مناسک الحج والعمرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج والعمرة - نسخه متنی

السید عبدالکریم موسوی الأردبیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ثمّ يصلّي ركعتين عند أسطوانة أبي لبابة(رضي الله عنه)وهي أسطوانة التوبة ويقول بعدهما:

«بسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ أللّهُمّ لا تُهِنّي بالفقرِ ولاتُذِلَّني بالدَّينِ ولا تَرُدَّني إلى الهَلَكةِ واعصِمني كي أعتَصِمَ وأصلِحني كي أنصَلِحَ واهدِني كي أهتَديَ أللّهُمّ أعنّي علَى اجتِهادِ نَفسي ولا تُعَذِّبْني بسُوءِ ظنّي ولا تُهلِكْني وأنتَ رَجائي وأنتَ أهلٌ أن تَغفِرَ لي وقد أخطَأتُ وأنتَ أهلٌ أن تَعفُوَ عنّي وقد أقرَرتُ وأنتَ أهلٌ أن تُقيلَ وقد عَثَرتُ وأنتَ أهلٌ أن تُحسِنَ وقد أسَأتُ وأنتَ أهلُ التّقوى والمَغفرةِ فوَفِّقني لما تُحبُّ وتَرضى ويَسِّر ليَ اليَسيرَ وجَنِّبني كلَّ عسير أللّهُمّ أغنِني بالحلالِ منَ الحرامِ وبالطّاعاتِ عنِ المَعاصي وبالغِنى عنِ الفقرِ وبالجنّةِ عنِ النّارِ وبالأبرارِ عنِ الفُجّارِ يا مَن ليسَ كمثلِه شيءٌ وهوَ السّميعُ البصيرُ وأنتَ على كلِّ شيء قديرٌ.»

زيارة وداع النبيّ(صلى الله عليه وآله)

روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبداللّه(عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثمّ ائت قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) بعد ما تفرغ من حوائجك واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل:

«أللّهُمّ لا تَجعَله آخِرَ العَهدِ من زيارةِ قبرِ نبيِّك فإن تَوَفَّيتَني قبلَ ذلكَ فإنّي أشهدُ في مَماتي على ما شَهِدتُ عليهِ في حَياتي أن لا إلهَ إلاّ أنتَ وأنّ مُحمّداً عبدُكَ ورسولُك.»(1)

وقال الكفعمي في المصباح: تقول عند وداع النبيّ(صلى الله عليه وآله):

«أللّهُمّ لا تَجعَله آخِرَ العَهدِ من زيارةِ نبيِّك فإن تَوَفَّيتَني قبلَ ذلكَ فإنّي أشهدُ في مَماتي على ما أشهدُ عليهِ

1 ـ الكافي، كتاب الحجّ، باب وداع قبر النبي(صلى الله عليه وآله)، الرواية1.


في حَياتي أن لا إلهَ إلاّ أنت وأنّ مُحمّداً عبدُك ورسولُكَ وأنّك قدِ اختَرتَه من خَلقِك ثمّ اختَرتَ من أهلِ بيتِه الأئمّةَ الطّاهرينَ الّذينَ أذهَبتَ عنهمُ الرِجسَ وطَهَّرتَهم تَطهيراً فاحشُرنا معهم وفي زُمرتِهم وتحتَ لوائِهم ولا تُفَرِّقْ بينَنا وبينَهم فِي الدّنيا والآخِرةِ يا أرحمَ الرّاحمينَ.»(1)

زيارة الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام)

بكلّ أسف ليس موضع قبر الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام)معلوماً وذلك لقضايا محزنة وقعت أواخر حياتها(عليها السلام)فيستفاد من بعض الروايات أنّها دفنت في بيتها فلمّا زادوا في المسجد صارت في المسجد ويستفاد من بعضها أنّها دفنت بالروضة ومن آخر أنها دفنت بالبقيع، فينبغي لزوّار مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله) أن يزوروا ابنته في هذه الأمكنة الثلاثة،

1 ـ مصباح الكفعمي، الفصل 41، ص475.


