القسم الثاني: ما لا يرتبط هجومهباختياره‏. - إحیاء علوم الدین جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 12

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



يقصد بها الإزراء و الاستحقار، و ذكرالموتى، و القدح فيهم، و في علومهم، وسيرهم، و مناصبهم فإن ذلك في ظاهره غيبة، وفي باطنه ثناء على النفس. فللنفس فيهشهوتان. إحداهما نفى الغير، و الأخرىإثبات نفسه. و بها تتم له الربوبية التي هيفي طبعه، و هي ضد ما أمر به من العبودية. ولاجتماع الشهوتين، و تيسر تحريك اللسان، ومصير ذلك معتادا في المحاورات يعسر الصبرعنها، و هي أكبر الموبقات، حتى بطلاستنكارها و استقباحها من القلوب لكثرةتكريرها، و عموم الأنس بها. فترى الإنسانيلبس حريرا مثلا، فيستبعد غايةالاستبعاد، و يطلق لسانه طول النهار فيأعراض الناس، و لا يستنكر ذلك، مع ما وردفي الخبر[1] من أن الغيبة أشد من الزنا. و منلم يملك لسانه في المحاورات، و لم يقدر علىالصبر عن ذلك، فيجب عليه العزلة والانفراد، فلا ينجيه غيره. فالصبر علىالانفراد أهون من الصبر على السكوت معالمخالطة. و تختلف شدة الصبر في آحادالمعاصي باختلاف داعية تلك المعصية فيقوتها و ضعفها. و أيسر من حركة اللسان حركةالخواطر باختلاج الوساوس. فلا جرم يبقىحديث النفس في العزلة، و لا يمكن الصبر عنهأصلا، إلا بأن يغلب على القلب همّ آخر فيالدين يستغرقه. كمن أصبح و همومه همّ واحد،و إلا فإن لم يستعمل الفكر في شي‏ء معين لميتصور فتور الوسواس عنه‏


القسم الثاني: ما لا يرتبط هجومهباختياره‏.


و له اختيار في دفعه، كما لو أوذى بفعل أوقول، و جنى عليه في نفسه أو ماله، فالصبرعلى ذلك بترك المكافأة تارة يكون واجبا، وتارة يكون فضيلة. قال بعض الصحابة رضوانالله عليهم. ما كنا نعد إيمان الرجل إيماناإذا لم يصبر على الأذى. و قال تعالى وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى‏ ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِالْمُتَوَكِّلُونَ[2] و قسم رسول الله صلّىالله عليه وسلّم مرة مالا، فقال بعضالأعراب من المسلمين.


هذه قسمة ما أريد به وجه الله. فأخبر رسولالله صلّى الله عليه وسلّم، فاحمرت وجنتاهثم قال «يرحم الله أخي موسى لقد أوذى بأكثرمن هذا فصبر» و قال تعالى وَ دَعْأَذاهُمْ‏



_


[1] حديث ان الغيبة أشد من الزنا: تقدم فيآفات اللسان‏


[2] حديث قسمه مرة مالا و قول بعض الاعرابهذه قسمة ما أريد بها وجه الله- الحديث:متفق عليه من حديث ابن مسعود و قد تقدم‏


/ 194