مناسک الحج والعمرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج والعمرة - نسخه متنی

السید عبدالکریم موسوی الأردبیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اللّهِ وبركاتُه، ألسّلامُ علَى الأئمّةِ الدُّعاةِ، والقادةِ الهُداةِ، والسّادةِ الوُلاةِ، والذّادةِ الحُماةِ، وأهلِ الذّكرِ وأولي الأمرِ وبَقيّةِ اللّهِ وخِيَرتِه وحِزبِه وعَيبةِ عِلمِه، وحُجّتِه وصِراطِه ونورِه، ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ، كما شَهِدَ اللّهُ لنَفسِه وشَهِدَت لهُ ملائكتُه وأولوا العِلمِ من خلقِه، لا إلهَ إلاّ هوَ العَزيزُ الحكيمُ، وأشهدُ أنّ مُحمّداً عبدُه المُنتَجَبُ ورسولُه المرتَضى، أرسَلَه بالهُدى ودينِ الحقِّ ليُظهِرَه علَى الدّينِ كلِّه ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ، وأشهدُ أنّكُم الأئمّةُ الرّاشدونَ المَهديّونَ المَعصومونَ المُكَرَّمونَ المُقَرَّبونَ المُتَّقونَ الصّادقونَ المُصطَفَونَ، المُطيعُونَ لِلّهِ، القَوّامونَ بأمرِه، العاملونَ بإرادتِه، الفائزونَ بكَرامتِه، إصطَفاكُم .


بعِلمِه، وارتَضاكُم لغَيبِه، واختارَكم لسِرِّه، واجْتَباكم بقُدرتِه، وأعَزَّكم بهُداه، وخَصَّكم ببُرهانِه، وانْتَجَبَكم لِنورِه ]بنورِه[، وأيَّدَكم بروحِه، ورَضِيَكم خُلَفاءَ في أرضِه، وحُجَجاً على بَريّتِه، وأنصاراً لدينِه، وحَفَظةً لسرِّه، وخَزَنةً لِعِلمِه، ومُستَودِعاً لحِكمتِه، وتَراجِمةً لوَحيِه، وأركاناً لتَوحيدِه، وشُهَداءَ على خَلقِه، وأعلاماً لعبادِه، ومَناراً في بِلادِه، وأدِلاّءَ على صِراطِه، عَصَمكم اللّهُ منَ الزَّلَلِ، وآمَنَكم منَ الفِتَنِ، وطَهَّرَكم منَ الدَّنَسِ، وأذهَبَ عَنكم الرِّجْسَ ]أهلَ البَيتِ [وطَهَّركم تَطهيراً، فَعَظَّمتُم جَلالَهُ، وأكبَرتُم شَأنَه، ومَجَّدتُم كَرمَه، وأدْمَنتُم ذِكرَه، ووَكّدتُم ميثاقَه، وأحكَمتُم عَقْدَ طاعتِهِ ونَصَحتُم لهُ في السرِّ والعَلانيةِ، ودَعَوتُم إلى سَبيلِه بالحِكمةِ .


والمَوعظةِ الحَسَنةِ، وبَذَلتُم أنفُسَكم في مَرضاتِه، وصَبَرتُم على ما أصابَكم في جَنبِه ]حُبِّه[، وأقَمتُم الصّلاةَ، وآتَيتُم الزّكاةَ، وأمَرتُم بالمَعروفِ، ونَهَيتُم عن المُنكَرِ، وجاهَدتم في اللّهِ حقَّ جِهادِه، حتّى أعلَنتُم دَعوَتَه، وبَيَّنتُم فَرائِضَه، وأقَمتُم حُدودَه، ونَشَرتُم شرائعَ أحكامِه، وسَنَنتُم سُنّتَه، وصِرتُم في ذلكَ منهُ إلَى الرّضا، وسَلَّمتُم لهُ القَضاءَ، وصَدّقتُم من رُسُلِه مَن مَضى، فالرّاغبُ عَنكم مارقٌ، واللاّزمُ لكم لاحقٌ، والمُقَصِّرُ في حقِّكم زاهقٌ، والحقُّ مَعكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهلُه ومَعْدِنُه، وميراثُ النّبوّةِ عندكم، وإيابُ الخلقِ إليكم، وحسابُهم عَليكم، وفَصلُ الخِطابِ عندكم، وآياتُ اللّهِ لديكم، وعَزائمُه فيكم، ونورُه وبُرهانُه .


