشام شامك فاعتصم
    وحام عليها بالقنابل والقنا
    ولاتك محشوش الذراعين وانيا



  • بشامك لا تدخل عليك الافاعيا.
    ولاتك محشوش الذراعين وانيا
    ولاتك محشوش الذراعين وانيا



((682)) .





  • وان عليـا ناظر ما تجيبـه
    والا فسلم ان في السلم راحة
    وان كتابا يا ابن حرب كتبته
    سالت عليا فيه ما لن تناله
    وسوف ترى منه الذي ليس بعده
    بقاء فلا تكثر عليك الامانيا.



  • فاهد له حربا تشيب النواصيا.
    لمن لا يريد الحرب فاختر معاويا.
    على طمع يزجي اليك الدواهيا.
    ولو نلته لم يبق الا لياليا.
    بقاء فلا تكثر عليك الامانيا.
    بقاء فلا تكثر عليك الامانيا.







  • امثـل علي تغترره بخـدعة
    ولو نشـبت اظفاره فيـك مرة
    فراك ابن هند بعدما كنت فاريا.



  • وقد كان ما جربت من قبل كافيا.
    فراك ابن هند بعدما كنت فاريا.
    فراك ابن هند بعدما كنت فاريا.



قال : وكتب اليه ايضا:




  • معاوي ان الملك قد جب غاربه
    اتاك كتاب من علي بخـطة
    ولا ترج عند الواتـرين
    فحاربه ان حاربت حرب ابن حـرة
    فان عليا غير سـاحب ذيله
    على خدعة ما سوغ الماء شاربه



  • وانت بما في كفك اليوم صاحبه .
    هي الفصل فاختر سلمه او تحاربه .
    مودة ولا تامن اليوم الذي انت راهبه .
    والا فسلم لا تدب عقاربه .
    على خدعة ما سوغ الماء شاربه
    على خدعة ما سوغ الماء شاربه



((683)) .





  • ولا قابل ما لا يريد وهذه
    ولا تدعن الملك والامر مقبل
    فان كنت تنوي ان تجيب كتابة
    فالق الى الحي اليمانين كلمة
    تقول : امير المؤمنيـن اصابه
    عدو ومالاهم عليه اقاربه



  • يقوم بها يوما عليك نوادبه .
    وتطلب ما اعيت عليك مذاهبه .
    فقبح ممليه وقبح كاتبه .
    تنال بها الامر الذي انت طالبه .
    عدو ومالاهم عليه اقاربه
    عدو ومالاهم عليه اقاربه



((684)) .





  • افانيـن منهم قاتل ومحضـض
    وكنت اميرا قبل بالشام فيكم
    فحسبي واياكم من الحق واجبه .



  • بلا ترة كانت وآخر سالبه .
    فحسبي واياكم من الحق واجبه .
    فحسبي واياكم من الحق واجبه .



فجيئوا ومن ارسى ثبيرا مكانه .


ندافع بحرا لا ترد غواربه ((685)) .





  • فاقلل واكثر ما لها اليوم صاحب
    سواك فصرح لسـت ممن تواربه



  • سواك فصرح لسـت ممن تواربه
    سواك فصرح لسـت ممن تواربه



((686)) .


وروى ابـن كـثير في تاريخه ان الوليد بن عقبة بن ابي معيط كتب الى معاوية يؤنبه ويلومه على ما
كتب الى علي , وسال منه ولاية الشام ومصر وقال فيه :.


معاوي ان الشام شامك فاعتصم الابيات .


وقال ابن كثير: ثم اخذ معاوية البيعة من اهل الشام بالطلب بدم عثمان , وجهز جيشا لقتال علي فالتقى
بجيوش علي في صفين في ربيع الاخر سنة ست وثلاثين ((687)) .


وطـالـت الـحـرب بينهما مائة يوم وعشرة ايام , وبلغت الوقائع بينهما تسعين واقعة , ولما ان عضت
الحرب معاوية كرر على علي طلب الشام فابى عليه ((688)) ,.


ثـمـ بـان الانـكسار في جيش معاوية , فاشار عليهم عمرو برفع المصاحف يطلبون الرجوع اليها,
فانخدع جيش العراق , وقبلوا التحكيم في صفر سنة سبع وثلاثين , فعين معاوية عمرا واهل الكوفة
ابـا موسى , فخدع عمرو ابا موسى , فخلع ابو موسى عليا ومعاوية , ونصب عمرو معاوية , فافترقا
يـتـسـابـان , واصيب بصفين من اهل الشام خمسة واربعون الفا, ومن اهل العراق خمسة وعشرون
الفا ((689)) .


