وأمّا العزم
فليستحضر في ذهنه أنه لعزمه مفارقٌ للأهل والولد، هاجر للشهوات واللذات،
مهاجرٌ إلى ربّه، متوجّهٌ إلى زيارة بيته.
وليعظّم قدر البيت لقدر ربّ البيت، وليخلص عزمه لله، ويبعده عن شوائب الرياء
والسمعة، فإن ذلك شركٌ خفيٌّ، وليتحقّق أنه لا يقبل من عمله وقصده إلاّ
الخالص، وأنّ من أقبح المقابح أن يقصد بيت الملك وحَرَمَهُ مع اطلاع ذلك
الملك على خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويكون قصده غيره، فإنّ ذلك استبدال
للذي هو أدنى بالّذي هو خير.