عندكم، وأمرُه إليكم، مَن والاكم فقد والَى اللّهَ، ومَن عاداكُم فقد عادَى اللّهَ، ومَن أحَبَّكم فقد أحبَّ اللّهَ، ومَن أبغَضَكم فقد أبغَضَ اللّهَ، ومَنِ اعتَصَمَ بكم فقدِ اعتَصَم باللّهِ، أنتمُ الصّراطُ الأقومُ، وشُهداءُ دارِ الفَناءِ وشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ، والرّحمةُ المَوصولةُ، والآيةُ المَخزونةُ، والأمانةُ المَحفوظةُ، والبابُ المُبتَلى بهِ النّاسُ، مَن أتاكم نَجى ومَن لَم يَأتِكم هَلَك، إلَى اللّهِ تَدعونَ وعليهِ تَدُلّونَ، وبهِ تُؤمنونَ ولهُ تُسَلِّمونَ، وبأمرِه تَعمَلونَ، وإلى سَبيلِه تُرشِدونَ، وبقَولِه تَحكُمونَ، سَعَدَ مَن والاكم، وهلكَ من عاداكم، وخابَ من جَحَدَكم وضلَّ من فارَقكم، وفازَ مَن تَمَسّكَ بكم، وأمِنَ مَن لَجَأَ إليكم، وسَلِمَ مَن صَدّقَكم، وهُدِيَ مَنِ اعتَصَم بكم، مَنِ .


اتَّبَعكم فالجَنّةُ مَأواهُ، ومَن خالَفَكم فالنّارُ مَثواهُ، ومَن جَحَدكم كافرٌ، ومَن حارَبَكم مُشركٌ، ومَن رَدَّ عَليكم في أسفلِ دَرَك منَ الجَحيمِ، أشهدُ أنّ هذا سابقٌ لكم فيما مَضى، وجار لكم فيما بَقيَ، وأنّ أرواحَكم ونورَكم وطينتَكم واحدةٌ، طابَت وطَهُرَت بَعضُها من بَعض، خَلَقكم اللّهُ أنواراً فجَعَلكم بعَرشِه مُحدِقينَ، حتّى مَنَّ عَلينا بكم، فجَعَلكم في بيوت أذِنَ اللّهُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه، وجَعَلصلَواتِنا عَليكم وما خَصَّنا بِه من وِلايتِكم طيباً لخَلقِنا، وطَهارةً لأنفُسِنا، وتَزكيةً لنا، وكَفّارةً لذُنوبِنا، فكُنّا عندهُ مُسَلِّمينَ بفَضلِكم، ومَعروفينَ بتَصديقِنا إيّاكم، فبَلَغ اللّهُ بكم أشرفَ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ، وأعلى مَنازلِ المُقَرَّبينَ، وأرفعَ دَرَجاتِ المُرسَلين، .


حيثُ لا يَلحَقُه لاحقٌ، ولا يَفوقُه فائقٌ، ولا يَسْبِقُه سابقٌ، ولا يَطمَعُ في إدراكِه طامعٌ، حتّى لا يَبقى مَلَكٌ مقرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرسَلٌ، ولا صِدّيقٌ ولا شهيدٌ، ولا عالمٌ ولا جاهلٌ، ولا دَنيٌّ ولا فاضلٌ، ولا مؤمنٌ صالحٌ ولا فاجِرٌ طالِحٌ، ولا جَبّارٌ عَنيدٌ ولا شَيطانٌ مَريدٌ، ولا خَلقٌ فيما بينَ ذلكَ شهيدٌ، إلاّ عَرَّفهم جَلالةَ أمرِكم، وعِظَمَ خَطَرِكم، وكِبَرَ شَأنِكم، وتَمامَ نورِكم، وصِدقَ مَقاعدِكم، وثَباتَ مَقامِكم، وشَرَفَ مَحَلِّكم ومَنزِلَتِكُم عِنده، وكَرامتَكم عَليه، وخاصَّتَكم لَديه، وقُربَ مَنزِلتِكم منه، بأبي أنتُم وأمّي وأهلي ومالي وأسرَتي، أُشهدُ اللّهَ وأُشهدُكم أنّي مؤمنٌ بكم وبما آمَنتم بهِ، كافرٌ بعَدُوِّكم وبما كَفَرتم بهِ، مُستَبصِرٌ بشأنِكم وبضَلالةِ مَن خالَفكم، مُوال لكم .


