سادسا: زعمه بان الالباني قد صحح اسانيد عدد من تلك الروايات !! وليت الدكتور العودة بين لنا تلك الاسـانيد التي صححها الالباني نـفـسـه يـقول ان سيف بن عمر (كذاب ) الـدكـتـور العودة قائمة على (كذاب ) عمر مثلما اضطر للتخلي عن احكام اهل الحديث عليه في الرسالة ثم ان الالباني حكم على سيف ب (الكذب ) في مسالة تاريخية بحتة يعتبر الالباني حجة ويقلده ويدعونا لتقليده واما ان يقول الالباني مثله مثل غيره من العلماء لا نلزمكم
بتقليده , وكلا الامرين ليس في صالح الدكتور ورسالته .نظرة على متون الروايات
الدكتور سليمان (مثل اكثر المؤرخين الاسلاميين ) يفتقد الالية التي تعينه على الحكم الصحيح على
الروايات اسانيدا ومتونا وبما انه اعترف بضعف بعض الاسانيد التي اوردها ورغم ان اعترافه كان
خفيفا الا انه بنظرة على متون الروايات التي فيها ذكر ل (عبد اللّه بن سبا) صريحا نجد تلك المتون
في غاية النكارة .خذوا على سبيل المثال : الرواية الاولى التي فيها قول الشعبي (اول من كذب عبداللّه بن سبا مـتن باطل يعرف بطلانه من عنده ادنى من علم ولو سالنااحد العوام الذين لا يقراون ولا يكتبون من
هـو اول مـن كذب بـنـي آدم كـل هـؤلاء كذبوا قبل عبد اللّه بن سبا الامر لا يحتاج منهج محدثين وانما يحتاج رجلا عاقلا فقط سبا اين قول ابليس (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين اين قول فرعون (انا ربكم الاعلى ) هل الدكتور سليمان يرى ان عبد اللّه بن سبا قبل هؤلاء وقبل الخليقة على اية حال : الاسناد اضعف من ان يبين لكن ضعف ونكارة المتن يغنينا عن البحث في الاسانيد
نقد الرواية الثانية
اما الرواية الثانية التي اوردها الدكتور سليمان (رواية ابي الطفيل ) فليس فيهاذكر لعبد اللّه بن سبا
وانـمـا فـيها ذكر (ابن السوداء) فالهلابي وغيره من الباحثين لايسلمون ان المراد به عبد اللّه بن سبا هنا عن (الانتصار للذات
نقد الرواية الثالثة
اما الرواية الثالثة التي اوردها العودة فليس فيها ذكر لعبد اللّه بن سبا البتة , انمافيها ذكر (الحميت
الاسود) وهـذه الـرواية من طريق غندر عن شعبة عن سلمة بن كميل عن زيد بن وهب عن علي وهذا سند
صحيح لكن يبقى الكلام في معنى (المتن
نقد الروايه الرابعة
هـذه الـروايـة هي نفسها الرواية الثالثة لكن العودة جعلها روايتين بسبب تفسيرعمرو بن مرزوق
(الراوي عن شعبة ) لكلمة الحميت الاسود فقال (يعني عبد اللّه بن سبا وكان يقع في ابي بكر وعمر
اقـول : وعـمـرو بن مرزوق معروف بانه كثير الاوهام وان كان ثقة في نفسه فالرواية هي رواية
شعبة رواها عنه اثنان (غندر وعمرو بن مرزوق ) فغندررواها بلفظ (مالي وهذا الحميت الاسود
اوثـق بـكثيرولم يتهم بالوهم والخطا مثل عمرو بن مرزوق وعلى هذا فتفسير عمرو بن مرزوق
ليس حجة لانه جاء بعد سيف بن عمر على اية حال تفسير عمرو بن مرزوق ليس حجة لان بينه وبين الحادثة نحومئتي سنة لا يعتبر رواية مسندة (كما اوهمنا العودة بـل هـذا (مـدرج ) ولو كان د. العودة متمكنا في علم الحديث لعرف هذا جيداولعرف ان (الزيادات
الـشـاذة الـمـدرجـة ) لا تـعـتبر (روايات مسندة ) الاسـلاميين بل لا يدركه كثير من طلبة علم الحديث ومن طالع كتاب العلل للدارقطني عرف شرف
هذا العلم .الرواية الخامسة
اورد الـد كتور العودة رواية حجية الكندي وفيها ان عليا قال وهو على المنبر(من يعذرني من هذا
الحميت الاسود الذي يكذب على اللّه وعلى رسوله -يعني ابن السوداء - لولا ان لايزال يخرج علي
لصابة تنعى علي دمه كماادعيت علي دماء اهل النهر لجعلت منهم ركاما اقول : الاسناد حسنه العودة امـا تفسير بعض الرواة لقوله (يعني ابن السوداء) فهذا التفسير لا يعرف مصدره مـصـدره مـتـقدم فهذا يحتاج لبحث - كما قلنا - لاثبات ان ابن السوداء هو عبد اللّه بن سبا نفسه فـالـذيـن يـنـفون ابن سبا مطلقالايسلمون بان ابن السوداء هو عبد اللّه بن سبا هذه الروايات الموجودة في مصدر من اشهر دواوين الاسلام كتاريخ دمشق نـكـارة لانـه يـفيد ان عليا متخوف من قتل ابن سبا تخالف ما صح عن علي في الصحيحين من فرحه بقتال الخوارج وذكره فضل من قاتلهم لاحظوا انني (ادردش ) مع الدكتور سليمان رغم انني الى الان لم استوف البحث لكن حجج الدكتور
