يا نفس:
إذا كان البقاء لا يوجد فالنعيم زائل، وإذا كان القدر لا يرد فالاحتراس
باطل.
واعلمي: أنه بالعفاف تزكو (1) الأعمال، وبالصدقة تفسخ الآجال،
وبالطاعة يكون الإقبال، وأن الله إذا أحب عبدا بغض (2) إليه المال، وقصر
منه الآمال، وإذا أراد بعبد شرا حبب إليه المآل، وبسط منه الآمال.
يا نفس:
إنك ستؤاخذين بقولك فلا تقولي إلا خيرا، وتجازين بفعلك فلا تفعلي
إلا برا، وأنه بقدر اللذة يكون التغصيص، وبقدر السرور يكون التنغيص،
وبالطاعة تحصل المثوبة لا بالكسل، وبالعمل تحصل الجنة لا بالأمل، وبالأعمال
الصالحات ترفع الدرجات، وبالتوبة تمحص السيئات، وبادري العمل عمرا
ناكسا، ومرضا حابسا وموتا خالسا.
(1) في أ: تركن.
(2) في ب: أبغض.