ولأوليائِكم، مُبغِضٌ لأعدائِكم ومُعاد لهم، سِلمٌ لمَن سالَمكم، حَربٌ لمَن حارَبَكم، مُحَقِّقٌ لما حَقَّقتُم، مُبطِلٌ لما أبطَلتُم، مُطيعٌ لكم، عارفٌ بحقِّكم، مُقِرٌّ بفَضلِكم، مُحتَمِلٌ لعِلمِكم، مُحتَجِبٌ بذِمّتِكم، مُعتَرِفٌ بكم ومؤمنٌ بإيابِكم، مُصَدِّقٌ برَجعتِكم، مُنتَظِرٌ لأمرِكم، مُرتَقِبٌ لِدَولتِكم، آخِذٌ بقَولِكم، عاملٌ بأمرِكم، مُستَجيرٌ بكم، زائِرٌ لكم، لائذٌ عائذٌ بقُبورِكم، مُستَشفِعٌ إلَى اللّهِ عزَّ وجلَّ بكم، ومُتَقَرِّبٌ بكم إليه، ومُقَدِّمُكم أمامَ طَلِبَتي وحَوائِجي وإرادَتي في كلِّ أحوالي وأُموري، مؤمنٌ بسرِّكم وعَلانِيتِكم، وشاهدِكم وغائبِكم، وأوّلِكم وآخِرِكم، ومُفَوِّضٌ في ذلكَ كلِّه إليكم، ومُسَلِّمٌ فيهِ مَعكم، وقَلبي لكم سِلمٌ، ورَأيي لكم تَبَعٌ، ونُصرَتي لكم .


مُعَدّةٌ، حتّى يُحيِيَ اللّهُ دينَه بكم، ويَرُدَّكم في أيّامِه، ويُظهِرَكم لعَدلِه، ويُمَكِّنَكم في أرضِه، فمَعكم مَعكم لا مَع عَدوِّكم، آمَنتُ بكم وتَوَلّيتُ آخِرَكم بما تَوَلّيتُ بهِ أوّلَكم، وبَرِئتُ إلَى اللّهِ عزَّ و جلَّ من أعدائِكم، ومنَ الجِبتِ والطّاغوتِ والشّياطينِ وحِزبِهم الظّالمينَ لكم، الجاحدينَ لحقِّكم، والمارقينَ من وِلايتِكم، والغاصبينَ لإرثِكم، الشّاكّينَ فيكُم، المُنحَرفينَ عنكم، ومن كلِّ وَليجة دونَكم، وكلِّ مُطاع سِواكم، ومنَ الأئمّةِ الّذينَ يَدعونَ إلَى النّارِ، فثَبّـتَنيَ اللّهُ أبداً ما حَييتُ على مُوالاتِكم ومَحَبّـتِكم ودينِكم، ووَفّقَني لِطاعتِكم، ورَزَقني شَفاعتَكم، وجَعَلني من خيارِ مَواليكم التّابعينَ لِما دَعَوتم إليه وجَعَلني ممّن يَقْتَصُّ آثارَكم، ويَسْلُكُ .


سَبيلَكم، ويَهْتَدي بهُداكم، ويُحْشَرُ في زُمرتِكم، ويَكِرُّ في رَجعتِكم، ويُمَلَّكُ في دَولتِكم، ويُشَرَّفُ في عافيتِكم، ويُمَكَّنُ في أيّامِكم، وَتَقِرُّ عَينُه غداً برؤيتِكم، بأبي أنتم وأمّي ونَفسي وأهلي ومالي، مَن أرادَ اللّهَ بَدأ بكم، ومَن وَحَّدَه قَبِلَ عَنكم، ومَن قَصَده تَوَجّهَ بكم، مَواليَّ لا أُحْصي ثَنائَكم، ولا أبلغُ منَ المَدحِ كُنهَكم، ومنَ الوَصفِ قَدرَكم، وأنتم نورُ الأخيارِ، وهُداةُ الأبرارِ، وحُجَجُ الجبّارِ، بِكم فَتَح اللّهُ وبِكم يَختِمُ وبِكم يُنَزِّلُ الغَيثَ، وبِكم يُمسِكُ السّماءَ أن تَقَع علَى الأرضِ إلاّ بإذنِه، وبِكم يُنَفِّسُ الهَمَّ ويَكشِفُ الضُّرَّ، وعِندكم ما نَزَلَت بِه رُسلُه، وهَبَطَت بِه ملائكتُه، وإلى جدِّكم بُعِثَ الرّوحُ الأمينِ (وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين(عليه السلام).


فقل:و إلى أخيكَ بُعِثَ الرُّوحُ الأمينُ)، آتاكم اللّهُ ما لَم يُؤتِ أحداً منَ العالمينَ، طَأطَأَ كلُّ شريف لشَرَفِكم، وبَخَع كلُّ مُتَكَبِّر لطاعتِكم، وخَضَع كلُّ جبّار لفَضلِكم، وذَلَّ كلُّ شيء لكم، وأشرَقَتِ الأرضُ بنورِكم، وفازَ الفائزونَ بوِلايتِكم، بكم يُسلَكُ إلَى الرّضوانِ، وعلى مَن جَحَد وِلايتَكم غَضَبُ الرّحمنِ، بأبي أنتم وأمّي ونَفسي وأهلي ومالي، ذِكرُكم في الذّاكرينَ، وأسماؤُكم في الأسماءِ، وأجسادُكم في الأجسادِ، وأرواحُكم في الأرواحِ، وأنفُسُكم في النّفوسِ، وآثارُكم في الآثارِ، وقبورُكم في القبورِ، فما أحلى أسمائَكم، وأكرمَ أنفُسَكم، وأعظمَ شَأنَكم، وأجلَّ خَطَرَكم، وأوفى عَهدَكم، كَلامُكم نورٌ، وأمرُكم رُشْدٌ، ووصيّتُكم التّقوى، .