وروايـاتـه ضعيفة بحيث لا يحتاج ردها الا ان تعلم ان ابليس خلق قبل عبد اللّه بن سبا وان المدرج
لـيـس حجة وان عليا فرح بقتال الخوارج وان الرافضة لم تكن موجودة في عهد علي وهكذا فلو لم
يـكـن عـندي روايات اخرى غير ما اورده الدكتور لجزمت بنفي ابن سبا مطلقالكن عندي روايات
اخرى ساذكرها وهي التي تجعلني اتوقف في مسالة نفيه مطلقا..الروايه السادسة
هـذه الرواية اعترف الدكتور بضعف اسنادها ففيها ثلاثة مجاهيل في نسق وهي رواية ابي الجلاس
عن علي في قوله لعبد اللّه السبائي (ويلك واللّه ما افضى الي بشي ء كتمه احدا من الناس ولقد سمعته
يقول : ان بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وانك لاحدهم اقـول : وعبد اللّه السبائي هذا هل هو عبد اللّه بن الكواء او عبد اللّه بن وهب الراسبي او عبد اللّه
بـن سبا وكل هؤلاء سبئيون من قبيلة سبا وكلهم يصح ان يطلق عليه عبد اللّه السبائي ولابن الكواء
قـصـة مماثلة مع علي يساله (هل عنده شي ء غير القرآن ) مما اسره النبي (ص ) فكان علي ينفي هذا
وهـذه الـقـصـة في البخاري وعلى هذا يمكن ان يكون عبد اللّه السبائي هو عبد اللّه بن الكواء لكن
الدكتور العودة يريد اثبات عبد اللّه بن سبا ولو كانت الروايات في غيره ثـم لـمـاذا يـعرف علي ان عبد اللّه السباي هو من الكذابين الثلاثين ثم لايعاقبه ولايحبسه حتى لا
يضلل الناس بكذبه سـيـف بـن عـمر تحت البحث ..الرواية السابعة
ثـم اورد الـدكـتور سليمان رواية سماك بن حرب عن علي لانه بلغه ان ابن السوداءيتنقص ابابكر
وعمر اقـول : اولا: سماك بن حرب لم يسمع من علي ولا ادركه ولم يولد الا بعده على مايظهر لان وفاته
كانت (123 ه) بينما وفاة علي كانت (40 ه) ثـانيا: لا نسلم بان ابن السوداء المراد به عبد اللّه بن سبا الا ببرهان ودليل وقداتوصل انا الى انهما
واحد لكن كما قلت هذا قيد الدراسة .ثالثا: هل عقوبة متنقصي ابي بكر او عمر او عثمان او علي هي القتل فـالـمـشـهـور ان هذا خاص بالنبي (ص ) فقط بمعنى ان عقوبة القتل خاصة بمن يشتم النبي (ص )
ويـسبه اما غيره من الصحابة فالواجب هو التعزير فقط ساب ابي بكر منعه ابو بكر رضي اللّه عنه وقال (ليست هذه الا لرسول اللّه (ص ) هـذا مـما يخفى على علي يـقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام بين النصوص وعدم محاكمتها ولذلك لاتستغربوا ان يظن ان ابن سبا اول من كذب رابـعـا: مـن هـم الذين كلموا عليا في ابن سبا الـمـخالف لما يراه من الحكم الشرعي علي لابن سبا هو غلوابن سبا في علي واعتباره الها خالقا رازقا..على اية حال هذا النقد لن يفيد من عنده الاحكام المسبقة لكنه سيفيد من يريدالبحث عن الحقيقة .الرواية الثامنة
ثم اورد الدكتور رواية جابر بن عبد اللّه وفيها انه (لما بويع علي خطب الناس فقام اليه عبد اللّه بن
سـبا فقال له انت دابة الارض .. انت الملك .. انت خلقت الخلق وبسطت الرزق مـرة : اتق اللّه مـن كـذب عـلـى جابر بن عبد اللّه ويزعم ان جابرا قال (فاجتمعت الرافضة فقالت :دعه وانفه الى
سـاباط المدائن والرافضة .. الرواية ).اقول : اولا: هذه لا ادري كيف عقلها الدكتور العودة وكيف نشرها ولم ينقدمتنها ثانيا: متى مات جابر بن عبد اللّه ومتى كانت بيعة علي ومتى خرجت الرافضة والقرامطة فالرافضة
لـم تـعـرف بـهـذا الاسـم الا عام 122 ه. اما موت جابر بن عبد اللّه راوي الحادثة فكان قبل ذلك
بـخـمسين عاما (وفاة جابر كانت نحو70 ه), وكذلك بيعة علي كانت قبل نشوء مصطلح الرافضة
