آیات الحج و مناسکه بین التفسیر الدلالی و التفسیر التطبیقی (فی نظر الإمام الخمینی) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الحج و مناسکه بین التفسیر الدلالی و التفسیر التطبیقی (فی نظر الإمام الخمینی) - نسخه متنی

عبدالسلام زین العابدین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




أهم (المنافع) السياسية


في
كثير من خطاباته السنوية في موسم الحج أعطى الإمام أهم المفردات السياسية
والاجتماعية لمنافع ذلك الحشد المليوني الهائل للمسلمين الملبّين نداء
الحجّ ، من شرق الأرض وغربها .

ومن
خلال استقراء تلك الخطابات والنداءات نستطيع أن نتلمس أهم تلك المنافع
والمفردات المنفعة الأولى: قطع يد الاستكبار العالمي عن
الاُمّة الإسلامية .

يصرّح
الإمام في أكثر من خطاب بأنّه لا توجد منفعة أعظم وأسمى من قطع يد الاستكبار
العالمي عن أمتنا الإسلامية بل عن المستضعفين جميعاً «وأيّ
منافع أعظم وأسمى من قطع يد جبابرة العالم والظالمين من السيطرة على البلدان
المظلومة ، ومن أن تكون الذخائر المادية العظيمة للبلدان ملكاً
لشعوبها؟!»36 .

وفي
خطاب آخر يقول «على
المسلمين المجتمعين في مواقف هذه العبادة الرامية إلى تجميع المسلمين من كلّ
أرجاء الأرض; ليشهدوا منافع لكلّ المستضعفين في العالم ، وأيّ منافع
أعظم من قطع يد الطامعين عن البلدان الإسلامية؟!»37 .

المنفعة الثانية: التفاهم
وترسيخ الاُخوّة بين المسلمين .

يعتبر
الإمام«أنّ واحداً من أهم أركان فلسفة الحج هو إيجاد
التفاهم وترسيخ الاُخوّة بين المسلمين»38 .

ولا
يكاد يخلو خطاب للإمام في موسم الحج من الدعوة إلى وحدة الكلمة بين
المسلمين ، وضرورة نبذ الفرقة والتمزّق والتشتّت الذي يسعى أعداء
الإسلام إلى إبقائه والمحافظة عليه .

ولهذا
يرى الإمام أنّ«من واجبات هذا التجمّع العظيم ،
دعوة الناس والمجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة ، وإزالة الخلافات بين
فئات المسلمين . وعلى الخطباء والوعّاظ والكتّاب أن يهتمّوا بهذا الأمر
الحيوي ، ويسعوا إلى إيجاد جبهة للمستضعفين للتحرّر ـ بوحدة الجبهة
ووحدة الكلمة وشعار (لا إله إلاّ الله ـ من أسر القوى الأجنبية الشيطانية
والمستعمرة»39 .

من هذا
النص يظهر جليّاً أنّ المنفعة الأولى (قطع يد الاستكبار) لا تأتي إلاّ بتحقيق
المنفعة الثانية (الوحدة والتآزر) .

من هذا
المنطلق يخاطب الإمام حجّاج بيت الله الحرام كافة
قائلاً «تبادلوا
وجهات النظر ، وتفاهموا لحلّ مشاكل المسلمين
المستعصية .

اِعلموا
أنّ هذا الاجتماع الكبير الذي يعقد سنوياً بأمر الله في هذه الأرض المقدّسة
يفرض عليكم ـ أنتم المسلمون ـ أن تبذلوا الجهود على طريق الأهداف الإسلامية
المقدّسة ومقاصد الشريعة المطهّرة السامية ، وعلى طريق تقدّم المسلمين
وتعاليهم واتحاد المجتمع الإسلامي وتلاحمه»40 .

المنفعة الثالثة: اجتماع
رجال السياسة في العالم الإسلامي
يرى
الإمام أنّ هناك فرصة ذهبية لزعماء السياسة في العالم الإسلامي أن يستثمروا
موسم الحج; ليعقدوا في مكّة مؤتمراً إسلامياً عالمياً يطرحوا فيه كلّ مشاكل
المسلمين السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ليكتشفوا لها الحلول
الناجعة «على زعماء
القوم أن يجتمعوا في مكّة المعظّمة استجابةً لأمر الله تبارك وتعالى ،
وأن يطرحوا مشاكلهم بينهم ويتغلّبوا عليها . ولو حدث ذلك ما استطاعت
القوى الاُخرى أن تقف بوجههم مهما كانت عظمتها» .

ويتساءل الإمام مستغرباً ومتعجّباً على ما آلت إليه أوضاع
المسلمين لماذا يغفل المسلمون عن قدرة
الإسلام العظيمة التي مكّنت شعباً ليغلب بيد خالية دولة غاصبة
كبرى؟

لماذا تعيش الحكومات الإسلامية
الغفلة عن هذه القوة العظيمة المقتدرة؟

لماذا تتلقّى الحكومات العربية
الصفعات خلال السنوات المتمادية من الصهيونية؟

لماذا كلّ هذا الاستسلام والرضوخ
لسيطرة القوى الأجنبية؟

لماذا لا يجتمعون ولا
يتعاضدون ليكونوا تجسيداً لقول النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله): (وهم
يداً على من
سواهم) .

إنّ مشكلة المسلمين تكمن في
العداء المرير بين الحكومات الإسلامية الذي أنشأه الاستعمار بعد الحرب
العالمية41 .

من هذا
المنطلق يقترح الإمام ذهاب رجال السياسة والفكر والأدب والثقافة إلى
الحج ، وأن لا يقتصر الحج على عامة الناس .

إنّه
ينفث زفرات اللوعة والأسف على غفلة المسلمين عن هذا الأمر الحيوي
والفاعل ، حيث يقول «نحن الآن ليس
لنا من التشرّف بمكّة وحجّ بيت الله الحرام سوى ذهاب مجموعة من عامة الناس
إلى هناك ، ومع الأسف الشديد فإنّ مسألة ذهاب أشخاص فاعلين من الحكومات
ورجال القوم (من أصحاب الفكر والكتاب والثقافة) ; ليجتمعوا هناك ويدرسوا
مسائل الإسلام والمسائل السياسية والاجتماعية للمسلمين ، هذه المسألة
مغفولٌ عنها .

إنّ مشاكل
المسلمين كثيرة ، ولكن مشكلة المسلمين الكبرى هي أنّهم وضعوا القرآن
الكريم جانباً وانضووا تحت لواء الآخرين» .

«القرآن الكريم يقول: {واعتصموا
بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا}42
ولو عمل المسلمون بهذه الآية الواحدة; لانحلّت جميع مشاكلهم
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من دون التشبّث بالآخرين»43 .

/ 15