مناسک الحج والعمرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج والعمرة - نسخه متنی

السید عبدالکریم موسوی الأردبیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة»(1)الحديث.

وكذا يستحبّ زيارة الصدّيقة الطاهرة وأئمّة البقيع(عليهم السلام) أجمعين. فقد روي عن الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام)أنها قالت: «أخبرني أبي وهوذا أنّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب اللّه له الجنّة، قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا.»(2)

وروي أنّ الحسين(عليه السلام) قال لرسول اللّه: يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «يا بُنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيام وأخلّصه من ذنوبه.»(3)

1 ـ نفس المصدر، الرواية 5.

2 ـ تهذيب الأحكام، كتاب المزار، الباب 3، الرواية 11.

3 ـ الفروع من الكافي، كتاب الحجّ، باب زيارة النبيّ(ص)، الرواية 4.


كيفيّة زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله)

لزيارة النبيّ وسائر المعصومين ـ صلوات اللّه عليهم ـ آداب كثيرة ذكرت في كتب المزار ورأينا من المناسب أن نذكر كلاماً للشيخ الشهيد محمد بن مكّي العاملي حول أدب الزيارة ملخّصاً قال(قدس سره):

«وللزيارة آداب:

أحدها: الغسل قبل دخول المشهد، والكون على طهارة، فلو أحدث أعاد الغسل قاله المفيد، وإتيانه بخضوع وخشوع في ثياب طاهرة نظيفة جدد.

وثانيها: الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور، فإن وجد خشوعاً ورقّة دخل، وإلا فالأفضل له تحرّي زمان الرقّة; لأنّ الغرض الأهمّ حضور القلب لتلقّي الرحمة النازلة من الربّ، فإذا دخل قدّم رجله اليمنى، وإذا خرج فباليسرى.

وثالثها: الوقوف على الضريح ملاصقاً له أو غير ملاصق،

وتوهّم أنّ البعد أدب وهم; فقد نصّ على الاتّكاء على الضريح وتقبيله.

ورابعها: استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة، ثمّ يضع عليه خدّه الأيمن عند الفراغ من الزيارة ويدعو متضرّعاً، ثمّ يضع خدّه الأيسر ويدعو سائلاً من اللّه تعالى بحقّه وبحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته، ويبالغ في الدعاء والإلحاح، ثمّ ينصرف إلى ما يلي الرأس، ثمّ يستقبل القبلة ويدعو.

وخامسها: الزيارة بالمأثور، ويكفي السلام والحضور.

وسادسها: صلاة ركعتي الزيارة عند الفراغ، فإن كان زائراً للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ففي الروضة، وإن كان لأحد الأئمّة(عليهم السلام)فعند رأسه، ولو صلاّهما بمسجد المكان جاز.

وسابعها: الدعاء بعد الركعتين بما نقل وإلاّ فبما سنح له في أمور دينه ودنياه، وليعمّم الدعاء فإنّه أقرب إلى الإجابة.

وثامنها: تلاوة شيء من القرآن عند الضرائح وإهداؤه

إلى المزور، والمنتفع بذلك الزائر، وفيه تعظيم للمزور.

وتاسعها: إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع، والتوبة من الذنب والاستغفار والإقلاع.

وعـاشـرها: الـتصدّق عـلى الـسدنة والـحفظة لـلمشهد وإكـرامهم وإعـظامهم; فـإنّ فـيه إكـرام صـاحب المشهد عـليه الصـلاة والسَّـلام. ويـنبغي لـهؤلاء أن يـكونوا مـن أهـل الـخير والصلاح والدين والمروّة والاحتمال والصبر وكظم الغيظ، خالين من الغلظة على الزائرين، قائمين بحوائج المحتاجين، مرشدي ضالّي الغرباء والواردين.

وحادي عشرها: أنّه إذا انصرف من الزيارة إلى منزله استحبّ له العود إليها ما دام مقيماً، فإذا حان الخروج ودّع ودعا بالمأثور، وسأل اللّه تعالى العود إليه.

