الفرق بين الفكر المادي والإلهي - مدد الغیبی فی حیاة الإنسان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مدد الغیبی فی حیاة الإنسان - نسخه متنی

مرتضی المطهری‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



والإمام علي (عليه السلام) في فقرة رائعة،يتعرض للأرضية التي يهبط فيها نصر الله،والشروط التي يُفاض في ظلّها المددالغيبي، وهذه الفقرة مذكورةٌ في نهجالبلاغة.


«ولقد كنّا مع رسول الله نقتل آباءناوأبناءنا واخواننا وأعمامنا، ما يزيدناذلك إلاّ ايماناً وتسليماً ومضيّاً علىالغمّ، وصبراً على مضض الألم، وجِدّاً فيجهاد العدو. ولقد كان الرجل منا والآخر منعدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسانأنفسهما أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون.فمرّة لنا من عدونا. ومرّة لعدونا منا،فلما رأى الله صدقنا أنزل لعدوِّنا الكبتوأنزل علينا النصر؛ ولعمري لو كنّا نأتيما اَتيتم ما قام للدين عمود، ولا أخضرّللايمان عود».


والقرآن الكريم يقول حول أصحاب الكهف:(إنّهم فتيةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدىً *وربطنا على قلوبهم إذ قاموا)(1).


فلأنّ هؤلاء قد آمنوا بالله، وثاروا بوجهالتقاليد الجاهلية، وخرافات قومهم،ونصروا دين الله تعالى؛ لذلك، أفاض اللهعليهم ألطافه الخاصّة، فأعطاهم قوّة فيالعقيدة وصلابة في القلب.


فالمدد الغيبي هنا، كان بصورة الهداية،وتقوية الإرادة؛ وكلاهما مشروط بأمرين:أحدهما العمل والثورة، والثاني: أن يكونذلك لله وفي الله.


فإذا اقترنت حياة الإنسان بالرغبة فيالحقيقة، والبحث الدائب عن الحق،والإخلاص، والعمل النافع؛ فسوف تشملهالحقيقة بعنايتها. وسوف تمتدّ يد الغيب لهمن طرق مختلفة، ربما تكون مجهولة له.


وهذه الحالة كما أنها من الاُمورالاعتقادية، ومن آثار الايمان بتعاليمالأنبياء وكذلك هي بنفسها، حقيقةتجريبية، أنها تجربة شخصية فردية، يلزمعلى كل فرد أن يُمارس مثل هذه الأعمالالموصلة لهذا الفيض الالهي في حياته، ليرىلطف الله وعنايته، ومدده، وأيّ لذة تفوقلذة المشاهدة لآثار لطفه تعالى؟.


وليس في هذا السبيل مشقة كبيرة، فإنالمراحل الإبتدائية له، يسيرة وخفيفة،فإن الإنسان يتمكن أن يرى آثار لطف اللهولو بصورة ضئيلة، في أداء بعض الأعمالالصالحة، كخدمة الناس، واعانة الضعفاءوبالخصوص الاحسان للوالدين، وغيرها؛ولكن، بشرط الإخلاص وحسن النية، إنّني قدجرّبت ذلك بنفسي، فرأيت لطف الله في ظل هذهالشروط.


الفرق بين الفكر المادي والإلهي

لا فرق ـ في نظر المادي ـ بين طريق الحقوغيره، ولا توجد حسابات خاصّة، واُسسمعينة، لكل ما يحفل به العالم من عدل وظلم،وحسن وقبح، وعلى ضوء النظام الكليّ الحمليللعالم.


إذ، ليس للعالم عين ولا اُذن ولا عقل ولاإدراك، حتى يتعرّف على مثل هذه الاُموروحتى يتعاون مع اُولئك الذين يسعون من أجلالحقّ والعدالة والأخلاق، والقيمالإنسانية، والاخلاص، والأعمال الخيرية،بينما لا يتعاون مع اُولئك الذين لا يسعونفي هذا السبيل.



(1). الكهف: 13 ـ 14.

/ 19