رجع معاوية الى الشام بعد حرب صفين في سنة سبع وثلاثين , واخذ يبعث الى اطراف علي من يغير
عـلـيـهم , ويهلك الحرث والنسل , فوجه النعمان بن بشير, وسفيان بن عوف , وعبداللّه بن مسعدة ,
والضحاك بن قيس , وبسر بن ارطاة , وغيرهم فنفذوا ما رسم لهم من قتل وارهاب مما سنذكره بعد
ايراد تراجمهم .


ا ـ الـنعمان بن بشير الانصاري الخزرجي ولد قبل وفاة النبي بثماني سنين وسبعة اشهر, او بست
سنين , وكان في الفتن هواه مع عثمان , ثم مع معاوية , ثم يزيد, خلافا لقومه الانصار, وهو الذي حمل
قـمـيص عثمان من المدينة الى الشام , فرفعه معاوية على منبرها, يهيج به اهل الشام , وولي لمعاوية
الـكوفة , ثم حمص , ومن بعد معاوية بن يزيد دعا الى بيعة عبداللّه بن الزبير, فقتله شيعة بني امية
بمرج راهط في ذي الحجة سنة اربع وستين ((690)) .


وجـه مـعاوية النعمان بن بشير هذا في سنة تسع وثلاثين الى عين التمر ((691)) في الف رجل ,
فـاغـاروا عليها, وكان بها مسلحة لعلي, فيها مائة رجل فكسروا جفون سيوفهم , واقتتلوا اشد قتال
وجاءهم خمسون رجلا من القرى المجاورة , فلما رآهم اهل الشام ظنوا ان لهم مددا فانهزموا عند
المساء ((692)) .


ب ـ سـفـيان بن عوف بن المغفل الازدي الغامدي , وكان مع ابي عبيدة في فتوح الشام , وكان معاوية
يـولـيه غزو الروم في الصائفتين ((693)) , توفي في ارض الروم سنة اثنتين , او ثلاث او اربع
وخـمـسين وجهه معاوية ايضا في سنة تسع وثلاثين , وقال له فيما اوصاه : فاقتل من لقيته ممن ليس
هـو عـلـى رايـك , واخرب كل ما مررت به من القرى , واحرب الاموال , فان حرب الاموال شبيه
بالقتل , وهو اوجع للقلب ((694)) .


وفـي روايـة الـطبري وابن الاثير ((695)) : وجهه معاوية في ستة آلاف رجل , وامره ان ياتي
هيت ((696)) , فيقطعها, وان يغير عليها, ثم يمضي حتى ياتي الانبار والمدائن ((697)) , فيوقع
بـاهـلـهـا, فسار حتى اتى هيت , فلم يجد بها احدا, ثم اتى الانبار وبها مسلحة لعلي فيها مائة رجل ,
فقتلوا منهم ثلاثين , واحتملوا ما كان في الانبار من اموال واموال اهلها, ورجعوا الى معاوية .


وفـي الاغـانـي ((698)) : فـقصد الغامدي ((699)) الى الانبار, فقتل عاملا لعلي , وقتل رجالا
ونـساء, فبلغ ذلك علي بن ابي طالب , فخطب اهل الكوفة , وقال في خطبته : (وتركتم قولي وراءكم
ظـهـريا حتى شنت عليكم الغارات , هذا اخو غامد, قد جاء الانبار, فقتل عاملها, وقتل رجالا كثيرا
ونـسـاء, واللّه لـقـد بـلـغـنـي انه كان ياتي المراة المسلمة والاخرى المعاهدة , فينزعها حجلها
ورعـاثـها ((700)) , ثم ينصرفون موفورين لم يكلم احد منهم كلما, فلو ان امرءا مسلما مات دون
هذا اسفا لم يكن عليه ملوما, بل كان به جديرا) الخطبة ((701)) .


ج ـ عبداللّه بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر الفزاري : سبي طفلا في سرية زيد بن حارثة الى
بـنـي فـزارة بـعـد ان قتل في المعركة مالك جد ابيه مع ثلاثة عشر من ولده وحفيده مسعدة والد
عـبداللّه بن مسعدة هذا, وغيرهم من افراد اسرته وربطت ام قرفة جدة ابيه بين بعيرين وارسلا
حـتـى انـشقت نصفين , ووهب النبي عبداللّه بن مسعدة لابنته فاطمة فاعتقته , ثم كان عند علي , ثم
صار.


