مناسک الحج والعمرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج والعمرة - نسخه متنی

السید عبدالکریم موسوی الأردبیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إلهي فلا تُحلِل عليَّ غَضَبَك، فإن لَم تكُن غَضِبتَ عليَّ فلا أُبالي ]سِواك[، سُبحانك غَيرَ أنّ عافيتَك أوسعُ لي، فأسئلُك يا ربِّ بنورِ وَجهِك الّذي أشرَقَت له الأرضُ والسّمواتُ، وكُشفَت بهِ الظّلماتُ، وصَلَح بهِ أمرُ الأوّلينَ والآخِرينَ، أن لا تُميتَني على غضبِك، ولا تُنزِلَ بي سخطَك، لك العُتبى حتّى تَرضى قَبلَ ذلكَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ، ربَّ البَلدِ الحرامِ والمَشعرِ الحرامِ والبَيتِ العتيقِ، الّذي أحلَلتَهُ البَرَكةَ، وجَعَلتَهُ للنّاسِ أمناً، يا مَن عَفا عن عظيمِ الذّنوبِ بحِلمِه، يا مَن أسبغَ النَّعماءَ بفَضلِه، يا مَن أعطَى الجَزيلَ بكرمِه، يا عُدَّتي في شدَّتي، يا صاحبي في وَحدَتي، يا غِياثي في كُربَتي، يا وليّي في نِعمَتي، يا إلهي وإلهَ آبائي إبراهيمَ وإسماعيل وإسحاقَ ويعقوبَ، .


وربَّ جَبرئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، وربَّ مُحمّد خاتمِ النبيّينَ وآلِه المُنتَجبينَ، ]و[ مُنزِّلَ التّوريةِ والإنجيلِ والزّبورِ والفُرقانِ، ومُنَزِّلَ كهيعص وطه ويس والقرآنِ الحكيمِ، أنتَ كَهفي حينَ تُعييني المذاهبُ في سِعتِها، وتَضيقُ بيَ الأرضُ برُحبِها، ولَو لا رَحمتُك لكُنتُ منَ الهالكينَ، وأنت مُقيلُ عَثرتي، ولو لا سترُك إيّايَ لكنتُ من المَفضوحينَ، وأنتَ مُؤَيِّدي بالنّصرِ عَلى أعدائي، ولَو لا نَصرُك إيّايَ لكُنتُ منَ المَغلُوبينَ، يا مَن خَصَّ نَفسَه بالسُّموِّ والرِّفعةِ فأوليائُه بعزِّه يَعتَزّونَ، يا مَن جَعَلَتْ لَه المُلوكُ نيرَ المَذَلّةِ على أعناقِهم، فهُم من سَطَواتِه خائفونَ، يَعلمُ خائنةَ الأعيُنِ وما تُخفي الصّدورُ، وغَيبَ ما تَأتي بهِ الأزمنةُ والدُهورُ، يا مَن لا .


يَعلَمُ كَيفَ هوَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَعلمُ ما هوَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَعلمُ ما يَعلمُه إلاّ هوَ، يا مَن كَبَس الأرضَ علَى الماءِ، وسَدَّ الهَواءَ بالسّماءِ، يا مَن لهُ أكرمُ الأسماءِ، يا ذا المعروفِ الّذي لا يَنقَطِعُ أبداً، يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ ليوسُفَ في البلدِ القَفْرِ ومُخرِجَه منَ الجُبِّ، وجاعلَه بَعدَ العُبوديّةِ مَلِكاً، يا رادَّه على يَعقوبَ بَعدَ أنِ ابيَضَّت عَيناه منَ الحُزنِ فهوَ كظيمٌ، يا كاشفَ الضُّرِّ والبَلوى عن أيّوبَ، ومُمسِكَ يَدَي إبراهيمَ عن ذَبحِ ابنهِ بَعدَ كِبَرِ سِنِّه وفَناءِ عُمرِه، يا مَنِ استَجابَ لزَكَريّا فَوَهَب لَه يَحيى، ولَم يَدَعْهُ فَرداً وحيداً، يا مَن أخرَجَ يونُسَ من بَطنِ الحُوتِ، يا مَن فَلَق البَحرَ لبَني إسرائيلَ فأنجاهم، وجَعَل فرعونَ وجنودَه مِن المُغرَقينَ، يا مَن أرسَلَ .