بخمسة وثمانين عاما اما القرامطة فلم يظهروا بهذا المصطلح الا بعد موت جابر بن عبد اللّه بنحومائتي عام راس الـقـرامطة الذي سمي به القرامطة توفي عام293 ه عـامـا لـكـن الدكتور العودة لا يمتلك المنهج النقدي للمتون ولو كان يمتلك هذا المنهج النقدي لما راينا مثل
هـذه الـروايات التي يستشهد بها في اثبات عبد اللّه بن سبا هـذا يتضح ان القصة هذه مختلقة واذا لم تكن مكذوبة بهذا السياق فليس في الدنيا حديث موضوع ولا
روايـة مـكـذوبـة وجـوده ) بـعـشـرات السنين وكيف تحذر الرافضة عليا من اصحاب ابن سبا هل لهم هذه القوة التي تفوق قوة الخليفة هـذه اسئلة لن يجد العودة اجابات عليها الا وتصب تلك الاجابات في ضعف الرواية عند كل ذي عقل
وانصاف . ومن هذه الرواية وطريقة استشهادالعودة بما تبدو لنا ملامح (الالية النقدية ) المتبعة عند
بعض الاكاديميين والخلاصة : ان الروايات التي اوردها الدكتور العودة وذكر بانها تقطع بوجودعبد اللّه بن سبا على
اصـناف , فاما الروايات التي فيها اسمه صريحا فهي باطلة اوضعيفة ضعفا ظاهرا واما الروايات التي
لـيـس فـيها ذكر لاسمه فهى بحاجة الى دراسة هل المراد بها ابن سبا ام لا.. وعلى هذا فليس فيما
اورده الـدكـتور سليمان ما يدل على وجود ابن سبا فضلا عن دوره الكبير في الفتنة سيف بن عمر
الروايات التي لم يوردها العودة
ومـن تلك الروايات التي فاتت على الدكتور (رغم انه يبحث القضية من ثمانية عشر عاما وفيها اخذ
الماجستير عام 1402 ه وفيها بحث الترقية ايضا)مايلي :
روى ابـو نـعيم في الحلية عن شيخه ابراهيم بن محمد عن عبد اللّه بن خبيق عن يوسف بن اسباط
عن محمد بن عبد العزيز التيمي عن مغيرة بن مقسم عن ام موسى (سرية علي بن ابي طالب ): قالت :
بلغ عليا ان ابن سبا يفضله على ابي بكر وعمر فهم بقتله ... الرواية .اقـول : فـهذه الرواية لم (يعثر) عليها العودة وهي ضعيفة ايضا سندا ومتنا اماالسند ففيها يوسف بن
اسـبـاط وغـيره فيهم كلام . كما ان المتن يخالف المتون السابقة ويضطرب معها اضافة الى ان بعض
الـصـحـابـة كـابـي الـطـفـيـل كـان يفضل عليا على الشيخين ولم يقتله علي (راجع ترجمته في
الاصـابـة وغيرها) وليست عقوبة مثل هذا القتل , انما التعزير والجلد على ابعد تقديركما جاء عن
علي من وجوه اخرى في تهديده لمن يفضله على الشيخين بان عقوبته (جلد المفترى ) وليس القتل فتامل .رواية ثانية
الـروايـة الاخـرى التي لم يذكرها العودة هي على شرطه هي رواية الخطيب البغدادي في تاريخ
بـغداد (8/488) عن عبد الوهاب الصغير عن احمد بن ابراهيم عن احمد بن المغلس عن سعيد بن
يـحـيـى الامـوي عن عبد اللّه بن سعيد الاموي عن زيد البكاني عن مجالد عن الشعبي عن زمر بن
قـيـس ,ورواهـا الجاحظ عن حباب بن موسى عن مجالد عن زمر وفيها انه التقى بعبداللّه بن وهب
السبائي بعد مقتل علي .الـرواية فيها ضعف كبير سندا و متنا ومن اراد معرفة ذلك فليرجع الى بحث الدكتور الهلابي (ص
53) ثـم ان عـبد اللّه بن سبا لم يرد اسمه صريحا انما ورداسم عبد اللّه بن وهب وهذا قتل قبل
موت علي بينما هذه الرواية تذكر هذه القصة بعد مقتل علي
رواية ثالثة
هـذه الـرواية لم يعثر عليها العودة ايضا وقد رواها ابن شاهين حسب مااورده ابن تيمية في المنهاج
(1/23) ورواهـا ابـن شاهين عن محمد بن ابي القاسم عن احمد بن الوليد عن جعفر بن نصير عن
عـبـد الـرحـمـن بـن مـالك بن مغول عن ابيه عن الشعبي وفيها (احذركم من هذه الاهواء المضلة ,
وشـرهاالرافضة ...) ثم سرد رواية طويلة فيها قوله (منهم عبد اللّه بن سبا يهودي من يهود صنعاء
نفاه الى ساباط وعبد اللّه بن يسار نفاه الى خا زر) اقـول : هـذه الرواية باطلة سندا ومتنا لان مصطلح الرافضة لم يوجد الا بعد وفاة الشعبي بعشرين
عاما كـمـا ان فـي الاسناد عبد الرحمن بن مالك بن مغول من اكذب الرواة وهو متهم بوضع الحديث وهو
