آراء و أصداء حول عبد الله بن سبأ و روایات سیف فی الصحف السعودیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آراء و أصداء حول عبد الله بن سبأ و روایات سیف فی الصحف السعودیة - نسخه متنی

السید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ا- يـبدو ضعف الرواية الاولى لوجود محمد بن عثمان ابن ابي شيبة , فقد ذكره الذهبي في الميزان ونـقـل اقـوال من ضعفه من العلماء, واشار الى طائفة وثقته واكتفى هو بالقول , كان بصيرا بالحديث
والرجال له تواليف مفيدة (1).

وقـبـله افاض الخطيب في ترجمته وجمع اقوال من اتهموه بالكذب , وان كان الخطيب قد قال عنه :
كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم , وله تاريخ كبير (2).

ولوجود مجالد - وهو ابن سعيد - جاء ذكره في الميزان , ونقل الذهبي قول ابن معين فيه : لا يحتج
به وقول احمد: يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس , ليس بشي ءكما نقل تضعيف الدارقطني , ويحيى
ابن سعيد له , وقال هو عنه مشهور صاحب حديث على لين فيه (3).

ب - اما الرواية الثانية فتظهر علائم الصحة على اسنادها, فابوعبد اللّه يحيى بن الحسن هو البناء
الحنبلي البغدادي شيخ ابن عساكر وصفه الذهبي بالشيخ الامام , الصادق , العابد, الخير المتبع الفقيه ,
بـقـيـة الـمـشايخ , ثم نقل عن السمعانى قوله سمعت الحافظ عبد اللّه الاندلسي يثني عليه ويمدحه
ويطريه ويصفه بالعلم والتمييز والفضل وحسن الاخلاق وترك الفضول وعمارة المسجد وملازمته
مـارايـت مـثـلـه فـي حنابلة بغداد, ثم اعقب ذلك السمعاني بقوله وكذا كل من سمعه كان يثني عليه
ويمدحه , توفي سنة احدى وثلاثين وخمسمائة (4).

- وابـو الـحـسين الابنوسي هو محمد بن احمد البغدادي , قال الخطيب البغدادي :كتبت عنه وكان
سماعه صحيحا, ووثقه الذهبي , وفاته سنة سبع وخمسين واربعمائة (5).

- واحـمـد بن عبيد بن الفضل هو ابن بيري الواسطي , قال عنه خميس الحوزي :كان ثقة , صدوقا,
وقـال الـذهـبـي : المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط, وفي انساب السمعاني : ثقة صدوق من اهل
واسط. وكانت وفاته قبل الاربعمائة في حدودسنة تسعين وثلاثمائة (6).

- وابو نعيم هو بن خصية محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز كان عدلا مستقيما,كما في سؤالات
الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من اهل واسط (7).

- وابن خزفة هو ابو الحسن علي بن محمد بن حسن بن خزفة الصيدلاني , كان مكثرا صدوقا, كما
في سؤالات السلفي , وهو مسند واسط كما قال الذهبي ,وراوي التاريخ الكبير لاحمد بن ابي خيثمة
عن محمد بن الحسين الزعفراني عنه (8).

- ومحمد بن الحسين هو ابوعبد اللّه الزعفراني الواسطي , وقد وثقه الخطيب البغدادي , وقال . كان
عنده عن ابي خيثمة كتاب التاريخ (9).

- وابـن ابى خيثمة هو ابو بكر احمد بن ابي خيثمة زهير بن حرب بن شدادنسائي الاصل كان ثقة
عالما متقنا حافظا بصيرا بايام الناس , كذا قال عنه الخطيب , وذكره الدارقطني فقال ثقة مامون , واثنى
الخطيب على كتابه في التاريخ فقال : وله كتاب التاريخ الذي احسن تصنيفه واكثر فائدته , وقال ايضا:
ولااعرف اغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه ابن ابي خيثمة (10) قلت ومن المحتمل ان يكون
هذا الخبر المروي من هذا الكتاب النفيس .

- ومـحـمـد بـن عباد هو ابن الزبرقان ابوعبد اللّه المكي , سكن بغداد وحدث بها,وقد روى عنه
البخاري ومسلم في الصحيحين (11). وبهذا يكون قد جاوزالقنطرة كما يقال .

- وسـفـيـان هـو ابن عيينة الراوية المشهور, قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا كثيرالحديث حجة , وقال
الـشـافـعـي : لـولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز, وقال ابن المديني : سفيان امام في الحديث , وقال
العجلي : كوفي ثقة ثبت يعد من حكماءاصحاب الحديث (12).

- وعـمـار الـدهني هو ابن معاوية ويقال ابن ابي معاوية ويقال ابن صالح ويقال ابن حبان , ابو معاوية
البجلي الكوفي , وثقه احمد وابن معين وابوحاتم والنسائي (13).

- اما ابو الطفيل فهو عامر بن واثلة الليثي , ولد عام واحد, وروى عن النبي (ص ) وابي بكر وعمر
وعلي ومعاذ بن جبل وحذيفة وابن مسعود وابن عباس وغيرهم , قال ابن عدي : له صحبة وقال مسلم :
مـات ابـو الـطـفـيـل سـنة مائة وهوآخر من مات من الصحابة , قال ابن سعد: كان ثقة في الحديث
وكان متشيعا(14).

- والـمـسـبـب بن نجبة الكوفي ترجم له ابن حجر في الاصابة ضمن من كان في عهدالنبي (ص )
ويـمكنه ان يسمع منه ولم ينقل انه سمع منه سواء كان رجلا او مراهقااو مميزا, ثم قال ابن حجر:
لـه ادراك ولـه روايـة عن حذيفة وعلي , ونقل عن العسكري قوله : روى عن النبي (ص ) مرسلا
ولـيـست له صحبة (15) وقال ابن سعد: كان مع علي في مشاهدة , وقتل مع التوابين في عين الوردة
عام خمسة وستين (16).