الرّياحَ مُبَشِّرات بَينَ يَدَي رَحمتِه، يا مَن لَم يَعجَلْ على مَن عصاهُ من خَلقِه، يا مَن استَنقَذَ السّحَرةَ من بعدِ طولِ الجُحودِ وقد غَدَوا في نعمتِه، يأكلونَ رزقَهُ ويَعبُدونَ غَيرَه، وقد حادُّوه ونادُّوه وكذَّبوا رُسلَه، يا أللّهُ يا أللّهُ يا بَديءُ، يا بديعُ لا نِدَّ لك، يا دائمُ لا نَفادَ لكَ، يا حيُّ حينَ لا حيَّ، يا مُحيِيَ المَوتى، يا مَن هوَ قائمٌ على كلِّ نَفس بما كَسَبَت، يا مَن قلَّ لهُ شُكري فلَم يَحرِمني، وعَظُمَت خَطيئَتي فَلَم يَفضَحني، ورَآني علَى المَعاصي فلَم يَشهَرني، يا مَن حَفِظَني في صِغَري، يا مَن رَزَقني في كِبَري، يا مَن أياديهِ عندي لا تُحصى، ونِعَمُهُ لا تُجازى، يا مَن عارَضَني بالخَيرِ والإحسانِ وعارَضتُه بالإسائةِ والعصيانِ، يا مَن هَداني للإيمانِ من قَبلِ أن أعرِفَ .


شُكرَ الإمتنانِ، يا مَن دَعَوتُه مريضاً فشَفاني، وعرياناً فَكساني، وجائعاً فأشبَعَني، وعَطشاناً فأرواني، وذليلاً فأعَزَّني، وجاهلاً فعَرَّفَني، ووَحيداً فكَثَّرني، وغائباً فرَدَّني، ومُقيلاً فأغناني، ومُنتَصِراً فنَصَرني، وغنيّاً فلَم يَسلُبْني، وأمسَكتُ عن جميعِ ذلكَ فابتَدَأَني، فلكَ الحمدُ والشّكرُ يا مَن أقالَ عَثرتي، ونَفَّس كُربتي، وأجابَ دَعوتي، وسَتَر عَورتي، وغَفَر ذُنوبي، وبَلَّغني طَلِبتي، ونَصَرني على عَدوّي، وإن أعُدَّ نِعَمَك ومِنَنَك وكَرائمَ مِنَحِك لا أُحصيها، يا مَولايَ أنت الّذي مَنَنتَ، أنتَ الّذي أنعَمتَ، أنتَ الّذي أحسَنتَ، أنت الّذي أجمَلتَ، أنتَ الّذي أفضَلتَ، أنتَ الّذي أكمَلتَ، أنتَ الّذي رَزَقتَ، أنتَ الّذي وفَّقتَ، أنتَ الّذي أعطَيتَ، .


أنتَ الّذي أغنَيتَ، أنتَ الّذي أقنَيتَ، أنت الّذي آوَيتَ، أنتَ الّذي كَفَيتَ، أنتَ الّذي هَدَيتَ، أنتَ الّذي عَصمتَ، أنتَ الّذي سَتَرتَ، أنتَ الّذي غَفَرتَ، أنتَ الّذي أقَلتَ، أنتَ الّذي مَكَّنتَ، أنتَ الّذي أعزَزتَ، أنتَ الّذي أعَنتَ، أنتَ الّذي عَضَدتَ، أنتَ الّذي أيَّدتَ، أنتَ الّذي نَصرتَ، أنتَ الّذي شَفَيتَ، أنتَ الّذي عافَيتَ، أنتَ الّذي أكرَمتَ، تَبارَكتَ وتَعالَيتَ، فلكَ الحمدُ دائماً، ولكَ الشُكرُ واصباً أبداً، ثمّ أنا يا إلهي المُعتَرِفُ بذُنوبي فاغفِرها لي، أنا الّذي أسَأتُ، أنا الّذي أخطَأتُ، أنا الّذي هَمَمتُ، أنا الّذي جَهِلتُ، أنا الّذي غَفَلتُ، أنا الّذي سَهَوتُ، أنا الّذي اعتَمَدتُ، أنا الّذي تَعَمَّدتُ، أنا الّذي وعَدتُ، أنا الّذي أخلَفتُ، أنا الّذي .