وفعلُكم الخَيرُ، وعادتُكم الإحسانُ، وسَجيّـتُكم الكرمُ، وشَأنُكم الحقُّ والصّدقُ والرِّفقُ، وقَولُكم حُكمٌ وحَتمٌ، ورَأيُكم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزمٌ، إن ذُكِرَ الخَيرُ كُنتم أوّلَه وأصلَه وفَرعَه ومَعدِنَه ومَأواهُ ومُنتَهاه، بأبي أنتم وأمّي ونَفسي، كيفَ أصِفُ حُسنَ ثَنائِكم، وأُحصي جميلَ بلائِكم، وبِكم أخرَجَنا اللّهُ منَ الذُّلِّ، وفَرَّج عَنّا غَمَراتِ الكُروبِ، وأنقَذَنا من شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ ومنَ النّارِ، بأبي أنتم وأمّي ونَفسي، بمُوالاتِكم عَلَّمنا اللّهُ مَعالِمَ دينِنا، وأصلَحَ ما كانَ فَسَد من دنيانا، وبموالاتِكم تَمَّتِ الكَلِمةُ وعَظُمَتِ النّعمةُ وائتَلَفتِ الفُرقةُ، وبموالاتِكم تُقبَلُ الطّاعةُ المُفتَرَضةُ، ولكمُ المَوَدّةُ الواجِبةُ، والدّرَجاتُ الرّفيعةُ، والمَقامُ المَحمودُ، والمقامُ .


المَعلومُ عند اللّهِ عزَّ وجلَّ، والجاهُ العظيمُ، والشّأنُ الكبيرُ، والشّفاعةُ المَقبولةُ، ربَّنا آمَنّا بما أنزَلتَ واتَّبَعْنا الرّسولَ فاكتُبنا مَع الشّاهدينَ، ربَّنا لا تُزِغْ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وهَبْ لنا من لدُنك رحمةً إنّكَ أنتَ الوَهّابُ، سبحانَ ربِّنا إن كانَ وَعدُ ربِّنا لمَفعولاً، يا وليَّ اللّهِ إنّ بيني وبينَ اللّهِ عزَّ وجلَّ ذُنوباً لا يَأتي عَليها إلاّ رِضاكم، فبحقِّ مَنِ ائتَمَنَكم على سرِّه، واستَرعاكم أمرَ خَلقِه، وقَرَن طاعَتَكم بطاعتِه، لمّا استَوهَبتم ذُنوبي، وكُنتم شُفَعائي، فإنّي لكم مطيعٌ، مَن أطاعَكم فقد أطاعَ اللّهَ، ومَن عَصاكم فقد عَصى اللّهَ، ومَن أحَبَّكم فقد أحَبَّ اللّهَ، ومَن أبغَضَكم فقد أبغَضَ اللّهَ، أللّهُمّ إنّي لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقرَبَ إليك من مُحمّد وأهلِ بيتهِ الأخيارِ .


الأئمّةِ الأبرارِ، لجَعَلتُهم شُفَعائي، فبحقِّهمُ الّذي أوجَبتَ لَهم عَليك، أسألكَ أن تُدخِلَني في جُملةِ العارفينَ بهم وبحقِّهم، وفي زُمرةِ المرحومينَ بشَفاعتِهم، إنّك أرحمُ الرّاحمينَ، وصلّى اللّهُ على مُحمّد وآلِه وسَلّمَ ]تسليماً [كثيراً، وحَسبُنا اللّهُ ونِعمَ الوكيلُ.»(1)

1 ـ ذكر الشيخ الصدوق في الفقيه بعد ذكر هذه الزيارة، زيارة الوداع وهي الزيارة التي ذكرناها بعنوان «زيارة وداع أئمة البقيع(ع)».


زيارة أمين اللّه

وهي من الزيارات المعتبرة التي ذكرت في كثير من كتب المزار، والزيارة وإن وردت في شأن مولانا أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلاّ أنّه يستفاد من الأخبار جواز زيارة كلّ إمام بها; قال الشيخ الطوسي(رحمه الله) في «مصباح المتهجّد» بعد ذكر الزيارة: «قال الباقر(عليه السلام): ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين(عليه السلام) أو عند قبر أحد من الأئمّة(عليهم السلام) إلاّ وُقّع في درج من نور وطُبع عليه بطابع محمّد(صلى الله عليه وآله) حتّى يسلّم إلى القائم(عليه السلام)، فيلقى صاحبه بالبُشرى والتحيّة والكرامة إن شاء اللّه(1).»