ج - وكـذا الـروايـة الـثـالثة تبدو صحيحة الاسناد, فابو القاسم يحيى بن بطريق الطرسوسي ثم
الـدمـشقي شيخ ابن عساكر قال عنه : مستور حافظ للقرآن سمع اباالحسين محمد بن مكي وابا بكر
الـخـطـيـب , تـوفـي فـي رمـضـان سـنـة اربـع وثلاثين وخمسمائة , وقال عنه الذهبي : المسند
المقرى ء(17).

- وابو محمد عبدالكريم بن حمزة السلمي الدمشقي - الحداد من مشيخة ابن عساكر قال عنه : كان
شـيـخا ثقة مستورا سهلا, قرات عليه الكثير وتوفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وخمسمائة
وقال عنه الذهبي : الشيخ الثقة المسندواشار الى توثيقه ابن العماد الحنبلي (18).

- وابـو الـحـسـيـن ابن مكي هو محمد بن مكي بن عثمان الازدي المصري , مسندمصر كما يقول
الـذهبي , روى عنه ابو بكر الخطيب , وابن ماكولا, والفقيه نصرالمقدسي , وهبة اللّه بن الاكفاني ,
وعـبد الكريم بن حمزة وابوالقاسم بن بطريق وغيرهم , وقد وثقه الكتاني وغيره وتوفي في سنة
461 ه (19).

- والـمـؤمـل بـن احـمـد الـشيباني , بغدادي , سكن مصر وحدث بها وبها مات سنة احدى وتسعين
وثلاثمائة , وقد وثقه الخطيب البغدادي (20).

- ويحيى بن محمد بن صاعد البغدادي , احد الثقات المشهورين قال الدارقطني :ثقة ثبت حافظ, وقال
الـخطيب : كان ابن صاعد ذا محل من العلم وله تصانيف في السنن والاحكام , وعده الذهبي مع الحفاظ
الـثـقـات , وقال عنه له كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره , مات في ذي القعدة سنة ثماني
عشرة وثلاثمائة (21).

- وبـنـدار- بـضـم الـبـاء وفتحها وسكون النون - هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري ,
ابـوبـكر, ثقة حافظ, روى عنه الجماعة , وقال البخاري في صحيحه : كتب الي بندار فذكر حديثا
مسند.

قـال ابـن حجر ولولا شدة وثوقه ما حدث عنه بالمكاتبة مع انه في الطبقة الرابعة من شيوخه , وقد
روى عـنـه الـبـخـاري مـائتي حديث وخمسة احاديث , ومسلم اربعمائة وستين , توفي سنة اثنتين
وخمسين ومائتين (22).

- ومـحمد بن جعفر هو الهذلي ابوعبد اللّه البصري المعروف ب غندر ثقة صحيح الكتاب , قال ابن
الـمبارك : اذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم , وقال العجلي : بصري ثقه وكان
مـن اثـبـت الناس في حديث شعبة , مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة , وقيل اربع وتسعين
(23).

- شـعـبـة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي الازدي مولاهم ابوبسطام الواسطي ثم البصري , الثقة
الـحـافظ المتقن , قال الثوري شعبة امير المؤمنين في الحديث , وقال احمد: كان شعبة امة وحده في
الـرجـال والحديث , وقال ابن ادريس : ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبة وسفيان , وقال ابن سعد:
كان ثقة مامونا ثبتا حجة صاحب حديث توفي سنة 160ه (24).

- وسلمة هو ابن كهيل بن حصين الحضرمي ابويحيى الكوفي , قال احمد: سلمة متقن للحديث وقيس
بن مسلم كذلك ما نبالي اذا اخذت عنهما حديثهما, وقال ابن المبارك : كان ركنا من اركان وشد قبضته ,
وقـال ابـو زرعـة : ثقة مامون زكي ,وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة ثبت في الحديث , وكان فيه تشيع
قليل وهو من ثقات الكوفيين , مات سنه 121 ه (25).

- زيد بن وهب هو ابو سليمان الجهني الكوفي , رحل الى النبي (ص ) فقبض وهوفي الطريق , وقال
ابـن عبد البر في الاستيعاب وابن منده اسلم في حياة النبي (ص ) وهاجر اليه فلم يدركه , ثقة جليل ,
مات بعد الثمانين , وقيل سنة ست وتسعين , وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وابي ذر وابن مسعود
وحـذيفة وابي الدرداء وابي موسى وغيرهم وثقه ابن معين , وابن سعد وابن خراش , والعجلي ,وعن
الاعمش : اذا حدثك زيد بن وهب عن احد فكانك سمعته من الذي حدثك عنه (26).

- امـا الـرواية الواردة من طريق ابي الزعراء فهي بنفس سند ومتن الرواية قبلها,عدا ابا الزعراء
وهو خالد سلمة بن كهيل , واسمه عبد اللّه بن هاني الكندي وقيل الازدي , قال ابن الاثير: له صحبة
عداده في اهل مصر(27). وله ذكر في الاستيعاب (28), وذكره ابن سعد في طبقة من روى عن
عـلـي - رضـي اللّه عـنـه - من اهل الكوفة - فقال : روى عن علي وعبد اللّه بن مسعود وكان ثقة
وله احاديث (29), وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين , كما ذكره ابن حبان في الثقات (30).

د - امـا سـنـد الرواية الرابعة فرواتها ثقات بدءا من خيثمة بن سليمان ومن فوقه فخيثمة وهو ابو
الـحـسـن خـيثمة بن سليمان بن حيدرة , الامام الثقة المعمر, محدث الشام , وصاحب مصنف فضائل
الصحابة , قال ابو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ,مات خيثمة سنة ثلاث واربعين وثلاثمائة (31).

