من له کتاب عن یوم الجمل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الصفحة 6 و ذكروا أن له ثلاثين ألف رواية عن الإمام جعفر الصادق (ع)، و لكن السيد الخوئي يقول: " وقع أبان بن تغلب في إسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء 130 موردا ً، و في جميع ذلك روى عن المعصوم إلا أحد عشر موردا ً ". و لعل الشيء المميز في أبان بن تغلب هو علاقته بأهل السنة. فقد روي عنه أنه قال للإمام الصادق (ع): إني أقعد في المسجد، فيجيء الناس فيسألوني، فإن لم أجبهم لم يقبلوا مني، و أكره أن أجيبهم بقولكم و ما جاء عنكم. فقال له الإمام: انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم به. و يبدو أن أبان بن تغلب استفاد من هذا الإذن، فأخذ يروي عن علماء السنة و مشايخهم، فاعتبره علماء السنة الكبار مثل أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و غيرهم ثقة صالحا ً صدوقا ً مشهورا ً حديثه صحيح و له أدب و عقل، و أنه أحد الأئمة، معروف عالم كبير من خيار أهل الكوفة، و أحاديثه عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، و هو من أهل الصدق في الرواية، و من النساك. ولكن علماء آخرين مثل الجوزجاني و ابن عدي و ابن الجوزي و السعدي و العقيلي و غيرهم لم يقبلوا منه تشيعه، فاعتبروه مذموم المذهب مجاهرا ً زائغا ً غاليا ً في التشيع، و لكنهم صرحوا بأن الذم يخص مذهبه، أما هو في نفسه فصدوق، و روايته صالحة و لم يعرف عنه الكذب، و أنهم لا يرفضون روايته إلا لكونه شيعيا ً، إذ اعتبروا تشيعه بدعة. و ردّ عليهم الذهبي بأن " بدعته خفيفة " و هو " لا يتعرض للكبار "، " فلنا صدقه و عليه بدعته "، " ذلك أن البدعة على ضربين، فبدعة صغرى كغلو التشيع أو التشيع بلا غلو و لا تحرف، فهذا تحرف كثير في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق. فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية و هذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل و الغلو فيه و الحط ّ على أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و الدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم و لا كرامة. و أيضا ً فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا ً صادقا ً و لا مأمونا ً، بل الكذب شعارهم و التـقية و النفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا و كلا. فالشيعي الغالي في زمان السلف و عرفهم هو من تكلم في عثمان و الزبير و طلحة و معاوية و طائفة ممن حارب عليا ً رضي الله عنه و تعرض لسبهم. و الغالي في زماننا و عرفنا هو من يكفر هؤلاء السادة و يتبرأ من الشيخين أيضا ً فهذا ضال معثر. و لم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا ً، بل قد يعتقد عليا ً أفضل منهما "(11). و واضح من كل ذلك أن أبان بن تغلب كان شيعيا ً ظاهر التشيع، و أنه كان من الثقاة المعروفين بالصدق و الورع، حتى أن أحدا ً لم يستطع إنكار ذلك، و إن من ضعفوه لم يجدوا عليه مأخذا ً إلا تشيعه. و مات أبان بن تغلب سنة 141 هـ، فلما وصل نعيه إلى الإمام الصادق (ع) قال: " لقد أوجع قلبي موت أبان ". ذكر صائب عبد الحميد أن له " كتاب الجمل "(12). و يبدو أن هذا غير صحيح، فالطوسي لم يذكر ذلك في " الفهرست "، و لا ذكره النجاشي في " الرجال "، و لا ذكره أبو الفرج النديم في " الفهرست "، و لا أغا بزرك الطهراني في القائمة التي أشرنا إليها في بداية هذا البحث.