وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّيَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍيَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (سورهحج 28).إذ المستفاد من قوله تعالى يَأْتُوكَ هومجيئهم عند إبراهيم و لقائهم إياه و نيلهمما ناله و شهودهم ما شاهده لا مجرد إتيانالبيت و شد الرجال إلى مكة إذ التعبيرالقرآن ليس هو مجرد العمل بالمناسك بلالتعبير هو قوله تعالى- يَأْتُوكَ- تدبر- ولا يأتي إبراهيم الا من تهيأ و تعبأ و أعد واستعد للقيام تجاه الطغاة اللئام الذينيقولون حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُواآلِهَتَكُمْ (أنبياء 68) إذا الكعبة كماتقدم قيام للناس و لا قيام الا ان يقولالقائم لعبدة الأوثان و الأهواء أُفٍّلَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ (أنبياء 67) و لا قيام الا ان يقولالقائم للذين كفروا و مردوا على النفاق-إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(سورة زخرف 26) و لا يأتي إبراهيم الا منيقول- وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِيفَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَحَنِيفاً. و بالجملة لا يأتيه الا مَنْأَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ كما أتاهتعالى إبراهيم به (سوره صافات 84).و من ذلك كله يتجلى قوله تعالى وَ أَذانٌمِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَىالنَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِأَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَالْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فَإِنْتُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْتَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْغَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ بَشِّرِالَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ(سورة التوبة آية 3).و هذا هو خاتم النبيين الذي كان هو أولىبإبراهيم (ع) و رأى ما رآه- و ما كذب الفؤادما رأى- و بصر بما بصر به إبراهيم- و ما زاغالبصر و ما طغى- و تولى ما تولاه إبراهيم-ان وليي اللّه الذي نزل الكتاب و هو يتولىالصالحين- و تبرأ مما تبرأ منه إبراهيم- اناللّه بريء من المشركين و رسوله- و حيثانه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دنا فتدلىفكان قاب قوسين أو أدنى ذبح بما لم يذبح بهإبراهيم (ع) حيث ذبح من هو من رسول اللّه ورسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)منه و هو الحسين بن على (ع) المذبوح علىالقفا صونا للكعبة عن الطغاة اللئام وإيثارا لمصارع الكرام على طاعة اللئام.و السر في ذلك كله هو ان رسول اللّه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) قال انا من حسين وحسين منى ثم قال الحسين (ع) ايها الناس انىسمعت رسول اللّه يقول من رأى سلطانا جائرامستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهده يعمل فيعباده بالظلم و لم يغير عليه بقول و لا فعلحق على اللّه