- واحـمـد بن زهير بن حرب هو ابن ابي خيثمة الثقة الحافظ العالم المتقن , وقدسبق الحديث عنه
في سند الرواية الثانية فليراجع هناك .

- عـمـرو بن مرزوق ابوعثمان الباهلي مولاهم البصري , حدث عنه البخاري في صحيحه مقرونا
بـخر, قال عنه يحيى بن معين : ثقة مامون , وقال ابو حاتم : كان ثقة من العباد لم نجد احدا من اصحاب
شعبة كان احسن حديثا منه , وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث عن شعبة , مات سنة اربع وعشرين
ومائتين (32).

امـا الـرواة الـثـلاثـة - شعبة , سلمة بن كهيل , زيد بن وهب , فقد سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في
الرواية الثالثة بما يغني عن اعادته هنا.

- وكـذا مـن دونـهم لم يجرحوا, بل وثق اكثرهم , واقلهم من هو مستور الحال , فابومحمد بن ابي
نـصـر اسمه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب التميمي الدمشقي الملقب بالشيخ
العفيف قال ابوالوليد الدربندي : اخبرنا عبدالرحمن بن عثمان بدمشق وكان خيرا من الف مثله اسنادا
واتقانا وزهدا مع تقدمه , وقال رشا بن نظيف : قد شاهدت سادات فما رايت مثل ابي محمد بن ابي نصر
كان قرة عين .

وقـال الكتاني : توفي شيخنا ابن ابي نصر في جمادى الاخرة سنة عشرين واربعمائه فلم ار جنازة
كانت اعظم من جنازته كان بين يديه جماعة من اصحاب الحديث يهللون ويكبرون ويظهرون السنة ..

قال : وكان ثقة ماموناعدلا رضى (33).

- وابـو الـقـاسـم بن ابي العلاء علي بن محمد المصيصي , الامام الفقيه المفتي مسنددمشق . قال عنه
الحافظ ابن عساكر: كان فقيها فرضيا من اصحاب القاضي ابي الطيب , مات بدمشق سنة سبع وثمانين
واربعمائة , وقال الذهبي : كان فقيها ثقة (34).

- وابـو يـعلى حمزة بن الحسن بن المفرج , ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال : كان شيخا
مستورا, مات سنة اربع وثلا ثين وخمسمائة (35).

- وابـو مـحـمـد بن طاوس هو هبة اللّه بن احمد البغدادي ثم الدمشقي , شيخ السمعاني , روى عنه
ومدحه فقال : كان مقرئا فاضلا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث , ومن مشيخة ابن عساكر, وروى عنه
السلفي ووثقه , وقال الذهبي : كان ثقة متصوفا مات سنة ست وثلاثين وخمسمائة (36).

هـ - امـا سـند الرواية الخامسة فيظهر انه لا يصل الى درجة الصحة لكنه لايقل عن رتبة الحسن ,
والحسن - كما هو معلوم - احد مراتب الصحيح .

فـابـو محمد الدارني شيخ لابن عساكر, وقد قال عنه : لم يكن الحديث صنعته , وقدروى كثيرا من
سنن النسائي الكبير عن الاسفراييني , كانت وفاته سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (37).

- وسـهل بن بشر هو الاسفراييني الشيخ الامام المحدث المتقن الرحال - كماوصفه الذهبي , وكان
قد تتبع السنن الكبير للنسائي وحصله وسمعه بمصر, قال عنه ابو بكر الحافظ: كيس صدوق , توفي
سنة احدى وتسعين واربعمائة (38).

- وابـو الحسن علي بن منير الخلال , شيخ صدوق , لم ياخذ من الغرباء, وكان ثقة فقيرا, توفي سنة
تسع وثلاثين واربعمائة (39).

- والـقاضي ابو الطاهر الذهلي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال كان ثقة فاضلا ذكيا متقنا لما
حدث به , توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة (40).

- وابـو احـمـد بن عبدوس اسمه محمد بن عبدوس بن كامل السلمي , وصفه الذهبي بالحافظ الثبت
الـمامون , ونقل عن ابي الحسين ابن المنادي قوله : كان ابن عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن
المعرفة بالحديث , اكثر الناس عنه لثقته وضبطه , وكان كالاخ لعبد اللّه بن احمد ابن حنبل , مات سنة
ثلاث وتسعين ومائتين (41).

- ومـحـمـد بن عباد, وسفيان - وهو ابن عيينة - سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثانية ,
وكـذا سـلـمـة بـن كـهيل سبق الحديث عن توثيقه في الرواية الثالثة -وكلهم من رجال التهذيب -
وعبدالجبار الهمداني هو الشبامي , صدوق يتشيع (42).

وحجية بن عدي الكندي صدوق يخطى ء كما في (التقريب 1/155)(#)
و - اما الرواية السادسة ففي بعض رجال اسنادها مقال :
محمد بن الحسن بن الزبير الاسدي هو الكوفي الملقب ب التل صدوق فيه لين كمافي التقريب , وفي
الميزان نقل الذهبي تضعيف يحيى بن معين والفسوي له ,وتعديل طائفة اخرى كابي داود وابن عدي
الذي قال : حدث عن محمد الملقب بالتل , الثقات ولم ار بحديثه باسا (43).

- وهارون بن صالح الهمداني عن ابي هند الحارث بن عبدالرحمن الهمدانى ,وعنه محمد بن الحسن
بـن الـزبير الاسدي ذكره ابن حبان من الثقات , وفي الميزان تفرد عنه محمد بن الحسن بن الزبير
الاسدي (44).