وقد ذكرت في كتب المزار زيارات كثيرة لها(عليها السلام)ونحن نكتفي بذكر زيارتين:

الزيارة الاولى

روى الشيخ الطوسي(رحمه الله) عن إبراهيم بن محمّد بن عيسى قال حدّثنا أبو جعفر(عليه السلام) ذات يوم قال: إذا صرت إلى قبر جدّتك فاطمة(عليها السلام) فقل:

«يا مُمتَحِنةُ امتَحَنكِ اللّهُ الّذي خَلَقكِ قبلَ أن يَـخلُقَكِ فوَجَدكِ لمَا امتَحَنكِ صابِرةً وزَعَمنا أنّا لكِ أولياءُ ومُصَدِّقونَ وصابرونَ لكلِّ ما أتانا بهِ أبوكِ(صلى الله عليه وآله)وأتانا بهِ وصيُّه(عليه السلام)فإنّا نسْألُكِ إن كنّا صدَّقناكِ إلاّ ألحَقتِنا بَتَصديقِنا لهما بالبُشرى لنُبَشِّرَ أنفسَنا بأنّا قد طَهُرنا بوِلايتِك.»(1)

1 ـ نفس المصدر، الرواية 12.


الزيارة الثانية

وهي الزيارة الّتي ذكرها الصدوق في «الفقيه» ونصّها كما تلي:

«ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ رسولِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ نبيِّ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ حبيبِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ خليلِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ صَفيِّ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنْتَ أمينِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ خَيرِ خَلقِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا بنتَ أفضلِ أنبياءِ اللّهِ ورُسلِه وملائكتِه ألسّلامُ عليكِ يا ابنةَ خَيرِ البَريَّةِ ألسّلامُ عليكِ يا سَيّدةَ نساءِ العالمينَ منَ الأوّلينَ والآخِرينَ ألسّلامُ عليكِ يا زوجةَ وليِّ اللّهِ وخَيرِ الخلقِ بعدَ رسولِ اللّهِ ألسّلامُ عليكِ يا أمَّ الحسنِ والحسينِ سيّدَيْ شبابِ أهلِ الجنّةِ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها الصّدّيقةُ الشّهيدةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها الرّضيّةُ المَرضيّةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها الفاضلةُ الزّكيّةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها

الحُوريّةُ الإنسيّةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها التّقيّةُ النّقيّةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها المُحدَّثةُ العليمةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها المَظلومةُ المَغصوبةُ ألسّلامُ عليكِ أيّتُها المُضطَهَدةُ المَقهورةُ ألسّلامُ عليكِ يا فاطمةُ بنتَ رسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه صلَّى اللّهُ عليكِ وعلى رُوحِكِ وبدنِكِ أشهدُ أنّكِ مَضَيتِ على بيّنة من ربِّكِ وأنّ مَن سَرَّكِ فقد سَرَّ رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)ومَن جفاكِ فقد جَفا رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) ومَن آذاكِ فقد آذى رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)مَن وَصَلكِ فقد وَصَل رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)ومَن قَطَعكِ فقد قَطَع رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)لأنّكِ بَضعةٌ منهُ وروحُه الّتي بينَ جنبَيهِ كما قالَ عليهِ أفضلُ سلامِ اللّهِ وصلاتُه أُشهِدُ اللّهَ ورُسلَه وملائكتَه أنّي راض عمّن رَضيتِ عنهُ ساخطٌ على مَن سَخِطتِ عليهِ مُتَبرِّئٌ ممّن تَبَرَّأتِ منهُ مُوال لمَن والَيتِ مُعاد لمَن عادَيتِ مُبغضٌ لمَن أبغَضتِ مُحِبٌّ لمَن أحبَبتِ وكَفى باللّه شهيداً وحسيباً

وجازياً ومُثيباً.»(1)

وقال السيد بن طاووس في إقبال الأعمال بعد ذكر زيارة للصدّيقة الطاهرة(عليها السلام):