وثاني عشرها: أن يكون الزائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها; فإنّها تحطّ الأوزار إذا صادفت القبول.


وثالث عشرها: تعجيل الخروج عند قضاء الوتر من الزيارة; لتعظيم الحرمة وليشتدّ الشوق، وروي أنّ الخارج يمشي القهقرى حتّى يتوارى.

ورابع عشرها: الصدقة على المحاويج بتلك البقعة; فإنّ الصدقة مضاعفة هنالك، وخصوصاً على الذرية الطاهرة.

ويستحبّ الزيارة في المواسم المشهورة قصداً، وقصد الإمام الرضا(عليه السلام) في رجب; فإنّه من أفضل الأعمال.

ولا كراهة في تقبيل الضرائح، بل هو سنّة عندنا، ولو كان هناك تقيّة فتركه أولى.

وإذا أدرك الجمعة فلا يخرج قبل الصلاة، ومن دخل المشهد والإمام يصلّي بدأ بالصلاة قبل الزيارة، وكذلك لو كـان قـد حضـر وقـتها، وإلاّ فالـبدأة بالـزيارة أولـى لأنّهـا غاية مقصده، ولو أقيمت الصلاة استحبّ للزائرين قطع الزيارة والإقبال على الصلاة، ويكره تركه، وعلى الناظر أمرهم بذلك.


وإذا زارت النساء فليكنّ منفردات عن الرجال، ولو كان ليلاً فهو أولى، وليكنّ متنكّرات مستخفيات مستترات، ولو زرن بيـن الـرجال لجاز وإن كره. وينبغي مع كثرة الزائرين أن يخفّف السابقون إلى الضريح الزيارة وينصرفوا ليحضر مـن بـعدهم، فـيفوزوا من القرب إلى الضريح بما فاز أولئك.»(1)

أقول: لا يخفى أنّ التقيّة ربما تقتضي ترك بعض ما ذكره الشيخ الشهيد في مثل زماننا كتقبيل بعض الضرائح المقدّسة في بعض البلاد.

وكيف كان فيستأذن عند الدخول بما ذكره الكفعمي في المصباح فيقول:

«أللّهُمّ إنّي وقَفتُ على باب من أبوابِ بيوتِ نبيِّك صلواتُك عليهِ وآلهِ وقد مَنعتَ النّاسَ أن يَدخُلوا إلاّ بإذنِه

1 ـ الدروس الشرعيّة، 2: 25 ـ 23، مؤسسة النشر الإسلامي.


فقُلتَ: (يا أيُّها الّذين آمَنوا لا تدخُلوا بيوتَ النّبىِّ إلاّ أن يُؤذَنَ لكم)أللّهُمّ إنّي أعتَقدُ حُرمةَ صاحبِ هذا المَشهدِ الشّريفِ في غيبتِه كما أعتَقدُها في حَضرتِه وأعلمُ أنّ رَسولَك وخُلَفائَك عليهمُ السّلامُ أحياءٌ عندكَ يُرزَقونَ يَرَونَ مَقامي ويَسمعونَ كَلامي ويَرُدّون سَلامي وأنّك حَجَبتَ عن سَمعي كَلامَهم وفَتَحتَ بابَ فَهمي بلذيذِ مُناجاتِهم وإنّي أستأذِنكَ يا ربِّ أوّلاً وأستأذِنُ رسولَك صلَّى اللّهُ عليهِ وآلهِ ثانياً وأستأذِن خليفتَك الإمامَ المُفتَرَضُ عليَّ طاعتُه (وتذكر اسم النبيّ(صلى الله عليه وآله)أو الإمام الّذي تزوره) والْملائكةَ المُوكَّلينَ بهذهِ البُقعةِ المُبارَكةِ ثالثاً ءأدخلُ يا رسولَ اللّهِ ءأدخلُ يا حُجّةَ اللّهِ ءأدخلُ يا ملائكةَ اللّهِ المُقرَّبينَ المُقيمينَ في هذَا المَشهدِ فَأذَنْ لي يا مَولايَ في الدّخولِ أفضلَ ما أذِنتَ لأحد من أوليائِك فإن لَم أكُن