معاصر لسيف بن عمر ايضا الـمؤامرة لكن ارى ان (سيف بن عمر و عبد الرحمن هذا و مجالد) كلهم كوفيون و متعاصرون و
كذابون ومتهمون ومنحرفون عن علي الـكـذابين وهذه الاتفاقات بين الكذابين معروفة عند اهل الحديث تماما فهناك قصص مشابهة كثيرة
وهذا كما قلنا سنؤجله للبحث والدراسة لنرى
روايات اخرى
والغريب ان الدكتور العودة ينقل كثيرا من الشيعة والمستشرقين ثم يتهمنا بانناناخذ ببعض روايات
الـشـيـعـة واننا ندافع عنهم اكثر من دفاعهم عن انفسهم وهذا من ابطل الباطل ومن الظلم والبهتان
وسياتي البيان .الملاحظة الثامنة
حاول الدكتور العودة ان يربط بيني وبين السيد مرتضى العسكري في تضعيف سيف بن عمر الـعـسـكري اول من قال بتكذيب سيف بن عمر لاصحاب الحديث في تضعيف سيف ولولا ان اهل الحديث اجمعوا على ضعفه لما ضعفته .والـمؤرخون الاسلاميون او اكثرهم ينظرون الى المعلومة من خلال المصدر الـمـعـلـومـة مـن خلال العلم نفسه والمصدر ايضا لكنني احاكم هذه المعلومة فان ثبت لدي صدقها
وصحتها لا انظر لمصدرها وان ثبت لدي كذبها رددتها.وهـذا مفترق طرق بيني وبين كثير من المؤرخين الاسلاميين وغيرهم , بل انهم يتناقضون في هذه
القضية تناقضا صارخا فنجد بعضهم كالدكتور سليمان لايتورع ان ينقل من الشيعة والمستشرقين اذا
كانت الرواية او القول في صالحه بينما يحرم على الناس ما يبيحه لنفسه اكثرالمؤرخين الاسلاميين الذين ازعجتهم المنهجية الموجودة في (كتاب الرياض ) ومن حق الدكتور ان يعتبر هذا تزكية للعمل ومن حقي ان اذكر سبب نقدهم للكتاب الملاحظة التاسعة
طـلب مني الدكتور العودة ان ابين الاماكن التي ضعف فيها الطبري سيف ابن عمر هذا القول ولم يبين لنا المالكي مواطن تضعيف الطبري لسيف حتى نشاركه او عدمه ) اقـول : اولا: انـا لا انـتـظـر ان يـشاركني الدكتور في تضعيف سيف ويكفيني اجماع اهل الحديث
والدكتور العودة لم يقتنع باجماعهم حتى نرجو منه التمسك بتضعيف الطبري لسيف ثـانـيـا: لانه طلب مني ذلك وحتى لا يظن القارئ ان هذا التحدي من الدكتور له وزن فسانقل بعض
تـضـعـيـفـات الـطـبري لسيف بن عمر ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما ذكره في تاريخه
(4/497) عندما قال (واما الذي يرويه المحدثون من امر الاحنف فغير ما رواه سيف عمن ذكر من
شيوخه ..وقـال (3/350) بـعد ان ذكر رواية سيف في فتح الابلة قال : (وهذه القصة في امرالابلة وفتحها
خلاف ما يعرفه اهل السير وخلاف ما جاءت به الاثارالصحاح .. اقـول : هذه نماذج فقط لكن العودة لن يقتنع بها فهو لم يقتنع باجماع المحدثين في سيف فكيف يرضى
بالطبري وحده وهـذه الـتـضعيفات من الطبري لسيف اولى مما ذكره العودة من قوله (هذالايحتمل سماعه العامة )
قـالـها في رواية لابي مخنف فهذا لا يعد تضعيفا لان العامة ليس ذوقهم مقياسا للصحة والضعف فهذا
يـخـتـلـف عـن جـمـلـته السابقة في تضعيف سيف مع انني اطرح الاثنين (سيف وابي مخنف ) ولم
استدل برواية واحدة لواحد منهما والحمد للّه .الملاحظة العاشرة
ذكـر الـعودة انني لا اصف ابا مخنف الا بالشيعي فقط ولم اضعفه وقال انني اقول في سيف (الوضاع
المتهم بالزندقة ).وهـذا ما لم اقله فانا اعرف ان ابا مخنف والواقدي ضعيفان وان الاول اشد ضعفالكن ليس بالضرورة
ان ابين ذلك عند كل ذكر لهما وقد يفوتني ذكر هذافكان ماذا ؟ ولكن الدليل الاقوى على كلامي اني
لم استدل برواية واحدة لاللواقدي ولا لابي مخنف مع انهما فوق سيف بمراتب .الملاحظة الحادية عشرة
زعـم الـدكـتور سليمان انني اعترفت بصحة سند بعض مرويات سيف وهذا ما لم يحدث البتة لكن
الدكتور اغتر بقولي (الروايات التي صح الاسناد فيها الى سيف ) وفـهـم مـن هـذا انـنـي اصحح روايات سيف والدكتور بحاجة لمراجعة جادة لمصطلحات والفاظ اهل الحديث وليفهم دلالات الالفاظ قبل ان ينقد