ثمّ تصلّي صلاة الزيارة وإن استطعت أن تصلّي صلاتها(عليها السلام) فافعل، وهي ركعتان تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وستّين مرّة قل هو اللّه أحد فإن لم تستطع فصلّ ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص والحمد وقل يا أيّها الكافرون، فإذا سلّمت قلت:

«أللّهُمّ إنّي أتَوجّهُ إليكَ بنبيِّنا مُحمّد(صلى الله عليه وآله) وبأهلِ بيتِه صلواتُك عَليهم وأسألُك بحقِّك العظيمِ عَليهم الّذي لا يَعلمُ كُنهَه سِواكَ وأسألُك بحقِّ مَن حقُّه عندكَ عظيمٌ وبأسمائِك الحُسنى الّتي أمرتَني أن أدعُوَك بها وأسألُك باسمِك الأعظمِ الّذي أمَرتَ بهِ إبراهيمَ أن يدعُوَ بهِ الطّيرَ فأجابَتهُ

1 ـ من لا يحضره الفقيه،2:341.


وباسمِك العظيمِ الّذي قُلتَ للنّارِ بهِ كوني بَرداً وسلاماً على إبراهيمَ فكانَت برداً وبأحبِّ الأسماءِ إليكَ وأشرفِها وأعظمِها لديكَ وأسرعِها إجابةً وأنجحِها طلِبةً وبما أنتَ أهلُه ومُستحِقُّه ومُستَوجِبُه وأتوَسّل إليكَ وأرغبُ إليكَ وأتضرّعُ إليكَ وأُلِحُّ عليكَ وأسألُك بكُتبِك الّتي أنزلتَها على أنبيائِك ورُسلِك صلواتُك عَليهم منَ التّوراةِ والإنجيلِ والزّبورِ والقرآنِ العظيمِ فإنّ فيها اسمَك الأعظمَ وبما فيها من أسمائِك العظمى أن تُصلِّيَ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وأن تُفرِّجَ عن آلِ مُحمّد وشيعتِهم ومُحبّيهم وعنّي وتَفتَحَ أبوابَ السّماءِ لدعايَ وتَرفَعَه في علّيّينَ وتَأذَنَ في هذا اليومِ وفي هذه السّاعةِ بفَرجي وإعطائي أملي وسُؤلي في الدّنيا والآخرَةِ يامَن لا يَعلَمُ أحدٌ كيفَ هوَ وقُدرتُه إلاّ هوَ يا مَن سَدَّ الهواءَ بالسّماءِ وكَبَس الأرضَ علَى الماءِ واختارَ لنَفسِه أحسنَ الأسماءِ يا مَن سَمّى نَفسَه بالإسمِ الّذي تُقضى بهِ

حاجةُ مَن يَدعُوه أسألُك بحقِّ ذلكَ الإسمِ فلا شفيعَ أقوى لي منهُ أن تُصلّيَ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وتَقضِيَ لي حوائِجي وتَسمَعَ بمُحَمَّد وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ وعليِّ بنِ الحسينِ ومُحمّدِ بنِ عليٍّ وجعفرِ بنِ مُحمّد وموسى بنِ جعفر وعليِّ بنِ موسى ومُحمّدِ بنِ عليٍّ وعليِّ بنِ مُحمّد والحسنِ بنِ عليٍّ والحجّةِ المُنتظَرِ لإذنِك صلواتُك وسلامُك ورحمتُك وبركاتُك عَليهم صَوتي لِيَشفَعوا لي إليكَ وتُشَفِّعَهم فيَّ ولا تَرُدَّني خائباً بحقِّ لا إلهَ إلاّ أنتَ.»(1)

زيارة أئمّة البقيع(عليهم السلام)

وهم السبط الأكبر الحسن بن عليّ بن أبو طالب، وعليّ بن الحسين زين العابدين ومحمد بن عليّ الباقر و جعفر بن محمّد الصادق سلام اللّه عليهم أجمعين وإذا أردت الفوز

1 ـ إقبال الأعمال،ص113 و 114، طبع مؤسسة الأعلمى، بيروت.


