الطرف الرابع في نعم الله تعالى في الأصولالتي يحصل منها الأطعمة - إحیاء علوم الدین جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 12

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



منه جدا. و لما كانت العقول التي بها يحصلالتكليف، و بها تدرك مصالح الدنيا، عقولاقاصرة عن ملاحظة كنه هذا الأمر، لم يأذنالله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلّمأن يتحدث عنه، بل أمره أن يكلم الناس علىقدر عقولهم. و لم يذكر الله تعالى في كتابهمن حقيقة هذا الأمر شيئا، لكن ذكر نسبته وفعله، و لم يذكر ذاته. أما نسبته ففي قولهتعالى من أَمْرِ رَبِّي و أما فعله فقد ذكرفي قوله تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُالْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى‏رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةًفَادْخُلِي في عِبادِي وَ ادْخُلِيجَنَّتِي و لنرجع الآن إلى الغرض، فإنالمقصود ذكر نعم الله تعالى في الأكل، فقدذكرنا بعض نعم الله تعالى في آلات الأكل‏


الطرف الرابع في نعم الله تعالى في الأصولالتي يحصل منها الأطعمة


و تصير صالحة لأن يصلحها الآدمي بعد ذلكبصنعته. اعلم أن الأطعمة كثيرة، و للَّهتعالى في خلقها عجائب كثيرة لا تحصى، وأسباب متوالية لا تتناهى. و ذكر ذلك في كلطعام مما يطول. فإن الأطعمة إما أدوية، وإما فواكه، و إما أغذية. فلنأخذ الأغذيةفإنها الأصل، و لنأخذ من جملتها حبة منالبر، و لندع سائر الأغذية فنقول:


إذا وجدت حبة أو حبات، فلو أكلتها فنيت وبقيت جائعا. فما أحوجك إلى أن تنمو الحبةفي نفسها، و تزيد و تتضاعف، حتى تفي بتمامحاجتك. فخلق الله تعالى في حبة الحنطة منالقوى ما يغتذي به كما خلق فيك. فإن النباتإنما يفارقك في الحس و الحركة، و لا يخالفكفي الاغتذاء، لأنه يتغذى بالماء، و يجتذبإلى باطنه بواسطة العروق، كما تغتذي أنت وتجتذب. و لسنا نطنب في ذكر آلات النبات فياجتذاب الغذاء إلى نفسه و لكن نشير إلىغذائه فنقول: كما أن الخشب و التراب لايغذيك، بل تحتاج إلى طعام مخصوص، فكذلكالحبة لا تغتذي بكل شي‏ء، بل تحتاج إلىشي‏ء مخصوص. بدليل أنك لو تركتها في البيتلم تزد، لأنه ليس يحيط بها إلا هواء، ومجرد الهواء لا يصلح‏

/ 194