1 ـ مصباح المتهجّد، محمّد بن الحسن الطوسي، ص738، بيروت، 1411 هـ ق.


قال الطوسي(رحمه الله): روى جابر الجُعفيّ قال: قال أبو جعفر(عليه السلام): مضى أبي عليّ بن الحسين(عليهما السلام) إلى مشهد أميرالمؤمنين عليّ صلوات اللّه عليه فوقف عليه ثمّ بكى وقال:

«ألسّلامُ عَليك يا أمينَ اللّهِ في أرضِه، وَحُجّتَهُ عَلى عِبادِه، ألسّلامُ عَليك يا أميرَالمؤمنينَ، أشهَدُ أنّك جاهَدتَ في اللّه حقَّ جِهادِه، وَعمِلتَ بكتابِه، وَاتَّبَعتَ سُنَنَ نبيِّه صَلّى اللّهُ عَليه وآلِه، حتّى دعاكَ اللّهُ إلى جِوارِه، فَقبضَك إليهِ بِاختِياره وألزَمَ أعدائَك الحُجّةَ، معَ ما لَكَ منَ الحُجَجِ البالِغةِ على جميعِ خَلقِه، أللّهُمّ فاجعلْ نَفْسي مُطمئنّةً بِقدَرِك، راضِيَةً بقضائكَ، مُولعَةً بِذكِركَ وَدُعائِكَ، مُحِبَةً لِصَفوَةِ أوليائِك، مَحبوبةً في أرضِك

وسمائِك، صابِرَةً على نُزولِ بَلائِك، ]شاكِرةً لِفواضِلِ نَعمائِكَ ذاكِرَةً لسَوابِغِ آلائِك[، مُشتاقَةً إلى فَرحةِ لقائِك، مُتَزوِّدَةً التّقوى لِيومِ جزائِك، مُستَنّةً بِسُنَنِ أوليائِك، مُفارِقةً لأخلاقِ أعدائِك، مَشغولةً عن الدّنيا بحَمدِك وثنائِك.» ثمّ وضع خدّه على قبره وقال: «أللّهُمّ إنّ قُلوبَ المُخبِتينَ إليكَ والِهةٌ، وَسُبلَ الرّاغبينَ إليك شارِعَةٌ، وأعلامَ القاصدينَ إلَيك واضِحَةٌ، وأفئِدةَ العارِفينَ مِنكَ فازِعةٌ، وأصواتَ الدّاعينَ إليك صاعدةٌ، وأبوابَ الإجابةِ لهُم مُفتَّحةٌ، ودَعوَةَ مَن ناجاكَ مُستَجابةٌ، وتَوبَةَ مَن أنابَ إليكَ مَقبولةٌ، وعَبرةَ مَن بكى من خَوفِك مَرحومةٌ والإغاثةَ لمَن استغاثَ بِك موجودةٌ والإعانَةَ لمَن استَعانَ بكَ مبذُولةٌ، وعِداتِك لعِبادِك مُنجَزةٌ، وزَلَلَ

مَن استقالَك مُقالَةً، وأعمالَ العاملينَ لدَيكَ محفوظةٌ، وأرزاقَك إلى الخلائقِ مِن لدُنك نازِلةٌ، وعَوائِدَ المَزيدِ إليهم واصلَةٌ، وذُنوبَ المُستَغفرينَ مغفُورَةٌ، وحَوائِجَ خلقِك عندَك مقضِيّةٌ، وجَوائِزَ السّائِلينَ عندَك مُوَقَّرةٌ، وعَوائِدَ المزيدِ مُتواتِرةٌ، ومَوائِدَ الُمستطعِمينَ مُعَدّةٌ، ومَناهِلَ الظِّماءِ مُترعَةٌ، أللّهُمّ فاستَجِب دُعائي، واقبَل ثَنائي، واجمَع بَيني وبينَ أوليائي، بِحقِّ مُحمّد وعليٍّ وفاطِمةَ والحسنِ والحسينِ، إنّك وليُّ نَعمائي ومُنتَهى مُنايَ، وغايَةُ رَجائي في مُنقَلَبي ومَثوايَ.»

وزاد جعفر بن محمّد قولويه في «كامل الزيارات»:

«أنتَ إلهي وسيّدي ومولايَ، اغفِر لأولِيائِنا، وكُفَّ عنّا أعدائَنا، واشغَلهُم عن أذانا، وأظهِر كلِمَةَ الحقِّ

واجعَلها العُليا، وأدحِض كلِمةَ الباطلِ واجعَلها السُّفلى، إنّك على كلِّ شيء قديرٌ.»