بزيارتهم ـ وهي من تمام الحجّ كما في الروايات ـ تفعل آداب الزيارة كالغسل ولبس الثياب الطاهرة النظيفة ثمّ تأتي بسكينة ووقار، فإذا وردت إلى الباب الشريف تستأذن للدخول وتقول:

«يا مَواليَّ يا أبناءَ رسولِ اللّهِ عبدُكم وابنُ أمتِكم الذّليلُ بينَ أيديكُم والمُضعَفُ في عُلوِّ قَدرِكم والمُعتَرِفُ بحقِّكم جائَكم مُستَجيراً بكم قاصداً إلى حَرمِكم مُتقَرِّباً إلى مَقامِكم مُتوسِّلاً إلَى اللّهِ بكم ءأدخلُ يا مَواليَّ ءأدخلُ يا أولياءَ اللّهِ ءأدخلُ يا ملائكةَ اللّهِ المُحدِقينَ بهذَا الحَرمِ المُقيمينَ بهذَا المَشهدِ.»(1)

وتخشع لربّك وتبكي إن خشع قلبك ودمعت عيناك وهو علامة القبول والإذن وتدخل رجلك اليمنى العتبة وتؤخّر اليسرى وتقول:

1 ـ بحار الأنوار،97:211، طبع بيروت.


«أللّهُ أكبرُ كبيراً والحمدُ للّهِ كثيراً وسبحانَ اللّهِ بُكرةً وأصيلاً والحمدُ للّهِ الفَردِ الصّمدِ الماجدِ الأحدِ المُتَفضِّلِ المَنّانِ المُتَطوِّلِ الحَنّانِ الّذي مَنَّ بطَولِه وسَهَّل زيارةَ سادَتي بإحسانِه ولَم يَجعَلني عن زيارتِهم مَمنوعاً بل تَطَوّلَ ومَنَح.»(1)

ثـمّ تـزورهم وقـد ذكـرت لهم زيـارات كثيرة نكتفي بـذكر واحـد منـها رومـاً للاختصار وهي ما رواها الكليني فـي الكافي والصدوق في الفقيه والطوسي في التهذيب، قـال محـمد بن الحسن الطوسي في التهذيب: إذا أتيت القبر الّذي بالبقيع فاجعله بين يديك ثمّ تقول وأنت على غسل:

«ألسّـلامُ عَلـيكم أئـمّةَ الـهُدى ألـسّلامُ عـَليكم أهـلَ التـّقوى ألسّلامُ عَليكم الحُججَ على أهلِ الدّنيا

1 ـ نفس المصدر.


ألسّـلامُ عَليكم القُوّامَ في البَريّةِ بالقِسطِ ألسّلامُ عَليكم أهلَ الصـّفوةِ ألـسّلامُ عَـليكم أهـلَ النّجوى أشهدُ أنّكم قـد بَـلّغتُم ونَـصَحتم وصَبَرتم في ذاتِ اللّهِ وكُذِّبتم وأُسـيءَ إلـيكم فغـَفَرتم وأشـهدُ أنـّكمُ الأئـمّةُ الرّاشدونَ المَهديّونَ وأنّ طاعتَكم مَفروضةٌ وأنّ قولَكم الصّدقُ وأنّكم دَعوتم فلَم تُجابوا وأمَرتم فلَم تُطاعوا وأنّـكم دعـائمُ الدّينِ وأركانُ الأرضِ ولَم تَزالوا بعينِ الـلّهِ يَنسَخُـكم فـي أصـلابِ كلِّ مُطهَّر ويَنقُلكم من أرحـامِ المُـطَهَّـراتِ لـَم تُدَنِّسـكمُ الجـاهليّةُ الـجَهلاءُ ولَـم تُشـرِكْ فيكُـم فِتَـنُ الأهواءِ طِبتم وطابَ مَنشَؤُكم مَـنَّ بـكم عَـلينا ديّـانُ الدّيـنِ فجَعَلـكم في بيُوت أذِنَ اللّهُ أن تُـرفَعَ ويُـذكَرَ فيـها اسمُـه وجَعَـل صلواتِنا عَليكم رَحمةً لنا وكفّارةً لذُنوبِنا إذا اختارَكم لنا وطَيَّب خِلقَتَنا بما مَـنَّ بهِ عَلينا من وِلايتِكم فكُنّا عنـدهُ مُـسمّـينَ بعـلمِكم