- وابو الجلاس الكوفي غير منسوب , عن علي بن ابي طالب عن النبي (ص ) قال ان بين يدي الساعة
ثـلاثـا الـحـديـث , وعنه ابو هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني - كما جاء في التهذيب - وفي
التقريب قال ابن حجر ابو الجلاس الكوفي مجهول من الثالثة (45).

- ومع ذلك فالرواية بسندها ساقها ابو يعلى الموصلي في مسنده , عن ابي كريب محمد بن العلاء عن
محمد بن الحسن الاسدي , عن هارون بن صالح , عن الحارث , عن ابي الجلاس (46).

ثم ساق اسنادا اخر عن ابي بكر بن ابي شيبة , عن محمد بن الحسن باسناد مثله (47).

ولعل هذا هو السند الاخر الذي اوما اليه ابن عساكر في الرواية نفسها.

وهـذا الـسـند الاخر - عن ابن ابى شيبة - ذكره - قبل ابي يعلى - ابن ابي عاصم في كتابه السنة
فـقـال : حـدثـنـا ابـو بكر بن ابي شيبة , حدثنا محمد بن الحسن الاسدي حدثنا هارون بن صالح عن
الـحـارث بـن عبد الرحمن , عن ابي الجلاس قال سمعت عليا يقول لعبد اللّه السبائي : ويلك ما افضى
الـي رسـول اللّه (ص )بـشـي ء كتمته احدا من الناس , ولقد سمعته يقول ان بين يدي الساعة ثلاثين
كذاباوانك احدهم (48).

مـع ان الالـبـانـي -محقق كتاب السنة هذا- ضعف هذه الرواية لجهالة في ابي الجلاس وهارون بن
صالح , فقد ذكر ان ابا يعلى اخرجه من طريقين آخرين عن الاسدي به .

وفوق ذلك كله فقد نقل الهيثمي الرواية في مجمعه عن ابي الجلاس ثم قال رواه ابو يعلى ورجاله
ثقات (49).

الهوامش :
(1) ميزان الاعتدال 3/642.

(2) تاريخ بغداد 3/42.

(3) الميزان 3/438.

(4) سير اعلام النبلاء 20 / 6.

(5) تاريخ بغداد 1/356, سير اعلام النبلاء 18/85.

(6) سؤالات السلفى /56, الانساب 1/430, سير اعلام النبلاء 17/197.

(7) ص 65.

(8) سؤالات السلفى /60, تذكرة الحفاظ 3/1049, وسير اعلام النبلاء17/198.

(9) تاريخ بغداد 2/240.

(10) المصدر السابق 4/162, وتذكرة الحفاظ 2/596.

(11) المصدر نفسه 2/374.

(12) تهذيب التهذيب 4/117.

(13) المصدر السابق 7/406.

(14) المصدر نفسه 5/82.

(15) الاصابة 10/30, وانظر الكاشف للذهبي 3/146.

(16) الطبقات 6/216.

(17) سيراعلام النبلاء 20/53.

(18) سير اعلام النبلاء 19/600, شذرات الذهب 4/78.

(19) انظر سير اعلام النبلاء 18/253, وتذكرة الحفاظ 3/1158 وشذرات الذهب 3/309.

(20) تاريخ بغداد 13/183.

(21) تذكرة الحفاظ 2/776.

(22) التهذيب 9/70.

(23) تهذيب 4/338.

(24) التهذيب 4/155.

(25) التهذيب 4/155.

(26) انظر الاستيعاب - بهامش الاصابة 4/73, والاصابة 4/90, والتهذيب 3/427.

(27) اسد الغابة 6/321.

(28) 11/262 هامش الاصابة , والاصابة 11/145.

(29) الطبقات 6/171.

(30) تهذيب التهذيب 6/61.

(31) سير اعلام النبلاء 15/413, تذكرة الحفاظ 3/858.

(32) الجرح و التعديل 6/263, سير اعلام النبلاء 10/471, تهذيب التهذيب 8/99.

(33) تاريخ دمشق لابن عساكر - النسخة المصورة 10/46, وسيراعلام النبلاء 17/366.

(34) العبر 3/319, سير اعلام النبلاء 19/12.

(35) تاريخ دمشق 5/302, ومختصره لابن منظور 7/260.

(36) الانساب 2/143, سير اعلام النبلاء 20/98.

(37) سيراعلام النبلاء 20/348.

(38) سير اعلام النبلاء 19/162.

(39) السير 17/619.

(40) تاريخ بغداد 1/313.

(41) تذكرة الحفاظ 2/683.

(42) تقريب التهذيب 1/465.

(#) وقد وقع في بعض نسخ التقريب بن علي بدل عدي وهو تصحيف . انظرالتهذيب 2/216.

(43) انظر: تقريب التهذيب 2/154, ميزان الاعتدال 3/521.

(44) التقريب 2/312, التهذ يب 11/8, الميزان 4/284.

(45) تهذيب التهذيب 12/63, تقريب التهذيب 2/408.

(46) مسند ابى يعلى 1/349.

(47) (1/350).

(48) كتاب السنة 2/476.

(49) مجمع الزوائد 7/333.


الانقاذ من دعاوى الانقاذ من التاريخ الاسلامي (3/4)
د. سليمان بن حمد العودة


صحيفة الرياض - 29 ربيع الاول - 1418 ه
ز - وحين ناتي الى الرواية السابعة نجد رجال اسنادها كالتالي :
ابو بكر احمد بن المظفر بن سوسن شيخ مقارب (#)(1)
ابو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السبخي الشيخ الامام الحافظ محدث مرووخطيبها وعالمها,
شيخ السمعاني وابن عساكر, قال عنه السمعاني : فقيه صالح ,عمر حتى سمعنا منه الكثير(2).