ويظلم اخاه بغير حق .والـغـريـب ان الدكتور يحرف كلامي ثم يحيل على كتاب الرياض وعلى كتاب بيعة علي حتى انني
اظن انني اخطات فاذا رجعت اجد كلامي خلاف مايقرره فاين الامانة العلمية
الملاحظة الثانية عشرة
مـن امـثلة التحريف المتعمد لكلامي ما ذكره الدكتور سليمان من زعمه بانني تناقضت في زعمي ان
سيف بن عمر يطعن في الصحابة اقـول : وهذا مثال من عشرات الامثلة التي حرف الدكتور فيها كلامي فانارجعت للصفحة التي احال
عـلـيـهـا ص 70, 73 من كتاب الرياض فاذا بي اقول مايلي (سيف مغرم بالطعن في بعض الصحابة
والـتـابـعين الذين كانت لهم مواقف من بني امية كعمار بن ياسر وابي ذر...) الى ان قلت (فهو يطعن
في هؤلاء الاخيار بينما يدافع عن معاوية وزياد بن ابيه وسعيد بن العاص والوليد بن عقبة الفاسق ...)
ثم استدركت وقلت (وهؤلاء و ان كان في بعضهم فضل وخير لكنهم لا يوازون عمارا وابي ذر ولا
يكادون ) اقـول : فـانـظـروا هل في كلامي تناقض ام ان الدكتور اراد ان يفهم القارئ ان هناك تناقضا الامانة العلمية يادكتور
الملاحظة الثالثة عشرة
قـارن الدكتور العودة بين سيف بن عمر و ابي مخنف مقارنة عجيبة لم اجد اعجب منها في حياتي مع ان الاثنين عندي لا آخذ برواياتهما.لكن الدكتور العودة وقع في تحريف عجيب متعمد وانا لم اجزم انه متعمد الا واناعلى يقين وسياتي
بـيـان ذلـك لـكـن الـمقارنة كانت ظالمة بسكوت الدكتور عن كلام اهل الجرح والتعديل في سيف
واظهارها في ابي مخنف وهذا لم استغربه فهو سهل قياسا بما ذكره الدكتور عندما قال : (اما الطامة
الكبرى فوق ماتقدم فهو سب ابي مخنف للصحابة وروايته الموضوعات عن الثقات .وفـي هـذا يقول ابن حبان : رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات . وقال السليمان :
كان يضع للروافض - لسان الميزان (4/366).اقول الدكتور سليمان يعرف ان القارئ اضعف من ان يحاكم هذه الاقوال فهذه الاقوال واللّه ليست في
ابي مخنف وانما في عمرو بن شمر الكوفي فارجعوا الى اللسان (4/366) تجدوا هذه الاقوال في
ذم عمر بن شمر وليس في تلك الصفحة ذكر لابي مخنف البتة لكن اتدرون لماذا فعل هذا الدكتور فـعل هذا لان سيفا متهم بالانحراف عن علي فيريد الدكتور ان يثبت ان ابامخنف (يشتم الصحابة ) ثـم سـيـف مـتهم بالزندقة والوضع في الحديث فارادالدكتور سليمان ان يتهم ابا مخنف بالوضع في
الـحـديث ايضا شمر فـي حياتي الدكتور وحذف كلمة (عمرو) مخنف انـا لا اقـول هـذا دفـاعا عن ابي مخنف لكن لا يجوز ان نذمه بالجرح الموجود في غيره يجوز ان نتهمه بالوضع في الحديث لان سيفا يفعل ذلك عـلـى ايـة حـال ارجـو الا يستغرب القراء فهذا امر يستحله كثير من المؤرخين الاسلاميين ولو
تـرجـعون لكتاب الرياض لرايتم العجائب لكنها -علي اية حال - اخف من عجائب الدكتور هنا يـذكـر الدكتور ان سيفا محل تزكية (ص )فلاتنتظر منه ان يصدق في التاريخ .كـما ذكر ان الذهبي (اعتمده ) احد المصادر المهمة في تاريخ الاسلام يقل فالذهبي لم يقل هذا البتة انما ذكر انه (اطلع ) على كتب وذكر منها كتاب سيف وهناك فرق بين
(اعتمد) و(اطلع ) ثم ان الذهبي قدروى لابي مخنف و الواقدي اضعاف ما رواه لسيف بن عمر بل لم
يرد لسيف بن عمر في تاريخ الاسلام كله الا سبع روايات ولـم يـذكـر حـرفـا عـن ابن سبا فاذا كان د. العودة مقلدا الذهبي فليقلده مطلقا او فلايلزم الناس
باجتهادات الذهبي .وقـد تـحـدث د. الهلالي عن ازدواجية الدكتور سليمان وكنت اظن ان الدكتورالهلالي مبالغ حتى
رايـت مـقال الدكتور سليمان فعرفت ان الازدواجية والانتقائية من اخف عيوب كتابات الدكتور عفا
اللّه عنا وعنه .عـلـى اية حال : انا مستعد للتحاكم انا والدكتور لاية جهة علمية يرى اهليتهاللنظر في الامور التي
اختلفنا فيها وليس في العلم منتصر ومهزوم اذا صحت النية وكان الهدف هو الحقيقة .الملاحظة الرابعة عشرة