وبفـضلِكم مُعـترِفينَ بـتصديقِـنا إيّـاكم وهـذا مَـقامُ مَـن أسـرَف وأخطَأ واستَكانَ وأقَرّ بمـا جَنـى ورَجا بمَقامهِ الخَلاصَ وأن يستَنقِذَه بكم مُستَـنقِذَ الهَـلكى مـنَ الرّدى فكونوا لي شُفعاءَ فقد وَفَـدتُ إلـيكم إذ رَغِـبَ عَنـكم أهلُ الدّنيا واتّخذوا آياتِ اللّـهِ هُـزُواً واستَـكبَروا عنها يا مَن هوَ ذاكرٌ لا يَسهُو ودائمٌ لا يَلهُو ومُحيطٌ بكلِّ شيء لكَ المَنُّ بما وفَّقتَـني وعـرَّفتَني بـما ثَبّتّـني عليـهِ إذ صُـدَّ عـنه عـبادُك وجَحَدوا مَعرِفَتَهم واستَخَفّوا بحقِّهم ومالوا إلى سِـواهم فكانتِ المِنّةُ لكَ ومنكَ عليَّ مع أقوام خَصَصتَهم بما خَصَصتَني بهِ فلكَ الحمدُ إذ كنتُ عندك في مَقامي مَذكوراً مَكتوباً ولا تَحرِمني ما رَجَوتُ ولا تُخَيِّبني فيما دَعَوتُ.»(1)

وادع لنفسك بما أحببت ثمّ تصلّي ثمان ركعات.

1 ـ تهذيب الأحكام، كتاب المزار، الباب 27.


زيارة وداع أئمّة البقيع(عليهم السلام)

وهي الزيارة الّتي ذكرها الشيخ الطوسي(رحمه الله) في التهذيب، قال: إذا أردت الانصراف فقل:

«ألسّلامُ عَليكم سلامَ مُوَدِّع لا سَئِم ولا قال]ولا مالٍّ[ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه يا أهلَ بيتِ النّبوّةِ إنّه حميدٌ مجيدٌ سلامَ وليٍّ غيرِ راغب عنكم ولا مُستبدِل بكم ولا مُؤثِر عَليكم ولا مُنحَرِف عنكم ولا زاهد في قُربِكم لا جَعَله اللّهُ آخِرَ العهدِ من زيارةِ قُبورِكم وإتيانِ مَشاهدِكم والسّلامُ عَليكم وحَشَرنيَ اللّهُ في زُمرتِكم وأورَدني حَوضَكم وجَعَلني في حِزبِكم وأرْضاكم عنّي وقَلَبني في دَولتِكم وأحياني في رَجعتِكم ومَلَكني في أيّامِكم وشَكَر سَعيي بكم وغَفَر ذَنبي بشَفاعتِكم وأقالَ عَثرتي بمَحبّتِكم وأعلى كَعبي بمُوالاتِكم وشَرَّفني بطاعتِكم وأعَزّني بهُداكم

وجَعَلني ممّنِ انقَلَب مُفلِحاً مُنجِحاً غانماً سالماً مُعافاً غَنيّاً فائزاً برِضوانِ اللّهِ وفَضلِه وكِفايتِه بأفضلِ ما يَنقَلِبُ بهِ أحدٌ من زُوّارِكم ومَواليكم ومُحِبّيكم وشيعتِكم ورَزَقنيَ اللّهُ العَودَ ثمّ العَودَ أبداً ما أبقاني ربّي بنيّة صادقة وإيمان وتَقوى وإخبات ورِزق واسع حلال طَيّب أللّهُمّ لا تَجعَله آخِرَ العَهدِ من زيارتِهم وذِكرِهم والصّلاةِ عَليهم وأوجِب ليَ المَغفِرةَ والخَيرَ والرّحمةَ والبَرَكةَ والتّقوى والفَوزَ والنّورَ والإيمانَ وحُسنَ الإجابةِ كما أوجَبتَ لأوليائكَ العارفينَ بحقِّهم ألمُوجِبينَ طاعتَهم والرّاغِبينَ في زيارتِهم ألمُتَقرِّبينَ إليكَ وإليهم بأبي أنتم وأُمّي ونَفسي وأهلي ومالي إجْعَلوني في هَمِّكم وصَيِّروني في حزبِكم وأدخِلوني في شَفاعتِكم واذكُروني عند ربِّكم أللّهُمّ صلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّد وأبْلِغ أرواحَهم وأجسادَهم منّي