- ابـوعلي بن شاذان الحسن بن ابي بكر البغدادي , قال عنه الخطيب : كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح
الـكـتـاب , ثـم قال سمعت الازهري يقول : ابوعلي بن شاذ ان من اوثق من برا اللّه في الحديث , وهو
مسند العراق الامام الفاضل الصدوق كمايقول الذهبي (3).

- ابـوبكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة الادمي - نسبة الى بيع الادم -القارئ الشاهد صاحب
الالحان , كان من احسن الناس صوتا بالقرآن واجهرهم , ترجم له الخطيب ونقل روايته عن ابي علي
بـن شـاذان وخـلـق , وذكرالشطوي فيمن روى عنه , وروى له حكايات ثم قال : قال محمد بن ابي
الـفـوارس سنة ثمان واربعين وثلاثمائة فيها مات محمد ابن جعفر الادمي , وكان قد خلط فيماحدث
(4).

- احمد بن موسى الشطوي ابوجعفر البزار, قال ابن ابي حاتم : كتبت عنه مع ابي وهو صدوق , ونقل
الـخـطـيب توثيق الدارقطني له , وقال ابن المنادى : كان صالحامقبولا عند الحكام ومن اهل القرآن
والحديث ومات سنة سبع وسبعين ومائتين (5).

- احـمد بن عبد اللّه بن يونس اليربوعي الكوفي , ثقة حافظ روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما,
ومات سنة - سبع وعشرين ومائتين (6).

- ابو الاحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة متقن , مات سنة تسع وسبعين ومائة (7).

- المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم ابوهشام الكوفي ثقة متقن , مات سنة ست وثلاثين ومائة (8).

- سـمـاك ابـن حـرب بـن اوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي ابوالمغيرة , صدوق ,وروايته عن
عـكـرمة خاصة مضطربة , وقد تغير بخره فكان ربما يلقن , مات سنة ثلاث وعشرين ومائة , وقال
عـنـه ابن عدي : ولسماك حديث كثير مستقيم ان شاء اللّه وهو من كبار تابعي اهل الكوفة واحاديثه
حسان وهو صدوق لاباس به (9).

قـلت : ومع ما قيل في سماك ومعرفته بايام الناس , الا انه لم يذكر له سماع من علي ,بل لعله لا يمكنه
ذلك وبين وفاتيهما ما يزيد على ثمانين سنة .

ولهذا يبقى في الرواية انقطاع بين سماك وعلي رضي اللّه عنه .

ح - اما اسناد الرواية الاخيرة :
- ابو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم , امام فاضل ومحدث متقن , كماقال الذهبي , وثقه ابن
نـاصـر وقـال الـصـفـدي وكـان صـالـحـا زاهـدا عـابـدا اميناصدوقا, توفي سنة ثلاث عشرة
وخمسمائة (10).

- وابـوالقاسم عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه الرقي , سكن بغداد, وكان احدالعلماء بالنحو والادب
والـلغة عارفا بالفرائض وقسمة المواريث كتب عنه الخطيب البغدادي وقال عنه : كان صدوقا, مات
سنة خمسين واربعمائة (11).

- ابـو احمد عبيد اللّه بن محمد بن ابي مسلم الفرضي المقرى ء, ترجمه الخطيب في تاريخه وقال :
كـان ثـقـة صادقا دينا ورعا, ويقول : سمعت الازهري ذكره فقال :كان اماما من الائمة مات سنة ست
واربعمائة , ونقل صاحب الشذرات عن الذهبي انه عاش (82) سنة (12).

- ابـو عـمـر محمد بن عبد الواحد لعله البغوي الزاهد, المعروف ب غلام ثعلب قال الخطيب : كان
جـمـاعة من اهل الادب يطعنون عليه ولا يوثقونه في علم اللغة ,فاما الحديث فراينا جميع شيوخنا
يـوثـقونه فيه ويصدقونه , وقال الذهبي وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ, وانما ذكرته
لسعة حفظه للسان العرب وصدقه وعلو اسناده , مات سنة خمس واربعين وثلاثمائة (13).

والـغـطافي لم اعثر له على ترجمة , ولعل الاسم تصحف في الاصول المخطوطة فحال دون ضبطه
ومعرفته بدقة .

ثالثا - سيف بن عمر مشجب لقد كان سيف بن عمر التميمي - يرحمه اللّه - مشجبا, علق عليه السابقون واللاحقون مسالة انكار
ابن سبا, بل زاد بعضهم , وحمله اختلاق عدد من الصحابة , ليس (القعقاع بن عمرو رضي اللّه عنه )
الا واحـدا مـن هؤلاء, فقد الف (السيد مرتضى العسكري ) - وهو رافضي المذهب والهوى - كتابا
بعنوان (خمسون ومائه صحابي مختلق ) والكتاب مؤلف قبل ما يزيد على (عقدين ) من الزمن مـؤلـفه اتهام (سيف ) باختلاق هذه الشخصيات احداثها, ليس في هذا الكتاب فحسب , بل وفي كتابين
قـبله احدهما بعنوان (عبداللّه بن سبا بحث حول ما كتبه المؤرخون والمستشرقون ابتداء من القرن
الثاني الهجري , طالنجف 1375 ه /1956 م ).

والاخـر بـعـنـوان : (عـبـداللّه بـن سـبـا واسـاطـيـر اخرى , ط دار الغدير, بيروت ,طهران
1392هـ/1972م ) ثـم جـاء الاخ (حسن المالكي ) يجدد ما اندثر من هذه الافكار, ولا يخرج عن
اطارها ويحمل حملة شعواء ظالمة على سيف بن عمر,وهذه شواهدها وما يناقضها.

