بيان دواء الصبر و ما يستعان به عليه‏ - إحیاء علوم الدین جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 12

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





إن لم تشغلها شغلتك. فإذا حقيقة الصبر وكماله الصبر عن كل حركة مذمومة. و حركةالباطن أولى بالصبر عن ذلك. و هذا صبر دائملا يقطعه إلا الموت، نسأل الله حسنالتوفيق بمنه و كرمه‏



بيان دواء الصبر و ما يستعان به عليه‏



اعلم أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء ووعد الشفاء. فالصبر و إن كان شاقا أوممتنعا، فتحصيله ممكن بمعجون العلم والعمل. فالعلم و العمل هما الأخلاط التيمنها تركب الأدوية لأمراض القلوب كلها. ولكن يحتاج كل مرض إلى علم آخر و عمل آخر. وكما أن أقسام الصبر مختلفة، فأقسام العللالمانعة منه مختلفة. و إذا اختلفت العللاختلف العلاج. إذ معنى العلاج مضادة العلةو قمعها. و استيفاء ذلك مما يطول، و لكنانعرف الطريق في بعض الأمثلة فنقول:



إذا افتقر إلى الصبر عن شهوة الوقاع مثلا،و قد غلبت عليه الشهوة، بحيث ليس يملك معهافرجه، أو يملك فرجه و لكن ليس يملك عينه،أو يملك عينه و لكن ليس يملك قلبه و نفسه،إذ لا تزال تحدثه بمقتضيات الشهوات، ويصرفه ذلك عن المواظبة على الذكر و الفكر والأعمال الصالحة، فنقول. قد قدمنا أنالصبر عبارة عن مصارعة باعث الدين مع باعثالهوى. و كل متصارعين أردنا أن يغلب أحدهماالآخر، فلا طريق لنا فيه إلا تقوية منأردنا أن تكون له اليد العليا و تضعيفالآخر فلزمنا هاهنا تقوية باعث الدين، وتضعيف باعث الشهوة.



فأما باعث الشهوة، فسبيل تضعيفه ثلاثةأمور:



أحدها: أن ننظر إلى مادة قوتها، و هيالأغذية الطيبة المحركة للشهوة من حيثنوعها و من حيث كثرتها. فلا بد من قطعهابالصوم الدائم، مع الاقتصاد عند الإفطارعلى طعام قليل في نفسه، ضعيف في جنسه.فيحترز عن اللحم و الأطعمة المهيجة للشهوةالثاني: قطع أسبابه المهيجة في الحال. فإنهإنما يهيج بالنظر إلى مظان الشهوة. إذالنظر يحرك القلب، و القلب يحرك الشهوة. وهذا يحصل بالعزلة، و الاحتراز عن مظانوقوع البصر على الصور المشتهاة، و الفرارمنها بالكلية، قال رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم‏

/ 194