وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
تلك العلة التامة باقية يجب بقائه بهاأيضا.و حيث ان الإنسان نوع تام لا ميز بينأصنافه و أفراده إلا بعوارض خارجية لامساس لها في التقويم و لا احتياج للإنسانإليها في التقوم و لا دخل لها في أصلالهداية و ضرورتها و ان كان لها مساس فيفروعها و آدابها و سنتها المنشعبة من ذاكالأصل الثابت فهو أي الإنسان له نوعيةتامة منحفظ بحاله لا يمسه التغير و لا يطرءعليه التحول النوعي بحيث يصير غير الإنسانمن الأنواع التامة الموجودة في عرضه و انيتكامل في سيره الجوهري إلى نوع آخر فوقهأو دونه بمعنى أنه إنسان صار راقيا أوهاويا «1» مع صدق الإنسانية عليه بعد. والحاصل ان اختلاف الاعراض و العوارض لايوجب انثلام وحدته النوعية و لا يكثروحدته الفطرية ما دام هو إنسان فالإنسانبماله فطرة خاصة فطره اللّه عليها إنسانطول الدهر و لا تبديل له كما بينه خالقهالذي أعلم به من نفسه فضلا عن غيره حيث قال.فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَالنَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِاللَّهِ.(سورة الروم 30) فتبين ان العلة القابلةباقية ما بقي على الأرض إنسان كما كان كذلكأيضا فيما مضى من الدهر حيث يقول تعالىشَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّىبِهِ نُوحاً إلخ (شورى- 13) و اما العلةالفاعلة فهو اللّه الذي لا يمس كرامتهالتغير أصلا لأن ذاته عين الحيوة التي لاموت فيها و النور الذي لا ظلام فيه و العلمالذي لا جهل فيه و القدرة التي لا عجز لهالأنه الحي الذي لا يموت و لأنه نور السمواتو الأرض فلا انمحاء له و لأنه لا يعزب عنعلمه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماءفلا يخفى عليه خافية و لا يضل و لا ينسى وما كان ربك نسيا و لأنه بكل شيء قدير فلايعجزه شيء أصلا و لا يمسه في خلق شيء عيو لا لغوب أبدا فهو العالم بمصالح الإنسانو مفاسده و هو القادر على تعليمه إياه وهدايته إلى رقية و تحذيره عن هويه و بياندرجاته و أعلام دركاته أعاذنا اللّه منشرور أنفسنا و سيئات أعمالنا.