ا- يقول المالكي : ورغم ان الطبري لم يورد في تاريخه اقوالا في الجرح والتعديل (الا في النادر,
ولـم يـجـرح الـضـعـفاء الذين يروي عنهم الا انه صرح بضعف سيف بن عمر, فذكر مخالفة سيف
لـلاجـمـاع فـي اكثر من موضع , مع ان الطبري لم يذكرهذا عن رواة اخر من ضعفاء كابي مخنف ,
والواقدي , فيعد الطبري من مضعفي سيف بن عمر (ص 53 نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ).

فهل يصح هذا القول ؟
اولا: لم يبين لنا (المالكي ) مواطن تضعيف الطبري سيف حتى نشاركه الحكم اوعدمه .

ثانيا: ليس صحيحا ان الطبري لم يصرح بضعف (ابي مخنف ) بل تجاوز بعض مروياته ولم يستسغها
وقال فذكر - ابو مخنف - مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة
(تاريخ الطبري 4/557).

ثالثا: وليس صحيحا كذلك ان الطبري لم يصرح بضعف (الواقدي ) بل قال عنه ما نصه : واما الواقدي
فـانه ذكر في سبب مسير المصريين الى عثمان ونزولهم ذاخشب امورا كثيرة , منها ما تقدم ذكره ,
ومنها ما اعرضت عن ذكره كراهة مني لبشاعته (تاريخ الطبري 4/356).

فـهـل فـاتت هذه النصوص على (المالكي ) وهو الذي ذكر انه قرا المجلدين الثالث والرابع لتاريخ
الطبري (ص 45) ام تناساها, ام يفهمها بغير فهمنا اياها ؟
ب - وحـيـن يـقرن (المالكي ) بين (سيف ) و(ابي مخنف ) يقول عن الاول الوضاع المتهم بالزندقة
ج - يـطـلـق (الـمـالكي ) عبارات مرجفة يستبعد فيها توثيق (سيف ) ولو بحث الباحثون عشرات
الـسـنـيـن , فـاذا احس ان عبارة , (ابن حجر) رحمه اللّه في سيف (عمدة في التاريخ ) ستحرجه
خرجها تخريجا يتفق وهواه وفهمه (وسياتي البيان ).

امـا عـبارة (الذهبي ) في سيف (كان اخباريا عارفا) فهي تزيد من حمالته , ولذاتراه احيانا يتغافلها,
واحـيانا اخرى يفسرها كما فسر عبارة ابن حجر, وبكل حال فهو يعتبر هاتين التزكيتين من هذين
العلمين في الجرح والتعديل (متوهمة وليست صريحة ) (انظر ص 55, 60, 84).

د - يـجـزم (المالكي ) بالقول : و يعد الحافظ (ابن حجر) المتساهل الوحيد في الاكثار من روايات
سيف مع حكمه عليه بالضعف (ص 55) (وساءبين مايناقض ).

هـ - ويـتـهـم (المالكي ) (سيفا باختلاق الرواة , بل واختلاق الشخصيات الكبيرة المشهورة , على
الرغم من اعترافه بصحة سند بعض المرويات التي رواها سيف (ص 62, 63).

و - وتـظل تهم (المالكي ) تلاحق (سيفا) دون ان يجد له فيها عذرا, اما الرواة الاخرون فان وجد
فـي روايـاتـهـم (مـجهولون ) فهي قلة نادرة بينما الجهالة في اسانيدسيف سمة ظاهرة (ص 68)
وسيتضح لك بعد الفرق بين (سيف ) و(ابي مخنف )على سبيل المثال في الرواية عن المجهولين .

ز - واعـظـم مـن ذلـك ان يـوهم (المالكي ) قارى ء كتابه ان مرويات (ابي مخنف )تسير في اطار
الروايات - الصحيحة التي تخالفها روايات سيف (ص 69).

ح - ويتناقض (المالكي ) حين يعقد ل (سيف ) عنوانا: (طعنة في كبار الصحابة والتابعين ) (ص 70)
ثـم تـراه يـعـترف بدفاعه عن الصحابة , وان كان يسوقهامساقا خاصا, فاهل الحديث لم يغتروا به ,
لعلمهم انها كذب (ص 73) اهكذاتكون المنهجية ام بهذا التلاعب ينقذ التاريخ الاسلامي ط - واخيرا ف (المالكي ) في حلقته الثالثة عن (القعقاع بن عمرو حقيقة ام اسطورة ) المنشورة في
جـريدة الرياض , يفصح عما في نفسه صراحة حين يفضل (ابا مخنف ) على (سيف ) ويقول صراحة
وهو يتحدث عن (ابي مخنف والمسعودي ): لكن هؤلاء كلهم فوق سيف بن عمر فهل الامر كما صوره المالكي .

تـعـالـوا بنا لنوازن بين الرجلين (سيف ) و(ابي مخنف ) ونقرا بتمعن كلام علماءالجرح والتعديل ,
وننظر ما قاله المؤرخون المعتمدون في (الاخباريين ) وبين هذاوذاك نقف على تعليلات (المالكي )
وتوهيمه (للعلماء) حين يخالفون مساره في (سيف ).

1 - سيف بن عمر
لا يستطيع منصف ان ينكر الضعف المنسوب الى سيف عند علماء الجرح والتعديل , ولكن من الانصاف
لسيف - كراوية في التاريخ - ان يقال :
ا- تـهمة الزندقة التي اتهم بها دافع عنه ابن حجر حين قال : افحش ابن حبان القول فيه (تقريب
التهذيب 1/344) ومن الامانة العلمية ان تذكر هذه المدافعة بازاء التهمة عندها ب - فـرق الـعـلماء قديما وحديثا بين الشروط المطلوبة لراو يروي في الحلال والحرام , وآخر
يـروي فـي الاخـبـار والـسير وفضائل الاعمال , وقال الخطيب البغدادي باب التشدد في احاديث
الاحكام والتجوز في فضائل الاعمال ثم روى بسنده الى الامام احمد بن حنبل - يرحمه اللّه - ان
قـال : اذا رويـنـا عـن رسـول اللّه واذارويـنـا عـن الـنبي (ص ) في فضال الاعمال وما لا يضع حكما ولايرفعه تساهلنا في الاسانيد
(الكفاية في علم الرواية ص 212 - 223).