دعاء عرفة للإمام الحسين(عليه السلام)

وهو من الدعوات المعروفة ذكره كثير من مصنّفي كتب الدعاء والمزار، منهم الكفعمي في «البلد الأمين» والسيد بن طاوس في «إقبال الأعمال» و «مصباح الزائر». ففي حاشية البلد الأمين(1) للكفعمي أنّ السّيد الحسيب النسيب رضيّ الدّين عليّ بن طاوس في كتاب مصباح الزائر، قال: «روي بشر وبشير الأسديّان أن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) خرج عشية عرفة يومئذ من فسطاطه متذلّلاً متخشّعاً فجعل(عليه السلام) هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل

1 ـ أنظر: البلد الأمين، الكفعمي، ص352، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الأولى، 1418 هـ ق.


مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين»، ثمّ ذكر الدعاء; ونحن نذكر الدعاء من «البلد الأمين» للكفعمي(رحمه الله):

«ألحمدُ للّهِ الّذي ليسَ لقضائِهِ دافعٌ، ولا لعَطائِهِ مانعٌ، ولا كصُنعِهِ صُنعُ صانع، وهوَ الجوادُ الواسعُ، فَطرَ أجناسَ البدائعِ، وأتقنَ بحِكمتِهِ الصّنائعَ، ولا تَخفى عليهِ الطّلائعُ، ولا تَضيعُ عندهُ الوَدائعُ، جازي كلِّ صانع، ورائشُ كلِّ قانع، وراحمُ كلِّ ضارع، مُنزِلُ المَنافعِ والكتابِ الجامعِ بالنّورِ السّاطعِ، وهوَ للدّعَواتِ سامعٌ، ولِلكُرُباتِ دافعٌ وللدّرجاتِ رافعٌ، ولِلجَبابِرةِ قامعٌ، فلا إلهَ غَيرُه ولا شيءَ يَعدِلُه، وليسَ كمثلِه شيءٌ، وهوَ السّميعُ البصيرُ اللّطيفُ الخَبيرُ، وهوَ على كلِّ شيء قديرٌ، أللّهُمّ إنّي أرغبُ إليكَ، وأشهدُ بالرُّبوبيّةِ لكَ، مُقرٌّ .


بأنّكَ ربّي، وإليكَ مَرَدّي، إبتَدَأتَني بنِعمتِكَ قَبلَ أن أكونَ شيئاً مَذكوراً، خلَقتَني منَ التّرابِ، ثمّ أسكَنتَني الأصلابَ، آمناً لرَيبِ المَنونِ واختلافِ الدُّهورِ والسّنينَ، فلَم أزَل ظاعناً من صُلب إلى رَحِم في تَقادُم منَ الأيّامِ الماضيةِ والقُرونِ الخاليةِ، لَم تُخرِجْني لرَأفتِك بي ولُطفِك لي وإحسانِك إليَّ في دَولةِ أئمّةِ الكُفرِ، الّذين نَقَضوا عَهدَك وكَذَّبوا رُسلَك، لكنّك أخرَجتَني للّذي سَبَق لي منَ الهُدى الّذي له يَسّرتَني، وفيهِ أنشَأتَني، ومن قَبلِ ذلكَ رَأفةً بي، بجميلِ صُنعِك وسَوابغِ نِعَمِك، فابتَدَعتَ خَلقي من مَنيٍّ يُمنى، وأسكَنتَني في ظُلمات ثلاث، من بَين لَحم ودَم وجِلد، لَم تُشهِدني خَلقي، ولَم تَجعَلْ لي شيئاً من أمري، ثمّ .


أخرَجتَني للّذي سَبَق لي منَ الهُدى إلى الدّنيا تامّاً سَويّاً، وحَفِظتَني في المَهدِ طفلاً صَبيّاً، ورَزَقتَني منَ الغِذاءِ لَبناً مَريّاً، وعَطَفتَ عليَّ قلوبَ الحَواضنِ، وكَفَّلتَني الأمّهاتِ الرّواحِمَ، وكَلاَتَني من طَوارقِ الجانِّ، وسَلَّمتَني منَ الزّيادةِ والنُّقصانِ، فتَعالَيتَ يا رحيمُ يا رحمنُ، حتّى إذا استَهلَلتُ ناطقاً بالكلامِ، وأتمَمتَ عليَّ سَوابغَ الإنعامِ، ورَبَّيتَني زائداً في كلِّ عام، حتّى إذا اكتَمَلَتْ فِطرَتي، واعتَدَلَتْ مِرَّتي، أوجبتَ عليَّ حُجّتَك بأن ألهَمتَني مَعرِفتَك، ورَوَّعتَني بعجائبِ حِكْمتِك، وأيقَظتَني لِما ذَرَأتَ في سمائِك وأرضِك من بدائعِ خلقِك، ونَبَّهتَني لشُكرِك وذكرِك، وأوجَبتَ عليَّ طاعتَك وعبادتَك، وفَهَّمتَني ما جاءَت بهِ رسلُك، ويَسَّرتَ لي .