الـى مـعاوية , وكان من اشد الناس على علي , وعاش حتى غزا المدينة في واقعة الحرة وجرح في
قتال ابن الزبير محاصرا الحرم , ولم نجد له ذكرا بعد ذلك ((702)) .


وجـه معاوية عبداللّه هذا في الف وسبعمائة , وامره ان يصدق من مر به من اهل البوادي , وان يقتل
من امتنع من عطائه , ثم ياتي مكة والمدينة والحجاز ((703)) .


د ـ الضحاك بن قيس القرشي الفهري , ولد قبل وفاة النبي نحوا من سبع سنين , له في حروب معاوية
بـلا عـظـيم , وكان على شرطته , ولاه الكوفة سنة ثلاث وخمسين , وعزله سنة سبع وخمسين ,
وهـو الـذي ولـي دفـن معاوية , واخبر يزيد بموته , وكان يزيد يوم ذاك خارج دمشق , وبايع لابن
الـزبـيـر بـعد معاوية ابن يزيد, وقاتل مروان بمرج راهط, فقتل بها منتصف ذي الحجة سنة اربع
وستين ((704)) .


قـال الطبري ((705)) : ووجه الضحاك بن قيس , وامره ان يمر باسفل واقصة , وان يغير على كل
مـن يمر به ممن هو في طاعة علي من الاعراب , ووجه معه ثلاثة آلاف رجل , فمر على الثعلبية ,
واخذ امتعتهم , ومر في القطقطانة ((706)) بعمرو بن عميس بن مسعود, وهو يريد الحج , فاغار
على من كان معه , وحبسه عن المسير.


وفـي كـتاب الغارات ((707)) : فاقبل الضحاك , فنهب الاموال , وقتل من لقي من الاعراب حتى مر
بالثعلبية , فاغار على الحاج , فاخذ امتعتهم , ثم اقبل , فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي , وهو
ابن اخي عبداللّه بن مسعود صاحب رسول اللّه (ص ) فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة , وقتل
معه ناسا من اصحابه .


ه ـ بسر بن ابي ارطاة القرشي العامري كان من شيعة معاوية , وكان مع معاوية بصفين , فامره ان يلقى
عـلـيـا فـي الـقتال , وقال له : سمعتك تتمنى لقاءه , فلو اظفرك اللّه به , وصرعته , حصلت على دنيا
وآخـرة , ولـم يـزل يـشـجعه ويمنيه حتى رآه , فقصده في الحرب , فالتقيا: فطعنه علي فصرعه ,
فـانـكـشـف لـه , فكف عنه كما عرض له ذلك مع عمرو بن العاص فقال في ذلك الحارث بن النضر
السهمي :.





  • افي كل يوم فارس تندبونه
    يكف لها عنه علي سنانه
    بدت امس من عمرو فقنع راسه
    فقولا لعمرو وابن ارطاة : ابصرا
    ولا تحمدا الا الحيا وخصاكما
    ولولاهما لم تنجوا من سنانه
    وتلك بما فيها عن العود ناهيه .



  • له عورة وسط العجاجة باديه .
    ويضحك منها في الخلاء معاويه .
    وعورة بسر مثلها حذو حاذيه .
    سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه .
    هما كانتا واللّه للنفس واقيه .
    وتلك بما فيها عن العود ناهيه .
    وتلك بما فيها عن العود ناهيه .



الابـيـات ((708)) وقال الاشتر:




  • اكل يوم رجل شيخ شاغرة
    وعورة وسط العجاجة



  • وعورة وسط العجاجة
    وعورة وسط العجاجة



ظاهره .





  • تبرزها طعنة كف واترة
    عمرو وبسر منيا بالفاقره



  • عمرو وبسر منيا بالفاقره
    عمرو وبسر منيا بالفاقره



((709)) .


اخـتـلفوا في ان بسرا ادرك النبي , وسمعه ام لا وقالوا: انه لم يكن له استقامة بعد النبي ـ يعني انه
كان من اهل الردة ـ ولما بلغ عليا فعله بالمسلمين , وقتله الصبيين ـ كما ياتي ـ دعا عليه وقال : اللّه م
اسـلب دينه , ولا تخرجه من الدنيا, حتى تسلبه عقله , فاصابه ذلك , وفقد عقله , وكان يهذي بالسيف ,
ويطلبه , فيؤتى بسيف من خشب , ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه حتى يسام , وتوفي في
ايام معاوية ((710)) .