وتـحدث المعاصرون عن ضرورة المرونة في تطبيق قواعد المحدثين في نطاق التاريخ الاسلامي
(د.اكرم العمري السيرة النبوية الصحيحة1 /45).

ومعرفة شروط المؤرخ المقبول (د.محمد بن صامل السلمي : منهج كتابة التاريخ الاسلامي ص
245 - 247).

ج - ومع الاجماع على ضعف (سيف ) في (الحديث ), فهو محل تزكية في (التاريخ )فالذهبي رحمه
اللّه قال عنه : كان اخباريا عارفا (ميزان الاعتدال 2/255).

وقال فيه ابن حجر رحمه اللّه عمدة في التاريخ (تقريب التهذ يب 1/344).

وهـذه الـفـاظ صـريـحـة , وان ظن المالكي انها موهمة , كما صنع في محاولته المستميتة دفع هذه
العبارات المهمة من هذين العلمين العالمين , كما استمات في تفسير كثرة الرواية عنه عند ابن حجر
خاصة , وجازف بالقول : ويعد الحافظ (ابن حجر)المتساهل الوحيد في الاكثار من روايات سيف مع
حكمه عليه بالضعف (نحوانقاذ التاريخ الاسلامي ص 55, 60).

وفـات عـلـى الاخ حـسن المالكي ان الامام الذهبي اعتمده احد المصادر المهمة في كتابة تاريخ
الاسـلام حـين قال وقد طالعت على هذا التاليف من الكتب مصنفاتي كثيرة , ومادته من دلائل النبوة
للبيهقي , وسيرة النبي لابن اسحق ,والفتوح لسيف بن عمر (تاريخ الاسلام 1/14,15).

وعـنـي بـكتابه (الفتوح ) واعتمد عليه , وغيره في مادة الفتوح كما ذكر ذلك الدكتور بشار عواد
(الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام ص 418).

كـمـا فـات على المالكي ان ابن كثير يرحمه اللّه اكثر من الرواية عنه , واعتمد عليه وزكاه في
مـرويـات الفتنة بالذات , ووصفه بانه من ائمة هذا الشان , ودونكم هذه الكلمات المنصفة ل سيف
وامثاله , والكاشفة لرواة آخرين , انقلها بحروفها كماسطرها ابن كثير بقوله :
هـذا مـلـخص ما ذكره ابو جعفر بن جرير رحمه اللّه عن ائمة هذا الشان , وليس فيماذكره اهل
الاهواء من الشيعة وغيرهم من الاحاديث المختلفة على الصحابة ,والاخبار الموضوعة التي ينقلونها
بما فيها, واذا دعوا الى الحق الواضح اعرضواعنه وقالوا: لنا اخبارنا ولكم اخباركم , فنحن حينئذ
نقول لهم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين (البداية والنهاية 7/269).

ولـئن كان ابن كثير لم ينص على سيف او غيره , فظاهر لمن تامل كثرة نقله عنه وعن شيوخه
انـه يـقـصـدهـم , فان قيل انه اكثر النقل عن ابي مخنف فقد اخرجه من الدائرة حين قال عن اهل
الاهـواء من الشيعة ما قال وعلى كل حال فقدجزم الدكتور آمحزون في كتابه القيم : (تحقيق مواقف
الـصـحـابـة في الفتنة ) بسيف وشيوخه تفسيرا لنص ابن كثير الانف (د. محمد آل محزون تحقيق
مواقف الصحابة في الفتنة 1/132).

وبـاخـتصار, فالامام الطبري , والحافظ ابن كثير, والحافظ الذهبي , والحافظ ابن حجر - رحمهم
اللّه وغـيـرهـم كـثير, اكثروا الرواية عن سيف بن عمر التميمي يرحمه اللّه , وهم , وكتبهم من
اعـدل , واهـم مـدوناتنا التاريخية , ومن رام التشكيك فيها بعبارة (صريحة ) او (ملفوفة ) فلا بد ان
يتبين امره , وسيتحمل وزره , وفرق كبير بين (تحقيق ) المرويات , و(نسف ) المسلمات د - واذا دافع العلماء المتقدمون عن تهمة (الزندقة ) الموجهة لسيف بن عمر - كماسلف - والمتامل
فـي مـرويـاتـه ودفـاعه عن الصحابة يدرك قيمة هذه المدافعة -فقد دافع المعاصرون عن تهمة
(الـتـعصب ) القبلي من (سيف ) لقبيلته بني تميم امثال جواد علي - وهو يرد على (بروكلمان ) هذه
التهمة وقال د.آل محزون :والواقع ان تعصب (سيف ) المزعوم لقبيلته ترده احوال بني تميم ومواقفهم
مـن الـفـتـنة , فمن المعروف انهم ممن اعتزل الفتنة مع سيدهم الاحنف بن قيس يوم الجمل .. (انظر:
جواد علي موارد تاريخ الطبري , مجلة المجمع العلمي العراقي المجلدالثالث 1374 ه/1954 م ص
49, وانظر د. محمد آل محزون تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة 1/236).

ثقات يحدثون عن سيف قبل الطبري :
وقـبل (الطبري ) روى عن سيف وحدث : عنه (المحاربي ), كما نقل ذلك يحيى بن معين في التاريخ
3/460 حـيـن قال : سيف بن عمر يحدث عنه المحاربي , وهوضعيف ونقل ذلك العقيلي في الضعفاء
الكبير 2/175 ويبدو ان (المحاربي )تصحفت الى (البخاري ).