أهلاً لذلكَ فأنتَ أهلٌ لذلكَ.»(1)

ثمّ يقبّل العتبة ويدخل ويقول:

«بسْمِ اللّهِ وباللّهِ وفي سبيلِ اللّهِ وعلى مِلّةِ رسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) أللّهُمّ اغفِر لي وارحَمني وتُب عليَّ إنّك أنت التّوّابُ الرّحيمُ.»(2)

ويقدّم رجله اليمنى عند الدخول ويقول حال المشي:

(ربِّ أدخِلني مُدخَلَ صدق وأخرِجني مُخرَجَ صدق واجعَل لي من لدنكَ سُلطاناً نصيراً)

ثمّ يصلّي ركعتين لتحيّة المسجد ويكبّر مائة مرّة ثمّ يمشي إلى الحجرة فإذا وصلها استلمها وقبّلها وقال:

«ألسّلامُ عليكَ يا رسولَ اللّهِ، ألسّلامُ عليكَ يا نبيَّ اللّهِ، ألسّلامُ عليكَ يا مُحمّدَ بنَ عبدِاللّهِ، ألسّلامُ عليكَ يا

1 ـ مصباح الكفعمي، الفصل 41، ص472، منشورات الرضيّ، قم. 2 ـ نفس المصدر.


خاتمَ النّبيّينَ، أشهدُ أنّك قد بلَّغتَ الرّسالةَ وأقمتَ الصّلوةَ وآتَيتَ الزّكاة وأمَرتَ بالمعروفِ ونهَيتَ عنِ المُنكَرِ وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حتّى أتيكَ اليقينُ فصلواتُ اللّهِ عليكَ ورحمتُه وعلى أهلِ بيتِك الطّاهرينَ.»(1)

ثمّ يقف عند الأسطوانة من جانب القبر الأيمن ومستبقل القبلة ومنكبه الأيسر إلى جانب القبر ومنكبه الأيمن منها يلي المنبر، فإنّه موضع رأس رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)ويزوره بما روي في «الكافي» و «التهذيب» بسند صحيح فيقول:

«أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ وأنّ مُحمّداً عبدُه ورسولُه وأشهدُ أنّك رسولُ اللّهِ وأنّك مُحمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وأشهدُ أنّك قد بلَّغتَ رسالاتِ ربِّك ونَصَحتَ لأمّتِك، وجاهَدتَ في سبيلِ اللّهِ وعَبَدتَ اللّهَ حتّى أتيكَ اليَقينُ،

1 ـ بحار الانوار، 97: 161، طبع بيروت.


بالحِكمةِ والمَوعظةِ الحسنةِ وأدَّيتَ الّذي عليكَ منَ الحقِّ وأنّك قد رؤُفتَ بالمؤمنينَ وغَلُظتَ علَى الكافرينَ فبَلَغ اللّهُ بكَ أفضلَ شرفِ مَحلِّ المُكرَمينَ ألحمدُ للّهِ الّذي استَنقَذَنا بكَ منَ الشّركِ والضَّلالةِ أللّهُمّ فاجعَل صلاتَك وصلاةَ ملائكتِك المُقرَّبينَ وعبادِك الصّالحينَ وأنبيائكَ المُرسَلينَ وأهلِ السّمواتِ والأرَضينَ ومَن سَبّحَ لكَ يا ربَّ العالمينَ منَ الأوّلينَ والآخرينَ على مُحمّد عبدِك ورسولِك ونبيِّك وأمينِك ونَجيبِك وحبيبِك وخاصَّتِك وصَفيِّك وصَفوتِك وخِيَرتِك من خَلقِك أللّهُمّ أعطِه الدّرجةَ وآتِه الوَسيلةَ منَ الجنّةِ وابعَثهُ مَقاماً مَحموداً يَغبِطُه بهِ الأوّلونَ والآخِرونَ أللّهُمّ إنّك قُلتَ: (ولَو أنّهم إذ ظَلَموا أنفسَهم جاؤوك فاستَغفَروا اللّهَ واستَغفَرَ لهمُ الرّسولُ لوَجَدوا اللّهَ توّاباً رَحيماً) وإنّي أتيتُك مُستَغفِراً تائباً من ذُنوبي وإنّي أتوجّهُ بكَ إلَى اللّهِ عزَّ وجَلَّ ربّي وربِّك لِيغفِرَ