قال الطبري ((711)) : وفي سنة اربعين بعث معاوية بسر بن ابي ارطاة في جيش , فسار حتى دخل
الـمـديـنـة , واخاف اهلها, وبقية الانصار فيها, وهدم فيها دورا, ثم سار حتى اتى اليمن , ولقى ثقل
عبيداللّه بن العباس , وفيه ابنان له صغيران , فذبحهما, وقتل في مسيره ذلك جماعة كثيرة من شيعة
علي .


وفـي كتاب الغارات ((712)) : بعثه في ثلاثة آلاف , وقال : سر حتى تمر بالمدينة , فاطرد الناس ,
واخف من مررت بهوانهب اموال كل من اصبت له مالا ممن لم يكن له دخل في طاعتنا.


وقـال : وكـانوا اذا وردوا ماء اخذوا ابل اهل ذلك الما, فركبوها, وقادوا خيولهم حتى يردوا الماء
الاخر, فيردون تلك الابل , ويركبون ابل هؤلاء, فلم يزل يصنع كذلك حتى قرب الى المدينة .


وقال : ودخل بسر المدينة , فخطب الناس , وشتمهم , وتهددهم يومئذ,.


وتوعدهم , وقال : شاهت الوجوه .


وفي تهذيب التهذيب : وكان معاوية وجهه الى اليمن والحجاز في اول سنة اربعين , وامره ان يستقرئ
من كان في طاعة علي فيوقع بهم , ففعل بمكة والمدينة افعالا قبيحة ((713)) .


وفي تاريخ ابن عساكر: ليستعرض الناس , فيقتل من كان في طاعة علي : فقتل قوما من بني كعب على
مائهم في ما بين مكة والمدينة , والقاهم في البئر ((714)) .


وفـي مـروج الـذهـب ((715)) قـتل بالمدينة وبين المسجدين خلقا كثيرا من خزاعة وغيرهم ,
وكذلك بالجرف قتل بها خلقا كثيرا من الابناء, ولم يبلغه عن احد يمالئ عليا او يهواه الا قتله .


وفـي الاغـاني : ان معاوية بعث الى بسر بعد تحكيم الحكمين , وعلي بن ابي طالب (رض ) يومئذ حي,
وبعث معه جيشا آخر, وامر ان يسيروا في البلاد, فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن ابي طالب
واصـحابه , وان يغيروا على سائر اعماله , ويقتلوا اصحابه , ولا يكفوا ايديهم عن النساء والصبيان ,
فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى الى المدينة , فقتل بها ناسا من اصحاب علي (ع ), واهل هواه ,
وهدم بها دورا, ومضى الى مكة , فقتل نفرا من آل ابي لهب , ثم اتى السراة فقتل بها من اصحابه واتى
نـجـران , فـقـتل عبداللّه بن المدان الحارثي , وابنه , وكانا من اصهار بني العباس عامل علي , ثم اتى
الـيـمـن , وعليها عبيداللّه بن العباس عامل علي , وكان غائبا وقيل بل هرب لما بلغه خبر بسر, فلم
يـصـادفه بسر, ووجد ابنين له صبيين , فاخذهما بسر لعنه اللّه وذبحهما بيده بمدية كانت معه , ثم
انكفا راجعا الى معاوية ((716)) .


قـالـوا: فقالت امراة له : يا هذا والاسـلام , واللّه يا ابن ابي ارطاة ان سلطانا لا يقوم الابقتل الصبي الصغير, والشيخ الكبير, ونزع
الرحمة , وعقوق الارحام لسلطان سوء ((717)) .


وقالوا: فولهت عليهما امهما, وكانت لا تعقل , ولا تصغي الا لمن يخبرها بقتلهما, ولا تزال تنشدهما
في المواسم :.





  • ها من احس بابني اللذين هما
    ها من احس بابني اللذين هما
    ها من احس بابني اللذين هما
    من ذل والهة حيرى مدلهة
    نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا
    احنى على ودجي ابني مرهفة
    من الشفار كذاك الاثم يقترف .



  • كالدرتين تشظى عنهما الصدف .
    قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف .
    مخ العظام فمخي اليوم مزدهف .
    على صبيين ذلا اذ غدا لسلف .
    من قولهم ومن الافك الذي اقترفوا.
    من الشفار كذاك الاثم يقترف .
    من الشفار كذاك الاثم يقترف .



/ 21