فمن يكون المحاربي هذا الذي حدث عن سيف .

هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي ابو محمد الكوفي (ت 195ه) روى عنه الامام احمد
بن حنبل وغيره واخرج له الستة في كتبهم (تهذيب التهذيب 6/265) ووثقه يحيى بن معين كما في
الـتـاريـخ 2/357) كما وثقه النسائي , وذكره ابن حبان في الثقات , وقال ابن حجر: كان ثقة كثير
الغلط (تهذيب التهذيب 6/265,266).

وقال عنه الذهبي : ثقة صاحب حديث (الميزان 2/585).

واذا ثـبـت حديث هذا الثقة (المحاربي ) والمتقدم على (الطبري ) بما يزيد على (قرن )من الزمن ,
فهل تصبح (دعوى ) المالكي حين يقول :
ان الـطبري اول من اشهر روايات سيف بن عمر وكانت روايات سيف قبل ذلك خاملة جدا فاحتاجها
الناس بعد الطبري للرد على الشيعة (ص 77 نحو انقاذالتاريخ الاسلامي ). او ليست تلك (مجازفة
يا اخ حسن , واثبت الواقع لك خلافها ولو رجعت الى كتب الطبقات والتراجم لوجدت غيرها, افتراك
تعدل عن رايك ذلك الظن بك , ام تراك (تترفق ) في احكامك ذلك ما نرغبه لك .

رابعا: رواة آخرون في الميزان
وهـنـا يرد سؤال مهم : هل الذين حاولوا اسقاط سيف واتهموه اعتمدوا من هواصح منه سندا واسلم
معتقدا ؟ ام ان الميزان النقدي عندهم يختل اذا تجاوزواحدود (سيف بن عمر) ؟
سنرى ذلك في راو فضله (المالكي ) على (سيف ) واوهم بمسير مروياته مع الروايات الصحيحة
2 - ابو مخنف (لوط بن يحيى ) ت 157 ه
لـقـد اجـمـع نقاد الحديث على تضعيف (ابي مخنف ) وتركه , ليس في الحديث فقط بل و في التاريخ
واخبار السلف .

قـال ابـو حاتم : ابو مخنف متروك الحديث (الجرح والتعديل 7/182) وقال ابوعبد اللّه الاجري :
سالت ابا حاتم عنه فنفض يده وقال : احد يسال عن هذا(لسان الميزان 4/492) وقال ابن معين : ليس
بـشي ء (تاريخ يحيى بن معين2 /500) وعلق ابن عدي على عبارة يحيى هذه بقوله : وهذا الذي قاله
ابن معين يوافقه عليه الائمة .. (الكامل في ضعفاء الرجال 6/2110).

بـل وزاد ابن عدي حين قال عن ابي مخنف : (حدث باخبار من تقدم من السلف الصالحين ولا يبعد منه
ان يـتناولهم , وهو شيعي محترق صاحب اخبارهم , وانماوصفته للاستغناء عن ذ كر حديثه الى ان
قال : وله من الاخبار المكررة الذي لااستحب ذ كره (الكامل 6/2110) وقال عنه الذهبي : اخباري
تـالـف لا يـوثـق بـه (مـيـزان الاعـتـدال , 3/2992) والـمـظنون بالذهبي انه يفرق بين كلمة
(اخباري عارف ) لسيف بن عمر, واخباري تالف لابي مخنف , بل يفرق بينهما كل من انصف من نفسه
وانـصـف الاخـرين (لسان الميزان 4/292).

ولا اشـك ولا اخـال منصفا لابن حجر يشك انه يفرق بين هذه العبارات لابي مخنف وقوله في سيف
(عـمدة في التاريخ ) وان العبارتين كلتيهما صريحتان في الرجلين كل بحسبه , واذا قلتم فاعدلوا
(الانعام /152).

امـا روايـة ابـي مخنف عن المجهولين فقد ذكر ذلك الذهبي (سير اعلام النبلاء7/301) والكتبي
(فـوات الوفيات 3/225) ونسبه ابن تيمة للكذب (منهاج السنة 1/16), وعلى الرغم من الضعف
المنسوب للواقدي فقد قال ابن تيمية وهو يتحدث عن الرواة امثال ابي مخنف وهشام الكلبي , واسحق
بـن بشروامثالهم من الكذابين . بل الواقدي ,خير من مل ء الارض مثل هؤلاء. وقد علم ما قيل فيه ...

(الرد على البكري من 17 - 18).

امـا الـطـامـة الـكـبرى فوق ما تقدم , فهو سب (ابي مخنف ) للصحابة رضوان اللّه عليهم , وروايته
الموضوعات عن الثقات , وفي هذا يقول ابن حبان : رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن
الثقات وقال السليماني : كان يضع للروافض (لسان الميزان 4/366).

تـرى هـل فاتت هذه المعلومات على المالكي وهو يفضله على سيف , فتلك مصيبة ان يذهب من عمره
(اربع سنوات ) في دراسة هذه الموضوعات ثم تندعنه هذه المعلومات ام ان لديه علما بها واطلاعا
عـلـيـهـا, ولكنه - لحاجة في نفسه -اخفاها فالمصيبة اعظم وهل هذا (منهج يعلمنا كيف نصل الى
الحقيقة ) كماينشده المالكي (ص 11) .

لا اظن قارئا يوافق على ان هذا (النهج ) هو ذلك (المنهج ) المنشود وبـكـل حـال فـارجـو ان يملك (المالكي ) من الشجاعة ما يعلن به (قبوله ) للحق ويعيد نظرته الى
(سـيـف ) و (ابـي مخنف ) وفق هذه النصوص الصريحة , والاراءالواضحة التي لا تحتمل التاويل ,
وليس فيها (ايهام ) ولا غموض

/ 16