وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
العالم في جميع الأعصار إلى حج البيت وأجابوا ربهم و أتوه على كل ضامر و من كل فجعميق فلا بد لهم من ينظم أمورهم و ينضدها ولا بد لهم أيضا من أصول و أحكام يجرون فيأمورهم السياسية عليها عدا ما لهم منالمناسك العبادية فكيف يمكن ان يجتمعوا فيصعيد واحد و لكل منهم آداب و سنن بل كيفيمكن نظم أمورهم لولا الأصل المقبول لهمجميعا و لولا الشخص الذي يسلمه الكلالسائر فيهم جميعا بسنة واحدة يتلقونهابالقبول و يسوسهم بقانون فأرد يخضعون لديهو هذا هو الحكومة.و من هنا ترى نصوص باب الحج تنادي بأنلهؤلاء الذين أجابوا ربهم اماما واحدايطيعونه و يسلمون له و حاشا الإسلام الذييقول (إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا أحدكم)يتركهم سدى و لا يعين الآمر الحاكم علىهؤلاء الجم الغفير الذين يسيحون أقطارالأرض و آفاق السماء و يطؤون البلاد ويطئون البراري و الصحارى و يسبحون البحارو يطيرون في السماء و بالجملة (على كل ضامريأتين من كل فج عميق) و يدع هؤلاء و أهوائهمو امانيهم- كل يجر النار الى قرصه- فأين قولعلى (ع) و نظم أمركم.و الحج له خصيصة لا توجد في غيره لانالجماعة الصغيرة المتحققة بالاثنين فيالصلوات اليومية- الاثنان و ما فوقهماجماعة- يتكامل بالجماعة الوسطى التي لاتتحقق الا بالسبع أو الخمس في صلاة الجمعةالتي إذا نودي من يوم الجمعة يسعون الى ذكراللّه و يذرون البيع و يجيبون ندائها علىبعد ستة أميال و لا يقيمون جمعة اخرى علىمسافة ثلاثة أميال ثم يتكامل ذلك بالجماعةالكبرى التي لا حد لها في الحج فهل يمكن انلا يكون لذلك سياسة خاصة تسوسهم فيمعاملاتهم و تضارب آرائهم و فصل خصوماتهمو كيفية معيشتهم و الرابطة التي بينهمبعضا الى بعض و الارتباط المتصور بينهم وبين غيرهم من الملل الأخرى.و الشاهد الثاني على ان الحج ممثل للحكومةالإسلامية و ان لها تأثيرا في بقائه وتكرره هو ما قاله مولينا الصادق (ع) لو عطلالناس الحج لوجب على الامام ان يجبرهم علىالحج ان شاءوا و ان أبوا فإن هذا البيتانما وضع للحج و كذا قال (ع)