بیشترلیست موضوعات تمهيد موضوع البحث: الإمدادات الغيبيّة في حياةالبشر تعريف الغيب ستار الغيب المحدود واللامحدود عالم الغيب الإمداد الغيبي أنواع الإمدادات الغيبية الفرق بين الفكر المادي والإلهي الإلهام والإشراق الإمدادات الغيبية الاجتماعية المهدوية في الإسلام مستقبل العالم توضیحاتافزودن یادداشت جدید
وإنما الخطر يهدّد البشرية لو شاعتالجهالة، فإن البشر بأيديهم الجاهلةالغيبية، سيوفّرون عوامل فنائهم ودمارهم،وسيفقدون التوازن والتعادل في حياتهم،ولكن بعد أن استضاء العالم بنور العلم،فلا يهدده أي خطر. ومما يؤسف له، أن يخطر مثل هذا الوهمالباطل في أذهان البعض، فإن المفاسدوالأخطار والمتاعب، التي ظهرت في عصرالعلم، ليست أقل منها في العصور السابقة؛بل، أنها أكثر وأشد. إننا في وهم كبير، حين نتصور بأن الباعثعلى انحرافات البشر دائماً هو الجهل،وعلماء التربية والأخلاق، في مختلفالعصور، قد بحثوا هذه المسألة؛ وهل أنالباعث والمنشأ لانحرافات البشر، هلالجهل فحسب؛ فحينئذ يكفي التعلّموالتعليم، لمقاومة هذه الانحرافاتوالقضاء عليها؟ أم أنّ الأمر ليس كذلك؟بل، إنّ الجهل أحد العوامل المؤديةللانحراف، فإن أكثر الانحرافات ناشئة، منعدم التعادل في الغرائز والميول، نتيجةالاستسلام للشهوة والغضب، أو طلب الجاهواللذة؛ وبالتالي، فإنها ناشئة في واقعهامن عبادة النفس وعبادة المنفعة، ولا شكبأن النظرية الثانية هي الصحيحة. ولندرس، وضعية الغرائز البشرية في عصرناالراهن، غرائز الشهوة والغضب، وحبّالشهرة والمنصب واستغلال الإنسان،واستثماره، وعبادة النفس والمنفعة والظلموالاضطهاد وغيرها، فهل هدأت هذه الرغباتوالغرائز في ظلال العلم؟ لتحلّ محلّها روحالعدالة، والتقوى، والعفاف، والصدق،وغيرها من القيم الرفيعة، أم أن الأمر علىالعكس تماماً؟ من الواضح: أن غرائز البشر أصبحت في عصرناأكثر جنوناً من السابق؛ وأصبح العلم والفنآلات ووسائل بأيدي هذه الغرائز المدمرة؛وأن ملائكة العلم أصبحت خدماً لشيطانالشهوة، والعلماء وجنود العلم أصبحواخدماً للسياسيين، والباحثين عن المناصب،والذين يدّعون الربوبية في البشر. اعتقد بأننا سوف لا نتردد في القول، بأنالتقدم العلمي، لم يكن له أيّ تأثير فيغرائز البشر، بل، الأمر على العكس، لقدأصبح الإنسان أكثر غروراً، والغرائزالحيوانية أكثر اشتعالاً وضراوة، ومن هذهالناحية أصبح العلم الحديث أكثر عداوةًللانسان، أي: إن ذلك الشيء الذي هو أفضلصديق للانسان، أصبح من أشد أعدائه حقداًعليه وعداوةً له، لماذا؟ إن علم الكهرباء، إنما يكون مفيداًومثمراً، فيما لو لوحظ في أيّ موضع يستفادمنه، لأي هدف، وكما يقول (النسائي): إنالمصباح يمكن الاستفادة منه، لقراءةكتاب، ويمكن الاستفادة منه للسرقة فيالليل المظلم. إن الإنسان إنما يستخدم العلم من أجلتحقيق أهدافه الخاصّة، ولكن ماهي أهدافالبشر؟ لا يتمكن العلم من تغيير أهدافالإنسان، أو تغيير قيم الأشياء في نظره،أو أن يجعل من مقاييسه معايير انسانيةعامّة، فإن ذلك مهمة الدين فحسب، إنماوظيفة القوة التي تمتلك السيطرة علىالغرائز والميول الحيوانية، واثارةالغرائز الإنسانية السامية فيه.