السّلامَ والسّلامُ عليهِ وعَليهم ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه.»(1)

زيارة حمزة عمّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)

تقول في زيارة حمزة عمّ النبيّ(صلى الله عليه وآله):

«ألسّلامُ عليكَ يا عمَّ رسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) ألسّلامُ عليكَ يا خَيرَ الشّهداءِ ألسّلامُ عليكَ يا أسدَ اللّهِ وأسدَ رسولِه أشهدُ أنّكَ قد جاهَدتَ في اللّهِ عزَّ وجلَّ وجُدتَ بنفسِك ونَصَحتَ رسولَ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) وكنتَ فيما عندَ اللّهِ سبحانَه راغباً بأبي أنتَ وأمّي أتَيتُك مُتَقرِّباً إلى رسولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله) بذلكَ راغباً إليكَ في الشّفاعةِ أبتَغي بزيارتِك خَلاصَ نَفسي مُتَعوِّذاً بكَ من نار إستَحَقّها مِثلي بما جَنَيتُ على نَفسي هارباً من ذُنوبيَ الّتي احتَطَبتُها على ظَهري فَزِعاً إليكَ رَجاءَ رحمةِ ربّي أتَيتُك من شُقّة بعيدة طالباً فَكاكَ رَقَبتي منَ النّارِ وقد

1 ـ تهذيب الاحكام، كتاب المزار، الباب 46، ذيل الرواية 1.


أوقَرَت ظَهري ذُنوبي وأتَيتُ ما أسخَطَ ربّي ولَم أجِد أحداً أفزَعُ إليهِ خَيراً لي منكم أهلِ بَيتِ الرّحمةِ فكُنْ لي شفيعاً يومَ فَقري وحاجتي فقد سِرتُ إليكَ محزُوناً وأتيتُك مَكرُوباً وسَكَبتُ عَبرتي عندكَ باكياً وصِرتُ إليكَ مُفرَداً وأنتَ ممّن أمَرنيَ اللّهُ بصِلتِه وحَثَّني على بِرِّه ودَلّني على فَضلِه وهَداني لحُبِّه ورَغّبَني في الوَفادةِ إليهِ وألهَمني طَلبَ الحَوائجِ عندهُ أنتم أهلُ بيت لا يَشقى مَن تَولاّكم ولا يَخيبُ مَن أتاكم ولا يَخسَرُ مَن يَهواكم ولا يَسعَدُ مَن عاداكم.»(1)

ثمّ تستقبل القبلة وتصلّي ركعتين.

زيارة شهداء أُحد

تقول في زيارتهم:

1 ـ بحارالانوار،97:220، طبع بيروت.


«ألسّلامُ على رسولِ اللّهِ ألسّلامُ على نبيِّ اللّهِ ألسّلامُ على مُحمّدِ بنِ عبدِ اللّهِ ألسّلامُ على أهلِ بيتِه الطّاهرينَ ألسّلامُ عَليكم أيّها الشّهَداءُ المُؤمنونَ ألسّلامُ عَليكم يا أهلَ بيتِ الإيمانِ والتّوحيدِ ألسّلامُ عَليكم يا أنصارَ دينِ اللّهِ وأنصارَ رسولِه عليهِ وآلِه السّلامُ سلامٌ عليكم بما صبَرتم فنِعمَ عُقبَى الدّارِ أشهدُ أنّ اللّهَ اختارَكم لدينِه واصطَفاكم لرسولِه وأشهدُ أنّكم قد جاهَدتُم في اللّهِ حقَّ جهادِه وذَبَبتُم عن دينِ اللّهِ وعن نبيِّه و جُدتُم بأنفُسِكم دُونَه وأشهدُ أنّكم قُتِلتم على مِنهاجِ رسولِ اللّهِ فجَزاكم اللّهُ عن نبيِّه وعنِ الإسلامِ وأهلِه أفضلَ الجَزاءِ وعَرّفَنا وُجوهَكم في مَحلِّ رِضوانِه ومَوضعِ إكرامِه مع النّبيّينَ والصّدّيقينَ والشّهداءِ والصّالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً أشهدُ أنّكم حِزبُ اللّهِ وأنّ مَن حاربَكم فقد حاربَ اللّهَ وأنّكم لَمِنَ المُقرَّبينَ الفائزينَ الّذينَ هم أحياءٌ عند ربِّهم

