مدد الغیبی فی حیاة الإنسان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مدد الغیبی فی حیاة الإنسان - نسخه متنی

مرتضی المطهری‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فإذا لم نمتلك في أعماقنا ذلك الاعتقاد،الذي بعثه الدين فينا، وفقدنا الايمانالمدد الغيبي، واعتمدت أحكامنا علىالعوامل، والعلل الظاهرية فحسب؛ فلابد أننعتقد بأن هؤلاء المتشائمين، على حق فينظراتهم حول المستقبل البشري.

لماذا لا نكون متشائمين؟ إن العالم الذييتوقف مصيره، على زر يضغطه انسان، وبعدذلك تعمل الآلات المخرّبة عملها المخيف،التي لا يعلم مداها إلاّ الله، العالمالذي يقف على فوهة بركان، وعلى ركام هائلمن البارود، وشرارة واحدة، تكفي لأن يشبّالحريق في العالم كله، فأين موضع التفاؤلبالمستقبل، ولماذا لا نكون متشائمين؟.

يقول (رسل) في كتابه (الطموحات الجديدة):(ان العصر الحديث، الذي تواءمت فيه الحيرةوالذهول والقلق، مع الضعف والعجز، وقدشملت هذه الحالة التعيسة الجميع؛ فنرىبأننا نسير إلى حرب لا يرغب فيها أيّ واحدمنّا، حرب يعلم جميعنا، بأنها سوف تقذفبالقسم الأعظم من البشر إلى العدموالفناء؛ ونحن كالأرنب المذعور الذي يقفمصعوقاً أمام الحية، ننظر بفزع إلى الخطرالهائل الزاحف إلينا، ولا ندري ماذا نعمللنوقفه عند حدّه؟

ونسمع باستمرار حكايات القنابلالمدمّرة، الذرية، والهيدروجينية،والمدن التي سُويت مع التراب بفعل هذهالقنابل، ونسمع بخيول الجيش الروسي،وتتناقل فيما بيننا، أحاديث المجاعات،والجرائم الوحشية؛ ولكن، رغم أن العقليفرض علينا أن نرتجف من المستقبل المخيف،لأن جزءاً من وجودنا يلتذّ به، وبذلك يحدثجرح عميق في روحنا ويمزّقها إلى قسم سليم،وقسم غير سليم، ولكن، رغم ذلك، لا نتّخذقراراً حاسماً للوقوف بوجهه).

ولكن هل يتمكن البشر أن يتخذ مثل هذاالقرار الحاسم؟

ويقول رسل أيضاً: (إن تأريخ نشأة الإنسانطويلٌ؛ ولكنه بالنسبة لعمر الأرض، قصيرٌجداً؛ فإنهم يعتقدون بأن عمر الإنسانمليون سنة فحسب؛ ويعتقد الكثير ومنهمانشتاين، بأن الإنسان، قد طوى المراحلالمقدّرة لحياته، ولا تمضي إلاّ سنواتقليلة، ليبيد نفسه ويقضي عليها بقدراتهالعلمية نفسها).

اننا لو اعتمدنا على العوامل الظاهريةفحسب للحكم ولتقييم الأشياء؛ فإن هذاالتنبّؤ بدمار الأرض صحيح.

وإن الايمان المعنوي، الايمانبالامدادات الغيبية، وان للعالم رباًيحميه هو وحده الذي يحوّل هذا التشاؤم إلىالتفاؤل، وهو الذي يخلق الاطمئنانوالايمان، بأن السعادة والتكامل، والحياةالإنسانية، والحياة الحرة الكريمة،والأمن، هي التي تنتظر البشرية فيالمستقبل.

اننا إذا تقبلنا هذا التشاؤم، واعتقدنابهذا المستقبل الرهيب، الذي تنبّأ بههؤلاء فسوف يكتسب الوضع، هيئة مضحكةغريبة؛ فإن مثل البشر يكون كالطفل، الذييأخذ بالنموّ، وحين يمتلك القدرة علىامساك السكين، يمسكها، ثم يطعن بها نفسهوينتحر، ولم ينتفع من وجوده أبداً.

/ 19