لي ذُنوبي.»(1)

وإن كانت له حاجة فيجعل قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) خلف كتفيه ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويسأل حاجته فإنّها أحرى أن تقضى كما في رواية معاوية بن عمّار.

وروي أنّ عليّ بن الحسين(عليه السلام) كان يلتزق بالقبر ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلة ويقول:

«أللّهُمّ إليكَ ألجَأتُ ظَهري، وإلى قبرِ مُحمّد عبدِك ورسولِك أسنَدتُ ظَهري، والقِبلةَ الّتي رَضيتَ لمُحمّد(صلى الله عليه وآله) استَقبَلتُ، أللّهُمّ إنّي أصبَحتُ لا أملكُ لنَفسي خَيرَ ما أرجو، ولا أدفعُ عنها شرَّ ما أحذرُ عليها، وأصبَحتِ الأمورُ بيدِك، ولا فقيرَ أفقرُ منّي، إنّي لما أنزَلتَ إليَّ من خَير فقيرٌ، أللّهُمّ اردُدني منكَ بخَير فإنّه لا رادَّ لفَضلِك، أللّهُمّ إنّي أعوذُ بكَ من أن تُبدِّلَ اسمي، أو تُغيِّرَ جِسمي، أو تُزيلَ

1 ـ تهذيب الاحكام (الطوسي)، 6:6.


نِعمَتَك عنّي، أللّهُمّ كَرِّمني بالتّقوى وجَمِّلني بالنِّعَمِ واغمُرني بالعافيةِ وارزُقني شُكرَ العافيةِ.»(1)

وروى محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبداللّه(عليه السلام)انتهى إلى قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) فوضع يده عليه وقال:

«أسألُ اللّهَ الّذي اجتَباك واختارَك وهداكَ وهَدى بكَ أن يُصلِّيَ عليكَ.»

ثمّ قال: (إنّ اللّهَ ومَلائكتَه يُصلُّون علَى النّبىِّ يا أيُّها الّذين آمَنوا صَلّوا عليهِ وسَلِّموا تَسليماً)(2)

ثمّ يقرأ سورة القدر إحدى عشرة مرّة ثمّ يصير إلى مقام النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهو بين القبر والمنبر ويقف عند الأسطوانة الّتي تلي المنبر ويجعله ما بين يديه ويصلّي أربع ركعات فإن لم تتمكّن فركعتين للزيارة ثمّ يقول بعد التسليم

1 ـ الفروع من الكافي، باب دخول المدينة و زيارة النبيّ(ص)، الرواية 2.

2 ـ نفس المصدر،الرواية 4.


والتسبيح:

«أللّهُمّ هذا مقامُ نبيِّك وخِيَرتِك من خَلقِك جَعَلتَه رَوضةً من رياضِ جنّتِك وشَرّفتَه على بِقاعِ أرضِك برسولِك وفَضَّلتَه بهِ وعَظَّمتَ حُرمتَه وأظهَرتَ جلالتَه وأوجَبتَ على عِبادِك التّبرُّك بالصّلاةِ والدُّعاءِ فيهِ وقد أقَمتَني فيه بلا حَول ولا قُوّة كان منّي في ذلكَ إلاّ برَحمتِك أللّهُمّ وكما أنّ حبيبَك لا يَتقَدَّمه فِي الفضلِ خليلُك فَاجعَلِ استِجابةَ الدُّعاءِ في مقامِ حبيبِك أفضلَ ما جَعلتَهُ في مقامِ خليلِك أللّهُمّ إنّي أسألُك في هذَا المقامِ الطّاهرِ أن تُصلِّيَ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وأن تُعيذَني منَ النّارِ وتَمُنَّ عليَّ بالجنّةِ وتَرحَمَ مَوقفي وتَغفرَ زَلّتي وتُزكِّيَ عَملي وتُوَسِّعَ لي في رِزقي وتُديمَ عافيتي ورُشدي وتُسبِغَ نِعمتَك عليَّ وتَحفَظَني في أهلي ومالي وتَحرُسَني من كلِّ مُتعَدّ عليَّ وظالم لي وتُطيلَ عُمري وتُوَفِّقَني لما يُرضيك عنّي

وتَعصِمَني عمّا يَسخَطُك عليَّ أللّهُمّ إنّي أتوسَّلُ إليكَ بنبيِّك وأهلِ بيتِه حُجَجِك على خَلقِك وآياتِك في أرضِك أن تَستَجيبَ لي دُعائي وتُبَلِّغَني في الدّين والدّنيا أمَلي ورَجائي يا سَيّدي ومَولايَ قد سألتُك فلا تُخَيِّبني ورَجوتُ فَضلَك فلا تَحرِمني فأنا الفقيرُ إلى رحمتِك الّذي ليسَ لي غيرُ إحسانِك وتَفضُّلِك فأسألُك أن تُحرِّمَ شَعري وبَشَري علَى النّارِ وتُؤتيَني منَ الخَيرِ ما عَلِمتُ منهُ وما لَم أعلمْ وادفَع عنّي وعن وُلدي وإخواني وأخَواتي منَ الشّرِّ ما عَلِمتُ منهُ وما لَم أعلمْ أللّهُمّ اغفِر لي ولوالدَيَّ ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ إنّك على كلِّ شيء قدير.»(1)

ثمّ يأتي المنبر ويقول:

«لا إلهَ إلاَّ اللّهُ الحَليمُ الكريمُ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ العليُّ العظيمُ سبحانَ اللّهِ ربِّ السّمواتِ السّبعِ وربِّ الأرَضينَ

1 ـ بحار الأنوار،97:164، طبع بيروت.


السّبعِ وما فيهنَّ وما بينهنَّ وربِّ العرشِ العظيمِ وسلامٌ علَى المُرسلينَ والحمدُ للّهِ ربِّ العالمينَ.»

ثمّ يقول:

«أشـهدُ أن لا إلـهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنّ مُحـمّداً رسولُ اللّهِ ألحمدُ للّهِ الّذي عَقَد بكَ عِزَّ الإسـلامِ وجَعَلك مُرتَقى خَيرِ الأنامِ ومَصعَدَ الدّاعي إلى دارِ السّـلامِ ألـحمدُ للّهِ الّـذي خَفَـض بانتِصابِك عُلُوَّ الكُـفرِ وسُمُوَّ الشّركِ ونَكَّس بكَ عَلَمَ الباطلِ ورايةَ الضّـلالِ أشـهدُ أنّك لَـم تُنصَـبْ إلاّ لـتَوحيدِ الـلّهِ سبـحانهُ وتمجيدِه وتعظيمِ اللّهِ وتَحميدِه ولِمواعظِ عبادِ اللّـهِ والـدّعاءِ إلـى عَفـوِه وغُفرانِه أشهدُ أنّك قدِ استَوفَيتَ من رسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)بارتِقائِه في مَراقيكَ واستِوائِه عليكَ حَظَّ شرفِك وفضلِك ونَصيبَ عِزِّك وذُخرِك ونِلتَ كمالَ ذكرِك وعَظَّم اللّهُ حُرمتَك وأوجبَ التَّمسُّحَ بكَ فكم قد وَضَع المُصطفى(صلى الله عليه وآله)