يُرزَقونَ فعلى مَن قَتَلكم لَعنَةُ اللّهِ والمَلائكةِ والنّاسِ أجمعينَ أتيتُكم يا أهلَ التّوحيدِ زائراً وبحقِّكم عارفاً وبزيارتِكم إلَى اللّهِ مُتَقرِّباً وبما سَبَق من شريفِ الأعمالِ ومَرضيِّ الأفعالِ عالماً فعليكم سلامُ اللّهِ ورحمتُه وبركاتُه وعلى مَن قَتَلكم لَعنةُ اللّهِ وغَضبُه وسَخطُه أللّهُمّ انفَعني بزيارتِهم وثَبِّتني على قَصدِهم وتَوَفَّني على ما تَوَفَّيتَهم عليهِ واجمَع بيني وبينهم في مُستقَرِّ دار رَحمتِك أشهدُ أنّكم لنا فَرَطٌ ونحن بكم لاحقونَ.»(1)

سائر الزيارات

ينبغي لزائر المدينة أن يزور فاطمة بنت أسد أمّ أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وإبراهيم ابن النبيّ وغيرهما من الصلحاء والشهداء والصحابة الأخيار بالبقيع

1 ـ نفس المصدر، ص221.


ويزور مسجد قبا ويصلّي فيه ركعتين بل ويكثر من الصلاة فيه فقد روي عنه(صلى الله عليه وآله):

«مَن أتى مسجدي مسجدَ قُبا فصلّى فيهِ رَكعَتينِ رَجع بعُمرة».(1)

وقد حثّ أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) المسلمين على الحضور في هذا المسجد الشريف والصلاة فيه ففي رواية عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبداللّه(عليه السلام): «أنّا نأتي المساجد الّتي حول المدينة فبأيّهما أبدَأ؟ فقال: ابدأ بقبا فصلِّ فيه وأكثر فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في هذه العرصة.»(2)

كما ينبغي أن يحضر الزائر في المساجد القديمة الّتي هي في الواقع تذكاريّة من النبيّ(صلى الله عليه وآله)وأهل بيته وأصحابه المنتجبين كمشربة أمّ إبراهيم ومسجد الفضيخ (ردّ

1 ـ وسائل الشيعة، الباب 60 من أبواب أحكام المساجد، الرواية 30.

2 نفس المصدر، الرواية 3.


الشمس) ومسجد الأحزاب ومسجد الشجرة ومسجد ذي القبلتين ومسجد الغمامة ومسجد المباهلة ومسجد عليّ ومسجد فاطمة(عليهما السلام)ومسجد الراية وغيرها. فإن الحضور في هذه المساجد يوجب عمرانها وإحياءها، كما أنّ ترك الحضور فيها قد يؤدّي إلى خرابها بل ومحوها بالكلّية كما أمحي للأسف بعض هذه المساجد الشريفة كمسجد الغدير; فانّه المسجد الذي أقام النبيّ(صلى الله عليه وآله)فيه علّياً(عليه السلام) وليّاً من بعده. ونصّ كثير من الفقهاء والمؤرخين على وجوده حتّى إلى القرن العاشر الهجري كالسمهودي الشافعي المصري (م911 هـ) في كتابه «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى»(1)ومحمد بن مكّي العاملي (734 ـ 768 هـ) في الدروس الشرعيّة وغيره من كتبه، قال عنه: «إذا توجّه الحاجّ إلى المدينة وانتهى إلى مسجد غدير خم دخله وصلّى فيه وأكثر فيه من الدعاء وهو موضع النصّ من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)على

1 ـ وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، 3: 1018.


