ألفین فی إمامة أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
السادس عشر: القوة الشهوية والغضبيةليستا بمقدورتين لنا وفائدتهما إنه لولاهما لم يكن في التكليف كلفة ومشقة ولكانالفعل والترك متساويين بالنسبة إلىالقدرة ولا مرجح لفعل القبيح إلا هما، فإنانتفتا كان فعل القبيح بمجرد قبحه وكشفالشرع له قريبا من الممتنع، فلم يحتج إلىالتحذير التام والزجر الوافر الأقسام،فاقتضت الحكمة خلفهما والعقل لا يفيبترجيح ترك مقتضاهما، فإنهما أغلب في أكثرالناس وطاعة كثير من الناس للقوى الوهميةأكثر من طاعتهم للقوى العقلية، فلولا وجودشئ آخر يقتضي ترجيح ترك مقتضاهما لكان فعلمقتضاهما يقرب من الالجاء والاكراه، فماكان يحسن العقاب على فعل المعاصي، وليسالمعاون للعقل قوة داخلية بل لا بد منالانتهاء إلى من يتمكن من دفع شهوته بقوتهالعقلية وتكون القوة العقلية فيه وافيةبذلك، وذلك هو المعصوم لوجود المانع منفعلها، ومع وجود المانع لا تأثير للسبب. السابع عشر: لو لم يكن معصوما لكانت قوتهالشهوية غالبة عليه، فلا يصلح للمانعية. الثامن عشر: الناس على ثلاثة أقسام طرفانوواسطة: الأول: من قوته العقلية وافية بمعارضةالقوة الشهوية بحيث لا يرجح مقتضى القوةالشهوية ويفي بمنعها دائما. الثاني: من قوته الشهوية غالبة دائما. الثالث: من تفي قوته العقلية بالمنع فيوقت دون وقت. الأول: هو المعصوم. والثاني: هو الفاجرالداخل تحت قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلىأبصارهم غشاوة، ولهم عذاب عظيم) فإنأبصارهم كلما أبصرت التغير المقتضيللتفكر في آثار رحمة الله وغضبه المقتضيةللانزجار منعتها القوة الشهوية وكذلكسمعهم كلما وردت عليه الأوامر والنواهيوالمواعظ والدلائل المقتضية للانزجارمنعته القوة