كعب الاحبار وتركيزه على التجسيم والرؤية: - رؤیة الله فی ضوء الکتاب و السنة و العقل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الله (ص) قال: «إنّ الشمس والقمر ثوران في النار عقيران يوم القيامة» فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال: أُحدّثك عن رسول الله (ص) وتقول ـ أحسبه قال ـ: وما ذنبهما، ثمّ قال: لا يروى عن أبي هريرة إلاّ من هذا الوجه(1) .
ولما كان إسلام كعب الاحبار بعد رحيل الرسول، لذلك تعذر عليه إسناد ما رواه من أساطير إلى النبي الاكرم، ولو أنه أدرك شيئاً من حياته (صلى الله عليه وآله) وإن كان قليلاً لنسب تلك الاساطير إليه، ولكن حالت المشيئة الالهية دون أمانيه الباطلة، ولكن أبا هريرة لما صحب النبي واستحسن الظنّ بكعب الاحبار، وكان أُستاذه في الاساطيرنسب الرواية إلى النبي(صلى الله عليه وآله).
هذا نموذج قدمته إلى القرّاء لكي يقفوا على دور الاحبار والرهبان في نشر البدع اليهودية والنصرانية بين المسلمين، وأن لا يحسنوا الظن بمجرّد النقل من دون التأكد من صحته.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ممّا لعب به مستسلمة اليهود والنصارى في أحاديثنا وأُصولنا، ولولا أنّه سبحانه قيّض في كلّ آونة رجالاً مصلحين كافحوا هذه الخرافات وأيقظوا المسلمين من السبات، لذهبت هذه الاساطير بروعة الاسلام وصفائه وجلاله.
كعب الاحبار وتركيزه على التجسيم والرؤية:
انّ المتفحص فيما نقل عن ذلك الحبر يقف على أنه كان يركز على فكرتين يهوديّتين: الاُولى فكرة التجسيم، والثانية رؤية الله تعالى.
____________
(1) تفسير ابن كثير 4: 475 ط دار الاحياء.