قدمَه عليك وقامَ للنّاسِ خطيباً فَوقَك ووَحَّد اللّهَ وحَمِده وأثنى عليهِ ومَجَّده وكم بـَلَّغ علـيكَ منَ الـرّسالةِ وأدّى منَ الأمانةِ وتَلا منَ القرآنِ وقَرأ منَ الفُرقانِ وأخبرَ منَ الوحيِ وبَيَّن الأمرَ والنّهـيَ وفَصَّل بَينَ الحلالِ والحرامِ وأمَر بالصّلاةِ والصّيامِ وحَثَّ العبادَ علَى الجِهادِ وأنبَأَ عن ثوابهِ فِي المعادِ.»(1)

ثمّ يقف في الروضة وهي ما بين القبر والمنبر ويقول:

«أللّهُمّ إنّ هذهِ روضةٌ من رياضِ جنّتِك وشُعبةٌ من شُعَبِ رَحمتِك الّتي ذَكَرها رسولُك وأبانَ عن فَضلِها وشَـرَّف التّـعَبّدَ لـكَ فـيها فـقد بَلَّـغتَنيها فـي سلامةِ نَـفسي فلكَ الحمدُ يا سَيّدي على عظيمِ نعمتِك عليَّ في ذلكَ وعلى ما رَزَقتَنيه من طاعتِك وطَلَبِ مَرضاتِك وتعظيمِ حُرمةِ نبيِّك(صلى الله عليه وآله)بزيارَة قبرِه والتّسليمِ عليهِ

1 ـ نفس المصدر.


والتّـردُّدِ فـي مَشاهدِه ومَواقفهِ فلكَ الحمدُ يا مولايَ حَمـداً يَنتـظمُ بهِ مَحامدُ حَمَلةِ عَرشِك وسُكّانِ سمواتِك لكَ ويَـقصُر عـنهُ حَـمدُ مَـن مـضى ويَفـضُل حَمـدَ مَن بَقِيَ من خَلقِك ولكَ الحمدُ يا مولايَ حَمدَ مَن عَرَف الحمدَ لـكَ والتّـوفيقَ للحمدِ منكَ حَمداً يَملاَُ ما خَلَقتَ ويَبلُغ حيثُ ما أرَدتَ ولا يَحجُبُ عنكَ ولا يَنقَضي دونَك ويبلُغُ أقصى رِضاك ولا يَبلُغ آخِرُه أوائلَ مَحامدِ خَلقِك لكَ ولَك الحمدُ ما عُرِف الحمدُ واعتُقِد وجُعِل ابتِداءُ الكلامِ الحمدُ يا باقيَ العِزِّ والعَظمةِ ودائمَ السّلطانِ والقدرةِ وشديدَ البَطشِ والقُوّةِ ونافذَ الأمرِ والإرادةِ وواسعَ الرّحمةِ والمَغـفرَةِ وربَّ الـدّنيا والآخِرةِ كَم من نعمة لكَ عليَّ يَقصُرعن أيسرِها حَمدي ولا يَبلغُ أدناها شُكري وكَم من صَنائعَ منكَ إلـيَّ لا يُـحيطُ بكَـثرتِها وَهمي ولا يُقيِّدها فِكري أللّهُمّ صلِّ على نبيِّك المُصطفى عَينِ البريّةِ طفلاً

وخَيرِها شابّاً وكَهلاً أطهَرُ المُطَهَّرينَ شيمةً وأجودُ المُستَمطَرينَ ديمةً وأعظمُ الخلقِ جُرثومةً الّذي أوضَحتَ بهِ الدِّلالاتِ وأقَمتَ بهِ الرّسالاتِ وخَتَمتَ بهِ النّبُوّاتِ وفَتَحتَ بهِ بابَ الخيراتِ وأظهَرتَه مَظهَراً وابتَعَثتَه نبيًّا وهادياً أميناً مَهديّاً داعياً إليكَ ودالاًّ عليكَ وحُجّةً بَينَ يَدَيك أللّهُمّ صلِّ علَى المَعصومينَ من عِترتِه والطّيّبينَ من أسرتِه وشَرِّفْ لديكَ بهِ مَنازلَهم وعَظِّمْ عندك مَراتبَهم واجعَل في الرّفيقِ الأعلى مَجالسَهم وارفَع إلى قُربِ رسولِك درجاتِهم وتَمِّمْ بلقائِه سرورَهم ووَفِّرْ بمكانِه أُنسَهم.»(1)