أميرالمؤمنين(عليه السلام)، والمسجد باق إلى الآن جدرانه.»(1)

إلى هنا تمّ ما أردنا ذكره من مناسك الحجّ والعمرة وآداب الحرمين الشريفين زادهما اللّه عزّاً وشرفاً ونختم الرسالة بذكر زيارة الجامعة الكبيرة وزيارة أمين اللّه ودعاءين مأثورين ليوم عرفة، أحدهما دعاء عرفة للسبط الشهيد أبي عبداللّه الحسين وثانيهما دعاء عرفة لابنه عليّ بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام).

1 ـ الدروس الشرعيّة، 2: 19، الدرس 127.


خاتمة في ذكر بعض الزيارات والأدعية

الزيارة الجامعة الكبيرة

وهي من الزيارات الّتي يُزار بها كلّ إمام، قال الشيخ الصدوق(رحمه الله) في «الفقيه»(1):

روى محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا موسى بن عبداللّه النخعيّ قال: قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام): علّمْني يا ابن رسول اللّه قولاً أقوله، بليغاً

1 ـ الفقيه 2: 609.


كاملاً إذا زرت واحداً منكم، فقال: إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشّهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: اللّه أكبر، اللّه أكبر ـ ثلاثين مرَّة ـ ثمَّ امش قليلاً، وعليك السّكينة والوقار، وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّ وجلّ ـ ثلاثين مرّة ـ ثمّ ادن من القبر وكبّر اللّه ـ أربعين مرّة ـ تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:

«ألسّلامُ عَليكم يا أهلَ بيتِ النّبوّةِ، ومَوضعَ الرِّسالةِ، ومُختَلَفَ الملائكةِ، ومَهبِطَ الوَحيِ، ومَعدِنَ الرّحمةِ، وخُزّانَ العِلمِ، ومُنتَهَى الحِلمِ، وأُصولَ الكَرَمِ، وقادةَ الأُممِ، وأولياءَ النِّعَمِ، وعَناصِرَ الأبرارِ، ودَعائمَ الأخيارِ، وساسَةَ العِبادِ، وأركانَ البِلادِ، وأبوابَ الإيمانِ، وأُمَناءَ الرّحمنِ، وسُلالةَ النّبيّينَ، وصَفوةَ المُرسَلينَ، وعِترةَ خِيَرةِ ربِّ العالمينَ، ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، ألسّلامُ .


على أئِمّةِ الهُدى، ومَصابيحِ الدُّجى، وأعلامِ التُّقى، وذَوي النُّهى، وَأُولِي الحِجى، وكَهفِ الوَرى، ووَرثةِ الأنبياءِ، والمَثَلِ الأعلى، والدَّعوةِ الحُسنى، وحُجَجِ اللّهِ على أهلِ الدّنيا والآخِرةِ والأولى، ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، ألسّلامُ على مَحالِّ مَعرِفةِ اللّهِ، وَمَساكنِ برَكةِ اللّهِ، ومَعادنِ حِكمةِ اللّهِ، وحَفَظةِ سِرِّ اللّهِ، وحَمَلةِ كتابِ اللّهِ وأوصياءِ نَبيِّ اللّهِ، وذُرّيّةِ رسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عَليه وآلهِ، ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، ألسّلامُ على الدُّعاةِ إلَى اللّهِ، والأدِلاّءِ على مَرضاتِ اللّهِ، والمُستَقِرّينَ في أمرِ اللّهِ، والتّامّينَ في مَحَبّةِ اللّهِ، والمُخلِصينَ في تَوحيدِ اللّهِ، والمُظهِرينَ لأمرِ اللّهِ ونَهيهِ، وعبادِه المُكرَمينَ الّذينَ لا يَسبِقونَه بالقَولِ وهُم بأمرِه يَعمَلونَ، ورحمةُ .

/ 15