نَكَثتُ، أنا الّذي أقرَرتُ، أنا الّذي اعتَرَفتُ بِنِعمتِكَ عليَّ وعندي، وأبُوءُ بذُنوبي فاغفِرها لي، يا مَن لا تَضُرُّه ذنوبُ عبادِه، وهوَ الغنيُّ عن طاعتِهم، والمُوفِّقُ مَن عَمِل صالحاً منهم بمعونتِه ورحمتِه، فلكَ الحمدُ إلهي وسيِّدي، إلهي أمرتَني فعَصيتُك، ونَهَيتَني فارتَكَبتُ نَهيَك، فأصبحتُ لا ذا برائة لي فأعتَذرَ، ولا ذا قُوّة فأنتَصِرَ، فبأيِّ شيء أستَقبِلُك يا مولايَ، أبِسَمعي أم ببَصري أم بلِساني أم بِيَدي أم برِجلي، أليسَ كلُّها نِعمَك عندي، وبكلِّها عَصَيتُك يا مولايَ، فلَك الحجّةُ والسّبيلُ عليَّ، يا مَن سَتَرني منَ الآباءِ والأمّهاتِ أن يزجُروني، ومنَ العَشائرِ والإخوانِ أن يُعَيِّروني، ومنَ السّلاطينِ أن يُعاقِبوني، ولَوِ اطّلَعوا يا مولايَ على ما .


اطّلَعتَ عليهِ منّي إذاً ما أنظَروني ولرَفَضوني وقَطَعوني، فها أنا ذا يا إلهي بينَ يَدَيك يا سَيّدي، خاضعٌ ذليلٌ حصيرٌ حقيرٌ، لا ذو برائة فأعتَذِرَ، ولا ذو قوّة فأنتَصِرَ، ولا ذو حجّة فأحتَجَّ بها، ولا قائلٌ لَم أجتَرِحْ ولَم أعمَلْ سوءاً، وما عَسى الجُحودُ لَو جَحَدتُ يا مولايَ يَنفَعُني، كيفَ وأنّى ذلكَ، وجَوارحي كلُّها شاهدةٌ عليَّ بما قد عَمِلتُ، يَقيناً غيرَ ذي شكٍّ أنّك سائلي عن عَظائمِ الأمورِ، وأنّك الحَكمُ العَدلُ الّذي لا تجورُ، وعَدلُك مُهلكي، ومن كلِّ عَدلِك مَهرَبي، فإن تُعَذِّبْني يا إلهي فبذُنوبي بعدَ حجّتِك عليَّ، وإن تَعفُ عنّي فبحِلمِك وجودِك وكرمِك، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ منَ الظّالمينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ منَ .


المُستَغفرينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ منَ المُوَحِّدينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ منَ الخائفينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانك إنّي كنتُ منَ الوَجِلينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ منَ الرّاجينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَكَ إنّي كنتُ منَ الرّاغبينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ منَ المُهَلّلينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ منَ السّائلينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ منَ المُسَبّحينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ منَ المُكبِّرينَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك ربّي وربُّ آبائيَ الأوّلينَ، أللّهُمّ هذا ثَنائي عَليك مُمَجِّداً، وإخلاصي لذكرِك مُوَحِّداً، وإقراري بآلائِك مُعَدِّداً، وإن كنتُ مُقِرّاً أنّي لَم أُحصِها لكَثرتِها وسُبوغِها وتَظاهرِها وتَقادمِها .


إلي حادث، ما لَم تَزَلْ تَتَعهَّدُني بهِ معها، منذُ خَلَقتَني وبَرَأتَني من أوّلِ العُمُرِ، منَ الإغناءِ منَ الفَقرِ، وكَشفِ الضُّرِّ، وتَسبيبِ اليُسرِ، ودَفعِ العُسرِ، وتَفريجِ الكَربِ، والعافيةِ في البَدنِ، والسّلامةِ في الدّينِ، ولَو رَفَدني على قَدرِ ذكرِ نِعمتِك جميعُ العالمينَ منَ الأوّلينَ والآخِرينَ، ما قَدَرتُ ولا هُم على ذلكَ، تَقَدَّستَ وتَعالَيتَ مِن ربٍّ كريم عظيم رحيم، لا تُحصى آلاؤُكَ، ولا يُبلَغُ ثَناؤُك، ولا تُكافى نَعماؤُك، صلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّد، وأتمِمْ عَلينا نِعمَك، وأسعِدْنا بطاعتِك، سبحانَك لا إلهَ إلاّ أنتَ، أللّهُمّ إنّكَ تُجيبُ المُضطَرَّ، وتَكشِفُ السّوءَ، وتُغيثُ المَكروبَ، وتَشفي السّقيمَ، وتُغني الفقيرَ، وتَجبُرُ الكسيرَ، وتَرحمُ الصّغيرَ، وتُعينُ .