تَقبُّلَ مَرضاتِك، ومَنَنتَ عليَّ في جميعِ ذلكَ بعَونِك ولُطفِكَ، ثمّ إذ خَلَقتَني من حُرِّ الثّرى، لَم تَرْضَ لي يا إلهي نعمةً دونَ أُخرى، ورَزَقتَني من أنواعِ المعاشِ، وصُنوفِ الرّياشِ، بمَنِّك العظيمِ الأعظمِ عليَّ، وإحسانِك القديمِ إليَّ، حتّى إذا أتمَمتَ عليَّ جميعَ النِّعَمِ وصَرَفتَ عنّي كلَّ النِّقَمِ، لَم يَمنَعْك جَهلي وجُرأتي عَليك، أن دلَلتَني إلى ما يُقرِّبُني إليك، ووَفَّقتَني لما يُزلِفُني لديكَ، فإن دَعوتُك أجَبتَني، وإن سألتُك أعطيتَني، وإن أطَعتُك شَكَرتَني، وإن شَكَرتُك زِدتَني، كلُّ ذلك إكمالٌ لأنعُمِك عليَّ وإحسانِك إليَّ، فسُبحانَك سُبحانَك من مُبدِئ مُعيد حميد مجيد، تَقَدّسَت أسماؤُك، وعَظُمَت آلاؤُك، فأيُّ نِعَمِك يا إلهي أُحصي عدداً وذِكراً، أم أيُّ عَطاياك .


أقومُ بها شُكراً، وهي يا ربِّ أكثرُ من أن يُحصيَها العادّونَ، أو يَبلُغَ عِلماً بهَا الحافظونَ، ثمّ ما صَرَفتَ ودَرَأتَ عنّي أللّهُمّ منَ الضُّرِّ والضَّرّاءِ أكثرُ ممّا ظَهَر لي منَ العافيةِ والسَّرّاءِ، فأنا أشهدُ يا إلهي بحقيقةِ إيماني، وعَقدِ عَزَماتِ يَقيني، وخالصِ صريحِ تَوحيدي، وباطنِ مَكنونِ ضَميري، وعَلائقِ مَجاري نورِ بَصري، وأساريرِ صَفحةِ جَبيني، وخُرُقِ مَساربِ نَفسي، وخَذاريف مارنِ عِرْنيني، ومَساربِ سِماخِ سَمعي، وما ضَمَّتْ وأطبَقَتْ عليهِ شَفَتايَ، وحَركاتِ لفظِ لساني، ومَغرَزِ حَنَكِ فَمي وفَكّي، ومَنابتِ أضراسي، ومَساغِ مَطعمي ومَشربي، وحِمالةِ أمِّ رَأسي، وبُلوغِ فارغِ حَبائلِ عُنقي، وما اشتَمَلَ عليهِ تامُورُ صَدري، وحمائلِ حَبلِ وَتيني، ونِياطِ .


حجابِ قَلبي، وأفلاذِ حواشي كَبِدي، وما حَوَته شَراسيفُ أضلاعي، وحِقاقِ مَفاصِلي، وقَبضِ عوامِلي، وأطرافِ أنامِلي، ولَحمي ودَمي وشَعري وبَشَري وعَصَبي وقَصَبي وعِظامي ومُخّي وعُروقي وجميعِ جَوارِحي، وما انتَسَج على ذلكَ أيّامَ رِضاعي، وما أقَلّتِ الأرضُ منّي، ونَومي ويَقْظَتي وَسُكوني، وحَركاتِ ركوعي وسُجودي، أن لَو حاوَلتُ واجتَهَدتُ مَدَى الأعصارِ والأحقابِ لَو عُمِّرتُها، أن أُؤَدِّيَ شُكرَ واحدَة من أنعُمِك، ما استَطَعتُ ذلكَ إلاّ بمَنِّك الموجَبِ عليَّ بهِ شُكرَك أبداً جديداً، وثَنآءً طارفاً عَتيداً، أجَل ولَو حَرَصتُ أنا والعآدُّونَ من أنامِك، أن نُحصِيَ مَدى أنعامِك سالِفِه وآنِفِه، ما حَصَرناه عَدداً، ولا أحصَيناه .


