ألفین فی إمامة أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عقلا وكذا الأمر به على سبيل الندب إباحتهعبث والعبث من الحكيم العالم به قبيح،مقدمة أخرى قوله تعالى: واتقوا الله إماعلى سبيل الوجوب أو الندب أو الإباحة لايخلو عن هذه الأمور الثلاثة، مقدمة أخرىهذه الآية حكمها ثابت بعد النبي عليهالسلام إجماعا إذا تقرر ذلك. فنقول: أحد أمور ثلاثة لازم إما الأمر بمالا يطاق أو ثبوت الإمام المعصوم أو ثبوت مايقوم مقامه لأنه قد ظهر فيما مر إن التقوىلا يحصل إلا مع الإمام المعصوم أو ما يقوممقامه فلو أمر الله تعالى بالتقوى مع عدمإمام معصوم أو ما يقوم مقامه لزم الأمر بمالا يطاق فلا بد من أحدهما لكن الأول محالالثالث لأنه إما أن يكون عقليا أو نقلياوالأول منتف في أكثر الأحكام فتعين الثانيوبعد النبي عليه السلام لا يعلم اليقينإلا من الإمام المعصوم لما تقدم فتعينالثاني وهو نصب الإمام المعصوم. الخامس: أمر الله تعالى بالتقوى وأمربالطاعة أولي الأمر وهو الإمام المعصومفلا يخلو إما أن يحصل التقوى من طاعةالإمام أولا والثاني محال لأنه تعالى إذاأراد منا شيئا وكان هو المقصود منا لأنجميع ما أوجب أو حرم داخل في التقوى ثمأمرنا بارتكاب طريقة ليست مقصودة لذاتهابل لأدائها إلى ذلك المقصود وهو يصلحللأداء كان ذلك نقضا للغرض بل هو اضلال وهومحال فتعين الأول وهو أن التقوى تحصل منمتابعة الإمام ولا يمكن إلا إذا كانمعصوما وهو ظاهر ولأن التقوى لا بد فيها منالعلم اليقيني ولا يحصل من قول غيرالمعصوم قطعا فتعين أن يكون الإمام معصوماوهو المطلوب. السادس: قوله تعالى: (فلا تتبعوا خطواتالشيطان إنه لكم عدو مبين) (فإن زللتم منبعد ما جاءتكم البينات فأعلموا أن اللهعزيز حكيم)، اعلم أن الله تعالى مجده قدبين في هذه أمور الأول النهي عن اتباعخطوات الشيطان وهو عام في الأصول والفروعإجماعا الصغائر والكبائر، وبالجملة فهذهتحذير عام لكل ما نهي عنه ترك ما أمر بهوالثاني أنه تحذير عن الزلل بعد مجئالبينات وهي مأخوذة من البيان وهو ما يفيدالعلم لمن نظر فيه وهذا من رحمة الله تعالىلعباده أنه لا يؤاخذ قبل مجئ البينات