الكبيرَ، وليسَ دونَك ظهيرٌ، ولا فوقَك قديرٌ، وأنتَ العليُّ الكبيرُ، يا مُطلِقَ المُكَبَّلِ الأسيرِ، يا رازقَ الطّفلِ الصّغيرِ، يا عِصمةَ الخائفِ المُستَجيرِ، يا مَن لا شريكَ لهُ ولا وزيرَ، صلِّ عَلى مُحمّد وآلِ مُحمّد، وأعْطِني في هذهِ العَشيّةِ، أفضلَ ما أعطَيتَ وأنَلتَ أحَداً من عبادِك، من نعمة تُوليها، وآلاء تُجَدِّدُها، وبليّة تَصرِفُها، وكُربة تَكشِفُها، ودعوة تَسمعُها، وحسنة تَتَقبّلُها، وسَيّئة تَتَغمّدُها، إنّك لطيفٌ بما تَشاءُ خبيرٌ، وعلى كلِّ شيء قديرٌ، أللّهُمّ إنّك أقربُ مَن دُعِيَ، وأسرعُ مَن أجاب، وأكرمُ مَن عفى، وأوسعُ مَن أعطى، وأسمعُ مَن سُئِلَ، يا رَحمنَ الدّنيا والآخِرةِ ورحيمَهما، ليسَ كمثلِك مسئولٌ، ولا سِواك مَأمولٌ، دَعَوْتُك فأجَبتَني، وسَألتُك .


فأعطَيتَني، ورَغِبتُ إلَيكَ فَرَحِمتَني، ووَثِقتُ بِك فَنَجّيتَني، وفَزِعتُ إليكَ فَكَفيتَني، أللّهُمّ فَصلِّ على مُحمّد عبدِك ورسولِك ونبيِّك، وعلى آلِه الطّيّبينَ الطّاهرينَ أجمعينَ، وتَمِّم لنا نَعمائَك، وهَنِّئنا عَطائَك، واكتُبنا لكَ شاكرينَ، ولآلائِك ذاكرينَ، آمينَ آمينَ ربَّ العالمينَ، أللّهُمّ يا مَن مَلَك فَقَدَر، وقَدَر فقَهَر، وعُصِيَ فَسَتَر، واستُغفِرَ فغَفَر، يا غايةَ الطّالبينَ الرّاغبينَ، ومُنتَهى أملِ الرّاجينَ، يا مَن أحاط بكلِّ شيء عِلماً، ووسِعَ المُستَقيلينَ رَأفةً ورحمةً وحِلماً، أللّهُمّ إنّا نَتوجّهُ إليكَ في هذِه العَشيّةِ الّتي شَرّفتَها وعَظّمتَها بمُحَمّد نبيِّك ورسولِك، وخِيَرتِك من خَلقِك، وأمينِك على وحيِك، البشيرِ النّذيرِ السّراجِ المنيرِ، الّذي أنعَمتَ بهِ .


علَى المُسلمينَ، وجَعلتَه رحمةً للعالمينَ، أللّهُمّ فصلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّد، كما مُحمّدٌ أهلٌ لذلك منكَ يا عظيمُ، فصلِّ عليهِ وعلى آلِه الْمُنتجَبينَ الطّيّبينَ الطّاهرينَ أجمعينَ، وتَغمَّدْنا بعَفوِك عنّا، فإليكَ عَجَّتِ الأصواتُ بصنوفِ اللّغاتِ، فاجعَلْ لنا اللّهُمّ في هذهِ العشيّةِ نصيباً من كلِّ خَير تَقسِمُه بينَ عبادِك، ونور تَهدي بهِ، ورحمة تَنشُرها، وبَرَكة تُنزِلُها، وعافية تُجَلِّلُها، ورِزق تَبسُطُه يا أرحمَ الرّاحمينَ، أللّهُمّ أقلِبْنا في هذَا الوَقتِ مُنجِحينَ مُفلِحينَ مَبرورينَ غانمينَ، ولا تَجعَلْنا منَ القانطينَ ولا تُخْلِنا من رَحمتِكَ، ولا تَحْرِمنا ما نُؤَمِّلُه من فضلِك، ولا تَجعَلْنا من رحمتِك مَحرومينَ، ولا لفضلِ ما نُؤَمِّلُه من عطائِك قانطينَ، ولا تَرُدَّنا .


خائبينَ، ولا من بابكَ مَطرودينَ، يا أجودَ الأجودينَ وأكرمَ الأكرمينَ، إليكَ أقبَلْنا موقنينَ، ولبيتِك الحرامِ آمّينَ قاصدينَ، فأعِنّا على مَناسكِنا، وأكمِلْ لنا حجَّنا، واعفُ اللّهُمّ عنّا وعافِنا، فقد مَدَدنا إليك أيديَنا فهي بذلّةِ الإعترافِ مَوسومةٌ، أللّهُمّ فأعطِنا في هذهِ العشيّةِ ما سَألناك، واكفِنا ما استَكفَيناك، فلا كافيَ لنا سِواك، ولا ربَّ لنا غيرُك، نافذٌ فينا حكمُك، محيطٌ بنا علمُك، عَدلٌ فينا قضاؤُك، إقضِ لنا الخَيرَ، واجعَلنا من أهلِ الخَيرِ، أللّهُمّ أوجِب لنا بجودِك عظيمَ الأجرِ وكريمَ الذُّخرِ ودوامَ اليُسرِ، واغفِرْ لنا ذُنوبَنا أجمعينَ، ولا تُهلِكْنا معَ الهالكينَ، ولا تَصرِفْ عنّا رأفتَك ورحمتَك يا أرحمَ الرّاحمينَ، أللّهُمّ اجعَلنا في هذَا الوقتِ ممّن سألَك .