ثمّ يصير إلى مقام جبرئيل فيصلّي ركعتين ويقول:

«يا مَن خَلَق السّمواتِ ومَلاَها جُنوداً منَ المُسبِّحينَ لهُ من ملائكتِه والمُمَجِّدينَ لقُدرتِه وعظمتِه وأفرَغَ على أبدانِهم حُلَلَ الكِراماتِ وأنطَق ألسِنتَهم بضُروبِ اللّغاتِ

1 ـ نفس المصدر،ص165.


وألبَسهم شِعارَ التّقوى وقَلَّدهم قَلائدَ النُّهى وجَعَلهم أوفرَ أجناسِ خلقِه مَعرفةً بوَحدانيّتِه وقُدرتِه وجَلالتِه وعَظمتِه وأكمَلهم عِلماً بهِ وأشدّهم فَرقاً وأدومَهم لهُ طاعةً وخُضوعاً واستِكانةً وخُشوعاً يا مَن فَضَّل الأمينَ جِبرئيلَ(عليه السلام)بخَصائصِه ودرجاتِه ومَنازلِه واختارَه لوَحيِه وسِفارتِه وعَهدِه وأمانتِه وإنزالِ كُتبِه وأوامرِه على أنبيائِه ورُسلـِه وجَعـَله واسـطةً بينَ نفسِه وبينَهم أسألُك أن تُصلِّيَ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وعلى جميعِ ملائكتِك وسُكّانِ سمواتِك أعلمِ خلقِك بكَ وأخوَفِ خلقِك لكَ وأقربِ خلقِك منكَ وأعملِ خلقِك بطاعتِك الّذين لا يَغشاهم نومُ العُيونِ ولا سَهوُ العُقولِ ولا فَترةُ الأبدانِ المُكرَّمينَ بجوارِك والمُؤتَمَنينَ على وَحيِك المُجتَنَبينَ الآفـاتِ والمُوقينَ السّيّئاتِ أللّهُمّ واخصُصِ الرُّوحَ الأمينَ صلواتُك عليهِ بأضعافِها منكَ وعلى ملائكتِك المُقرَّبينَ وطـبقاتِ

الكرُّوبيِّينَ والروحانيّينَ وزِدْ في مَراتبِه عندك وحقُوقهِ الّتي لهُ على أهلِ الأرضِ بما كان يَنـزلُ بهِ من شرايـعِ دينِك وما بَيَّنتَه على ألسنةِ أنبيائِك من مُـحَلاّتِك ومُـحَرَّماتِك أللّهُمّ أكثِر صلواتَك على جَبـرئيلَ فـإنّه قُـدوَةُ الأنـبياءِ وهـادِي الأصـفياءِ وسـادسُ أصـحابِ الـكِساءِ أللّهُمّ اجعَل وُقوفي في مقـامِه هـذا سَـبباً لنُـزولِ رحـمتِك عـليَّ وتَجاوُزكَ عنّي.»

ثمّ يقول:

«أي جوادُ أي كريمُ أي قريبُ أي بعيدُ أسألُك أن تُصلِّيَ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وأن تُوَفِّقَني لطاعتِك ولا تُزيلَ عنّي نعمتَك وأن تَرزُقَني الجنّةَ برحمتِك وتُوَسِّعَ عليَّ من فضلِك وتُغنِيَني عن شِرارِ خلقِك وتُلهِمَني شُكرَك وذِكرَك ولا تُخَيِّبْ يا ربِّ دُعائي ولا تَقطَعْ رَجائي بمُحمّد وآلِه.»(1)

1 ـ نفس المصدر،ص166.

/ 15