محاضرات فی الاعتقادات جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
كثير والشوكاني في ذيل آية الوضوء، وكذا في أحكام القرآن، وفي شرح المهذّب للنووي، والمغني لابن قدامة أيضاً، وفي غيرها من الكتب.وإلى الآن ظهر دليل القول بالمسح من الكتاب والسنّة، على أساس كتب السنّة ورواياتهم، وظهر أنّ عدّة كثيرة من الصحابة والتابعين يقولون بتعيّن المسح، ويروون هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا فشل القوم من إثبات مذهبهم ـ الغسل ـ عن الكتاب والسنّة ماذا يفعلون؟القرآن لا يمكنهم تكذيبه، لكنَّ الروايات يكذّبونها:في روح المعاني للآلوسي: إنّ هذه الروايات كذب...!! وسأقرأ لكم نصّ عبارته في روح المعاني.أمّا ابن حجر العسقلاني، ففي فتح الباري(1) يقول: نعم، الكتاب والسنّة يدلاّن على المسح وإنّ كثيراً من الصحابة قالوا بالمسح، لكنّهم عدلوا عن هذا الرأي.ومن أين يقول عدلوا؟ لا يوضّح هذا ولا يذكر شيئاً!!ومنهم من يناقش في بعض أسانيد هذه الأحاديث كي يتمكّن من ردّها، وإلاّ لخسر الكتاب والسنّة كليهما، فهؤلاء مشوا على هذا الطريق، وسأذكر بعضهم.ومنهم الذين حرّفوا هذه الأحاديث، الأحاديث الدالّة على المسح، وجعلوها دالّة على الغسل، وهذه طريقة أُخرى، سجّلت بعضهم وبعض ما فعلوا.فمثلاً في إحدى الروايات عن علي (عليه السلام)، الرواية التي قرأناها، كانت تلك الرواية دالّة على المسح، فجعلوها دالّة على الغسل، يقول الراوي: إنّ عليّاً مسح رجليه، فحُرّف إلى: غسل رجليه، فارجعوا إلى كنز العمال(2) وقارنوا بين هذا الخبر في هذه الصفحة وبين رواية أحمد(3)، وأيضاً الطحاوي في معاني الآثار.