فأعطَيتَه، وشَكَرك فزِدتَه، وتابَ إليكَ فقَبِلتَه، وتَنَصَّل إليكَ من ذنوبِه كلِّها فغَفَرتَها لَه، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، أللّهُمّ وفِّقنا وسَدِّدنا، واقبَل تَضَرُّعَنا، يا خَيرَ مَن سُئِل، ويا أرحمَ مَن اسُترحِمَ، يا مَن لا يَخفى عليهِ إغماضُ الجُفونِ، ولا لَحظُ العُيونِ، ولا ما استَقرَّ في المَكنونِ، ولا ما انطَوَت عَليه مُضمَراتُ القُلوبِ، ألا كلُّ ذلكَ قد أحصاهُ عِلمُك، ووَسِعَه حلمُك، سبحانَك وَتَعالَيتَ عمّا يقولُ الظّالمونَ عُلوّاً كَبيراً، تُسبِّحُ لكَ السّمواتُ السّبعُ والأرَضونَ ومَن فيهنَّ، وإن من شيء إلاّ يُسبِّحُ بحمدِك، فلكَ الحمدُ والمجدُ وعُلوُّ الجَدِّ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، والفضلِ والإنعامِ، والأيادي الجِسامِ، وأنتَ الجوادُ الكريمُ الرّؤوفُ الرّحيمُ، أللّهُمّ أوسِعْ عليَّ من رِزقِك .


الحلالِ، وعافِني في بَدني وديني، وآمِن خَوفي وأعتِقْ رَقَبتي منَ النّارِ، أللّهُمّ لا تَمكُرْ بي ولا تَستَدرِجني ولا تَخدَعني، وادرَأ عنّي شرَّ فسقةِ الجنِّ والإنسِ.» قال بشرٌ وبشيرٌ: ثمّ رفع(عليه السلام) صوته وبصره إلى السّماء وعيناه قاطرتان كأنّهما مزادتان(1) وقال: «يا أسمعَ السّامعينَ، ويا أبصرَ النّاظرينَ، ويا أسرعَ الحاسبينَ، ويا أرحمَ الرّاحمينَ، صلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّد السّادةِ الميامينِ، وأسألُك اللّهُمّ حاجتي الّتي إن أعطَيتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعتَني، وإن مَنَعتَنيها لَم يَنفَعْني ما أعطَيتَني، أسألُك فَكاكَ رَقَبتي منَ النّارِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَك لا شريكَ لكَ، لكَ المُلكُ ولكَ الحمدُ وأنتَ على كلِّ شيء قديرٌ، .

1 ـ المزادة: جلود يضمّ بعضها إلى بعض ويوضع فيها الماء كالقربة.


يا ربِّ يا ربِّ.»

قال بشر وبشير: فلم يكن له(عليه السلام)جهد إلاّ قوله «يا ربّ يا ربّ» بعد هذا الدّعاء وشغل من حضر ممّن كان حوله وشهد ذلك المحضر عن الدّعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له(عليه السلام) والتأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشمس وأفاض(عليه السلام)وأفاض النّاس معهُ.

إلى هنا يتمّ الدعاء على ما نقله الكفعمي، لكن في بعض نسخ الإقبال ذكرت زيادة لهذا الدعاء فينبغي للداعي أن يدعوا اللّه تعالى بها رجاءً، والزيادة على حسب نقل السيّد في الإقبال هي كما تلي:

«إلهي أنا الفقيرُ في غِنايَ فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري، إلهي أنا الجاهلُ في عِلمي فكيفَ لا أكونُ جَهولاً في جَهلي، إلهي إنّ اختلافَ تَدبيرِك وسُرعةَ طَواءِ .


