وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و البرهان على ما نطق به القرآن هو انالموجود المعلول كما يحتاج في أصل وجودهالى علته التامة التي يجب بها و يمتنعدونها كك في بقائه و دوامه يفتقر إليهايبقى ببقائها و يدوم بدوامها. فاذا كانتالعلة التامة باقية بحالها و مصونة عنالتحويل و التبديل و محفوظة عن التغير والزوال يكون المعلول باقيا كل الا انيتحول شأن من شئون تلك العلة التامة ممايرجع الى العلة القابلة أو الفاعلة بحيثلم يبق نصاب العلية التامة على حالهافحينئذ يتطرق التغير الى المعلول و يتحولمن حال الى حال اخرى مما يقتضيه العلةالتامة الأخرى على ما في موطنه.و في ضوء هذا الأصل الحكمي يتبين ضرورةبقاء الإسلام ما بقي على الأرض إنسان و ذلكلان الإنسان موجود حي متفكر و مختار و لابد له من ان يتكامل كغيره من الموجوداتالطبيعية التي لا بد لها ان يتحول و يتكامللاحتياجها في التحقق و البقاء الى الكمالو الا فينعدم و لا كمال الا ما يعطيهالكمال المحض و هو اللّه الذي اعطى كلشيء خلقه ثم هدى فالمكمل هو رب العالمينو لا غير لان التكميل و التربية نوع خلقةحيث انه إيجاد الربط الخاص بين شيئين أومستلزم للخلقة إذ الخالق يقدر و يعلم انيرب و يكمل مخلوقة لا غيره و هداية الموجودالحي المتفكر المختار و تربيته و تكميلهلا يكون الا بهدايته الى العلم و العملالصالح اى العقيدة و العمل الصالح و هذا هوالدين فالإنسان محتاج الى دين يبينه اللّهو يهديه اليه و ان ابتغى دينا من عنده أو منعند أي إنسان آخر فلن يقبل منه اى لايتكامل به بل ينكب عن الصراط السوي و يهوىالى مكان سحيق.و هذا الدين الإلهي المعبر عنه بالإسلامموجود ممكن فله علة تامة يجب بها و يمتنعدونها و علة التامّة مؤلفة من فطرة خاصةفطر الناس عليها يكون هي العلة القابلة ومن هداية إلهية يكون هي العلة الفاعلة بلالفاعل هو اللّه الذي كفى به هاديا و نصيراكما ان القابل هو الإنسان بما له من فطرةمخصوصة مفطور عليها فاذا تحققت هذه العلةالتامة المؤلفة من الفطرة القابلة والربوبية الفاعلة يجب تحقق المعلول بهافما دامت