البعوث إلى العراق شهر شعبان سنة 12هـ - تشرين الأول أكتوبر سنة 633م - ابو بکر الصدیق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابو بکر الصدیق - نسخه متنی

محمد الرضا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البعوث إلى العراق شهر شعبان سنة 12هـ - تشرين الأول أكتوبر سنة 633م

- لقد شجع غياب خالد الفرس ومن والاهم من العرب، ولا سيما بني تغلب على مناوشة المسلمين وطمع الأعاجم، وكاتبهم عرب الجزيرة غضبا لعقة الذي قتله خالد بعين التمر، إلا أن القعقاع استطاع الدفاع عن الأنبار، ولما قدم خالد خرج وعلى مقدمته الأقرع بن حابس واستخلف على الحيرة عياض بن غنم، وهاجم الفرس على الشاطئ الشرقي للفرات فهزمهم وقتل قوادهم، وهاجم البدو على الشاطئ الغربي ليلا وهم نيام فقتلهم وسبى الذرية وأرسل الغنائم إلى المدينة.

موقعة الفراض شهر ذي القعدة سنة 12هـ - كانون الثاني يناير سنة 634م

- ثم قصد خالد إلى الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة فأفطر بها رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات، فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، واستمدوا تغلب وإيادا والنمر، فأمدوهم وناهضوا خالدا حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا: (إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم) قال خالد: (بل اعبروا إلينا قالوا فتنحوا حتى نعبر) فقال خالد: (لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا) فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم واللّه لينصرن ولنخذلن. ثم لن ينتفعوا بذلك. فعبروا أسفل من خالد. فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالا شديدا طويلا. ثم إن اللّه عز وجل هزمهم، وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100.000 كما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشرا، ثم أذن بالجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة.

قال مستر موير في كتابه (الخلافة) عند ذكر هذه الموقعة صفحة 61 طبعة سنة 1942 إن هذا العدد (100.000) خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو، والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيما، لأنه كان جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: جيش الفرس والروم والعرب الذين انضموا إليهم، فإذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاما تاما فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيرا، فإن لم يكن مئة ألف بالضبط كما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك.

قال القعقاع يصف موقعة الفراض: لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمها طول السلام بدنا جمعهم لما التقينا وبيتنا بجمع بني رزام فما فتئت جنود السلم حتى رأينا القوم كالغنم السوام 2 خالد يحج سراً شهر ذي الحجة سنة 12هـ - شباط فبراير سنة 634م.

- لما أيقن خالد من انهزام العدو اشتاق إلى زيارة مكة وإلى تأدية فريضة الحج متخفيا من غير أن يستأذن أبا بكر فأمر جيشه بالعودة إلى الحيرة وتظاهر بأنه سائر في مؤخرة الجيش، فبدأ رحلته إلى مكة ومعه عدة من أصحابه لخمس بقين من ذي القعدة ولم يكن معه دليل، فاخترق الصحراء مسرعا رغما عن صعوبة الطريق.

ولما أدى فريضة الحج عاد إلى الحيرة في أوائل فصل الربيع فكانت غيبته على الجند يسيرة، فما وصلت إلى الحيرة مؤخرة الجيش حتى وافاهم خالد مع صاحب الساقة فقدما معا، وخالد وأصحابه محلقون، وقد كان تكتمه شديدا حتى إنهم ظنوا أنه كان في هذه المدة بالفراض ولم يعلم أبو بكر بحج خالد مع أنه كان في الحج أيضا، غير أنه بعد قليل بلغه الخبر فاستاء جدا وعتب عليه، وكانت عقوبته أن صرفه إلى الشام ليمد جموع المسلمين باليرموك فأرسل إليه كتابا هذا نصه: "سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجُوا(1) وأشجَوا وإياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون اللّه شجاك، ولم ينزع الشجى من الناس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة، فأتمم يتمم اللّه عليك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل فإن اللّه له المن وهو ولي الجزاء".

وفي هذه السنة (سنة 12 هـ) تزوج عمر رضي اللّه عنه عاتكة بنت زيد، وفيها مات أبو مرثد الغنوي، وهو أبو مرثد كناز بن الحصين الذي حمل اللواء في بعث حمزة، وكان أول لواء عقده رسول اللّه(2)، وفيها مات أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة، وكان من الأسرى يوم بدر ثم أسلم، وهو زوج زينب بنت رسول اللّه، وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد رضي اللّه عنها أخت خديجة أم المؤمنين، وأوصى إلى الزبير، وتزوج علي عليه السلام ابنته أمامة بنت زينب بنت رسول اللّه، وفيها اشترى عمر أسلم مولاه، بالناس في هذه السنة أبو بكر، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان كما ذكر ذلك الواقدي.

(1) شجي الرجل يشجي: حزن. وشجاه الهم يشجوه شجواً من باب قتل إذا أحزنه.

(2) راجع بعث حمزة في كتاب "محمد رسول اللّه" للمؤلف صفحة 193.

/ 83