محاضرات فی الاعتقادات جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاضرات فی الاعتقادات - جلد 2

السید علی الحسینی المیلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أدلة أيضاً صحيحة قائمة على أفضليّة زيد وعمرو من علي، فتلك الأدلّة القائمة على أفضليّة زيد وعمرو تلك الأدلّة تكون مخصّصة لهذا الحديث، وترفع اليد عن هذا الحديث بمقدار ما قام الدليل على التخصيص.

لاحظوا عبارة هؤلاء، عندما يذكر صاحب المواقف، وأيضاً شارح المواقف، يذكران أدلّة أفضليّة علي يقول: الثاني عشر قوله (صلى الله عليه وسلم): " من أراد أن ينظر إلى آدم... " إلى آخر الحديث، وجه الاستدلال: قد ساواه النبي بالأنبياء المذكورين ـ أي في هذا الحديث ـ وهم أفضل من سائر الصحابة إجماعاً، وإذا كان الأنبياء المذكورون في هذا الحديث أفضل من الصحابة، فيكون من ساوى الأنبياء أفضل من الصحابة إجماعاً.

ثم أجابوا لا بالمناقشة في السند ولا في المناقشة في الدلالة، بل بأنّه تشبيه، ولا يدلّ على المساواة، وإلاّ كان علي أفضل من الأنبياء المذكورين، لمشاركته ومساواته حينئذ لكلٍّ منهم في فضيلته واختصاصه بفضيلة الآخرين، والإجماع منعقد على أنّ الأنبياء أفضل من الأولياء.

هذه عبارة المواقف وشرحها.

وفي شرح المقاصد يذكر التخصيص فيقول: لا خفاء في أنّ من ساوى هؤلاء الأنبياء في هذه الكمالات كان أفضل.

ثمّ ناقش في ذلك بقوله: يحتمل تخصيص أبي بكر وعمر منه، عملاً بأدلّة أفضليّتهما.

إذن، لا مناقشة لا في السند ولا في الدلالة، وإنّما المناقشة بأمرين:

الأوّل: الإجماع القائم على أنّ غير النبي لا يكون أفضل من النبي.

وقد أثبتنا أنْ لا إجماع.

الأمر الثاني: تخصيص هذا الحديث بما دلّ على أفضليّة الشيخين.

ولكن هذا أوّل الكلام.

وتلخّص: إنّ هذا الحديث يدلّ على أفضليّة أمير المؤمنين، والمناقشات، أمّا في سنده فمردودة، إذ رمى ابن تيميّة وابن روزبهان هذا الحديث بالوضع، وقد ظهر أنّه ليس



بموضوع، بل إنّه صحيح ومقبول عند الطرفين، وأمّا المناقشة بالدلالة، فهي إمّا عن طريق الإجماع المذكور، وإمّا عن طريق التخصيص، يقول السعد التفتازاني: يحتمل تخصيص هذا الحديث. وقد ذكره على نحو الاحتمال.

ومن جملة ما يستدلّ به لأفضليّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأنبياء السابقين قوله تعالى: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كَلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلى صِرَاط مُسْتَقِيم ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرُ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )(1).

محلّ الاستدلال كما ذكر الرازي وغيره من المفسّرين: إنّ هذه الآيات المباركة تدلّ على أفضليّة نبيّنا من سائر الأنبياء، لأنّ قوله تعالى: ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) دليل على أنّه قد اجتمع فيه الخصال المحمودة المتفرّقة فيهم، كالشكر في داود وسليمان، والصبر في أيّوب، والزهد في زكريّا وعيسى ويحيى، والصدق في إسماعيل، والتضرّع في يونس، والمعجزات الباهرة في موسى وهارون، فيكون منصبه ـ منصب نبيّنا ـ أجل من منصبهم، ومقامه أفضل من مقامهم.

وهذا نفس الاستدلال الذي نستدلّ به على ضوء حديث التشبيه بأنّ عليّاً قد جمع ما تفرّق في أُولئك الأنبياء، نفس الاستدلال في هذه الآية، بحسب ما ذكره المفسّرون.

وإذا كان نفس الاستدلال، فحينئذ يتمّ استدلالنا بحديث التشبيه هذا أوّلاً.

وثانياً: إذا كان بهذه الآيات رسول الله أفضل من الأنبياء السابقين، فعلي ساوى

1- سورة الأنعام: 84 ـ 90.

/ 228