ذكـر الـدكتور ان المحاربي قد روى عن سيف وهو قبل الطبري قولي بان (الطبري اول من اشهر روايات سيف بن عمروكانت قبل ذلك خاملة جدا) اقـول سـبحان اللّه عن سيف فانا اعرف خمسة عشر راويا عن سيف لكن كلامي السابق عن (اول ) من (اشهر) روايات
سيف وليس اول من (روى )عن سيف لكن الدكتور كالعادة لا يعرف دلالات الالفاظ وهو بهذا يتعبنا جدا في الحوارونتعب القراء بمثل هذا
التوضيح للواضع الذي يدل على ان الدكتور وجدشحا من الملاحظات حتى لجا لمثل هذه الاشياء.الملاحظة الخامسة عشرة
دافـع الدكتور عن تعصب سيف لقبيلته بني تميم وذكر دفاع جواد علي عنه الـعودة ياخذ على انني وافقت العسكري في بعض النتائج بينما هو ينقل عن جواد علي سـيف بالتعصب قاله الدكتور اكرم العمري والدكتور محمد بن صامل السلمي قبلي والدكتورالعودة
يحيل عليهما عند الحاجة كنت اتمنى ان يفعلها الدكتور سامحه اللّه .الملاحظة السادسة عشرة
قول الدكتور العودة (والمظنون بالذهبي انه يفرق بين كلمة (اخباري عارف )لسيف بن عمر وكلمة
(اخباري تالف ) لابي مخنف اقول : و اهمل الدكتور العودة قول الذهبي في سيف : (تركوه واتهم بالزندقة كما اهمل قول الذهبي عن سيف : (هو من بابة ابي مخنف فـهذا نص من الذهبي في المساواة بين سيف بن عمر وابي مخنف واظن ان الذهبي لم يوفق للصواب
فابو مخنف فوق سيف يعرف هذا من قارن روايات الرجلين وان كنت اضعف الاثنين واطرحهما.الملاحظة السابعة عشرة
ثـم زعـم العودة ان ابن حجر قال مثل قول الذهبي (اخباري تالف لا يوثق به ..) ثم احال على اللسان
(4/492) اقول : وكان الدكتور العودة لا يعرف منهج الحافظ في اللسان فانه نقل القول السابق عن الذهبي نفسه
الحافظ في اللسان او ليقراالمقدمة وكفى ففيها الجواب هذه البدهيات لكنه يريد ان يتساوى ابو مخنف في الجرح مع سيف بن عمر ووجـد الـجـرح فـي سـيف اقوى واكثر لذلك لجا الى زيادة المجرحين ونسبة هذه الاقوال لغير
اصحابها واللّه المستعان .ايضا: اين الامانة العلمية يا دكتور
الملاحظة الثامنة عشرة
ثم نجد العودة بعد كل التحريفات السابقة وبعد خلطه لترجمة عمرو بن شمر مع ترجمة ابي مخنف
وبعد تقوله على الذهبي وابن حجر ياتي ويقول (ترى هل فاتت هذه المعلومات على المالكي اقول : نعم هذه كانت فائتة عني واعترف بجهلي الكبير فيها ثم يواصل ويقول (فتلك مصيبة تند عنه هذه المعلومات اقول : اللهم لا تعليق ثم لا يكتفي بهذا ويواصل في البناء على ما سبق ويقول (ام ان لديه علما بها واطلاعا عليها ولكنه -
لحاجة في نفسه اقول : لا تعليق ثـم يـاتـي ويدعوني لقبول هذا (الحق ) الذي جاء به ولـيت شعري من منا المطالب الان بالتحلي بالشجاعة والاعتراف بالخطا (اعـيـد النظر) لسيف التاويل اقول : ايضا لا تعليق . ومن اراد ان يعرف الحقيقة من القراء فانه يستطيع وبسهولة جدا واخيرا: انا اجد نفسي عاجزا عن تتبع تحريفات الدكتور او سوء فهمه لكلامي فكيف بالاوهام التي
وقـع فـيها عن اجتهاد وحسن نية وانا ان ذكرت هذه كنماذج وتركت تلميحات الدكتور بالاتهامات
الـمـبطنة لقناعتي ان الدكتور لم يفعلها عن قناعة وانما اتباعا للاسلوب السائد في رد الحقائق وهي
باتهام صاحب الحقيقة في نيته ومنهجيته . وانا على ثقة ان القارئ الكريم سيرجع - ان كان يريد الحق
- لـمـا كـتبته وما كتبه الدكتور وسيعرف بنفسه كثيرا من الحقائق اذا امتلك المنهجية اما (قارى ء
آخـر صـحية ) فلسنا بحاجة اليه ولاالعلم بحاجة اليه ففي الناس ابدال . واللّه الموعد وهو الحاكم
بين جميع العباد.ايماءة :
اخي الدكتور محمد العزام ..اطـلـعـت على ردك المنشور في صحيفة الرياض الاسبوع الماضي , واشكر لك مشاركتك .. لكني
اعـتـب عـلـيـك في ترك لب الموضوع جانبا والتركيز على كثير من الامور الشكلية مع اساءة فهم
احـيـانـا, وقـد تصيب في ذكراشياءفنية .. مع اهمية التركيز على الاولويات في هذه المقالات . مع
شكري لك مجددا.