مَقاديرِك مَنَعا عِبادَك العارفينَ بكَ عنِ السُّكونِ إلى عَطاء واليأسِ منكَ في بلاء، إلهى منّي ما يَليقُ بِلُؤمي ومنكَ ما يَليقُ بكرمِك، إلهي وصَفتَ نَفسَك باللّطفِ والرّأفةِ لي قَبلَ وجودِ ضَعفي، أفتَمنَعُني منهما بَعدَ وجودِ ضَعفي، إلهي إن ظَهَرَتِ المَحاسنُ منّي فبفَضلِك ولكَ المِنّةُ عليَّ، وإن ظَهَرَتِ المَساوي منّي فبعَدلِك ولكَ الحجّةُ عليَّ، إلهي كيفَ تَكِلُني وقد تَكَفّلتَ لي، وكيفَ أُضامُ وأنتَ النّاصرُ لي، أم كيفَ أخيبُ وأنتَ الحَفيُّ بي، ها أنا أتَوَسّلُ إليكَ بفَقري إليكَ، وكيفَ أتَوَسّلُ إليكَ بما هوَ مَحالٌ أن يَصِلَ إليكَ، أم كيفَ أشكو إليكَ حالي وهوَ لا يَخفى عليكَ، أم كيفَ أُتَرجِمُ بمَقالي وهوَ منكَ بَرَزَ إليكَ، أم كيفَ تُخَيِّبُ آمالي وهيَ قد .


وَفَدَت إليكَ، أم كيفَ لا تُحسِنُ أحوالي وبكَ قامَت، يا إلهي ما ألطَفَك بي مع عظيمِ جَهلي، وما أرحَمَك بي مع قبيحِ فِعلي، إلهي ما أقرَبَك منّي وقد أبعَدَني عنكَ، وما أرأفَك بي فما الّذي يَحجُبُني عنكَ، إلهي عَلِمتُ بِاختلافِ الآثارِ وتَنَقُّلاتِ الأطوارِ أنّ مُرادَك منّي أن تَتعَرّفَ إليَّ في كلِّ شيء، حتّى لا أجهَلَك في شيء، إلهي كلَّما أخرَسَني لُؤمي أنطَقَني كَرَمُك، وكلَّما آيَسَتني أوصافي أطمَعَتني مِنَنُك، إلهي مَن كانَت مَحاسِنُهُ مَساوِيَ فكيفَ لا تَكونُ مَساويهِ مَساويَ، ومَن كانَتْ حَقائقُه دَعاويَ فكيفَ لا تَكونُ دَعاويهِ دَعاويَ، إلهي حُكمُك النّافذُ ومَشيَّتُك القاهِرةُ لَم يَترُكا لذي مَقال مَقالاً، ولا لذي حال حالاً، إلهي كَم من طاعة .


بَنَيتُها، وحالَة شَيَّدتُها، هَدَمَ اعتِمادي عَليها عَدلُك، بَل أقالَني منها فَضلُك، إلهي إنّك تَعلَمُ أنّي وإن لَم تَدُمِ الطّاعَةُ منّي فِعلاً جَزماً، فَقد دامَت مَحَبّةً وعَزماً، إلهي كيفَ أعزِمُ وأنتَ القاهرُ، وكيفَ لا أعزِمُ وأنتَ الآمرُ، إلهي تَرَدُّدي في الآثارِ يوجِبُ بُعدَ المَزارِ، فَاجمَعني عَليك بخِدمة توصِلُني إليكَ، كيفَ يُستَدَلُّ عَليك بما هوَ في وُجودِه مُفتَقِرٌ إليكَ، أيكونُ لغَيرِك منَ الظّهورِ ما ليسَ لكَ حتّى يكونَ هوَ المُظهِرَ لكَ، متى غِبتَ حتّى تَحتاجَ إلى دليل يَدلُّ عَليك، ومتى بَعُدتَ حتّى تَكونَ الآثارُ هيَ الّتي تُوصِلُ إليكَ، عَمِيَت عَينٌ لا تَراكَ عَليها رَقيباً، وخَسِرَت صَفقةُ عَبد لَم تَجعَلْ لهُ من حُبِّك نصيباً، إلهي أمَرتَ بالرّجوعِ إلي الآثارِ، فأَرْجِعني إليكَ بكِسوةِ .


الأنوارِ، وهِدايةِ الاستِبصارِ، حتّى أرجِعَ إليكَ منها كما دَخَلتُ إليكَ منها مَصونَ السّرِّ عنِ النّظرِ إليها، ومَرفوعَ الهِمّةِ عنِ الاعتمادِ عَليها، إنّك على كلِّ شيء قديرٌ، إلهي هذا ذُلّي ظاهرٌ بينَ يَدَيك، وهذا حالي لا يَخفى عَليك، منكَ أطلُبُ الوصولَ إليكَ، وبكَ أستَدِلُّ عَليك، فاهْدِني بنورِك إليكَ، وأقِمني بِصِدقِ العُبوديّةِ بينَ يَدَيكَ، إلهي عَلِّمني من عِلمِك المَخزونِ، وصُنّي بسِترِك ]بسِرِّك[ المَصونِ، إلهي حَقِّقني بِحقائِقِ أهلِ القُربِ واسْلُك بي مَسلَكَ أهلِ الجَذبِ، إلهي أغْنِني بتَدبيرِك لي عن تَدبيري، وباختيارِك لي عن اختياري، وأوقِفْني على مَراكزِ اضطرارِي، إلهي أخْرِجني من ذُلِّ نَفسي، وطَهِّرني من شَكّي وشِركي قَبلَ حلولِ رَمسي، .