أمَداً، هَيهاتَ أنّى ذلك وأنتَ المُخبِرُ في كتابِك النّاطقِ والنَّبأِ الصّادقِ: (وإن تَعُدّوا نِعمةَ اللّهِ لا تُحصوها)، صَدَق كتابُك اللّهُمّ وإنباؤُك، وبَلَّغَت أنبياؤُك ورسلُك ما أنزَلتَ عليها من وحيِكَ، وشَرَعتَ لها وبها من دينِك، غَيرَ أنّي يا إلهي أشهدُ بجَهدي وجِدّي، ومَبلَغِ طاقتي ووُسعي، وأقولُ مؤمناً موقناً، ألحمدُ للّهِ الّذي لَم يَتّخِذ ولداً فيكونَ مَوروثاً، ولَم يكُن لهُ شريكٌ في الملكِ فيُضادَّه فيما ابتَدَع، ولا وليٌّ منَ الذُّلِّ فيُرفِدَه فيما صَنَع، فسبحانهُ سبحانهُ لَو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللّهُ لفَسَدتا وتَفَطَّرتا، سبحانَ اللّهِ الواحدِ الأحدِ الصّمدِ، الّذي لَم يَلِد ولَم يولَد، ولَم يَكن لهُ كفُواً أحدٌ، ألحمدُ للّهِ حَمداً يُعادلُ حَمدَ ملائكتِه المُقرَّبينَ، وأنبيائِه المُرسَلينَ، .


وصلَّى اللّهُ على خِيَرتِه مُحمّد خاتمِ النّبيّينَ وآلِه الطّيّبينَ الطّاهرينَ المُخلِصينَ وسَلَّم.» ثمّ اندفع(عليه السلام) في المسألة واجتهد في الدعاء وقال وعيناه تكفان دموعاً: «أللّهُمّ اجعَلني أخشاكَ كأنّي أراكَ، وأسعِدني بتَقويك، ولا تُشقِني بمَعصِيتِك، وخِر لي في قضائِك، وبارِك لي في قَدَرِك، حتّى لا أُحبَّ تَعجيلَ ما أخَّرتَ، ولا تأخيرَ ما عَجَّلتَ، أللّهُمّ اجعَلْ غِنائي في نَفسي، واليقينَ في قَلبي، والإخلاصَ في عَمَلي،والنّورَ في بَصَري، والبَصيرةَ في ديني، ومَتِّعني بجَوارحي، واجعَلْ سَمعي وبَصَري الوارثَينِ منّي، وانصُرني على مَن ظَلَمني، وأرِني فيه ثاري ومَآرِبي، وأقِرَّ بذلك عَيني، أللّهُمّ اكشِفْ كُربتي، واستُرْ عَورتي، واغفِرْ لى خطيئَتي، واخسَأ شَيطاني، .


وفُكَّ رِهاني، واجعَلْ لي يا إلهي الدَّرجةَ العُليا في الآخِرةِ والأُولى، أللّهُمّ لكَ الحمدُ كما خَلَقتَني، فجَعَلتَني سميعاً بصيراً، ولكَ الحمدُ كما خَلَقتَني، فجَعَلتَني خَلقاً سَويّاً رحمةً بي، وقد كنتَ عن خَلقي غنيّاً، ربِّ بما بَرَأتَني فعَدَّلتَ فِطرَتي، ربِّ بما أنشَأتَني فأحسَنتَ صورَتي، ربِّ بما أحسَنتَ إليَّ وفي نَفسي عافَيتَني، ربِّ بما كَلاَتَني ووفَّقتَني، ربِّ بما أنعَمتَ عليَّ فهَديتَني، رَبِّ بما أولَيتَني ومن كلِّ خَير أعطيتَني، ربِّ بما أطعَمتَني وسَقَيتَني، ربِّ بما أغنَيتَني وأقنَيتَني، ربِّ بما أعَنتَني وأعزَزتَني، ربِّ بما ألبَستَني من سِترِكَ الصّافي، ويَسَّرتَ لي من صُنعِك الكافي، صلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّد، وأعِنّي على بَوآئقِ الدّهورِ .


وصُروفِ اللّيالي والأيّامِ، ونَجِّني من أهوالِ الدّنيا وكُرُباتِ الآخِرةِ، واكفِني شرَّ ما يَعملُ الظّالمونَ في الأرضِ، أللّهُمّ ما أخافُ فاكفِني، وما أحذرُ فَقِني، وفي نَفسي وديني فاحرُسني، وفي سَفَري فاحفَظني، وفي أهلي ومالي فَاخلُفني، وفيما رَزَقتَني فبارِك لي، وفي نَفسي فَذلِّلني، وفي أعيُنِ النّاسِ فَعَظِّمْني، ومن شرِّ الجنِّ والإنسِ فسَلِّمني، وبذُنوبي فلا تَفضَحني، وبسَريرَتي فلا تُخزِني، وبعَمَلي فلا تَبتَلِني، ونِعمَك فلا تَسلُبني، وإلى غَيرِكَ فلا تَكِلني، إلهي إلى مَن تَكِلُني، إلى قريب فيَقطَعُني، أم إلى بعيد فيَتَجَهَّمُني، أم إلى المُستضعفينَ لي وأنتَ رَبّي ومَليكُ أمري، أشكو إليكَ غُربتي وبُعدَ داري، وهَواني على مَن مَلَّكتَه أمري، .

/ 15