عن القعقاع و سيف بن عمر (1/3)
د. محمد بن عبد اللّه العزام
صحيفة الرياض - 1 ربيع الاخر - 1418 ه
مدخل :
(1) لايزال الاخ الاستاذ حسن بن فرحان المالكي يواصل مفاجته , وآخرهاسلسلة مقالات (القعقاع
بن عمرو التميمي حقيقة ام اسطورة ). وقد نشراولها في جريدة الرياض يوم الاثنين 27/1/
1418 هـ. وهـي اهـم المقالات لانه لخص فيها جملة افكاره , اما البقية فمدارها على نقد ابحاث الاخرين
ولاسيما الرسائل الجامعية , والرد على الردود ومجادلة الخصوم وما الى ذلك .ولـقـد رد كـثـيـر من الاخوان المتخصصين في الحديث والتاريخ على بعض ما ورد في مقالاته من
الامـور الـتـفـصيلية . ولكني اعتقد ان بيان ما يتصل بالامورالكلية والمنهجية اكثر فائدة للقراء من
مـناقشة التفاصيل , لان الخلاف معه اقرب الى ان يكون في الاصول . فلذلك سوف اقتصر على ايضاح
هـذه الـجوانب , وهي مهمة جدا فيما ارى , في موضوعية وانصاف من واقع كلامه ان شاء اللّه . واود
الايـضـاح بانني لا اعرف الاخ المالكي ولم نلتق قط,ولست متضررا بشي ء من كلامه عن القعقاع او
سـيف او المؤرخين اواساتذة الجامعات . ولقد كان بودي - يعلم اللّه تعالى - ان اثني عليه واشدعلى
يديه , ولكني نظرت في مقالاته مع قلة علمي فرايت ما يدعو الى التعقيب .وآثـرت الانـتـظـار الى انتهاء هذه المقالات , وقد انتهت الان فيما يظهر, لان المقالة المنشورة في
17/3/1418 هـ جـاءت بـعنوان (دروس من معركة القعقاع ),وفيها تلخيصه - من وجهة نظره -
للدروس المستفادة من الردود عليه .ملاحظات على الاسلوب :
(2) واول مـا يـلاحـظ على مقالاته هذه - وسائر كتاباته اجمالا - كثرة اشارات التعجب الى حد
الافـراط, وقـد احـصـيـتها في المقالة الاولى وحدها فبلغت سبعين علامة , وقلما يكتفي بالعلامة
الـواحـدة وانما ياتي بها مثنى وثلاث .ولعلها تصل الى الف او الفين في كتاب الرياض . وهذا الاكثار
غـيرمستحسن في الكتابة العلمية , وهو من سمات الكتابات الصحفية الرديئة .ومن الافضل ان يتقدم
الـباحث ببراهينه وادلته ويجتهد غاية الاجتهاد في تحريرها, ويكتبها بالاسلوب العلمي الصحيح ثم
يتركها تتحدث عن نفسها وتسعى لتحقيق الاثر المطلوب في عقول النا س .وهـذا الغرض واضح جدا في مضمون المقالات ايضا, فما اكثر الغمز للجامعات والاقسام والباحثين
والـمشرفين والمناقشين , والاتهام بالجهل والتدليس والتقليد والضحك على الناس , والتقليل من قدر
الرسائل الجامعية والشهادات العليا والتقديرات والمقررات المدرسية والتخطيط التربوي واساليب
الـتـفكير السائدة . بل يساوي الاستاذ بين التصديق بالقعقاع والتصديق بوجود الحشرة والدعافيص
والـمعثرة ولبط بين كبار المدن السعودية , كان سائر الناس لاعقول لهم (وهذا ينطبق على الطبري
وابـن عـبـد الـبـر وابن عساكر وابن الاثير وابن كثير وابن حجر وغيرهم من القدماء فضلا عن
الـمعاصرين ). وربما ذكر ان العلم ليس بالالقاب والشهادات الاكاديمية واشياء من هذا القبيل , وكان
الاليق به لو ترك هذاالباب كله لانه يعوق الحوار العلمي المطلوب .(3) وهـذا الاسـلـوب في الكتابة لا بد ان يخون صاحبه بين الحين والحين . واليك مثالا على ذلك ,
وهـو قـولـه في المقالة الاولى بحروفه واقواسه ورموزه (بل ربمالو كان الحافظ ابن حجر في
