إنّ أهل البيت أحد الثقلين(2) ، الذين تركهما النبي بعد رحيله وأمر أنْ يُتمسّك بأقوالهم وأفعالهم، وحينما نراجع ما روي عنهم ودوّنه الاثبات من المحدّثين كالشيخ الصدوق (630-381هـ) في كتاب التوحيد، نجد مرويّاتهم المسندة إلى آبائهم عن عليّ عن النبي، يعارض ____________(1) الذهبي، ميزان الاعتدال 3: برقم 6908.(2) نقل مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم: قام رسول الله (ص) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثمّ قال:«أمّا بعد: ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثمّ قال: «وأهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي» هذا لفظ مسلم.ورواه أيضاً بهذا اللفظ الدارمي في سننه 2: 431-432 باسناد صحيح، وغيرهما; وفي رواية الترمذي وقع بلفظ «وعترتي أهل بيتي» ففي سنن الترمذي 5: 663 برقم 3788 قال رسول الله (ص): «إنّي تاركٌ فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».