بكَ أنتَصِرُ فانْصُرني، وعَليك أتَوَكّلُ فلا تَكِلْني، وإيّاك أسْئَلُ فلا تُخَيِّبْني، وفي فَضلِك أرغَبُ فلا تَحرِمني، وبجَنابِك أنتَسِبُ فلا تُبعِدْني، وببابِك أقِفُ فَلا تَطرُدْني، إلهي تَقَدّس رِضاك أن تكونَ لهُ عِلّةٌ منكَ، فكيفَ يكونُ لهُ عِلّةٌ منّي، إلهي أنتَ الغَنيُّ بذاتِك أن يَصِلَ إليكَ النَّفعُ منكَ، فكيفَ لا تكونُ غَنيّاً عنّي، إلهي إنّ القَضاءَ والقَدَرَ يُمَنّيني ، وإنّ الهَواءَ بوَثائقِ الشّهوةِ أسَرَني، فكُنْ أنتَ النّصيَر لي حتى تَنصُرَني وتُبَصِّرَني، وأغْنِني بفَضلِك حتّى أستَغْنيَ بكَ عن طَلَبي، أنتَ الّذي أشرَقتَ الأنوارَ في قلوبِ أوليائِك، حتّى عَرَفوك ووَحَّدوك، وأنتَ الّذي أزَلتَ الأغيارَ عن قلوبِ أحِبّائِك، حتّى لَم يُحِبّوا سِواك، ولَم يَلجَأوا إلى غَيرِك،

أنتَ المونسُ لَهم حيثُ أوحَشَتهمُ العَوالمُ، وأنتَ الّذي هَدَيتَهم حيثُ اسْتَبانَت لهم المَعالمُ، ماذا وَجَد مَن فَقَدك، ومَا الّذي فَقَد مَن وَجَدك، لقد خابَ مَن رَضِيَ دونَك بَدَلاً، ولقد خَسِرَ مَن بَغى عنك مُتَحَوِّلاً، كيفَ يُرجى سِواكَ وأنتَ ما قَطَعتَ الإحسانَ، وكيفَ يُطلَبُ من غَيرِك وأنتَ ما بَدَّلتَ عادَةَ الإمتنانِ، يا مَن أذاقَ أحِبّاءَه حَلاوةَ المُؤانَسةِ، فقاموا بينَ يَدَيهِ مُتَمَلِّقينَ، ويا مَن ألبَسَ أولياءَه مَلابِسَ هَيبتِه فَقاموا بينَ يَدَيهِ مُستَغفِرينَ، أنتَ الذّاكرُ قَبلَ الذّاكرينَ، وأنتَ البادي بالإحسانِ قَبلَ تَوجُّهِ العابدينَ، وأنتَ الجَوادُ بِالعَطاءِ قَبلَ طَلَبِ الطّالِبينَ، وأنتَ الوَهّابُ ثمّ لما وهَبتَ لَنا منَ المُستَقرِضينَ، إلهي اطْلُبني برَحمتِك حتّى أصِلَ إليكَ، .


واجْذُبني بمَنِّك حتّى أُقبِلَ عَليك، إلهي إنّ رَجائي لا يَنقَطِعُ عنكَ وإن عَصَيتُك، كما أنّ خَوفي لا يُزايِلُني وَإن أطَعتُك، فقد رَفَعَتْني العَوالِمُ إليكَ وقد أوقَعَني عِلمي بكَرَمِك عَليك، إلهي كيفَ أَخيبُ وأنتَ أمَلي، أم كيفَ أُهانُ وعَليك مُتَّكَلي، إلهي كيفَ أسْتَعِزُّ وفي الذِلّةِ أركَزْتَني، أم كيفَ لا أستَعِزُّ وإليكَ نَسَبتَني، إلهي كيفَ لا أفتَقِرُ وأنتَ الّذي في الفُقَراءِ أقَمتَني، أم كيفَ أفتَقِرُ وأنتَ الّذي بجودِك أغنَيتَني، وأنتَ الّذي لا إلهَ غَيرُك، تَعَرَّفتَ لكلِّ شيء فما جَهِلَك شَيءٌ، وأنتَ الّذي تَعَّرَفتَ إليَّ في كلِّ شيء، فرَأيتُك ظاهراً في كلِّ شيء وأنتَ الظّاهرُ لكلِّ شيء، يا مَنِ استَوى برحمانيّـتِه فصارَ العرشُ غَيباً في ذاتِه، مَحَقتَ الآثارَ بالآثارِ ومَحَوتَ .