عصرنا لاتهمناه بانه يريد الطعن في السابقين وانه مع المستشرقين والمبتدعة لانه نفى صحبة اكثر
مـن الـف صحابي من (الصحابة الكرام النغمة المعروفة فـلا اعتقد انه من اللائق - ولاسيما من طالب العلم الغيور على التاريخ والعلوم الشرعية - ان يقول
(الصحابة الكرام يـكـونـوا مـن الصحابة فمن التابعين , وكون العلماء يختلفون في صحبة بعضهم لا يسوغ الاستهزاء
بـهم .ثم يسمي الغيرة على السنة (هذه النغمة المعروفة ولكنها تعبر مع الاسف عن طريقته في التفكير والكتابة كما سيتضح ان شاء اللّه .وهـذا مثال آخر فقد ضرب - من اجل تبسيط الموضوع - مثلا بالمدن الوهمية المشار اليها, ثم قال
بـالحرف الواحد (فالقعقاع مثل مدينة الحشرة تماما),ومن المفهوم ان بقية الصحابة الاسطوريين -
في نظره - يشبهون اسماء المدن الاخرى . فليس هذا من كمال الادب وحسن اختيار الالفاظ واللائق
به غير هذا الاسلوب .(4) ولقد شحن المقالة الاخيرة (دروس من معركة القعقاع يـفـهـم منها الثناء على النفس , واتهام الاخرين بكل النقائص التي يسمح بها المقام . ولا يخفى انه يرد
ويـرد عليه , فليس من المستحسن ان يبدا الانسان احدا بالشتم , و اذا راى في كلامهم شيئا من ذلك
فاما ان ينتصر لنفسه واما ان يعفو والعفو خير. ولكن هذه العبارات جاءت عامة لجميع المخالفين له في
الراي , غير موجهة الى خصم بعينه .وهـذه نـمـاذة حـرفـية منها: الغفوات العلمية الطويلة - اخفاء الحقائق ومحاربتهاايضا الـدروس والـعبر وتـعـطـيل النصوص والعقول وطـلاءالباطل بطلاء الحق - تاسيس الجهل العلمي لـغـة اهـل العلم والتحقيق الحق الـمـتـعـصبة المريضة علميا التي طالما حاربت الرسل والمصلحين - ترك اكثرية القرون الفاضلة
والاحتجاج باكثرية القرون المتاخرة والمعاصرة تـخـصـصـه او عـقيدته او نيته - المعاول التي طالما حاربت الحق على مر التاريخ - عدم القراءة
والـحـكـم عـلـى الـبحوث بناء على المعرفة الشخصية - مجالسة قرناء السوء الذين يزعمون ان
فـلانـاسيى ء النية , جا هل ,.. الخ - الاستعجال وعدم التثبت واتباع الهوى - تجارالغيبة والنميمة -
تـاخـذهم العزة بالاثم - نقص الادوات المعينة على اصدارالحكم الصحيح - تحريف الحقائق نشر الاباطيل هذا غيض من فيض , فما حاجة الاستاذ الى هذه الشتائم والاستفزازات التي يسميها دروس تربوية
وطالما قرانا الابحاث الجادة العميقة في التاريخ وغيره من العلوم , فلم نجد هذا الارتباط النفسي بين
الـبـاحـث والـبـحـث , وانـمـايكتب الانسان رايه ويضعه امام الناس لينظروا فيه في هدوء. وهي
بـعدتتعارض مع الرغبة في اصلاح الاحوال , ومن السهل على اي قارى ء ان يتصور مخطئا او مصيبا
ان وراءهـا دوافـع شـخـصـيـة . وليس من الانصاف ان يعطي لنفسه الحق بالدخول الى قلوب الناس
ومـعـرفـة الاهـواء وخـطـرات الـنـفوس - كما ترى في هذه العبارات - ويجردهم من الدوافع
العلمية والاغراض الشريفة , ثم يستنكر عليهم اذا فعلوا مثل ذلك .التعتيم على المصادر:
(5) ثـم انتقل الى مسالة جوهرية كنت اود انه اوضحها بنفسه وكفانا امرها, وهوالتصريح باسماء
الـذيـن سـبقوه الى آرائه , وهو شي ء يعرف وجوبه واهميته وفوائده حتى المبتدئون من الطلاب .ولكنه - مع الاسف - آثر عدم التصريح بذلك , وعدم التصريح بالسبب المانع من التصريح .