مستقبل العالم - مدد الغیبی فی حیاة الإنسان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مدد الغیبی فی حیاة الإنسان - نسخه متنی

مرتضی المطهری‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



إن العلم يتمكن أن يسيطر على كلّ شيء إلاّالإنسان وغرائزه، وإنما الإنسان هو الذييمتلك القدرة في السيطرة على العلم،وتوجيهه الوجهة التي يريدها، والدينوحده، يتمكن أن يُمسك زمام الإنسان، ويضعهتحت اختياره وارادته، ويغيّر من أهدافهوطموحاته.


يقول ويل ديورانت في كتابه (لذّاتالفلسفة) حول الإنسان في عصر الساعة:(انّنا أصبحنا أكثر قدرة من حيث التكتيك،ولكننا فقراء في الأهداف).


فلا فرق بين الإنسان المعاصر وغيره، في أنكلاّ منهما أسير لغضبه وشهوته؛ ولم يتمكنالعلم من تحريره، واطلاق سراحه من هوىالنفس، لم يتمكن العلم أن يغيّر من طبيعةأكثر من (الحجّاج) وأكثر من (جنكيز)وأمثالهما من مجرمي التأريخ؛ بل إنهماليوم أنفسهم يحكمون العالم ويسيطرونعليه، بتلك الطبيعة المجرمة نفسها،متقنّعة بقناع الرياء والنفاقوالازدواجية؛ بل، إنهم أصبحوا أكثر قدرةوخبرة في الاجرام بواسطة العلم، لقد تبدّلالسيف، إلى صاروخ يحمل القنابل المدمّرةالجهنمية.


مستقبل العالم

بما أننا مسلمون، فإن الثقة والاطمئنانوالتفاؤل بمستقبل البشرية تغمر قلوبنا،وإن كل ما يحدث في العالم، وان بعث علىالاحساس بالخطر الهائل المخيف، وتوقّعهالخطر الذي يحمل الفناء والدمار للبشرية،ويحوّل الكرة الأرضية إلى رماد، لتذهبادراج الرياح جهود البشر كلها عبر آلافالسنين لبناء الأرض وتعميرها.


ولكن، نحن المسلمين، رغم كل ذلك، نعتقداعتقاداً جازماً، أنه لابد أن تدوم الحياةويعيش الإنسان، بعدنا سنين متمادية،وربما ملايين السنين، ولا تفنى بمثل هذهالبساطة.


نعتقد، بكل ثقة واطمئنان، أنه سيولدبعدنا الكثير من المسلمين، يعيشون في هذهالحياة ويرحلون، فلا يخطر في أذهاننا هذاالمصير الرهيب لعمر العالم، وهو انتهاءعمر الإنسان وعمر الأرض.


إن تعاليم الأنبياء قد بعثت في نفوسناالأمان والاطمئنان، وفي الواقع إننا نؤمنفي أعماق قلوبنا، بالامدادات الغيبية.


فإذا قيل لنا: إن هناك مذنّباً عظيماً،يسير بسرعة هائلة جنونية في الفضاء، وبعدستة أشهر سيصل المدار الأرض، ثم يصطدمبالأرض بقوة، ليحوّلها بلحظة واحدة إلىرماد، فإن ذلك لا يثير فينا الفزع والخوف،إنّ أعماقنا مليئة بالاطمئنان والثقة،بأن حديقة البشرية الجديدة العهدبالتفتّح والازدهار، لا تفنى بمثل هذهالسهولة.


أجل.. كما أننا نؤمن بأن العالم لا يفنىبالمذنّب الطائر، أو بغيره من الحوادثالفضائية؛ كذلك نؤمن بأن العالم لا يفنىبيد البشر نفسه، بواسطة القوى المخرّبةالتي صنعها الإنسان بنفسه، أجل إننا لانصدق بذلك، بفضل الالهام المعنوي، والمددالغيبي، الذي اقتبسناه من تعاليمالأنبياء.


ولكن الآخرين هل يمتلكون مثل هذا الايمانأم لا؟ هل تعرف نفوسهم هذه الثقةوالاطمئنان والتفاؤل بمستقبل الإنسانوالأرض، والحياة المدنية، والسعادةوالعدالة والحرية؟ كلا.


وبين الفينة والأخرى، تقرأ في الصحف، أونستمع في أحاديث الزعماء، وقادة السياسةالعالمية وخطبهم، للآراء المفزعة حولالمستقبل المخيف، الذي ينتظر البشرية.

/ 19