الأغيارَ بمُحيطاتِ أفلاكِ ألأنوارِ، يا مَن احتَجَب في سُرادِقاتِ عَرشِه عن أن تُدرِكَه الأبصارُ، يا مَن تَجَلّى بكَمالِ بهائِه فتَحَقَّقَت عظمتُه الإستِواءَ، كيفَ تَخفى وأنتَ الظّاهرُ، أم كيفَ تَغيبُ وأنتَ الرّقيبُ الحاضرُ، إنّك على كلِّ شيء قديرٌ، والحمدُ للّهِ وَحدَه.»

دعاء عرفة للإمام عليّ بن الحسين(عليهما السلام)(1).

«ألحمدُ لِلّه ربِّ العالمينَ، أللّهُمّ لكَ الحمدُ بديعَ السّماواتِ والأرضِ، ذَا الجلالِ والإكرامِ، ربَّ الأربابِ، وإلهَ كلِّ مَألوه، وخالقَ كلِّ مخلوق، ووارثَ كلِّ شيء، ليسَ كمثلِه شيءٌ، ولا يَعزُبُ عنه عِلمُ شيء، وهوَ بكلِّ شيء مُحيطٌ، وهو على كلِّ شيء رقيبٌ، أنتَ اللّه لا إلهَ إلاّ أنتَ الأحدُ المُتَوحِّدُ، الفَردُ المُتَفرِّدُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الكريمُ المُتَكرِّمُ، العظيمُ المُتَعَظِّمُ، الكبيرُ .

1 ـ وهو من أدعية الصحيفة السجّادية، الدعاء 47.


المُتَكبِّرُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ العليُّ المُتَعالِ الشّديدُ المِحالِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الرّحمنُ الرّحيمُ، العليمُ الحكيمُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ السّميعُ البصيرُ، القديمُ الخبيرُ، وأنت اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الكريمُ الأكرمُ، الدّائمُ الأدومُ، وأنت اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الأوّلُ قبلَ كلِّ أحد، والآخِرُ بعدَ كلِّ عَدد، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الدّاني في عُلُوِّه، والعالي في دُنُوِّه، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ ذوالبَهاءِ والمَجدِ، والكِبرياءِ والحَمدِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الّذي أنشَأتَ الأشياءَ من غَيرِ سِنخ، وَصوّرتَ ما صَوّرتَ من غَيرِ مثال، وابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بلا احتِذاء، أنتَ الّذي قَدَّرتَ كلَّ شيء تَقديراً، ويَسَّرت كلَّ شَيء تَيسيراً، ودَبَّرتَ ما دونَك تَدبيراً، أنتَ الّذي .


لم يُعِنْك على خَلقِك شريكٌ، ولَم يُوازِرْك في أمرِك وزيرٌ، ولَم يَكُن لَك مُشاهدٌ ولا نظيرٌ، أنتَ الّذي أرَدتَ فكانَ حَتماً ما أرَدتَ، وقَضيتَ فكانَ عَدلاً ما قَضَيتَ، وحَكَمتَ فكانَ نِصْفاً ما حَكَمتَ، أنتَ الّذي لا يَحويك مكانٌ، ولَم يَقُمْ لِسُلطانِك سُلطانٌ، ولَم يُعْيِك بُرهانٌ ولا بيانٌ، أنت الّذي أحصَيتَ كلَّ شيء عَدداً، وجَعَلتَ لِكلِّ شيء أمَداً، وقَدّرتَ كلَّ شيء تَقديراً، أنتَ الّذي قَصُرَتِ الأوهامُ عن ذاتيّـتِك، وعَجَزَتِ الأفهامُ عن كَيفيّـتِك ولَم تُدرِكِ الأبصارُ مَوضِعَ أينيّـتِك، أنتَ الّذي لا تُحَدُّ فتكونَ مَحدُوداً، ولَم تُمَثَّلْ فتكونَ مَوجوداً، ولَم تَلِدْ فتكونَ مَولوداً، أنتَ الّذي لا ضِدَّ مَعك فيُعانِدَك، ولا عِدلَ لَك فيُكاثِرَكَ، ولا نِدَّ لك فيُعارِضَك، أنتَ .

/ 15